أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - -نتنياهو- ولعبة الغباء السياسي















المزيد.....

-نتنياهو- ولعبة الغباء السياسي


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2988 - 2010 / 4 / 27 - 08:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))


يبدوا ان نتنياهو رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، والذي نقضى من عمر حكومته المتطرفة المأزومة أكثر من عامين، قد فشل بعناد ومكابرة الساسة الأغبياء على صعيد الانسجام الداخلي مع باقي الأحزاب الإسرائيلية، فقدان أي دعم لسياسته العسكرية والسياسية الغبية من قبل المعارضة، خاصة وان تلك المعارضة التي تتمثل في حزب"كاديما" والتي تترأسه"ليفني" من نفس الأيدلوجية الحزبية للحزب الحاكم"الليكود" إلا انه ضحى بتكوين ائتلاف حكومي قومي مع تلك المعارضة بسبب رغبته المحمومة للامساك والتفرد بزمام سلطة كيانه، وأقدم على تحالف مهجن وبثمن باهظ مع المعتوه "ليبرمان" ومجموعة أحزاب متدينة صغيرة، بل ضم تحالفه المعارضة الحقيقية لحزب العمل بقيادة"براك" فأصبح لديه حكومة تتخبط على المستويين السياسي والعسكري، هذه الحكومة التي تلعب بغباء سياسي في النار،فتطلق العنان لعصابات المستوطنين كي يرتكبوا أعمالا إجرامية بحق فلسطينيي القدس والضفة، يحتلون المنازل ويعتدون على البشر ويقلعون الزرع ويقدمون يوميا على أعمال استفزازية إجرامية من شانها ان تفجر انتفاضة عشوائية ستكون أشرس من الانتفاضة الأولى 87 ويبدوا ان حكومة نتنياهو المأزومة تتجه صوب صناعة تلك الانتفاضة لخلط جميع الأوراق والتهرب من كل الالتزامات واستحقاقات التسوية السياسية، خاصة وان الطرف الفلسطيني بات مصمم رغم كل التهديدات الإسرائيلية ،على استحقاق الوقف الكامل والشامل للاستيطان في كل الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس وتحديد سقف ومرجعيات أي مفاوضات جديدة بآليات تتفادى المماطلة السياسية الإسرائيلية التي دامت أكثر من 16 عاما لاتبارح مكانها، ويبدوا ان نتنياهو أمام التحديات الداخلية والخارجية أصبح لايقوى على وقف الابتزاز السياسي للعصابات التي تجره إلى مواجهة في الأراضي المحتلة صوب الجحيم، لان مصير حكومته باتت في يد تلك العصابات مع تربص المعارضة وقوى غربية خارجية للإطاحة برأس حكومته.





من ناحية أخرى وعلى مستوى قطاع غزة، يبدو ان حكومة نتنياهو تشعر بالنشوة والمرارة في نفس الوقت، فمن ناحية كابوس الصواريخ والمقاومة، استطاعت حكومته بوضعها في خانة الإفلاس المسماة فلسطينيًا" نزع الذرائع" وان المطلوب توافق على عدم إطلاق الصواريخ مهما استمر وضاق خناق الحصار، ومهما قام جيشهم النازي باغتيالات وتوغلات، وصولا إلى حضيض شعارات المقاومة"بالحق في الرد إذا حدث عدوان" ويبدوا ان المقصود هنا ليس العدوان اليومي المتقطع بل العدوان الشامل، وهنا بات واضحا ان نتنياهو وحكومته المأزومة تعزف على وتر الانقسام وتستميت من اجل عدم بلوغ الفرقاء الفلسطينيون إلى بر المصالحة، والحفاظ على وجود سلطتين كمبرر سياسي مكشوف بعدم وجود الشريك الفلسطيني الذي يمثل عمليا الوحدة الجغرافية والديموجرافية للأرض والإنسان الفلسطيني، وفي نفس الوقت ارتكاب الجرائم في الضفة الغربية دون ان يكون كما السابق هناك رد من غزة، وارتكاب الجرائم في الضفة الغربية مع علمهم وعملهم بان إمكانات المقاومة في الضفة هي مادون الصفر لأسباب عديدة منها الوضع السياسي مع الجانب الفلسطيني، وكذلك الوجود المباشر والسيطرة على أحشاء ومفترقات ومنافذ الضفة الغربية، وبالتالي فصل المسارين في الضفة وغزة"فرق تسُد"، والمرارة جراء الغباء السياسي يتمثل في الفشل الذريع في إطلاق سراح"شاليط" لان محاولاتهم المكشوفة ترمي إلى إطلاق سراحه دون ثمن كما هو في شروط المقاومة والآسرين، فإطلاق سراحه بصفقة تشمل مئات المناضلين المحكومين مدى الحياة ستتسبب في تقصير عمر تلك الحكومة التي ارتكبت أبشع المجازر بتأييد من الرأي العام الإسرائيلي، وما استطاعت بكل إمكاناتها الضخمة البشرية والتكنولوجية من إطلاق سراح"شاليط" بالقوة او حتى تحديد مكانه في رقعة صغيرة هي الأعلى كثافة سكانية في العالم"قطاع غزة" ،والمرارة الأشد والتي ستكون في لحظة الحسم سيفا مسلطا على رقبة ومصير حكومة الثلاثي"نتنياهو-براك-ليبرمان" بان قطاع غزة أصبح على درجة عالية من التسليح والاستعداد في حال أرادت تلك الحكومة الفاشلة إعادة الكرة بالعدوان، علما بان نتنياهو يعتقد بان تلك الوجبة التي يتم تسمينها في قطاع غزة سيأتي أوان قطفها مهما بلغت حدة مخالبها، على اعتبار ان مايصرح به قادة الكيان الإسرائيلي بين الفينة والأخرى انه مهما بلغ حجم وخطورة تلك الوجبة المؤجلة ومهما تعددت رؤوسها فسيتم متى تقرر ذلك الضرب القاتل في الرأس ليتحلل الجسد، هذا المعتقد الفاشل والغبي طبعا بعد ان يتم استثمار وضع الانقسام والانشطار الفلسطيني إلى أعلى درجة، وسيكون المبرر بالتأكيد هو العزف على وتر القاعدة المعزوفة الجديدة التي تضمن لهم كما يعتقدون لاحقا تأييد غربي لضرب القاعدة الافتراضية وربما يكون في غزة قاعدة من صنيعتهم، رغم علمهم اليقيني بان من يمسك بزمام الأمور في غزة حريص وفق سياسة"نزع الذرائع" بضرب أي نواة لقاعدة تهدد سلطتهم وتجلب عليهم وعلى غزة مزيدا من الدمار، بل علمهم المسبق ان القاعدة لا تتعاط مع نهج الوسطية والممارسة السلطوية السياسية التي ينتهجونها.




