أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ساطع راجي - متاهة عراقية














المزيد.....

متاهة عراقية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2988 - 2010 / 4 / 27 - 08:50
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


تشكيل الحكومة العراقية عملية غيبية لا تعلم اسرارها ولا تدرك مفاتيحها حتى مع كثرة المشاركين في طبخها، ورغم التصريحات فلا روائح تشم ولا نيران توقد وتبدو صحون الجميع فارغة الا من تمارين استباقية تتمثل في تصريحات وعروض عبر وسائل الاعلام ولا يعرف احد متى تبدأ المفاوضات الحقيقية وحتى ما يقال اليوم عن انتظار لنتائج اعادة الفرز اليدوي هو ليس اكثر من استعانة بحدث طارئ، حيث لم يكن هناك عذر مثل هذا قبل أيام حين كان نفس اللف والدوران قائما.
اعادة الفرز اليدوي قد تغير النتائج الا انها في كل الاحوال لن تقلب الاوضاع، اي ان اعادة الفرز قد تؤدي الى زيادة مقعد او اثنين عند هذه القائمة ونقصان مثلها عند قائمة اخرى لكنها في كل الاحوال لن تمنح اي قائمة اغلبية في مجلس النواب تمكنها من تشكيل الحكومة لوحدها ولذلك يضطر الجميع للحديث عما اصبح يسمى (حكومة شراكة وطنية) وهي صيغة ترضية لم تعرف فحواها ولا ملامحها بعد.
العقدة في تشكيل الحكومة ليست فقط في صراع القوائم على منصب رئيس الوزراء، ولكن ايضا في مسعى القوائم لتقاسم السلطة أو ما يسميه الساسة المشاركة في اتخاذ القرار، حيث يبدو ان القوائم كلها تريد ان تكون في مقعد القيادة ولا يعرف احد من سيجلس في المقاعد الاخرى، أو ان التزاحم على مقعد القيادة سيكون بداية لرفع سقف المطالب على بقية المقاعد.
الوضع في العراق اليوم اشبه بمتاهة ديدالوس في الاساطير اليونانية، فديدالوس البناء العبقري بنى متاهة ليسجن فيها الوحش (مينوتور) لكن الاقدار دفعت يوما بديدالوس وابنه ايكاروس الى السجن في داخل هذه المتاهة واكتشف هذا البناء انه هو نفسه غير قادر على الخروج من المتاهة ففطن الى حل وحيد هو الطيران فصنع أجنحة له ولابنه ولصقها بالشمع وطارا خارج المتاهة وبينما نجح ديدالوس في الهبوط كان ابنه قد اغواه الطيران عاليا حتى ذاب الشمع وفقد جانحيه فسقط ومات.
الحكومة العراقية القادمة ستكون اجنحتها ملتصقة بالشمع فإن حاول رئيس الوزراء القادم التحليق عاليا فإن حكومته ستتفكك ويسقط قبل ان تنتهي ولايته، والتحليق العالي هنا هو قيام رئيس الوزراء القادم باتخاذ قرارات حاسمة بمعزل عن شركائه مستفيدا من صلاحياته الدستورية ومنقلبا على الاتفاق السياسي الذي جاء به الى السلطة، وإلا فإن بقائه في السلطة سيفرض عليه التحليق بارتفاعات منخفضة وهو امر غير متوقع من اي عراقي يحتل المنصب الاول في الدولة مهما كانت شخصيته او انتماؤه.
الحكومة الحالية المنتهية ولايتها كانت قد مرت في نفس المتاهة عند تشكيلها قبل اربعة اعوام وكاد شمع اجنحتها ان يذوب اكثر مرة بل ان بعض الاجنحة قد سقط بالفعل من الحكومة خلال سنواتها الاربع، وبقدرة قادر ودعم امريكي ومن بعض الحلفاء الداخليين استمرت حكومة المالكي اربع سنوات مع انها كانت على وشك التفكك اكثر من مرة.
المطلوب من رئيس الوزراء القادم ان يكون ديدالوسا عراقيا قادرا على الطيران لإنقاذ حكومته والبلاد دون اذابة شمع حكومته، وهو ما يعني تجنب غواية التحليق عاليا حتى لا يكون في وضع الابن ايكاروس وفي نفس الوقت عدم القناعة بالبقاء في المتاهة.
مع ذلك يتبقى سؤال بحاجة الى اجابة عملية هو، كيف تحولت الديمقراطية في العراق من خارطة طريق واضحة للتغيير وتداول السلطة الى متاهة لا مخرج منها الا بالمخاطرة والمجازفة، لتكون مجرد ضربة حظ للبلاد والساسة؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذبح الاطفال..خبر عابر
- صراع الأحقيات
- العناد السياسي
- الدور الاقليمي في تشكيل الحكومة
- أسس التفاوض والتحالف
- كثير من الضجيج الأجوف
- نتائج حرجة ومثيرة
- عندما لا نفهم النظام السياسي
- إنتخابات بدرجة فوضى
- الانتخابات.. الشك والتأجيل
- حملات ما بعد الانتخابات
- الاتفاق السياسي أولا
- البرلمان القادم
- الانتخابات وأزمة الثقة
- إتهامات بلا حدود
- التهديدات القادمة
- حسم ملف البعث
- المربع الاول
- التفكك مبكرا
- حرقان السلطة


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ساطع راجي - متاهة عراقية