أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - قصور صدام . والأجيال القادمة















المزيد.....

قصور صدام . والأجيال القادمة


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2989 - 2010 / 4 / 28 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قصور صدام .. التي انتشرت بمختلف أرجاء العراق . لا أظن هارون الرشيد ، أو معاوية ، أو أي خليفة اسلامي عربي – أو تركي عثمانلي - . بني قصورا بذاك الكم ، والترف . كما قصور . فارس حزب ( البعث .. ) العربي (( الاشتراكي ..! ))
لقد حار الجميع في فهم معني أهم شعارات حزب البعث " الرسالة الخالدة .. لما يسمي بالأمة العربية الواحدة " وكل التفسيرات البعثية سواء لمؤسس الحزب نفسه أو لكبار فلاسفته ومنظريه لم يقدموا تفسيرا معقولا لما زعم انه " رسالة خالدة " .. للأمة العربية المدعوة بالواحدة .. سوي : فبركات لا تقنع صاحب عقل نصف يقظ ..
فربما .. كانت قصور صدام . الباهظة العدد والتكاليف (!) ربما كانت هي الرسالة الخالدة ؟..!
وربما سيكتمل شرح وتفسير معني " الرسالة الخالدة " عندما يكشف عن قصور " حافظ الأسد" . البطل البعثي القومي العربي الاشتراكي .. ( سواء كانت من قصور من المباني ، أو قصور من الآثام . التي اقترفها . في حق شعب سوريا . ولم يكشف عنها بعد ) .

كيف ؟ ، ومن أين بنيت قصور " صدام " ؟
انها بنيت بقوت العراقيين ، وبسلب حقهم في حياة رغدة . أو ميسورة علي الأقل . كشعب بلد نفطي - مع وجود نهرين لا نهر واحد . دجلة والفرات – وأراضي زراعية خصبة .
انني كنت شاهد عيان . علي حياة شعب العراق في أوج سلطة صدام وقبل حروبه الخارجية كلها .
رايت بعيني كيف كان أطفال عراقيون في عمر الزهور . يعانون الفقر . لدرجة أنه لم يكن أمامهم ليعيشوا سوي الوقوف بميادين العاصمة " بغداد " نفسها .. يبيعون - في قيظ الصيف العراقي . اللافح - السجاير والماء المثلج ، والحب ( البذور ، أو اللب . كما نسميه في مصر ) .

ورأيت في أشهر ميادين العاصمة العراقية – ساحة التحرير – عراقيات ( ماجدات العراق .. بالتعبير الصدامي الخادع ) في أواخر السبعينيات وأوائل عام 1980 – قبل الحروب – يفترشن الأرض . ويمددن أياديهن . طالبات الاحسان . وهن ينادين . استجداء للمارة : لأجل " خاطر العباس " .. ، لأجل " خاطر محمد " ..
وبدون أن تتقدم اشتراكية صدام وحزبه – البعث الاشتراكي – لانتشال هؤلاء البنات العراقيات من ذل الحاجة والشحاذة . فتخصص اعاشة شهرية – أو تعويض بطالة – أو معونة اجتماعية كافية لحفظ كرامتهن . كما بدول العلوج ... وبلاد العجم . الكفار بالغرب .

ورأيت العمال والموظفين العراقيين في نهاية كل شهر - والحسرة تعتصرهم - يأخذون أجورا ورواتبا لا تسمن ولا تغني من جوع .. ويروي عن صدام . ان تبريره لذلك هو : جوع كلبك .. يركض وراءك ...... ( ! ) – اعتذرانا للأخوة العراقيين عن هذا التعبير غير الكريم من حاكم لأبناء شعبه - .

ورأيت كيف أن العمالة الوافدة للعراق من دول المنطقة . كانت دونا عن العمالة الموجودة مثلها بكل دول النفط . بالخليج والسعودية . تأخذ أقل الأجور .. من البلد النفطي الوحيد بالمنطقة الذي يجمع بين النفط والنهر .. والأراضي الزراعية الخصبة .. (!) .

اذا بأي شيء بني صدام قصوره المجنونة . التي فاق بها كل الحكام الطغاة والمستبدين العرابيد . ربما في كل العصور . ..؟
لقد بناها من حقوق وقوت . شعب العراق ، وناهيكم عن حقوق العمالة الوافدة من دول المنطقة ...

لقد بدأت الآن الاستفادة بعض هذه القصور – كما علمنا – في السياحة الداخلية . كفنادق للعرايس والعرسان . لقضاء شهر العسل بها ..
وسوف تستخدم تلك القصور وسيستفاد بها في جذب سياح من الخارج للعراق ..

وبعد نصف قرن قادم . أو أكثر . وربما أقل .. سيقال عن تلك القصور ما يقال عن قصور أسرة محمد علي باشا الكبير . التي حكمت مصر . لقرابة مائة وخمسين عاما ..
اذ تحولت قصور أسرة محمد علي بمصر . لمنافع للشعب – قصور ثقافة . ومقرات حكومية ، ومراكز أبحاث . وكليات ومعاهد علمية .. ولأن سنوات كثيرة قد مضت علي رحيل من بنوا قصور أسرة محمد علي . وعلي سقوط عرش حكمهم لمصر .. لذا فان الطالب بكلية الزراعة بشبرا بالقاهرة الآن – كمثال - أو بمعهد بحوث الصحراء أو غيرها من قصور الثقافة . يترحم علي محمد علي باشا ، وأبنائه واحفاه الذين بنو لنا تلك القصور النافعة .

