أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي - ساطع هاشم - ازدهار العلم وانحطاط العراق الحديث














المزيد.....

ازدهار العلم وانحطاط العراق الحديث


ساطع هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 16:40
المحور: ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي
    




يعيش الانسان المعاصر حاليا في عصر الانتصار العالمي للعلم والعلماء , ويعيش العلماء عصرهم الذهبي بلا منازع ...فلم يحدث ابدا في كل تاريخ الانسان الحديث ان يكون رجال العلم والمهندسين والمخترعين على هذه الدرجة من الاهمية والمنزلة في قيادة وتوجيه العالم , لقد اصبحت افكارهم وانتاجهم قوى مادية حقيقية في جميع البلدان .
الارقام التالية تساعدنا على فهم هذه الظاهرة وقد نقلتها من المؤرخ وعالم الفلك البريطاني جون كريبن:
في العقد الاول من القرن التاسع عشر كان عدد العلماء بالعالم لايزيد عن الف شخص فقط , جميعهم من الطبقات العليا/ المترفة وكانوا يتخذون من ممارسة التجارب والابحاث العلمية وسيلة للتحقق من ما هو سائد ومدى صحته في نطاق الوقائع المحصلة انذاك .
في العقد الاول من القرن العشرين (بعد مئة عام ) بلغ عدد العلماء والمهندسين والمخترعين (العمال العاديين لايدخلون في هذه الارقام ) بالعالم اكثر من مئة الف مختص بكل الفروع وينتمون الى مختلف الطبقات الاجتماعية , وبلغت المرأة لاول مرة في التاريخ شئنا مهما , فقد حصلت مدام كوري على اول شهادة دكتوراه لامرأة بالعالم , كذلك فازت في نفس السنة بجائزة نوبل .
اما في العقد الاول من القرن الواحد والعشرون فان عدد علماء ومهندسين الصين فقط يقدر بعشرات الملايين (وليس الالاف) , ويكاد ان لاتوجد دولة اليوم بدون علماء ومختصين من ذوي الخبرات العالية .
هذه الزيادة في الكم ليس بالضرورة ان تكون في النوع ايضا , لكن ذلك لايؤثر كثيرا على واقع كوننا لن نستطيع ان نعمل او نفكر او نجتهد في اي يوم من ايام مستقبلنا بدون استعمالنا علمين او ثلاثة على اقل تقدير لتدعيم مهننا واعمالنا كافراد , وجميع العلوم كمجتمع , فنحن لانستطيع تفسير اي ظاهرة طبيعية او مشكلة شخصية او عامة بدون استشارة مختص علمي في تلك المشاكل .
لقد شهدت اكثر من عشرين دولة في اوربا للفترة من 13 نيسان وحتى 19 نيسان 2010 توقف شامل لحركة الطيران بسبب الرماد البركاني المنبعث من جزيرة ايسلندا , وكان قرار ايقاف رحلات الطيران هذا قرارا اتخذه العلماء والمهندسين لحماية ارواح الناس وسلامتهم ونفذه السياسيون وليس العكس , وهذا المثال وحده يستطيع ان يعطينا فكرة عن قوة وحجم تأثير هذه الجمهرة من اصحاب العلوم على الاقتصاد والسياسة والمجتمع والافراد.
اما في العراق فماذا يفعلون وليس لديهم اي هدف او مشروع مستقبلي , وعلى مدى سبع سنين دامية قد عاشوا ونشأوا في الجوامع والحسينيات ومراسم اللطميات وتخرجوا منها , فكيف لهم ان يفهموا كيف يعمل المهندس وكيف ينتج العامل وكيف يبحث العالم وكيف يخترع العبقري وسلخوا كل سنوات حياتهم وهم بانتظار الفتاوي والفتن وتوجيهات الفقيه والملا والسيد وجمهرة الدجالين والمنافقين اعضاء الاحزاب الدينية اصحاب المفاسد واللحى .
في المدن والدول المتمدنة , يسألون علماء الاقتصاد اولا اذا حدثت مصيبة او ازمة اقتصادية , وعلماء الطب اذا اصابهم وباء , وعلماء الطبيعة اذا حدثت زلازل وبراكين ....وهكذا , واخر من يسأل في جميع الازمات هم رجال الدين وليس مؤكدا ان يؤخذ برأيهم في اي شئ كان , اما في عراق اليوم فأنهم يفعلون العكس تماما , فاذا حلت ازمة او كارثة او وباء فأول من يُسأل هم رجال الدين والفقهاء , ورأي هؤلاء الجهلة له قوة الفيتو في الامم المتحدة , فأذا اراد الساسة / السادة المتدينون المؤمنون العراقيون القيام ببناء محطة كهرباء او دار للايتام او مستشفى فهم لايسألون علماء ومهندسين الكهرباء او علماء الاجتماع او الطب اولا , فهذا لايجوز في عقائدهم , انما يجب عليهم اولا الحصول على موافقة فقهية تجوز او لاتجوز , والفقهاء هؤلاء لايعرفون كيف يجيزون او لا , فليس في قواميسهم الفقهية التي ورثوها منذ مئات السنين كلمة - كهرباء – او – فيزياء – ولايعرفون هل سيمنس هي شركة صناعات ام اسم ولي جديد ......فتستمر المأساة ....ويستمر الانحطاط في العقول والنفوس والضمائر ....
طبقة رجال الدين العراقيين واحزابهم ومنظماتهم تشبه طبقة العاطلين عن العمل في الدول الصناعية / الرأسمالية , فكلاهما خطر على المجتمع والدولة اذا زاد عددهم عن العشرة بالمئة على اقصى حد , فكلاهما يعيش على المساعدات والاعانات وكلاهما لاينتج شيئا وكلاهما مصدر قلاقل ومشاكل لكن الفارق الاساسي هو ان العاطلين عن العمل في الدول الرأسمالية عاطلين عن الانتاج لفترة من الزمن قد تطول وقد تقصر حسب الظروف الاقتصادية , اما رجال الدين واعضاء احزابهم وميليشياتهم عندنا فهم عاطلين عن العمل من المهد الى اللحد , يولدون عاطلين ويموتون عاطلين ويعيشون كل حياتهم عالة على البشر والمجتمع والدولة.
فهل هناك نظرية علمية او خطةعلمية ياترى قادرة على استأصالهم من بلادنا او تحجيم دورهم على الاقل ؟
فقد وصلت نسبتهم اكثر من خمسين بالمئة في العراق , وعاثوا فيه فسادا وهم مصدر وسبب انحطاط العراق ودوام خرابه وعجزه عن حل المشاكل ويشكلون الخطر الاكبر لا على مستقبل البلاد فحسب وانما حتى على انفسهم ايضا.
الاجابة على السؤال اعلاه وايجاد الحلول هي مهمة العمال العراقيين الواعين حاليا وعموم الطبقات المتنورة معهم.



#ساطع_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سباق الجرذان في العراق
- مالذي يبحث عنه الفنانون في غابة السماسرة والوحوش
- بقايا سلالات البرابرة في العراق
- شباط الاسود....اعادة جديدة لدروس قديمة
- الديني والدنيوي والجهل كسلاح
- تقوى الله سوقٌ لاتبورُ
- يتشبه الطاغي بطاغ مثلهُ
- انهم ذئاب فلا تكونوا خراف


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي - ساطع هاشم - ازدهار العلم وانحطاط العراق الحديث