أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - رسالة إلى أم العواصم















المزيد.....

رسالة إلى أم العواصم


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2986 - 2010 / 4 / 25 - 15:07
المحور: الادب والفن
    


رسالة .. إلى " أم العواصم " ...
يقولون عنك القدامى :
( شامة الدنيا ) و ( أم الفقير )
ويقولون أيضاً : أنك من أمهات المدن في العالم –

حضنت أبناءك في كل المراحل والأزمات والأخطار والحروب
وكنت ظلاً ومأواً وجناحاً ودفئاً وحريةً لمن أحبك
وحضنت الشهداء بين أضلاعك حباً
وكرها للعدو الأجنبي

دمشق محطة القوافل
ومأوى الغرباء
روضة للعلم
وواحة غناء
( اّرام دمشق ) ,, داعية للوئام , محبة للسلام
للحضارة .. للثقافة .. والبناء
واحترام الإنسان
لم تكوني غازية
أو محاربة ,, في يوم من الأيام
لم تبنٍ أمبراطورية التوسع
تاريخك ناصع كالرخام ..

.......
الجميل والشامخ تاريخيا
الممتلئ ذاتيا , والكبير مكانيا , لا يقضم ولا يعتدي و لا يسرق الجيران
لا يضطهد ولا يقزم ولا يلغي الاّخر
لم تكوني شوفينية ولا بربرية ولا عنصرية في يوم من الأيام !!

* * *

لماذا سمحت أو تغاضيت عن تشويه تاريخك و اغتصا ب رايتكٍ؟
وتلويث إسمكِ ونهرك ِ
و امتهان جسدكِ
يا مدينتي ؟
من سلب شخصيتك , ؟؟
غير حاكمكِ

يابنفسجتي ... عاصمتي
أسميتك روضة العلم
فأنت حكيمة .. وعاقلة
رزينة .. وعالمة
شامخة و جليلة ...
....

لماذا طردت أبناءك من سورك , من حضنك
من صدرك .. عن نهديك
وزنودك .. وشفتيك ؟

فأنت أم المدن , أم العواصم المعمّرة
أم التاريخ ..والحضارات , والقوافل والجحافل
أم الملايين والمجاهدين
كيف قبلت الأسر والصمت ؟
كيف تنامين في غابة القمع والسجون والزنازين
و على اّلام اّلاف المعتقلين وصرخات المعذبين
فمحبوك طوقوك بالأذرع باليدين
بالياسمين .. ؟؟

حبلى , بيوتك بالغضب
بالتعب ..
يوم غاب الحسب والنسب
كيف قبلت الغرباء , الدخلاء
ومصاصي الدماء
وناشري الفساد
يدوسوا فوق قدميك بكل عنجهية واحتقار واستهتار
وكبرياء !؟
لينتحر الأدب ..؟
لوثوا , زرعوا حاراتك بالمواخير
ضيعوا , حرفوا شبابك , فتياتك بالنارجيلة
موضة العصر الدخيلة !؟

.......

يا دمشق يا صبية
يا أجمل بنات عصرك
زاهية .. رائعة بجدائلك
بثوبك الأخضر المزركش
( بالبروكار ) .. والقصب والدامسكو ! ؟؟
فمن كان مثلك عروسة العرب
فكيف تعيشين مع المشانق ؟
مع القتل , والهدم , والتلوّث
مع العبث .. والحرائق ؟

فأجواء الإرهاب والعسكر
يتنافى مع أم الأدب
والفساتين ( الأثواب ) المطرزة
بالدانتيل .. والذهب
جهازك الغالي , وسيفك المرفوع في قاسيون
وساحة الأمويين
فيحق لك أن تتباهي بسورك
بجدائلك السبعة
وأبوابك العشرة
وبأيام أعراسك الكبرى :
الأعياد الوطنية , والربيع النوروز , والمعارض , والجلاء , والثورات وساحات الشهداء و السادس من أيار ..
.....

يحق لك أن ترفضي , أن تتمردي
أن تغضبي
أن تحكمي بميزان العدل , والحرية
وتحضني الديمقراطية

فدمشق أم العادات والتقاليد
دمشق اّرام – والسريان - يوحنا الدمشقي - والجامع الأموي ( يوحنا المعمدان )
دمشق الوليد
يا شام المجد التليد
لماذا نزعت عنك كل هذه الألقاب
رميت عن صدرك كل هذه الأوسمة
لم تعودي تعطري وجهك وخديك .. وأزرار نهديك
وأثوابك
بورد الشام والياسمين
ونكهة توابل الهند والصين !؟

يا قبلة الملايين
ضميني يا حبيبتي ضميني مدينتي
وضمي الغائبين
ألوفاً .. وملايين
يا دمشق , يا أغنية الشعراء والأدباء والثوار ( يا جلق , يا فيحاء )
يا تاج سورية
عروسة الشرق الأمين
يا سمراء .. يا خضراء
يا ابنة الغوطة .. وهبة بردى ( أبانا )
ومحطة الأقدمين ..

