أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - المُداهمات وترويع الاطفال والنساء














المزيد.....

المُداهمات وترويع الاطفال والنساء


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المُحتَمل ان معظم الذين تُلقي القوات الامنية القبض عليهم في عمليات مُداهمة ، هُم مُتَهَمون خطرون إقترفوا أعمالاً خارجة على القانون ويستحقون المقاضاة ومن ثم العقوبة وفق الاصول ، ولكن الذي يجري على الارض والطريقة التي تُنّفَذ بها هذه المداهمات ، بعيدة كُل البُعد عن المهنية ومُراعاة حقوق الانسان وكرامتهِ . صحيح اننا في العراق لم نصل بعد الى درجة إحترام حقوق " المُتهَم " حسب المعايير الدولية ، ولكن المأساة لا تكمن هنا ، فلا احد يُطالب ان تقوم القوات الامنية المُكلفة بالقبض على المتهمين ، بتلاوة " حقوقهم " عليهم أولاً مثلما نشاهد في المسلسلات والافلام الامريكية ، ولكن ترويع كل الموجودين في مكان المداهمة من أطفال ونساء وإرعابهم بصورةٍ شديدة ، ربما يكون أشد وأقسى من الفعل الرئيسي المتمثل بالقبض على المتهم . وكذلك اسلوب التفتيش فيهِ الكثير من الخشونة والقسوة والإستهانة بممتلكات المنزل المُعّرض للمداهمة ، فتكسير الابواب ورَمي الاغراض وبعثرتها وتمزيقها أصبحتْ من الامور العادية التي تقوم بها القوة المُقتحِمة ، ناهيك عن قيام العناصر الأكثر سوءاً بسرقة ألأموال والمصوغات التي يعثرون عليها خلال التفتيش .
ان وجود إخبارية صحيحة وموثقة عن " مُتهَم " بجرائم إرهابية او جنائية او غيرها ، لايُبَرِر مُطلقاً ان " يُعاقَب " أقرباء هذا المتهم او عائلته ، فهذهِ الثقافة هي من مُخّلفات العهد البائد حين كان نظام صدام يسجن اقرباء المتهمين " المُعارضين خاصةً " حتى الدرجة الرابعة ويعذبهم ، ويستعملهم كورقة ضغط . ولكن اليوم وفي ظل العراق الجديد الذي من المُفترَض ان يكون مُستنداً على الدستور والقانون لايجوز السكوت على هذه الإنتهاكات الفظيعة بحق أطفال واُمهات وزوجات وآباء المُتهمين ، حتى لو كان هنالك أمرٌ قضائي رسمي . عُنصر المُباغتة ضروري ومُهم حتى لايُفسَح المجال للمُتهَم للهروب ، ولكن بعد الدخول الى المنزل والقبض على المطلوب يجب التصرف بمسؤولية ومهنية عالية وتهدئة باقي أفراد العائلة وإحترام إنسانيتهم وكرامتهم وإفهامهم بان فرد العائلة المُلقى القبض عليهِ سيخضع للتحقيق في التُهم الموجهة اليهِ قانونياً ، كما يجب إصطحاب بعض افراد العائلة أثناء عملية التفتيش داخل المنزل والقيام بذلك بطريقة حضارية وتحريم الإستيلاء على الاموال او الحُلي الذهبية .
ان هنالك الكثير من العوائل العراقية المُبتلاة بوجود ( مُجرم ) داخلها يقوم بأعمال إرهابية او إشتراك في عصابات او مافيات ، ولكن على الأغلب لاذنبَ لأفراد العائلة الآخرين ولا ينبغي ان يُعاقبوا بجريرة المجرم ، بل على العكس من ذلك من المُهم ان تهتم الجهات المُختصة بصورةٍ بالغة الجدية بإظهار ان " العائلة " غير مُستَهدَفة وان كرامتهم مُصانة وان حقوقهم محفوظة يكفلها القانون . بهذه الطريقة فقط نستطيع غرس مباديء إحترام القانون في نفوس المواطنين بصورةٍ تدريجية وجعلهم يقفون الى جانب " الدولة " عن إقتناع .
ان عناصر القوات الامنية التي تُكلَف بمُهمة المداهمة ، يجب ان تكون منتقاة بدقة من ذوي الوعي العالي والثقافة المعقولة إضافة الى المِهنية ، وضرورة إدخالهم المُسبَق في دورات متخصصة في كيفية التعاطي مع أوضاع إقتحام المنازل الآهلة وطريقة التعامل مع افراد الاسرة وخصوصاً الاطفال والنساء ، وإبراز مَظهَر القوة الامنية باعتبارها " حامية القانون " ، وعدم القيام بتصرفات مشابهة لأخلاق العصابات والمافيات .
ان الاساليب العنيفة وغير المتحضرة التي تُمارَس أثناء المداهمات والإقتحامات وخصوصاً في المدائن والموصل وديالى وغيرها من المدن ، بالنسبة الى ترويع الاطفال والنساء وسرقة الاموال لها تأثيرات بالغة السوء وتؤدي الى ردود أفعال سلبية وخلق أعداء مُحتَمَلين .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحَكَم الامريكي لمباراة تشكيل الحكومة العراقية
- حل مشاكل العراق على الطريقة البولندية !
- إبن خالتي رسبَ !
- زعماء آخر زمان !
- الرياض بوابة العراق للمحيط العربي
- اضحك مع رؤساء العراق !
- 9/4/2003 يوم ( التحريلال ) !
- - هروب - إرهابيين من الغزلاني !
- طارق الهاشمي وخُفَي حنين
- مستقبل الفيدرالية في العراق
- أخيراً - غينيس - في بغداد !
- تحليل نتائج الانتخابات .. دهوك نموذجاً
- نتائج إنتخابات بغداد .. عجيبة غريبة !
- نوروزٌ دامي في سوريا
- أيهما أهَم : المُتنزَه أو الحُسينية ؟!
- الكرد وبغداد في المرحلة القادمة
- سائق التكسي والإنتخابات
- المعارضة الكردستانية والموقف من بغداد
- حذاري من الغرور
- النجيفي وحركة التغيير


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - المُداهمات وترويع الاطفال والنساء