وفي زحام سنين التاريخ .. سوف ينسي هؤلاء المترحمون . من كل جيل .. أن الامراء في ذاك العصر . من أسرة محمد علي . كانوا يستولون علي أراضي الشعب عنوة . ويتملكونها هم ويحولوا ملاكها – أبناء الشعب – الي خدم . أجراء - . وبعض الناس . كبار السن يتذكرون كيف كان يحدث ذلك وبالتفاصيل ولا يزال الكثيرون الآن ممن نسوا التاريخ . يترحمون علي الأميرة فاطمة . ابنة الخديو اسماعيل – حفيدة محمد علي باشا – لأنها تبرعت بأرض بنيت عليها جامعة القاهرة الآن – جامعة فؤاد الأول سابقا – من أملاكها الخاصة . كما تبرعت بالمال والمجوهرات أيضا لمشروع تلك الجامعة ..
ولا يتذكر الكثيرون . أو يسألوا انفسهم : من أين وكيف صار للاميرة فاطمة كل تلك المساحة الشاسعة جدا التي بنيت فوقها جامعة القاهرة ؟؟؟؟
انها كلها كانت أراضيا منزوعة من أبناء الشعب ... ودخلت بها الأميرة الكريمة .. التاريخ كسيدة محسنة .. خيرة . . محبة للخير والاحسان . ومحبة للعلم والتعليم .. .. ( وان كانت أسرة محمد علي . رغم كل شيء . هي أقل طغيانا . وأقل ظلما واستبدادا ، وأنفع كثيرا – رغم ذلك ..! - ممن جاءوا بعدها يوم 23 يوليو 1952 . ويحكمون مصر للآن ) .

ولكي لا تنسي الأجيال القادمة في العراق . ولتظل تعلم كيف وبماذا بنيت تلك القصور ومن هو صدام .الذي بناها ؟ كلما زاروها أوانتفعوا بها . بأي شكل من الاشكال . ؟
يجب أن يكتب في مداخل ومخارج كل قصر ، وبين ردهاته وباحاته – مع صورة لصدام بملابس الهيلمان . تتوسط صورتين له . احداهما وهو فوق حبل المشنقة والاخري وهو يغسل ملابسه في طست الغسيل في المعتقل قبل الاعدام :
باني هذا القصر :
* دمر العراق ومزقه ، وشتت شعبه ببقاع العالم . بسياسته الجاهله . غير الحكيمة المسببة للحروب.
* أجاع شعب العراق في وقت سلم .
* قتل مليونا من البشر .. في حروبه بالخارج وبالداخل . عراقيين وايرانيين وكويتيين – و أكراد ، وشيعة ، وشيوعيين ، وبعثيين من رفاقه في الحزب . ومن أهله هو شخصيا .
* نهب وسلب هو وعائلتة وأصدقاؤه وحاشيته ، ثروات العراق . وعبث وفسد وأفسد . وجلب للعراق دمارا ربما لم يعرفه منذ بداية التأريخ
* شيد قبورا جماعية للآلاف . من المعارضين السياسيين الوطنيين الذين أعدمهم بعد التعذيب .
----
لعل هذا من الضروي جدا أن يكتب ويعلق بكل قصور صدام . لكي لا تنسي الأجيال القادمة تاريخ بلدها . ولكي تبقي العبرة قائمة دوما . لمن يعتبر . من الحكام القساة الجهلاء الذين يظنون انهم ببناء الصروح الضخمة . يمكنهم دخول التاريخ من بوابته الذهبية وليس من بوابة المزابل .
**************



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرادعي رئيسا لمصر 2-2 الاجتماع الأول والقرار الأول
- من بريدنا لالكتروني 6/ فضفضة شعبية
- البرادعي رئيسا لمصر 1/2
- الوهابية هي الاسلام . صريحه وصحيحه
- موال. من أحرق مكتبة الاسكندرية القديمة ؟ 2-2
- موال : من أحرق مكتبة الاسكندرية القديمة ؟ / 1-2
- وقفات سريعة
- أزهار الكرز والرمان بين اليابان ومصر
- من بريدنا الالكتروني 5- أنوار الشريعة السمحاء
- مستقبل المرأة . مع علم الجينات
- البرادعي . طوق نجاة للجميع 3-3
- البرادعي . طوق نجاة للجميع -2
- البرادعي . طوق نجاة للجميع -1
- خدعة الحجاب والنقاب
- كيف تنهب وطنا
- المطابع الأوتوماتيكي بالأرض والسماء
- الخليفة الظالم عمر بن الخطاب
- أحلام مصرية لما بعد سقوط الديكتاتورية/ 5
- احلام مصرية لما بعد سقوط الديكتاتورية / 4
- الله في هايتي


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - قصور صدام . والأجيال القادمة