أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - في عبارة -ذات الحدود المؤقَّتة-!















المزيد.....

في عبارة -ذات الحدود المؤقَّتة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2986 - 2010 / 4 / 25 - 17:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


هل نجح ميتشل في جولته (أو مهمته) الجديدة، أم فشل؟

من قبل، كُنَّا نسمع أجوبة من قبيل "لم ينجح؛ ولكنه لم يفشل"، أو "لا يمكن وصف جولته بأنَّها ناجحة أو فاشلة"، أو "نجحت نصف نجاح، وفشلت نصف فشل"، أو "ما زال يحاول، وليس ممكناً أو جائزاً، بالتالي، تقويمها الآن".

أمَّا الآن فإنَّ من الصعوبة بمكان إجابة ذلك السؤال؛ لأنَّ "المهمَّة نفسها" ليست واضحة جلية بما يكفي لاتِّخاذها مقياساً نقيس به نجاحها من فشلها، فإذا جاء من أجل التمهيد لبدء مفاوضات "غير مباشِرة" بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، فهل ما يبذله الآن من مساعٍ وجهود يختلف، أو يمكن أن يختلف، عن تلك المفاوضات؟!

المفاوضات "المباشِرة" لم تبدأ، أو لم تُسْتأنف؛ لأنَّ حكومة نتنياهو لم تلبِّ الشروط الضرورية لبدئها، أو استئنافها، فاقترحت إدارة الرئيس أوباما بدء مفاوضات "غير مباشِرة"، تمهِّد الطريق إلى المفاوضات "المباشِرة"، فَقَبِل الفلسطينيون والعرب الاقتراح؛ ولكنَّ المفاوضات "غير المباشِرة" لم تبدأ هي أيضاً؛ لأنَّ حكومة نتنياهو نَشِطت استيطانياً، وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص، بما شدَّد الحاجة لدى الفلسطينيين إلى جَعْل بدء هذه المفاوضات مشروط هو أيضاً بالتزام إسرائيل عدم بناء نحو 1600 منزل للمستوطنين في المدينة المقدسة.

على أنَّ كل هذا الضباب لا يحجب رؤية المعالم الأساسية للواقع، فحكومة نتنياهو مستمرة في نشاطها الاستيطاني، والرئيس عباس مستمر في استمساكه بخيار عدم العودة إلى طاولة المفاوضات ما استمر الاستيطان، وإدارة الرئيس أوباما مستمرة في جهودها ومساعيها الدبلوماسية، أي في إدارتها للأزمة؛ وهذا الوضع يمكن أن يستمر زمناً طويلاً.

ومع كل جولة من جولات ميتشل يتجدَّد الحديث عن "الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقَّتة"، ويتجدَّد معه الرفض الفلسطيني القاطع لهذه الفكرة، وكأنَّ ميتشل لا يجيء، ولا يتباحث مع نتنياهو، إلاَّ ليدفع الرئيس عباس إلى إعادة تأكيد رفضه التام لهذا الحل، الذي ليس بحل.

ولكن، لماذا يرفض الفلسطينيون فكرة "الدولة ذات الحدود المؤقَّتة"، والتي يبدو أن حكومة نتنياهو مصرَّة على الاستمساك بها؟

إنَّهم يرفضونها؛ لأنَّ القدس الشرقية لن تكون جزءاً من إقليم هذه الدولة، وستبقى، بالتالي، نهباً للنشاط الاستيطاني؛ ولأنَّ التجربة علَّمتهم أنَّ "المؤقَّت" هو "الدائم"، أو "شبه الدائم" من وجهة نظر إسرائيل.

الفلسطينيون يريدون لدولتهم أن تُوْلَد، أو تظهر إلى الوجود، بحدود دائمة، هي من حيث المبدأ والأساس "حدود" الرابع من حزيران 1967، فالتعديل الحدودي، إذا كان لا بدَّ منه، فإنَّه يمكن ويجب أن يكون طفيفاً، مقترناً، بالتالي، بتبادل متكافئ للأراضي، ولا يذهب بحقِّهم في أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المقبلة.

الفكرة، أي فكرة "الدولة ذات الحدود المؤقَّتة"، ليست في حدِّ ذاتها مدعاة للرفض أو القبول فلسطينياً، فهي يمكن أن تصبح موضع قبول فلسطيني، أو أن تُقْبَل فلسطينياً في طريقة تَجْعَل إسرائيل هي الرافضة، والمتشدِّدة في رفضها، لها.

أوَّلاً، وقبل كل شيء، يجب توضيح أنَّ فكرة "الدولة ذات الحدود المؤقَّتة" يجب ألاَّ تتعارض مع فكرة أنَّ بعضاً من حدودها يجب ألاَّ يكون مؤقَّتاً، وإنَّما دائماً، فقطاع غزة (وبصفة كونه جزءاً من إقليم الدولة الفلسطينية، أكانت دائمة أم مؤقتة الحدود) يجب أن تُعيَّن حدوده الدائمة مع إسرائيل ومصر.

