أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي جاسم - وللحرامية حقوق














المزيد.....

وللحرامية حقوق


علي جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2988 - 2010 / 4 / 27 - 13:16
المحور: كتابات ساخرة
    



اتذكر حادثة طريفة وغريبة حدثت قبل عشر سنوات في الحي الفقير الذي كنت اسكنه في جانب الرصافة ببغداد ، حيث صحى جميع اهالي المنطقة على صوت عيارات نارية في الساعة الثالثة صباحاً ، وخرجت الناس من بيوتهم وتوجهوا الى بيت "ابو ياس" الذي كان يمتلك محل لبيع المواد الكهربائية ، وعرفنا القصة بان حرامي دخل الى بيت ابوياس لسرقة امواله ولكنه شعر به ، وبعد مشاجرة عنيفة بينهما انتهت بمقتل اللص.. في الصباح طوقت الشرطة مكان الحادث وبدأت تستمع لاقوال الشهود واخذت ابوياس الى السجن وبعد مدة قصير افرج عنه لانه كان يدافع عن بيته وماله وعرضه وهو ما دفع القاضي الى اطلاق سراحه ، اذكر ان هذه القصة اصبحت حديث المنطقة لعدة اسابيع وطبعاً كل واحد يرويها بطريقته الخاصة مع الحذف والاضافة ، اهالي المنطقة ذهبوا الى زيارة ابو ياس مباركين له اطلاق سراحه والرجل بدوره ذبح عجل ووزعه على بيوت المنطقة ، كل شيء عاد الى وضعه الطبيعي.
بعد مرور شهرين على الحادثة حضر شخصين يرتدون ملابس عربية "دشداشة ويشماخ، وعقال، وعباءة" الى بيت ابو ياس وقالوا له نحن نحمل لك رسالة من اهل الميت "اللص" بانك اذا لم تأتي انت وعشيرتك لدفع الدية لهم فانت "أگوامة" اي مطلوب لهم انت واهل عائلتك وعشيرتك المقربين واعطوه مدة عشرة ايام ليحضر الى اهل اللص ، عادت الاحداث مرة اخرى الى الواجهة ، المهم ان ابو ياس دفع مبلغ خمسة ملاين دينار دية لروح اللص الذي قتله.
هذه القصة اخذت واقعاً سيئاً جداً على الوضع النفسي لسكان المنطقة الذين قرروا عدم محاسبة اللصوص في حال سرقتهم ، واصبح ابو ياس يندب حظه ،لانه لو كان يعلم بما تأول اليه الامور لترك اللص يسرق ولم يعترضه لان الاموال التي يمكن ان يسرقها اقل بكثير مما دفعه ابو ياس الى اهل اللص، هذا هو الخلل في المنظومة الاجتماعية ، للاسف العشائر العراقية تأخذ دية عن حياة ابناءها حتى لو كانوا لصوص وحرامية وهو امر معيب جداً على شخصية الفرد العراقي ، فالقانون وحده الفاصل في مثل هكذا مواضيع وليس العرف العشائري ، والدية لا يمكن ان تصح في كل المواقع.
قبل ايام حدثت قصة طريفة اخرى عندما عاد اخي الكبير من العمل في وقت متأخر من الليل فوجد داخل حديقة بيتنا الخارجية حرامي يحاول فتح سيارت والدي ، فقام بضربه ومنادات بقية اخوتي والجيران وبعد ان حققو معه اكتشفوا بانه "مكبسل" حاول والدي ان يحل الموضوع بطريقة سلمية وطلب من اخوتي اطلاق سراحه وعدم تسليمه للشرطة لكنهم رفضوا واصروا على اخذه الى مركز الشرطة ، ابي كان يصر على عدم اعطاء الموضوع اكثر حجمه لان يخشى من تبعت سجن هذا اللص اوتعرضه لاية اذية طالما هناك عشيرة تسند الحرامي وتطالب له بحقوقه ، واخشى ما اخشاه ان يتحول الحرامي في ويوم من الايام وفق مقاييس بعض العشائر الى "شهيد المهنة".
بالرغم من اصرار ابي على اطلاق سراحه الى ان اخوتي كانوا حريصين على تطبيق القانون واخذوه الى مركز الشرطة لكني لا اخفي بان تخوف ابي كان في محله لان الوضع الامني ما زال هش وهناك قوانين عشائرية بائسة تنصف حتى اللصوص واتنمى ان يعي الشعب العراقي ثقافة القانون لان الحرية موجودة في كل دول العالم ولكنها في الوقت نفسه تحترم القانون بشدة وتحاسب اللصوص هو ماينبغي الالتزام به من قبل الجميع.



#علي_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حداثة الثقافة
- ظاهرة اسمها شراء الاصوات
- احذروا انتخابهم ثانية
- عيد الحب ..هل يكفي؟
- الاجتثاث واللعب في المناطق المحرمة
- ربع قرن من الانتظار
- گالوا للبعثي احلف گال اجاني الفرج
- اجهزة غسل السيارات
- الحملات الانتخابية
- ذلة البعث ام -شيخة- الديمقراطية
- كارثة هايتي وضعف الموقف
- رؤية في البرامج الرمضانية قناة الرشيد والشرقية نموذجاً
- نخلة عراقية ..تصارع آفة الحرمان
- قناة الرشيد وعود الافراح لليل بغداد
- مستقبل العلاقات العراقية_ الكويتية
- دور صندوق الاسكان في حل مشكلة السكن
- وظائف ومسؤوليات مجالس المحافظات
- قراءة اعلامية لقناة الرشيد الفضائية
- الاتفاقية العراقية - الامريكية وتعدد الامزجة
- الذئب وليلى وتوجهات الاعلام المعاصر


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي جاسم - وللحرامية حقوق