أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريا عاصي - نثار ذكريات.....ربيع محاصر ...1993 وما بعدها














المزيد.....

نثار ذكريات.....ربيع محاصر ...1993 وما بعدها


ريا عاصي

الحوار المتمدن-العدد: 2989 - 2010 / 4 / 28 - 11:03
المحور: الادب والفن
    


في ربيع العمر تحاصرت البلاد ونشرت السلطات مصطلح... التقشف .... حوصر البلد كي لا ينتج اسلحة الدمار الشامل ....مصطلح اخر ....الحصار لم يكن ماءا وغذاء كحصار النجف وحصارات تاريخيه اقدم ..بل كان حصار الطحين والتموين والسكر *لانهم يصنعون الاسلحه بقوت الشعب*
صارت ايامنا علقم كمر شاينا المترب الذي غادره لونه الجميل وطعم الهيل
خبزنا اضحى صلبوخ اسمر تطحن الديدان وبقايا القوارض معه ....صرنا بحسرة قطعة سكر تحلي ايامنا أما *الجليت* فغادره *التوفي والكراميل* واضحى تمرا ناشف دون طعم
اكياس النايلون اعلنت الحداد وغادرتها الرسومات والالوان واضحى لونها اسود ...وكانت تغسل ليعاد استعمالها حالها حال *صوندة الحديقه ونجانة الحمام ونعال اختي التي لم يتجاوز عمرها عدد اصابع احدى قدميها..... ودواليب السيارات صارت تكنى *تاير ابو كروه ,تاير ابو فتق وتاير جايف والمرقع*وصارت الدجاجه تهدى بمكرمه وقرار رئاسي
وصار *شربت المهر* يكلف العائله ورقة واحده من مصطلح الدفتر وكعك موائدنا نخلط له الصودا لينفش ويكبر
العنبر سرق من حقولنا واستبدلناه برز اسمر *مقمل* وزيتنا صار لا يصلح حتى لتشحيم قايش *المبرده*وسكائرنا اضحت سومر اسود ولف من تتن معفن
واستبدل الجوري والسلطاني والشبوي باقفاص الدجاج الذي احال حدائقنا الى معفر
وصار الشيعي يشارك السني باكل الجري المحرم
وخرافنا اصابها الجوع ففرت للسعوديه فهناك الربيع اخضر ,دوارق سمك الزينه ملئت بحامض الشلغم والشوندر فلم يعد للزينة مجال يذكر
بقايا اصابع الحمره اذيبت في قدور علها تملأ اصبعا احمر .... نيشان العروس صار تنك يطلى بذهب اصفر وبدلتها تخرج من بدلات امها وخالاتها من* صندوق عرس ينباع خرده ورا سنين* عطورنا صارت كحول يضاف له روح عطر اصفر,,,وصابون المغسله محضوض لو كان رقي اصلي ,,,لان الجلده استبدله في اسطوله البحري بصابون لا يبري ولا يغري ورائحته الله الي يستر
خلت بيوتنا من الثريات والسجاد الفارسي فصارت تباع علنا علها تجلب لنا كيس حنطة وكيس سكر
وكتبنا جاعت فرميت على ارصفة المتنبي تباع بيوم جمعة يذكر
وكتب اختي وقرطاسها لونه اصفر حين تمسح غلطة تتفتح جروح داخل ورقتها لا يمكنها اكثر
اذكر يوما ان خالتي التي تسكن حد القمر ارسلت لنا رزمة بريديه سلمنا منها زجاجة عطر لعاملة البريد حتى لا تصيبها بالعين فتضيع وكان داخلها علبة شوكولا بورق ملون وملابس وهدايا باكياس فرحه
صارت اختي تقضم الشوكولا وتتركها داخل فمها حتى تذوب ولا تبلعها كي لا تتبخر وفي احد الايام طلبت ان تاخذ منها الى الروضه ..رفضت امي وقالت انها قليله ولا تستطيعين مشاركة رفقتك بها وان اكلتها امامهم سيحدث ما حدث لعلي يوم رافق مرافق ابن حفيد احد الوزراء بعلبة بيبسي وموزه وركض علي على سلة المهملات ليشم عطر الموزه,,,وجئتي باكيه على علي وكارهه للمرافق....ثاني يوم وجدنا غلاف شوكولا فارغ في جيبها اخبرناها هل اخذت شوكولا معك اجابت لا اخذت الغلاف لاؤكد لزملائي اني لست كاذبه واني اكلت شوكولا وليس قمر دين ابو التمر
في حفل زواج قريبتي اكتشفنا منزلا في الاعظميه صاحبته تعمل الحلقوم سرا وتبيعه بالخفاء حلقوم عادي وحلقوم ابو البرده وفي ايام حملي اكتشفنا بيتا اخر يبيع الدوندرمه سرا الا ان اجهزة المخابرات داهمته وحبست صاحب الدار واعدمت تاجر السكر والثعلبيه
وكنا نقتنص الفرصه ليلا لنذهب لمحل يخبط لنا الصودا بالكولا ونشربه بقناني التراوبي
وكأننا نشرب الحشيش فنغدو بسكرته فرحين اننا احتلنا على القانون
بعد عدة اعوام تسلل الحصار وابدلنا *دوشك عرس امي * بجديد وحين رفعناه من على السرير وجدنا كنزا من اكياس ملونه واوراق هدايا مستعمله كنا حرصنا ان نخزنها تحت سرير امي لنستخدمها في المناسبات
يالعمرنا المنثور بذكريات محاصره



#ريا_عاصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نثار ذكريات....محلقه..2007
- مع احترامي للخيرين منهم .............طز باولي الامر
- مرجوحتي
- انعتاق
- شمس ونثار ذكريات من العلاوي
- من ذاكرتها هي ...دخان و عطور
- هذيانها هي (ام عليوي )
- المرأه التي كانت يوما ما مقدسه
- الى كامو...لكن ليس ألبير
- قتلت ....سروة
- ثائره بظفيره
- ايها الشيخ
- بعيدا عن صباحات بغداد
- وأد البنات
- عروسة والحبايب ......لم يزفوها
- عماد الخفاجي .......والجدران الكونكريتية
- تمنوا لنا ان .....نصبح على وطن ولا تقولوا مات العراق
- ضياع في بغداد .......عمان من انت ؟؟؟؟؟
- يوميات امرأة عراقية (1 )
- قصص للنوم


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريا عاصي - نثار ذكريات.....ربيع محاصر ...1993 وما بعدها