أمَّا الضفة الغربية، المستثناة منها القدس الشرقية، فيجب أن تصبح كلها، باستثناء المستوطنات، جزءاً من إقليم الدولة الفلسطينية (ذات الحدود المؤقَّتة).
و"المؤَّقت" من حدود الضفة الغربية يجب أن يقترن بـ "الدائم" منه، ألا وهو حدودها مع الأردن.

يبقى "القدس الشرقية" التي فيها يتجسَّد بعضٌ من أهم معاني فكرة "الدولة ذات الحدود المؤقَّتة"، فالأحياء العربية (الفلسطينية) منها تُضَم إلى إقليم "الدولة ذات الحدود المؤقَّتة"؛ وما يسمَّى "الأحياء اليهودية" يظلُّ خاضعاً لسيطرة إسرائيل؛ أمَّا ما بقي من القدس الشرقية، بعد هذا الاقتطاع وذاك، فيخضع لإدارة دولية مؤقَّتة.

وهذا "المؤقَّت" من حدود الدولة الفلسطينية يصبح مشترَكاً بينها وبين إسرائيل، فإقليم الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية يكون في هذه الحال بحدود مؤقَّتة مع إسرائيل، التي تكون هي أيضاً بحدود مؤقَّتة مع هذا الإقليم.

وهذا التطوير لفكرة "الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقَّتة" بما يجعلها موضع قبول فلسطيني، يجب أن يشمل أيضاً مقايضة لا بدَّ منها، فقيام "الدولة ذات الحدود المؤقتة" يجب أن يقترن بسيادة تامَّة لهذه الدولة على إقليمها بشطريه، وإلاَّ تحوَّلت "الدولة ذات الحدود المؤقَّتة" إلى "دولة مؤقَّتة"!

هذا الحل، والذي يسمَّى "الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقَّتة"، يمكن ويجب أن يُضَمَّن في "اتفاقية" بين الطرفين، على أنْ يوضَّح في هذه "الاتفاقية" أنَّ "معاهدة السلام" بين "الدولتين"، والتي يُعْلَن فيها "نهاية النزاع"، لن توقَّع إلاَّ عندما يتَّفِقا على ترسيم الحدود الدائمة والنهائية بينهما، وأنَّ "الاتفاقية نفسها" تبقى وتستمر، مُلْزِمةً لطرفيها، حتى تحلَّ محلها تلك "المعاهدة".

أعْلَم أنَّ هذه "الاتفاقية"، والتي يمكن أن تستمر زمناً طويلاً، لا تحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين؛ ولكنَّ تَضَمُّنها ما يؤكِّد أنَّ "الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقَّتة"، و"ذات السيادة التامة"، في الوقت نفسه، هي دولة للشعب الفلسطيني بأسره، يمكن، ويجب، أن يؤسِّس لحل هذه المشكلة.

وأعْلَم، أيضاً، أنَّ إسرائيل، وبفضل هذه "الاتفاقية"، و"الدولة ذات الحدود المؤقَّتة" التي ستنبثق منها، ستمضي قُدُماً في نشاطها الاستيطاني ضمن "المستوطنات" في الضفة الغربية، وضمن "الأحياء اليهودية" في القدس الشرقية؛ ولكنَّ هذا النشاط لن يكون، هذه المرة، بلا ضديده الفلسطيني، فزيادة عدد المستوطنين ستقترن (ويجب أن تقترن) بزيادة عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين تركوا مخيَّماتهم في البلدان العربية، وجاءوا إلى "الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقَّتة" للعيش فيها مواطنين حتى تُحَلَّ مشكلتهم نهائياً.

وهكذا يتضح أنَّ عبارة "ذات الحدود المؤقَّتة" ليست هي السبب الذي يحمل (أو يجب أن يحمل) الفلسطينيين على رفض "الفكرة"، كما أنَّها ليست السبب الذي يدعو إسرائيل إلى الاستمساك بها.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساركوزي في ثياب نابليون!
- في مواجهة -قرار الترحيل-!
- العالم في مسارٍ نووي جديد!
- الدولة العربية ليست فاشلة!
- ما لم يقله فياض!
- مصطلح -الدول الفاشلة-!
- ميلاد فيزياء جديدة.. في -سيرن-!
- عندما يساء فهم -الرأسمال- و-الرأسمالي-!
- قِمَّة -الإسراء- من سرت إلى القدس!
- في عقر دارك يا أوباما!
- أنا المالك الحقيقي لكنيس -الخراب-!
- الذهنية التلمودية.. ليبرمان مثالاً!
- مفاوضات صديقة للاستيطان!
- -أزمة الفهم والتفسير- في عالَم السياسة!
- متى تتحرَّر المرأة من -يوم المرأة العالمي-؟!
- -فساد الانتخابات- يكمن في -فساد الدَّافِع الانتخابي-!
- موعدنا الجديد في تموز المقبل!
- فتوى الشيخ البراك!
- الحاسَّة الصحافية
- بيان اليأس!


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - في عبارة -ذات الحدود المؤقَّتة-!