ومن ناحية ثالثة مهما قللنا من شأن الأزمة السياسية الحاصلة بين إدارة "اوباما" الأمريكية وحكومة"نتنياهو"، فإنها أزمة حقيقية مهما روجت من قبل أقطاب الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية من شعارات إعلامية تفيد متانة وصلابة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، بل هي أزمة تكاد تصل إلى حدود الصدام السياسي هذا ان لم تكن قد وصلت خلف الأبواب المغلقة، وتحدي حكومة"نتنياهو" لإرادة الإدارة الأمريكية التي جندت خلفها معظم الدول الغربية للضغط على الكيان الإسرائيلي من اجل إنقاذ ما تبقى مما يسمى بمسار التسوية السياسية، واعتقد ان غباء حكومة "نتنياهو" وعنادها بتحدي الإرادة الدولية سيجعلها عرضة لعمل غربي مكثف بتواصل مع أحزاب داخل الكيان الإسرائيلي وبعض الجماعات في الولايات المتحدة الأمريكية، للإطاحة بهذه الحكومة الفاشلة على المستويين العسكري والسياسي، والتي تسببت في إحراج الإدارة الأمريكية والاستخفاف بأجندتها، مما خلق حراكا عسكريا إقليميا وحراكا سياسيا عربيا كتحدي جديد للغرب والإدارة الأمريكية قبل ان يكون تحدي للكيان الإسرائيلي المعتر بقوته ، والتي لو فقدت الغطاء الغربي أمام الحراك العسكري الإيراني السوري اللبناني الفلسطيني، والحراك السياسي السعودي الأردني المصري التركي القطري، عندها وبغباء ورعونة الحكومة المأزومة لن يكون أمام أزماتها الداخلية والخارجية سوى القيام بمغامرة عسكرية متهورة تطيح بالمسار السياسي، وتورط الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة عسكرية"لتصدير الأزمات"، على اعتبار ان أقصى حدود الصدام مع الإدارة الأمريكية تكون في نطاق الضغط السياسي والاقتصادي، أما على المستوى العسكري فستجد إدارة اوباما والغرب قاطبة أنفسهم في وضع احد أطراف المواجهة العسكرية، والتي من المتوقع ان يقدم عليها"نتنياهو" عندما يشعر بوصول مستقبله السياسي إلى نقطة الصفر قبل السقوط، والدليل انه لايمارس سياسة وكل ما ينتج عن حكومته تصريحات وتهديدات عسكرية، وتحكم العصابات المتدينة المتطرفة بسياسة حكومته التي تلقى سخط غربي على ما تسببه تلك السياسة الغبية من فقدان للسيطرة على السياسة العربية والإقليمية، ناهيك عن تزايد الرأي العام الأمريكي والأوروبي ضد الممارسات العدوانية الإسرائيلية، وضد سياسة الغباء التي تنتهجها حكومة "نتنياهو" المتخبطة حيال عملية السلام في المنطقة، ومحاولة جر الغرب إلى خندق المواجهة العسكرية الإقليمية نتاج الرغبة العدوانية المحمومة الإسرائيلية، ونتاج الأزمة السياسية التي تعيشها حكومة"نتنياهو" الغبية.





