أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - سمير بشير محمود النعيمي - لكم دينكم ولي ديني















المزيد.....

لكم دينكم ولي ديني


سمير بشير محمود النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2986 - 2010 / 4 / 25 - 22:02
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


لكــــــم دينكـــــــم ولــي دينــــــــــي

بقلم الباحث : المحامي سمير بشير النعيمي
في تصفحي لبعض مواقع الانترنيت اثار انتباهي مع الاسف الشديد شخص اخرق قد عرف نفسه وتحت عنوان ( وهم الاسلام) بانه كان مسلم والان ملحد وسأ نقل لكم كلامه نصا قبل تعليقي عليه :::::::

أنا ياسر جورج هو لقب مكون من الإسم المسلم (ياسر) والإسم المسيحي (جورج) وهو ليس اسمي الحقيقي.. انا مسلم متدين سابقاً ..ولدت وتربيت وعشت وتعلمت في دولة اسلامية.. منذ نعومة اظفاري كانت حياتي تتمحور حول الدين.. تربيت في عائلة متدينة ومحافظة, بدأت في حفظ القرآن عند سن السادسة واتممته عند الخامسة عشر, برعت في جميع فروع الدين ابتداءً من القرآن الى التفسير والفقه والشريعه والتوحيد … إلخ ...كانت حياتي تسير على نهج اسلامي الى ان بدأت في استخدام عقلي, اكتشفت اني كنت موهوماً طوال حياتي وأن عيني كانت معصوبة كيلا ترى الحقيقة, كانت بداية الإلحاد صعبة جداً لأني كنت أتخلى عن شيء لم اشك في لحظة من حياتي انه وهم, فشائت الأقدار التي لا أؤمن بها ان اكتشف حقائق في الإسلام لم يرد مجتمعي المحافظ ان اكتشفها, تغيرت حياتي وانقلبت رأساً على عقب من ذلك الشاب المتدين الى ذلك الشاب المتحضر الملحد... حياتي الآن افضل مما كنت عليه بكثير ولا أنوي الرجوع الى وهم الإسلام مرة اخرى..
...............
طبعا كلام هذا الاخرق لا يحتاج الى تعليق لانه حتما بلا جذور لان المقارنة بين الاسلام الذي علم الانسان كثير من القيم ونوره للحق وللفضيلة وابعد عنه الرذيلة وطالبه بالكرم والشجاعة والعفة واحترام الجار وبين الاديان الاخرى هي مقارنة صعبة ولا نستطيع ان نوفيها حقها بكلمات قليلة ولكن اهتمامهم بنشركل مايسىء للاسلام تحت ادعاء حرية التعبير او حرية النشر جعلني ابحث عن تصرفهم ورد فعلهم اذا تعرض احد لاعتقاداتهم...بينما يغضون الطرف اذا اساء كتابهم او رساميهم لاعتقاداتنا!!!!!
و لم أكن أبالي بكيفية تعامل شعوب الغرب مع ما يطلقون عليه (تجديفاً) وازدراء للكنيسة أو حطّاً من منزلة رسلهم أو انتقاصاً من مقام الألوهية. بل مالي ولغرب لا يحترم كنيسته و لا يدين أغلبه بالولاء لها أو لله أصلا؟ وأفكر متسأئلا ومستغربا ايضا لماذا الغرب لن يتوقف عن إبداء استغرابه من ردة الفعل العنيفة التي تنتاب الشارع الإسلامي حين يتعرض رسام أو كاتب أو سياسي أخرق لنبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأكاد أجزم أن المقارنة بين بلادة حس الشارع الغربي وحماسة الشارع الإسلامي مقارنة فاسدة وباطلة، لأنها قياس يُغفل الفارق بين جمهور واسع وعريض وجمهور لا يكاد يبين. لكني أؤكد – رغم ذلك- أن نعت الغرب باللامبالاة المطلقة حيال ما يقوم به بعض كتابه وفنّانيه من تجديف ونيل من مكانة (المقدس) افتراء على الحقيقة وتغييب لحوادث تاريخية، رغم كونها ردّات فعل خجولة تبتعد عن الاجتثاث الرسمي الذي كان متبعاً في العصور الوسطى.
فحين رسم عرّاب الرسوم الكاريكاتورية التجديفية (جورج غروس) -George Grosz) عام 1928 (أي عقب الحرب العالمية الأولى) السيد المسيح محتذياً (بسطالاً) عسكرياً وواضعاً كمامة غاز، ألزمته المحاكم الألمانية آنذاك غرامة مالية واضُطرّ للهجرة إلى أمريكا. كذلك قضت المحكمة الاسكتلندية عام 1979 بمنع فلم (حياة براين- Life of Brian) من إخراج (تيري جونز-Terry Jones) الذي صوّر المسيح مغنياً على الصليب. ولم يسلم المخرج هربرت أشترنبوش _Herbert Achternbusch) لإقحامه السيد المسيح كنادل في فلم (الشبح-The Phantom) حيث أقيمت دعوى ضده عام 1983. ولما صورت الفنانة الفوتوغرافية السويدية (إليزابيث أولسن– Elizabeth Ohlson) السيد المسيح كمصاب بالإيدز وشاذ جنسياً، عمد المتظاهرون لرشقها بالحجارة حين افتتاح معرضها ( Ecce Homo ). أما الكاتب اليوناني (نيكوس كازنتزاكيس- Nikos Kazantzakis) فقد منعت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية كتابه الأكثر جدلاً والذي نشره عام 1951 تحت عنوان _الإغواء الأخير للمسيح-The LastTemptation of Christ)، كما أمر بابا الفاتيكان بوضعه على لائحة الكتب الممنوعة، ذلك أن كازانتزاكس نال فيه من أخلاق سيدنا المسيح. ولما قامت (يونيفرسال بيكتشرز- Universal Pictures) بإنتاجه فلماً أخرجه الأمريكي (مارتن سكورسيزي_ Martin Scorcese) عام 1988 لاقى رواجاً غير مسبوق، لكن كل صالات السينما التي قامت بعرضه تعرضت لموجات احتجاج من المتظاهرين، وتلقى بعضها تهديدات بإلقاء قنابل. وحين ألف الأمريكي(دان براون _Dan Brown) عام 2003شيفرة دافنشي(DavinchiCode) تصدى الفاتيكان له معتبراً فكرته تجديفاً وطعناً بأسس المسيحية، لكن صرخته تلك لم تكن لتمنع تحويل الرواية إلى فلم عام 2006من إخراج (رون هاورد – Ron Howard) وبطولة (توم هانكس – Tom Hanks)، واكتُفي بمنع الكتاب في بعض الدول الغربية والعربية.
