أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عهد صوفان - متى نسقط الأوهام التي تقول: أنّ الله كتب وقدّر؟














المزيد.....

متى نسقط الأوهام التي تقول: أنّ الله كتب وقدّر؟


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 2992 - 2010 / 5 / 1 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



متى نسقط الأوهام التي تقول: أن الله كتب وقدّر

يقولون: ليس عيباً أن نخطىء, لكن العيب أن نستمرّ في الخطأ ولا نتعلّم منه.. كيف نتلافاه؟ . كلّ الشعوب تنشد التطور وتسعى إليه. تخطيء في مسيرتها إلى الهدف, وتتعلّم من أخطائها. فتستبدل السلوك الخاطيء بالسلوك الصحيح.. فالوصول إلى الأهداف صعب ويحتاج إلى جهد ومثابرة ودراسة للطريقة المقررة للوصول إلى الأهداف المنشودة, وهنا لا بدّ من ظهور العثرات, ولا بدّ من تذليل هذه العثرات..
عندمت نتعثّر نعلم أننا أخطأنا, ونعلم أن الحاجة لإصلاح هذا الخطأ ضرورة ملّحة, وإلاّ لن نصل إلى الهدف والمبتغى..
كلّ الشعوب المتطورة وصلت إلى مكانتها ونجاحها لأنها استفادت من الأخطاء واستبدلتها بالصحيح,وإلاّ لبقيت كما نحن, نلفّ وندور ولا نعترف بأي خطأ. هذا المبدأ يعيه الجميع ويؤمن به الجميع ولا يناقش به أحد.. ولكن المشكلة عندنا أننا لا نعترف بأننا نخطيء. لأن سلوكنا ارتبط بالأوامر المقدّسة. وهي صحيحة لأنها مقدّسة, وسلوكنا صحيح أيضاًلأن الله هو من قدّر وكتب ولا تبديل لمشيئته وإرادته. ولن نلتفت إلى الوراء لنرى ماذا فعلنا, وهل نجحنا أم فشلنا؟ لأنها إرادة الله.... هذا الاحساس صار جزءاً من شخصيتنا, ومغروس في أعماقنا, ندافع عنه لأنه سهّل علينا الحياة. وأبعدنا عن تحمّل المسئوليات ومحاسبة الذات..
فكلّ سلوك يحمينا من المساءلة والمحاسبة نتبنّاه ونعتبره جزءاً من تاريخنا وتقاليدنا. حتى أصبحت أخطاؤنا محمية بقوة العادات والتقاليد المقدّسة كما النصّ المقدّس..
ولكن الأرقام والنتائج تتكلّم وتقول أننا مقصرين في إبداعنا وإنتاجنا وأننا متميزين في فشلنا وتبريراتنا .. وعيوبنا صارت مرئية أمام نجاح الآخر.
إلى متى نبقى ندفن رؤؤسنا في الرمال ولا نرى أخطاءنا وفشلنا؟؟. ومتى ننزل من برجنا العاجي لنرى الواقع كما هو بعين الحقيقة المجردة؟ومتى نُسقط الأوهام من رؤوسنا التي تقول بأن الله كتب وقدّر, ولا يتمّ شيء إلاّ بإذنه؟. متى تتحرر عقولنا من رواسب الماضي وأفكاره العتيقة التي لم تعد تصلح لشيء؟.. فالحياة يصنعها الإنسان ويقودها الإنسان بعقله المنفتح الذي يرى ويعمل..
متى نستطيع أن نرى:
- أنّ افتصادنا متخلّف وأننا فشلنا في معركة تطويره وتحدياته..
- أنّ دستورنا مفصّل وهو للديكور وللمباهاة به أمام الأمم فقط..
- وأن القوانين عندنا هي بديل الدستور.تشرّع يومياً وحسب الطلب..
- وأنّ البرلمانات عندنا هي فقط من لوازم اللعبة الديموقراطية..
- وأنّ القضاء فاقد الصلاحية. وهو لعبة بيد السلطة والمال ويحكم بما يشاء صاحب القرار..
- وأنّ الناس عندنا درجات ومقامات حسب الدين وحسب المذهب وحسب المال وحسب النسب وو..
- وأنّ الوظائف توفر لأصحاب النفوذ..
- وأنّ الروتين القاتل يخضع له الفقراء فقط..
- وأنّ التزوير يتمّ لحماية الكبار فقط..
- وأنّ الغني يأخذ حقّه وحقّ غيره والفقير يُداس تحت الأقدام..
- وأنّ أغلب العقود تتمّ تحت الطاولات بعد دفع المستحقّ لأصحاب الشأن..
- وأنّه لا تخطيط عندنا ولا رؤية مستقبلية..
