أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - لماذا لم يعتذر المؤذن السابق من السوريين؟















المزيد.....

لماذا لم يعتذر المؤذن السابق من السوريين؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2991 - 2010 / 4 / 30 - 11:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بكل صدق، وتجرد، لا أتابع بشغف وبجدية أي من الشهادات على العهر العربي ولا أحتمل رؤية المكسور أكثر من ثوان معدودات، ولأن هذا التاريخ محفور، جينياً ووراثياً، ومنذ الأزل بذاكرتي ولست بحاجة لا للمكسور ولا للنحلاوي كي يشرحوا لي ويحدثوني عن العهر العربي التاريخي، وألاعيب الأعاريب ومكائدهم ودسائسهم وتاريخهم المشين والمخزي منذ السقيفة وحتى اليوم.

وقبل الولوج في الموضوع، لا بد من تقديم شهادتي على برنامج شاهد على العهر، بشكل عام، وحلقات النحلاوي، بالذات، لنقول بأنها كانت مجرد حفلة ردح وتشهير برئيس مصر الراحل جمال عبد الناصر (1952-1970)، لأسباب إيديولوجية وسياسية، وبسبب من العداء التاريخي المعلوم بين الجماعة التي الذين يمثلها المكسور، وبين الرئيس المصري الأسبق، الذي أعدم لهم مرشدهم الروحي سيد قطب (1906-1966) الذي بدأ حياته شاعراً وأديباً ومنظراً متحولاً من الليبرالية إلى السلفية بفعل السياسات الديكتاتورية الناصرية. وكانت كل تلك المقابلات والحلقات تبدو عبارة عن تصفية حساب شخصي مع الرئيس ناصر أكثر من كونها شهادة تاريخية تقيم لحقبة ناصر من منظور نقدي وتاريخي وسوسيولوجي، وهذا هو ربما ما يقف وراء الشهادات والرسالة التي يريد أن يرسلها البرنامج لجميع من تابعه، شيطنة عبد الناصر، فقط مع الافتقار للمنهج النقدي الموضوعي. ولسنا من المعجبين أبداً، لا بعبد الناصر، ولا بالنحلاوي، ولا بالمكسور، ذاته، ولكن غياب هذه المنهجية النقدية المنطقية التحليلية الحيادية التي تقتضي التثبت والتأكد من كل ما يقال عبر وجود طرف ثالث في البرنامج، يمثل وجهة النظر الأخرى أو يدفع بما يقوله الشاهد، لا أن تصبح الشهادة وثيقة تاريخية، وحقائق خالدة ثابتة، ومرجعاً، من دون التأكد منها، وهنا الخطورة الكبرى في هذا البرنامج. غياب الموضوعية، والحيادية وآليات التحقق العلمية والعملية من كل ما هو مطروح، يعرض العمل لعدم المصداقية ويجعله في حكم المتهم والمدان سلفاً، ولذا لا يمكن الأخذ بهذه الشهادات أو الوثوق بها مطلقاً طالما أن الفردانية والمزاجية والشخصانية والدوافع السياسية والإيديولوجية هي عمادها وأساسها، وحتى انتظار سماع وجهة نظر الآخر ، الموجود وبكل أسف في الدار الآخرة، ولا يمكن سؤاله عن كل ما جرى من وقائع وأحداث. ويبقى السؤال الأهم كيف يمكن للمتابع أو المشاهد أن يتأكد ويتحرى من طهرانية، وصدق، ووطنية دوافع النحلاوي، وكل الشهود الآخرين الذين يمثلون أمام المكسور في شهاداتهم على العهر العربي، والنحلاوي، وغيره، ليس نبياً مرسلاً حتى نأخذ كل ما يقوله على محمل الصدق أو الجد، وللرجل أجندته، ودوافعه، وهو لا يعمل لوجه الله، وحسب، ومن حقنا الطبيعي التشكيك في كل حرف يقوله.

وبالعودة إلى حلقة أول من أمس ، حلقة الاعتذار "المنتظر"، فقد بدا المكسور فيها، وكعادته، عصابياً، وعصبياً، ونزقاً، سمجاً، موتوراً ولم نلاحظ أي غياب، أو تناقص لدرجة "البجاحة" وثقل الدم الذي يتمتع به تاريخياً، بل رسخ ذلك أكثر من السابق، وفي الوقت الذي كان ينتظر الجميع منه اعتذاراً واضحاً وصريحاً وعلنياً، أ[ى واستنكر، وجاء كلامه بما يشبه المراوغة والتنصل والتأدب الزائف غير المألوف في شخصيته وتاريخه وسلوكه الطويل، ما اضطر بعض المصريين، سابقاً، وبسبب ذلك، إلى إشباعه ضرباً بعد "علقة" ساخنة في إحدى الأماكن التي كان متواجداً فيها.