" فحريّة الاستهزاء بالديانات في أوروبا ليست مصانة. بل توجد قوانين تمنع التشهير العلني بالديانات في العديد من الدول الأوربية، منها النرويج وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا والنمسا وهولندا وغيرها.. وفي الدنمارك نفسها نصّ القانون على التغريم والسجن أربعة أشهر لمن "شتم أو استهزأ علنا بديانة معترف بها في البلاد". ولكن الإسلام غير معترف به في تلك البلاد، وتلك هي الازدواجية الأخلاقية السائدة في تعامل الغربيين مع المسلمين، وهي جذر الشر وموطن الداء".
إن الفعل وردة الفعل سيستمران لا محالة (أعني هذا الهجوم المتكرر على مقدساتنا، وردة فعل الشارع الإسلامي المختلفة الشدة والقوة)، وهي حلقة من حلقات الصراع الذي لن يتوقف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وإزاء هذه الحملات المتتابعة للنيل من الإسلام نجد أنفسنا أمام إشكالية جدوى متابعة ما يسمى بالحوار الإسلامي – المسيحي الغربي في ظل مواقف لا تعكس حتى الآن سوى أعراض واضحة لنظرة غير متسامحة مع الإسلام والمسلمين. ويكاد مشجب 11 سبتمبر الذي يعلّق الغرب عليه كل آلامه ومخاوفه قد أصبح - من حيث يدري أو لا يدري- قميص عثمان بامتياز.
إنني لست ضد استمرار الحوار الإسلامي- المسيحي شريطة إزالة اللبس العالق بهذا المصطلح، ويخطئ كل من يعتبر أن غاية هذا الحوار محاولة الطرفين ردم الهوّة العقدية بينهما، إذ كيف الوصول إلى ردم الهوة وما زال أحد طرفي الحوار لا يعترف بدين الآخر عقيدة سماوية منزلة على نبي مرسل؟
لقد قطعت جهينة قول كل خطيب، فالنص القرآني قد حسم الأمر بكل واقعية( وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُوَلاَالنَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ..); [البقرة آية: (120)]، ولا مِراء أنه من باب المماحكة العقلية الخوض في مسألة استعصت على عقول جهابذة العلماء من الطرفين لأكثر من 1400 سنة، ومن المسلّم به أن (خلطة توفيقية) من العقائد الثلاث فيما يسمى (وحدة الأديان) هي قمة الزيف والدجل والمداهنة.
وقد آلمتني بحق قناعة ساذجة تستحوذ على أذهان البعض ممن يقومون باستقبال بعض المحاضرين والأساتذة الأكاديميين المتخصصين بالدراسات الإسلامية، ذلك أن ضيق أفقهم وعدم فهمهم لطبيعة مناهج التفكير الغربية، تدعوهم للاعتقاد أن هؤلاء القوم قد غدوا قاب قوسين أو أدنى من عتبة الإسلام، وتمضي الأيام وهؤلاء البسطاء يترقبون الفوز بحُمُر النَعم. ولا أريد أن أتألى على الله في القطع بعدم إمكان هدايتهم لكنني أرى أن لا أكون خِباً شريطة أن لا أدع الخِبّ يخدعني.
ووفقاً لذلك فإن الحوار الإسلامي – المسيحي المطلوب والذي ندعو إليه هو حوار (سياسي) بامتياز، الغاية منه التفاهمات المتبادلة حول قضية (العيش المشترك) وفق مبادئ وأسس تراعي حقوق المواطنة ولا تلغي الآخر)، ولخلق مناخ مؤيد لقضايانا العادلة في الشارع الأوروبي، ولاستحداث لوبي ضاغط في مراكز صنع القرار في المؤسسات السياسية الغربية. وممارسة هذا الدور السياسي ليس مجافياً للسياسة التي اتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهل الكتاب، بدءاً بعهده المكتوب مع يهود المدينة ومروراً بأسلوب الاستقبال الدبلوماسي المتميز والحكيم لوفد نصارى نجران، وصولاً إلى مضمون العهدة العمرية بين نصارى بيت المقدس وسيدنا عمر الفاروق، وانتهاء بالمعاهدات التي حررها مختلف الخلفاء الأمويين والعباسيين ومن تلاهم مع أهل البلاد المفتوحة.
إن المرشحين لقيادة هكذا تفاوض وحوار إذن لا بد لهم من أن يتحلوا بكثير من الثقافة السياسية إلى جانب تمكنهم من الفهم العميق للثوابت التي لا تقبل المهادنة والمداهنة بذريعة طمأنة الجانب الآخر على حسن النوايا وسلامة الطويّة، فقد يتحول الأمر برمته إلى استخذاء وضعف غير مبرر يُفقد المفاوض قوته ويوحي بهشاشة موقفه ويؤدي إلى زعزعة ثقة الشارع به فيفقده مصداقيته ويسحب الاعتراف به كممثل شرعي له.