إفتحي بطون التاريخ , وأوراق الماضي
وجحافل الأمجاد والأبطال
واستلي سيفك الدمشقي الشهير
من أجدادك .. من أبعد ,, وأبعد من الاّراميين
واّدابهم وثقافاتهم ورسالاتهم .
من يوسف العظمة وحسن الخرّاط
وأفواج المتخرجين من السجون بأوسمة صمود السنين ؟
واستنهضي صلاح الدين ..
واحضني أختك القدس ..وفلسطين
إلبسي دروعك واستعيري شجاعتهم ونخوتهم
ومن شهداء المرجة ( 6 ) أيار ..

.....
( قومي ... استنيري .. ) ..
أرسلي إلى ( أورليان الجديد ) رسالة جديدة
واركبي عربة ( زنوبيا ) الملكية وثيابها الفروسية – التدمرية
واصعدي قاسيون .. و الحرمون ( جبل الشيخ ) و هضبة الجولان
ومعك قلوب كل المحبين الثائرين
قلوب المناضلين والمشردين والموقوفين المظلومين
واضربي عنق من باع الوطن بالملايين لمن اضطهد الشعب عقوداً وسنين
بالدولار وعار الجبين
من خنق الحرية لشعبي من جعلها مملكة للرعب والهزائم
من خنق الحرية والإنسان
من شرد الأخيار والمحبين لكي يغير مجرى التاريخ
لكي يجعل وجه سورية يشيخ وتغلب العرب ..!؟ بضم التاء
وتغتصب فلسطين
ويقتل الفدائيون
ويخرّب لبنان
وتظلم سورية .. وتعتقل
يا للحزن .. يا للأنين !؟

أما من رجال لهذا الوطن
أما من يعربية , يعربيات لهذا الوطن ؟
أما من شباب يقذفوا الحمم
لإنقاذ عروسة الشرق
طالت ليلة الإغتصاب – والذل
اّه , يا مدينتي المعتقلة !؟



سيأتي يوم يحاكم ويحاسب من ساد وماد
من ظلم وقاد شعبي للرقاد
وأرضنا للقحط .. والرماد..

سيحاكم من اغتصب عرشها وتغنى بإسمها
من أغتصب إمارتها
ستضرب من أطفأ قنديل ضوئها
ونور عينيها
وبريق وجهها ونضارة شبابها .. وشبابيك شوارعها
وصخب تظاهراتها .. وأعيادها الشعبية الوطنية ..

ستدمر طغاتها
الاّن وبلا رحمة
بإسم الحرية , والشعب
بإسم الكلمة , والحرف
ستكتبين من جديد حروفك يا دمشق
يا دمشق ستكتبين حروفك بأيدي ثوارك
بحبات النارنج والكباد بثمار حدائق دورها الدمشقية القديمة
بحبات المشمش والعنب , والزيتون , ونور العيون
فنامي .. نامي يا مدينتي الجميلة
دمشق يا أم الدنيا وأقدم العواصم
نامي بين العيون
تحرسك المهج والجفون ..!
-------------------------------------------------------------------
من مؤلف : رسائل للوطن رقم 3 - انتهيت من كتابتها الساعة السادسة صباحاً من هذه الليلة التي لم أنم فيها حتى كتابتها – لبنان / 1995
>>>>>>>

سوريا أصبحت في عهد اّل الأسد
عهد الديكتاتورية والإستبداد
قلب العروبة الصامت
قلب العروبة الفاسد
وساحة العروبة القامع
وشارع العروبة الخائف ..!؟
مريم نجمه / هولندة / نيسان , أبريل / 2010



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الأرتيرية عبر الثورة .. مشاهدات وعبر ؟
- اليوم .... ومداياته ؟
- كمشة زهر , رشة عطر , دمعة ألم ؟
- نيسان الجلاء , متى الجلاء الداخلي يا سورية ؟
- نزهة فوق الأديم
- صيدنايا بين القداسة , والتعاسة ؟ صرخة تاريخية .. قانونية .. ...
- الضرائب ..!؟
- الكلمة في الإنجيل - أضواء على العهد الجديد ؟ - 4 - والأخير
- على مشارف الفجر -7
- تناقض .. وانسجام ؟
- إنتظار , وأمنيات ..؟
- صورة أمي .. قديسة بيتنا ؟
- يا نوح أين السفينة ..؟
- نسائيات -4
- حدثني والدي ..؟ من ملعب الزهر , إلى روضة العلم
- من قال لكم أننا سنتلاشى ؟ الحياة جميلة ..
- من الرائدات : الجوكندة العراقية , الأميرة , الفارسة , والرحّ ...
- من خواطر زوجة معتقل سياسي ..؟ - 20 - مهداة إلى سجينات وسجناء ...
- وظيفتي : كتابة الرسائل ..؟
- العيون اللاقطة ..؟ -1


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - رسالة إلى أم العواصم