أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين حامد حسين - ظواهر مخيفة في أوساط الاسرة العراقية تنتظر الحلول














المزيد.....

ظواهر مخيفة في أوساط الاسرة العراقية تنتظر الحلول


حسين حامد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2985 - 2010 / 4 / 24 - 18:05
المحور: المجتمع المدني
    


عندما علمت لاول مرة , عن بعض الخلافات بين بعض افراد أسرتي في العراق مع بعضهم , اعتقدت ان الامور لا تعدو كونها
مجرد سوء تفاهم او ربما اختلاف في وجهات النظر حول بعض الامور السياسية . فهذه من اكثر ما يختلف عليه الناس هذه الايام . ولكني حينما تدخلت في الموضوع كفاعل خير , راعني ان أجد الامور بينهم وقد اصطبغت بالوان قاتمة والقت بنوع من السوداوية على ود الاخوة العميقة التي كنت اعرفها جيدا , ولا عهد لي بها هكذا بينهم . فعلاقاتنا التي نشانا عليها كعائلة كبيرة ولله الحمد كانت كما يقول المثل ( كالسمن مع العسل) . ومع ان الاسباب التي رحت أتقصاها لم اجد فيها ما يتوجب من اجلها (دق عطر منجم) و لا تستوجب كل ذلك التقاطع , لكن نتائجها على كل حال , قد عملت على مسخ تلك العلاقات الجميلة بينهم فتعقدت واخذت طابعا كريها . ولم تنفع معهم وساطتي بمحبتي التي يعرفها الجميع جيدا ولكل واحد منهم . فاضطررت ان لا أتدخل بينهم أكثر من ذلك لعلمي اني ساخسر احد الفريقين المتنازعين والى الابد .
ونحن هنا في الغربة , نحتاج الى علاقاتنا مع ابناء جلدتنا . وبالرغم من ان الجالية العراقية صغيرة في مدينتنا , فقد وفقنا العلي القدير والحمد له وحده في علاقات طيبة مع الجميع . وكعائلة , فأن لنا هنا واحده او اثنتين من العوائل العراقية ممن نعتبرهم أصدقاء مقربين . وحينما يلتقي شملنا مع بعضنا البعض في المناسبات , تضع زوجاتنا درجاتهن العلمية جانبا , ويتحولن في مطابخهن الى ربات بيوت حقيقيات . فيتبارين كما كنا في الوطن , في طبخ الاكلات العراقية الشهية وتحضير المقبلات والسلاطات , والتفنن في صنع الحلويات والمعجنات الاكثر من لذيذة والحمد لله . وفي احد لقائاتنا القريبة , وخلال الحديث عن الوطن وهمومه , طرحت في الجلسة مشكلة افراد أهلي كموضوع للحوار . ولكن الذي راعني هو اكتشافي ان كل عائلة من اصدقائنا كانت تعاني هي الاخرى من انفراط عقد العلاقات الودودة بين افراد اسرهم سواء اكانوا في العراق او هنا وبنفس القدر من الخصومات التي لا تمنح المرء سوى حزنا عريضا . فالبعض من أصدقاؤنا لهم افراد من اسرهم في مدينتنا , والبعض الاخر لهم في مدن اخرى وولايات اخرى , ولكن الجميع قد حل بينهم الجفاء والقطيعة . فاصبح ألاخ وللاسف لا يعبأ بأخيه , والاخت لا ترى في أخيها ما يستوجب تلك المودة والاقتراب الاخوي الحميم , وألاب قد هجر ولده أو بالعكس . الجميع قال للاخر ومنذ زمن "مع السلامة" , وادار وجهه للجدار , وانتهى الموضوع , هكذا وبكل بساطة !

