أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محسن ابو رمضان - قراءة في تداعيات خطوة البنك العربي في قطاع غزة














المزيد.....

قراءة في تداعيات خطوة البنك العربي في قطاع غزة


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 11:33
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



يعتبر البنك العربي واحداً من البنوك الهامة ليس فقط محلياً بل أيضا إقليميا وربما دولياً أيضا وقد اشتهر هذا البنك عام 67 على اثر العدوان والاحتلال ، حيث قام بالحفاظ على ودائع المواطنين إضافة إلى تأمينه لرواتب عدد من موظفيه الرئيسيين لفترة زمنية طويلة ، رغم إغلاق البنك لفرعه في قطاع غزة جراء الاحتلال ، وعدم سماح الأخير بافتتاح البنوك ولفترة طويلة من الزمن .
لقد قام البنك العربي والعديد من البنوك الأخرى بافتتاح فروع لها في قطاع غزة على اثر تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية عام 94 وقد اعتبر ذلك في نظر المراقبين خطوة هامة على طريق تشجيع الاستثمار ومؤشراً لإمكانية تحقيق التنمية والازدهار الاقتصادي .
حققت البنوك المحلية عوائد ربحية عالية وتجاوزت نسبة العوائد والإيداعات ال 4 مليار $ سنوياً على ابسط التقديرات وربما زادت لمبالغ اكبر بالعديد من السنوات .
بدأت البنوك تشعر بالأزمة الاقتصادية بعد الحصار المفروض على قطاع غزة وبصورة مشددة في منتصف حزيران / 2007 ، وقد صدرت عن البنوك العديد من الإشارات تعكس حالة الأزمة المالية والاقتصادية التي تعيشها جراء حالة الحصار من خلال ضعف البيئة الاستثمارية بسبب عدم إدخال المواد الخام اللازمة لعملية إعادة اعمار قطاع غزة الأمر الذي أدى إلى إغلاق أبواب حوالي 4000 مصنع بالقطاع إلى جانب إضعاف القطاع الزراعي وتقلص قطاع السياحة والخدمات وتجميد مشاريع البنية التحتية حيث أدت حالة الضعف بالبيئة الاستثمارية إلى إحجام البنوك عن تنفيذ العديد من الأنشطة والمشاريع والتسهيلات مثل القروض والسندات والأسهم وغيرها من العمليات النقدية والإنتاجية بسبب عدم الثقة بالبيئة التنموية جراء سياسة الاحتلال والحصار .
رغم أن سلطة النقد كانت قد حثت البنوك العاملة على اقتطاع نسبة تقدر ب 30% من محفظتها على شاكلة تسهيلات ائتمانية واقراضية للمساهمة بالعملية الإنتاجية والعمل على استيعاب عدد من العاطلين عن العمل عبر تلك المشاريع ، إلا أن البنوك المحلية لم تلتزم بذلك في قطاع غزة تحت مبررات ضعف البيئة التنموية والاستثمارية .
إن السياسة المحافظة التي اتبعها البنك العربي وغيرة من البنوك فيما يتعلق بدوره بالعملية الإنتاجية والتنموية تحت مبررات الحالة السياسية أدت إلى تحويل البنوك إلى مكاتب للصرافة ليس إلا ، من أجل تحويل رواتب الموظفين ولعمليات التحويلات النقدية البسيطة والتي لا يستفيد منها البنك بصورة كبيرة .
من الواضح أن أي مؤسسة مالية أو بنكية تفكر بآليات تؤدي إلى تغطية نفقاتها الإدارية والمالية إضافة إلى تحقيق ربحية ما ، إلا أن تراجع البيئة التنموية وحالة التجاذبات السياسية الناتجة عن الانقسام والتي عرضت البنوك في بعض الأحيان إلى التفاعل مع تلك التجاذبات والتأثر بها ، دفع هذه البنوك للاستمرار بالسياسة المحافظة ، علماً بأن إسرائيل تضع قيود على إدخال السيولة النقدية وخاصة الدولار الأمريكي وقبل ذلك على الشيكل الإسرائيلي .
لقد أصبح المواطن لا يشعر بجدوى ادخار أمواله بالبنوك حيث انتهاء التسهيلات الائتمانية ، وتآكل قيمة ودائعه عندما توضع بالدولار ويتم الحصول عليها بصعوبة كبيرة وبالتقسيط وبعملة الشيكل الإسرائيلي ، الأمر الذي يؤدى إلى خسائر ودائعهم وتحويلها على شاكلة شراء عقارات وأراضي في قطاع غزة وهذا أحد أسباب الارتفاع الباهظ لأسعار الأراضي بالقطاع بصورة غير مسبوقة حيث أصبح المواطن يشعر بالجدوى الاقتصادية الأفضل من وراء شراء العقار بدلاً من استمرارية إيداعها بالبنوك بما يصاحب ذلك من تعرضها لمخاطر التآكل التدريجي .