لذا فان حكومة"نتنياهو" باتت تقع في زاوية مواجهة الأزمات، وتراهن على الصوت العنصري الدموي المتطرف داخل المجتمع الإسرائيلي، وتضرب بعرض الحائط نصائح حلفاء الأمس الأوروبيين، وتني المناخ الصدامي مع إدارة"اوباما" لتقزيمها وإسقاط هيبتها في منطقة الشرق الأوسط، حتى وصلت الأمور إلى الاعتقاد بان حكومة"نتنياهو" الغبية لاهي حكومة"حرب" تخسر الحلفاء وتهاجم سياسة دولهم التي أصبحت تجرؤ على انتقاد السلوك العدواني الإسرائيلي بعيدا عن عقدة وأكذوبة "معاداة السامية"، لدرجة ان كثيرا من التصريحات السياسية الغبية لهذه الحكومة أصبحت تتطاول على قادة تلك الدول وفي مقدمتهم رئيس الدولة الحليف الأكبر"اوباما" بوصفه تارة"عميل لمنظمة التحرير الفلسطينية" وتارة "التحذير من الرئيس الأمريكي المسلم"، وهنا تقف حكومة" نتنياهو" على مفترق طرق مابين الخضوع إلى إرادة الإدارة الأمريكية ومن خلفها الدول الأوروبية بوقف الاستيطان والذهاب إلى تسوية حل الدولتين، او الاستمرار في الاستغباء والاستخفاف بإمكانية الرئيس الأمريكي بضغط يؤدي للاستجابة او الإطاحة بالحكومة، او كما هو متوقع وربما تكمن هنا اللعبة الإسرائيلية للفكاك من أزماتها السياسية والعسكرية، بإيصال رسائل مخادعة قد تلقى آذان صاغية في الولايات المتحدة على مستوى الكونجرس وجزء من الإدارة الأمريكية، بان ضربة عسكرية "لحزب الله"او "لإيران" وأنا أرجح الأولى هي العربون الغربي كي تستجيب حكومة"نتنياهو" إلى الشروع بالمسار السلمي بقصد استعادة هيبتها الفاشلة على المستويين السياسي والعسكري، وهذا بحد ذاته لن يحدث دون ضوء أمريكي ودعم أوروبي اخضر، بل لن يحدث إلا بائتلاف حكومي بين"ليفني ونتنياهو" والبديل هو الاستجابة لضغوطات الإدارة الأمريكية والرباعية الدولية لبدء عملية سلام جادة، او استجابة الإدارة الأمريكية لعملية الخداع الإسرائيلية بتوريطها في مواجهة قد تكون غير تقليدية ستقلب كل الأوراق السياسية والعسكرية وتسقط حكومات ويسود منطقة الشرق الأوسط بكاملها فوضى وراديكالية غير مسبوقة، كل هذا السيناريو المتعدد الأوجه بات قاب قوسين او أدنى بسبب غباء وأزمة حكومة "نتنياهو" إنها لعبة الدمار او الانتحار.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الموشكة والقرار السوري,,, طرف أو حياد
- جدلية الصواريخ مابين العبثية والثوابت الوطنية
- الختام البياني لقمة - سرت- العربية
- ماذا تنتظرون من القمة العربية ؟!
- ممانعة أكل عليها الدهر وشرب
- بطاقة محبة ووفاء في خماسية ذكرى الشهداء,, فلسطين ولبنان
- طبول الحرب وخديعة النفي والتأكيد
- فقه الثرثرة السياسية وزحف الأزمات الإقليمية
- سلاح الإرهاب السياسي وحصانة مجرمي الحرب
- لا ضمانات مع استمرار الاستيطان
- العرابة الصهيونية كلينتون,,, والدبلوماسية العرجاء
- -1/1/65 ,,, حتى يغيب القمر-
- الجدار,, وفتاوى دينية,, في,, خدمة أجندات سياسية
- أبعاد مجزرة نابلس- غزة وتداعياتها
- لبيك ياجميلة بو حريد,,لبيك يا أخت الرجال
- صفقة الأسرى وخطورة مرحلة كسر العظام
- الحوثيين وحسابات المواجهة الإقليمية
- أبو مازن,, قوي بشعبه,, للأحمق ليبرمان
- المقاومة الفلسطينية والتماهي مع الإستراتيجية العربية
- هل تنزلق إيران لمصيدة صعده


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - -نتنياهو- ولعبة الغباء السياسي