ومع اننا جميعا نعلم ما يمكن ان يكون متوقعا كنتيجة لما جرى للعراقيين من أهوال لنعرف ما يمكن ان تكون عليه مستويات الصحة النفسية للافراد في هذه الايام بعد كل تلك المعانات من تسلط الارهاب والقتل العشوائي والدمار الذي عاناه العراقيون من نظام البعث الفاشي المقبور وعلى مدى السنين الطويلة , ليصبح سببا رئيسيا ومبررا في تفاقم الكابة والاحباط النفسي واستأثارالفرد العراقي بنفسه وبعائلته على حساب كل شيئ . وثم ما تبع ذلك من اجواء مرعبة تحت الظروف القريبة الماضية من ارهاب أكبر من قبل الجبناء والغادرين من تلك الفلول النجسة المدحورة , كل ذلك كان من شانه ان يساهم فى نكوص الانسان العراقي وتوحده مع ذاته وعائلته . وفي ذلك النكوص النفسي وكما نراه رد فعل طبيعي كمحاولة من اجل التقية , والحفاظ على الحياة . اذ يوصد الانسان الذي لا يجد امانا كافيا في محيط حياته , باب الدنيا خلفه ويستمر في يأسه مستغنيا عن العلاقات مع الاخرين . وهو مصيب اذا ما اقتنع من انه ربما لم يعد يجد في تلك العلاقات شيئا يعينه عن الذود عن حياته وعائلته , فالاخرين أيضا لا يملكون حولا ولا قوة من اجل أنفسهم وعوائلهم ليدافعوا اصلا عن غيرهم . فيروح الانسان غير الامن في محيطه وبحرص عظيم وبحساسية ربما مبالغا فيها في قياس توجه الاخرين نحوه في كل صغيرة وكبيرة , بما في ذلك افراد اسرته , ليبني قناعاته في قبولهم او رفضهم من خلال النتائج . فهو في ذلك المحيط الارهابي الذي يعيشه , يكون تركيزه الدائم على دوام سلامته وعائلته فقط . وهولا يتمنى الخوض في مشاكل مع الاخرين ولا من اجلهم بما فيهم اهله وذويه , ويكتفي ربما بمقاطعتهم عملا بالمثل العراقي (الباب اللي تجي منه ريح , سده واستريح) . وعليه ان ظهور مشكلة على سطح العلاقات بينهم , فان كلا الجانبين ممن عانوا نفس النكوص النفسي , يكون الارجح ان تتقاطع اراداتهم مع بعضهم البعض , وينتهون الى ما انتهت عليه افراد اسرتي مثلا .

ولكن , الشيئ المحير في كل هذا العرض هو ان اصدقاؤنا من الجالية العراقية , لا يعيشون في محيط الارهاب ولا يتعرضون لما تعرض له أوعاشه اخوتنا في العراق من قتل ورعب ميداني . ومع ذلك نجد ان لديهم مشاكل عنيدة مع اسرهم فلماذا ياترى لا يستطعون تجاوز تلك المواقف؟ ولماذا يتقاطع الانسان مع من يحبهم وهم أقرب الناس اليه كأسرهم وهم هنا ؟

وختاما , فاني أوجه هنا وبكل تواضع , دعوة مخلصة الى علماؤنا العراقيين الافاضل في علوم الاجتماع والنفس والصحة النفسية والبحث الاجتماعي للعمل على القيام ببحوث ميدانية و استطلاعات لرصد هذه المشاكل الاجتماعية وغيرها لما يعاني منها شعبنا الابي الطيب في العراق ومعالجتها بعلمية وموضوعية من اجل ان يعود الهدوء النفسي
الى الذات العراقية ويعود الصفاء الى القلوب من جديد .



#حسين_حامد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألسياسيون وطموحاتهم العمياء ... (ألحلقة الثانية)
- السياسيون وطموحاتهم العمياء...
- من كتاب -راحلون وذكريات-
- النظام السعودي (جمجمة العرب) ... الى اين؟
- مخاوف مشروعة لما يلوح في الافق السيا سي
- فشل القوى اليسارية من تحقيق نتائج ايجابية في الانتخابات ... ...
- تحية للعراق ...حبيبي
- تعقيباً على مقال الدكتور عبد الخالق حسين -الكذب ديدن البعث -
- رسالة وتصريح لاحق ...
- ألحوار المتمدن ...بين النظرية والتطبيق
- زيارة - بايدن - الاخيرة...ألعبر والدلالات
- (خالف تعرف) ... في رحاب أنا وأزواجى الأربعة لنادين البدير .. ...
- ... دور ديمقراطيتنا العليلة في الازمة العراقية
- لماذا اصلاح الاسلام ...مداخلة ورأي


المزيد.....




- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين حامد حسين - ظواهر مخيفة في أوساط الاسرة العراقية تنتظر الحلول