- وأننا أمة تستورد كلّ شيء وتعتمد على الآخر في كلّ شيء..
- وأننا نتكلّم كثيراً ونقرأ قليلاً..
- وأنّ خدماتنا الصحية سيئة وجامعاتنا أسوأ وشوارعنا قذرة ووو...
- وأننا أمة الوساطة بامتياز, فلا يمكن لأحد أن يأخذ حقه إلاّ بمساعدة وعون المتنفذين..
- وأنّ الرشاوى والعمولات أصبحت قانوناً يقبله الجميع ويسري في كلّ الأماكن في بلادنا على الكبير وعلى الصغير..
كيف نواجه تحديات وسباق الأمم المحموم فيها ونحن نائمون؟..
لعبة الحياة تجري واللاعبون كبار والكلّ يقتنص الفرص ويحتلّ المراتب والأماكن ويسجّل النقاط, ونحن خارج الملعب نشتم الآخرين ونطلب العون من الله .. ولكنّ الله لم يبعث لنا حتى الآن بمن يساعدنا ونحن منتظرون وقافلة الحياة تسير من محطة إلى أخرى وشعوب الأرض تصعد هنا أو هناك. ونحن ننتظر؟؟!! وسيطول الانتظار وربما نبقى وحدنا على رصيف المحطة بعد أن يغادر الجميع....
نقد الذات بات أكثر من ضرورة. ومراجعة منظومة القيم لدينا صار ملّحاً ويحتاج إلى جرأة قادرة على قول وفعل الأفضل ونسف كلّ معيق أياً كان لأنه لم يعد ممكناً أن نستحضر الماضي إلى الآن ونعيش فيه الآن...
لا يمكن أن نلبس كما كان الأقدمون ولا أن نفكر مثلهم... الماضي القريب والبعيد صار ذكرى في كتاب التاريخ واليوم له لغة مختلفة وأخلاق مختلفة. لنرمي القديم بعيداً ولنأخذ الجديد الجميل..قبل أن تضيع الفرص وتغلق الأبواب فننتهي من الوجود كما رحل آخرون تشبثوا بالماضي ورفضوا المستقبل, فعجزت قوانين الماضي عن مواكبة الحياة والتفاعل معها فدبّ الفساد والتخلّف واندثروا من داخلهم بعد أن تحطمت نفوسهم وانكسرت ذواتهم, فرحلوا من التاريخ واندثروا تراباً في ترابه...
على الجميع أن يصرخ بوجه الماضي الذي يحتلّ حاضرنا, ويرفضه ويقاومه خاصة وأنه مكتوب بحروف الكذب والتزوير والتضليل.. تاريخ قتلة وغزاة.. تاريخ تشويه وادعاء.. تاريخ الموبقات والجرائم الإنسانية..
تاريخ معيب ومشين يدعو للغثيان من اكذوبة العربان... تاريخ يمثّل الاضطهاد ويمجّد الظالم ويؤنب المظلوم.. تاريخ حوّل الأصنام من أحجار وصخور إلى بشر من لحم ودم. قدّس الزعماء وعبد القادة وجعلهم أصنامه التي قدّم لها فروض العبادة والتقديس.. هذا التاريخ المخجل يشعرنا بالعار والإثم ويخرجنا من إنسانيتنا وآدميتنا.. وسوف تسقط كل رهاناتنا في التطور إن لم نحرق هذا التاريخ وننزعه من رؤوسنا غير مأسوف عليه.......



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين عندما يعتدي على الوطن
- أمة القراءة لا تقرأ - أمة اللسان
- ألم يحن الوقت لندرِّس وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟
- الوثيقة العمرية - وثيقة الخليفة العادل
- هل السياسة فن الكذب أم أنها جوهر الصدق
- لماذا الاقتراب من الدين خط أحمر؟؟
- الخوف من سلطة الله وسلطة النظام
- انفصام أم انسجام ما بين الوطن والدين والنظام
- من يجيد قراءة التاريخ يكتب المستقبل
- أكذوبة اسمها العروبة 3
- إلى وطني الذي أُحبّ
- المرأة في النصوص المقدسة..الوجه الآخر
- المرأة قصة قهر و ظلم طويلة
- كل شيء عندنا مقدس
- كذبة اسمها العروبة 2
- اكذوبة اسمها العروبة 1
- الكتابة ليست ترفاً فالكتابة كلمة والكلمة بداية
- الغزوات الاسلامية قراءة أخلاقية
- أيديولوجيا الفساد بين القبلي والديني
- رسالة إلى وطني


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عهد صوفان - متى نسقط الأوهام التي تقول: أنّ الله كتب وقدّر؟