أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بسام الهلسه - مئة واربعون عاما على مولده.. لينين: التقديس, الانكار, وشجرة الحياة ؟















المزيد.....

مئة واربعون عاما على مولده.. لينين: التقديس, الانكار, وشجرة الحياة ؟


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 3097 - 2010 / 8 / 17 - 20:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


*الرجل الذي شغل القرن العشرين وكان الشخصية الاكثر نفوذا وانتشارا فيه,لم يعد يذكره سوى اتباعه في البلدان والاحزاب التي احتفظت بعقيدتها الشيوعية ولم تنقلب على ماضيها.
انه فلاديمير ايليتش لينين باني الحزب البلشفي وقائد الثورة الاشتراكية في روسيا ومؤسس الاتحاد السوفييتي واحد الكبار الذين يتعدى تأثيرهم فترة اعمارهم(ولد في العام 1870وتوفي في العام 1924),ويتجاوز نطاق اممهم ولغاتهم وبلدانهم.
فحتى تفكك الاتحاد السوفييتي وانهيار الانظمة الاشتراكية في اوروبا الشرقية في اواخر القرن الماضي,ظل لينين حاضرا بقوة هائلة,ليس في وطنه روسيا فحسب,ولا في الدول الاشتراكية فقط,بل في عموم قارات وبلدان العالم التي ترجم تراثه الضخم الى لغاتها او قرأته بلغات وسيطة. ولم يشمل تأثيره المنتمين الى الدول والاطارات الشيوعية فقط,وانما امتد ليطال حتى المختلفين مع الشيوعية الذين اطلعوا على هذا الجانب او ذاك من تجربته العملية او من تنظيره في الشؤون المختلفة:السياسية,الاقتصادية,التنظيمية والادارية,الاستراتيجية والتكتيكية,الثقافية,الثورية والفلسفية…
لكن هذا الحضور المهيمن في العالم, يبدو اليوم كذكرى بعيدة من زمن غابر.. فحتى في الدول والاحزاب التي ما تزال ترفع راية الشيوعية, جرى اقصاء تعاليم لينين او معظمها, ولم يعد ينظر اليها بوصفها المرجع الاول ـ الى جانب تعاليم كارل ماركس ـ الذي تحتكم اليه في صياغة رؤيتها وبرامجها ومواقفها واجراءاتها.
اما في صفوف القوى الاشتراكية واليسارية غير الشيوعية, فلا أثر يبدو اليوم للرجل الذي كانت ظلاله تمتد اليها فيما مضى بهذا القدر او ذاك. واذا ما جرى تذكُره في مناسبة ما, فانه يواجه بالنقد سواء فيما يتعلق باطروحاته النظرية او بتجربته التطبيقية. وبشكل اساسي اخذت عليه نزعته المثالية التي احلَت الوعي والارادة الذاتية محلَ معطيات الواقع الموضوعي وممكناته, مما قاده الى استباق المراحل والتعجيل بالثورة الاشتراكية في بلد غير ناضج لها هو روسيا, الامر الذي ادى الى اتباع العنف في بناء النظام الجديد وتأمين احتفاظه بالسلطة. واخذ عليه فهمه وتطبيقه للديمقراطية الاجتماعية(الاشتراكية) كنقيض للديمقراطية السياسية التي حققتها الانظمة الرأسمالية المتطورة, وليس كمطور ومتتم لها. كما اخذ عليه احلاله للحزب وللقائد محل الطبقات والجماهير الكادحة, مما ادى ـ خصوصا في الحقبة الستالينية ـ الى بناء دولة شديدة المركزية تقرر مختلف جوانب الحياة, والى تكريس نمط القائد ذي السلطات الكلية, وهيمنة طبقة الموظفين البيروقراطيين على المنتجين بدلا من ان يعملوا في خدمتهم.