وفي الحقيقة لم أتوقع يوماً من الأيام أي اعتذار أو أي سلوك حضاري وراقي من هذا المكسور وأمثاله ، ممن تربوا ونشؤوا على الإيديولوجيات الفاشية التي تنظر لنفسها فوق الناس والبشر، فثقافة المكسور وإيديولوجيته وتربيته وتنشئته الضالة تضعه فوق الناس وازدراء الناس والمكونات واحتقار الآخر في صلب ثقافة المكسور، لا بل تبرر له ذلك من منطلقات إيديولوجية ومقدسة، تجعل ذلك طقساً وسلوكاً طبيعياً ويومياً لديه يتقرب فيه إلى السماء، وتطلب منه أن يستمر في هذا السلوك وممارسة هذا الطقس في كل الأوقات. وللاعتذار رجاله المعرفون الشجعان الواثقون بالنفس، لا هؤلاء المهلهلون الفارغون من أية شجاعة ورجولة. وعدم الاعتذار العلني والصريح يؤكد أن إساءة المكسور كانت متعمدة ومقصودة وعن سابق ترصد وتصميم، ما تخفي وراءها أبعاداً وميولاً شاذة ومرضية.

فلم يبلغ المكسور درجة من النضوج والحضارة والرقي والتمدن تجعله يتفهم او يعرف معنى أو قيمة للناس وللآخر ، كما أن ثقافة الاعتذار تغيب عن هؤلاء الناس الذين ما زالوا يعيشون نفسياً وسيكولوجياً وبيئياً في عصور الظلام العربي، ويحلمون بالعودة إليها على الدوام، والمكسور بذلك لم يخرج عن تعاليم معلمه وسيده المرشد السابق "أبو عاكف"، الذي ازدرى وشتم بلده مصر، وأشبعها كلاماً فاحشاً وقليل الأدب، وها هو التلميذ النجيب المكسور على خطى وعهد مرشده الإخواني، وليس في الأمر من جديد، فلا قيمة لا لمصر ولا لسوريا أو الأردن وأي بلد آخر، خاصة تلك التي تحتوي على مكونات عرقية ودينية "ضالة" لا تروق للمكسور ولجماعته، فسبهم وشتمهم وازدراؤهم هو سمة أصيلة للمكسور ورهطه النجباء، وتاريخهم تاريخ لعن وشتيمة وسباب وازدراء واحتقار للآخر وكل المكونات التي لا تدين بالولاء والبراء. ومشكلتنا التاريخية معهم، ومشكلتهم مع التاريخ، أنهم لا يعتذرون، ولا يعترفون، ولا يتراجعون ولا يرعوون .

إساءة المكسور واضحة وبالغة، وعدم اعتذاره أكثر سوءاً وزاد في الطنبور نغماً. لكن في المحصلة، إن عدم اعتذار المكسور ليس خبراً عظيماً، ولا خبطة صحفية وإعلامية، بل على العكس، لو اعتذر وظهر مثل البشر والناس، لكان خبراً كبيراً، ونقطة تحول تاريخية في فكر وسلوك وإيديولوجية هذا التيار الذي يمثله المكسور. وحين يعتذر المكسور "ابقوا قابلوني" كما يقول المثل المصري.

وقديما قال الشاعر البدوي غفر الله له:
ولا ترجو السماحة من بخيل فليس في النار للظمآن ماء
فلا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء
ولا تُرِ الأعادي قط ذلا فإن شماتة الأعداء داء
وفاقد الشيء لا يعطيه.

(تعقيب على موضوعة المؤذن إذ ليست الغاية منها التحقير أو الازدراء، وكل الناس خير وبركة "والشغل مو عيب"، ولكن لتبيان طبيعة المنبت والأصل الثقافي والمهني الذي دلف منه المكسور، ليس إلا، وهي كفيلة بإعطاء فكرة كافية عنه قبل أن يعتبر نفسه "خادماً للشعوب العربية"، (وكما قال، حين أتى ليكحلها فعماها)، ونجماً إعلاميا سطع في حقب العهر والنفط العربي ونعلم تماماً على من تسلط الأضواء، ويصبحون نجوماً، ويحتلون المنابر وتفرد لهم الساحات والملاءات، في هذه الحقب المشؤومة البغية الظلامية السوداء).



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مليونيرات الحوار المتمدن
- هل يحرر حزب الله المقدسات الإسلامية؟
- شيوخ التكفير والإرهاب على القوائم السوداء
- وصفة حزب الله
- منطق العصور الحجرية
- السيد المدير العام لجرّات الغاز المحترم
- السيرة ذاتية لكاتب عربي
- العرب وموسوعة غينيس
- أنفلونزا البراكين
- التعنيز: وإفلاس إعلان دمشق
- دول الخليج ومخالفة شرع الله
- الزيدان الفهلوي: وتصابي الشيخ الماضوي
- هل أفلس إعلان دمشق حقاً؟
- هل ينتهي الإرهابي الدولي أحمد موفق زيدان إلى غوانتانامو؟
- سكاكين أحمد موفق زيدان ودعواته العلنية للتطهير العرقي
- مطلوب القبض على وزاراء االتربية والثقافة العرب بسبب إعدادهم ...
- أحمد موفق زيدان على خطى أحمد منصور: زيدان يدعو لإبادة طائفة ...
- لماذا خسر العرب معركتهم الحضارية؟
- رسالة إلى السيد مدير المصرف العقاري
- إهانة التاريخ العربي: رد على قيادي إخواني


المزيد.....




- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - لماذا لم يعتذر المؤذن السابق من السوريين؟