وأخيراً أود التأكيد على أني لم أبغِ دفاعاً عن شخوص بعينهم، ولم أرجُ تناول آخرين بالقدح والذم بقصد التشفي، فموضوعي لا علاقة له بعالم الأشخاص – رغم وجودهم الفاعل والمحرك لأي حراك ثقافي أو سياسي - بمقدار ما هو تناول لعالم الأفكار بحثاً ودراسة موضوعية، فالأشخاص يمضون، ويبقى البقاء للأصلح من الأفكار. وهذا مصداق قول الإمام علي رضي الله عنه:" ويلك لا تعرف الحق، اعرف الحق تعرف رجاله"؛ كلمةُ حق أضاء جوانبَها بعد مائة سنة ونيف الإمام مالك بن أنس (93هـ/715م-179هـ/796م) بالقاعدة الأصولية التي وضعها :"كل يؤخذ من كلامه ويُردّ إلا صاحب هذا القبر(أي الرسول عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم) .



#سمير_بشير_محمود_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناتي العزيزات مع خالص محبتي واعتزازي قصة قصيرة
- الحجامة انفع دواء لكثير من الامراض
- الحب والعشق قبل الزواج | بحث
- الساعة الثانية بعد منصف الليل قصة قصيرة
- حب تحت المطر قصة قصيرة


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - سمير بشير محمود النعيمي - لكم دينكم ولي ديني