وعليه ربما يكون هناك أسباب اقتصادية عديدة وراء قرار البنك العربي المفاجئ والذي قرر بموجبه الاستغناء عن 70 من موظفيه العاملين في فروعه بالقطاع ، حيث من حق أي بنك أن يجنى ارباحاً ، وربما تكون هناك أسباب سياسية أيضاً خاصة في إطار رغبة البنك في تجاوز الأزمة التي تعرض لها مؤخراً عبر المحكمة التي عقدت في نيويورك والتي كانت تساؤله بها عن ضرورة عدم قيامة بتحويلات نقدية لمنظمات مدرجة على قائمة " الإرهاب " بالأمريكي ، علماً بأن البنك قد كسب القضية وضحد تلك الادعاءات .
ولكن بغض النظر عن الأسباب فإن خطوة البنك ستشكل انعكاساً سلبياً على اقتصاد القطاع فهي تعطي مؤشراً عن التراجع الدراماتيكي للبيئة التنموية والاستثمارية ،حيث ان حركة البنوك في أي منطقة من المناطق تعكس الحالة الاقتصادية والسياسية فإذا فتحت البنوك عدة فروع لها فإن ذلك يشير إلى أن المنطقة المعنية تشهد حالة من الازدهار والنهوض ,وإذا تقلصت خدماتها فإن ذلك يشير إلى أن المنطقة تعيش حالة من الأزمة الاقتصادية والمالية ، والخطورة تكمن إذا ما اتبعت بنوك مماثلة خطوة البنك العربي في قطاع غزة .
إن التراجع بعمل المؤسسات المالية والبنكية والقطاع الخاص يعنى قطع الطريق على أية محاولات لتحويل اقتصاد قطاع غزة إلى اقتصاد إنتاجي وتنموي ، ويعنى إبقاؤه في دائرة الاغاثة والمساعدات الإنسانية المنفذة عبر الوكالات والمنظمات الدولية .
استناداً لما تقدم فإنني أرى أهمية تراجع البنك العربي عن خطوته والتي أدت أيضا إلى زيادة نسبة البطالة عبر الاستغناء عن 70 من موظفيه يساهمون في إعالة أسرهم وربما فإن قسم كبير منهم قد ربط بصورة كبيرة مستقبله الاقتصادي والحياتي باستمرارية وظيفته في بنك كان قد أعطى نموذجاً عام 67 بالحفاظ على حقوق مودعيه وكذلك بعض موظفيه ولفترة طويلة من الزمن .
وإذا كانت البنوك بالعالم تسير وفق آليات اقتصادية و ربيحة صرفة فإن حالاتنا الفلسطينية تتميز باستثنائية بسبب أبعادها الوطنية والحقوقية ، وعليه فقد بات مطلوباً القيام بهذا الدور الوطني من مؤسسات القطاع الخاص ومن البنوك أيضا ، من أجل المساهمة في دعم صمود شعبنا في مواجهة سياسة الاحتلال والحصار الرامية إلى إفقار جماهيرنا وتعميق إدماجها في دائرة العوز والإغاثة ، خاصة إذا أدركنا الثروات المالية الهائلة للبنك العربي بما يمكنه من تحمل نتائج أية تبعات سلبية مالياً قد يتعرض لها في القطاع .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد مراجعة مشروع د. سلام فياض
- من اجل استثمار هبة القدس
- حتى لا يتم اسر الخيار الديمقراطي للأبد
- فى انتخابات النقابة اليسار يضيع الفرصة مرة أخرى
- التضامن الدولي حكومة ام مجتمع مدني
- في 25/1 - هل من حيدر جديد ؟؟ -
- الاتحاد الاوروبي تمويل ام ابتزاز
- برلمانيين بين السياسة والتموين
- نحو تفعيل المجلس التشريعي لصيانة الحريات العامة
- المجتمع المدني ومقومات النهوض
- السياسة الفلسطينية وفن إدارة الفوضى
- دور المنظمات الأهلية بالتنمية الشبابية
- نحو حلول خلاقة لتجاوز استعصاء المصالحة الفلسطينية
- تأنيث الفقر في فلسطين وآليات تجاوزه
- بعد خطابين حاديين ، هل من أفق جديد ؟؟
- المعالجة الوطنية لتفاعلات تقرير غولدستون
- نحو اعادة احياء الفكرة التوحيدية الفلسطينية
- كلمة وفاء في الذكرى الثانية لرحيل د . حيدر عبد الشافي
- خطوات ضرورية لخطاب جميل
- حول وهم البناء قبل إنهاء الاحتلال


المزيد.....




- تراجع قيمة أسهم منصة -تروث سوشيال- التي يملكها ترامب
- ZTE تعلن عن أحدث هواتفها بمواصفات منافسة
- البنك الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الإمارات في 2024 و2025 ...
- اقتصاد الصين ينمو 5.3% في الربع الأول متجاوزا التوقعات
- الدولار يصعد بعد بيانات مبيعات التجزئة الأميركية والين الياب ...
- لو انت موظف حكومة هتاخد سيارة بالتقسيط للموظفين الحكوميين با ...
- ما هي أسعار سيارة فيات في الجزائر مع استمرار العروض من البنو ...
- غلوبس: هل تكون صادرات السيارات لإسرائيل هدفا مقبلا للحكومة ا ...
- هل صندوق النقد الدولي مسؤول عن تفاقم الأزمة المالية في لبنان ...
- ألمانيا تقدر حجم الأصول الروسية المجمدة بنحو 3.9 مليار يورو ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محسن ابو رمضان - قراءة في تداعيات خطوة البنك العربي في قطاع غزة