أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفاء ابراهيم - الصراع مع الله














المزيد.....

الصراع مع الله


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2986 - 2010 / 4 / 25 - 23:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لي صديق- وأنا اصادق كل من هب ودب- من مدرسي مادة الدين في احدى المدارس الحكوميه,هذا الصديق من عائلة متدينة جدا ونشأ بحسب تربيته العائلية متدينا بشكل متزمت بحيث لا يرى الحق الا فيما يعتقد ولا يقبل ان يتعب عقله في شيء قال الدين كلمته فيه
وشاءت الصدف ان يتخصص في مادة الدين في احدى المدارس الثانويه في هذا الظرف الذي يمر به العراق حيث حرية التعبير وحيث لم يعد المعلم والمدرس والاستاذ الجامعي يخشى غضب مرؤوسيه ان تكلم بما لا يريدون هذا من جهه ومن جهة اخرى حالة الشد والشحن الطائفي القائمه على قدم وساق
الرجل كان متعصبا في تفكيره الديني ولم يكن يلتزم بالمنهج المقررمن قبل الدوله ان خالف ما كان يعتقد به ويراه حقا وكان الطلاب المساكين مجبرين ان يسايروه فيما يقول او يعتقد ان كانوا يريدون الحصول على علامات النجاح
صديقى هذا شكى لي ذات يوم ان ولده الذي بلغ عامه الرابع عشر للتو يمتنع عن اداء الصلاة,يقول: كلمته, نصحته,اغريته بالمال,ضربته بالعصا,لم ينفع معه ,من الواضح انه كان مهموما بسبب هذا الامر وكان مستحيا ان يعرف الناس ان ابنه لا يصلي ولولا ثقته بي لما طلب نصيحتي في هذا الموضوع
العجيب ان كل من يعرفني جيدا يعرف اني اخر من يصلح لاسداء النصح في هكذا امور,وفي الحقيقه لم اعرف ماذا اقول له ساعتها,فمع اني اؤمن ان الاديان وشعائرها من الامورالشخصيه التي لايمكن ان تفرض على انسان ما بقرار يتخذه غيره ولا يمكن ان ترفض ايضا بقرار مماثل الا اني وقفت محتارا فيما يجب ان اقول
انا مع الاب المسكين ومع الابن المستكين في نفس الوقت,مع الاب الذي يريد ان يكون للدين دورا في حياة ولده لاني اعتقد ان الاديان كلها وبدون الدخول في تفاصيلها واوجه الشبه والاختلاف فيما بينها تساعد بشكل عام في تهذيب النفس وتقويمها ومنح الصفاء الروحي والعقلي لمن يدينون بها وتعطي بارقة امل لمن غلبه اليأس والقنوط وتعطي معنى" لمن يجد حياته خالية من معناها
ومع الابن الذي لم يستوعب عقله الصغير ما ارادوا منه ان يستوعب ولا احب قلبه الفتي ما شاؤوا له ان يحب,لايمكن ان نجعل ابنائنا يدينون بأدياننا لمجرد اننا ندين بها,لانهم ليسوا كما كنا لابائنا ولان زمانهم ليس مثل زماننا,العالم تطور,وسائل المعرفه تعددت وتشعبت,وسائل الاتصال وايصال الافكاروالمعلومات تغيرت,الفضائيات بالالاف,الانترنت موجود,امور كثيره لم تعد كما كانت عليه وبالتالي يجب علينا ايضا ان نتغير ونغير افكارنا ووسائل ايصال هذه الافكار
لم يعد الوقت مناسبا لان نجعل ابنائنا كما جعلنا اباؤنا نخاف الله قبل ان نحبه بل الوقت مناسب الان لكي نجعلهم يحبون الله قبل ان يخافونه,لم يعد الزمن مناسبا كي نشرح لهم كيف ينتقم الله من اعداءه ويحرقهم في ناره الابديه بعد ان يعذبهم بانواع العذاب المهين بل يجب ان نعلمهم ان يحبوا الناس لان حبنا لبعضنا يقربنا من الله ويجعله يحبنا ومحبة الله هي جوهر الاديان
لا استطيع ان افهم ابني ان الرب امر بابادة كل من خالف شريعته حتى وان اتبع شرائع اخرى تحمل اسم الرب ايضا وتعمل باوامره
لم يعد الزمن مناسبا لان نقنعهم ان الله قد فضل خلقا من صنعه على خلق اخرين وأمر هؤلاء بابادة اولئك
لا استطيع ان افهم ابني ان كل من خالفه كافر يجب قتله لافرق في ذلك بين كبير وصغير ,رجل او امرأه
لا اقدر ان اقول لابني ان الرب قد ائتمن على تعاليم دينه رجالا كلمتهم هي كلمة الرب بحيث لا يحل له مخالفتهم مهما راى من فسادهم وانحرافهم
لا اريد ان اتطرق بالنقد الى بعض المفاهيم الدينيه السائده لان ذلك يدخلني مدخلا ليس من شأني وقد يفسر كلامي خلاف ما اريد لكن ما اريد قوله ان الانسان وجد على هذه الارض حين لم يكن هناك دين من هذه الاديان وبالتالي فمن المفترض انها قد جاءت لمتطلبات روحيه خاصه تتناسب مع نموالمجتمعات الانسانيه وتطورمسيرتهااما ان يكون الدين-كما هو حاصل الان- سببا للكراهية والبغضاء وحافزا للتقاطع والتباعد ومدعة للظلم والعدوان والانحراف فهذا يوقعنا كما اوقع ابن صديقي في ذلك التناقض العقلي المتعب..... هل امر الله بكل هذا؟ام نحن نكذب على الله وعلى ابناءنا؟هذا التناقض العقلي بين ماهو كائن وبين ما يجب ان يكون قد يكبر فيستحيل صراعا نفسيا مريرا يتجلى في بعض مظاهره بالتمرد على ما يريد الاباء من الالتزام بتعاليم الدين وطقوسه وحتى يخيل لمن شاء ان يتخيل انه صراع مع الله ...



#صفاء_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة الحمل الوديع
- جريمة مخلة بالشرف
- لا تقتلوا يوسف شاهين
- بسم الرب
- عراق العجم
- في ظل الطوارىء
- رسائل قاتله
- لا غالب ولا ومغلوب
- يوميات فرعون
- لماذا..... يا شيخ ؟
- انا والعلمانيه
- تريد غزالا-......خذ ارنبا


المزيد.....




- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفاء ابراهيم - الصراع مع الله