* * *

لسنا هنا في مجال مراجعة اللينينية التي كانت تذكر في العادة مقرونة بالماركسية بصفتها الشرح الصحيح والتطوير الخلاق لها في عصر الامبريالية والثورة الاشتراكية. فبعض اهم المآخذ عليها تعود الى ماركسية ماركس بالذات, التي صاغت منظورا للتاريخ البشري مستمدا من استقراء التجربة الاوروبية, قامت بتعميمه على كل العالم. واشتقت من هذا المنظور فهما مغلقا لسيرورة وتعاقب مراحل التاريخ الذي رأت انه يجري بطريقة حتمية ضمن اطوار خمسة( المشاعية البدائية, العبودية, الاقطاع, الرأسمالية, الشيوعية).
هذا المنظور المعروف باسم " المادية التاريخية" كان بمثابة قانون الايمان بالنسبة لماركسيي القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين, الذين اعتقدوا بصورة جازمة ان تطور الرأسمالية سيفضي بشكل محتوم لا مرد له الى اندلاع الثورة الاجتماعية(الاشتراكية) في دول الغرب الراسمالية المتقدمة.
وما دمنا بصدد لينين, فإن الانصاف يقتضينا ان نذكِر بأنه كان الوحيد من بين الماركسيين الذي تجاوز هذا المنظور وقدَر ان الثورة قد خبت في اوروبا التي تتشارك طبقاتها العاملة مع امبريالياتها في نهب ثروات الامم, ورأى ان وعود الثورة قد انتقلت الى البلدان والامم المستعمرة وشبه المستعمرة والتابعة. وقد ثابر على تأييد كفاحها ضد الاستعمار وضد مخلفات العصور الوسطى, وحقها في تقرير المصير وبناء دولها القومية المستقلة, فيما كانت اغلبية الماركسيين ـ ان لم يكن جميعهم ـ تنظر الى كفاح وحقوق هذه الامم بشكل سلبي او لا تعيره التفاتا.
من جانب آخر, كان لينين اول ماركسي يلتفت الى الفلاحين المعدمين ويدرك اهمية تحالف العمال معهم. وهذه المسألة التي تبدو اليوم مألوفة, كانت في حينها احدى اهم مسائل الاستراتيجية فيما يخص تحديد القوى المكونة والمحركة للثورة, فقد كان الماركسيون يعلقون آمالهم على الطبقة العاملة فقط كقوة حاملة للثورة الآتية غدا او بعد غد!
اذاً, بافكاره ومفاهيمه, وبقيادته للثورة الاشتراكية وبناء دولتها الاولى في التاريخ في روسيا المتخلفة, نصف الاوروبية ونصف الآسيوية, نزع لينين الرداء الاوروبي عن الماركسية, وفتح امامها الباب لترتحل في العالم غير الاوروبي حيث اصطبغت بألوان البيئات الجديدة التي حلت فيها.

* * *

ربما لم يحن الوقت بعد لتقديم اجابة نهائية للسؤال عما تبقى من لينين واللينينية.. فإذا كان لينين قد ظلم مرتين:( بتقديسه في الاولى, ثم انكاره وتجاهله فيما بعد), فإن تجربته ودوره وارثه ينبغي ان يكون موضوعا للمراجعة والتقييم كواحد من كبار صانعي التاريخ, سواء نظر اليه من زاوية منجزاته, او من زاوية جناياته. وفي كل الاحوال يتعيَن على المنشغلين من الرجال والنساء, بمواجهة الاستعمار والعنصرية والعولمة الامبريالية وكل اشكال اضطهاد واستغلال البشر, ان يقترحوا الاجابات على الاسئلة المتعلقة بمظالم عصرنا وخلل بنيته, وان يتقدموا برؤاهم لسبل خلاص المستضعفين في الارض. وهي اقتراحات ورؤى مطلوبة بالحاح كبير, ويفترض ــ ويجب ـ ان تستمدَ نسغها من التجربة الواقعية المعاشة التي هي اصدق, واعقد, واغنى من كل النظريات والنصوص اذا ما استعدنا عبارة "غوته" المجازية عن شجرة الحياة الخضراء.
ومن البديهي ان الاحياء ادرى من الاموات بهمومهم وبشؤون دنياهم, فهم من يتألمون.. وهم من يأملون..



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمة والقاعدة..وجهة النداء
- سبب آخر للاعتذار
- خزانة الألم..السينما في خدمة السياسة
- مستعرب وعرب..حب وحوار!؟
- أمل دنقل..بلسان عربي مبين
- آفاتار:استعارات.. واحالات
- تشيخوف..حفاوة جديرة بالتقليد
- ضد الكتاتورية
- غولدستون: تعليق الجرس
- في حوار لم يحدث مع اوباما: بلا حسد! استحق جائزة نوبل!
- محمد علي باشا :الإقليم .. والقيادة
- الثورة الفرنسية : ما لم يطوه التاريخ
- اوباما...الواعظ .. ومقاعد المستمعين !
- انتخابات لبنان : تقدير ..وتذكير
- - انتم لم تنتصروا في الحرب - !؟
- العقاد : صورتان
- أبو القاسم الشابي...عصف حياة خاطفة !
- أدونيس...الاثارة حد التهافت !
- قاب قوسين؟ لتكن مشيئتك !
- بردها شيني !


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بسام الهلسه - مئة واربعون عاما على مولده.. لينين: التقديس, الانكار, وشجرة الحياة ؟