|
من حفر البحر
عبد الله السكوتي
الحوار المتمدن-العدد: 2985 - 2010 / 4 / 24 - 13:29
المحور:
الادب والفن
جاءني (احميد الفهد ) بعد غياب طال امده بعض الشيء ، فقلت له : لقد غبت طويلا وتساءلت عنك كثيرا ، وظننت انك من مرشحي الحكومة المقبلة ، واخذك الزحام والمؤتمرات التي لها اول وليس لها آخر ، وعدت ثانية اقول : ربما هو من مقدمي الطعون ويبحث حاليا عن اصواته التي رميت في سلة المهملات ، فقال : كلا لاهذا ولاذاك ، لقد شغلني روتين الدوائر الحكومية الذي لايطاق ، تصور (سلفة ) للمتقاعدين بثلاثة ملايين دينار (عراقي ها ) ، دفعت من اجلها تصويرا للاوراق الرسمية (بذاك الحساب ) ، انه روتين ممل وقاتل ، ولافرق بين دوائر الامس ودوائر اليوم ، قلت له : اذن فقد تسلمت الملايين الثلاثة وانت الان من رؤوس الاموال ، ومن الممكن ان تستثمرها ولاتحتاج سوى مكتب بسيط لتفوز باحد العطاءات ، ضحك ملء شدقيه وقال : اتسخر مني ، قلت معاذ الله ولكن دعنا من استثماراتك واخبرني عن تشكيل الحكومة ومتى سننتهي من هذا الامر ؟ . رد علي بسخرية لاذعة وهو يقول : كأنك معلم الصبيان الذي سألهم من حفر البحر ؟ قلت وماقصة هذا المعلم المسكين الذي ربما فقد عقله بسبب مشاكسات التلاميذ ، فقال : روى احدهم انه مرّ بمعلم للصبيان يضرب احدهم ويقول له : والله لاضربنك حتى تقول لي من حفر البحر ؟ فقال له الرجل المار بقربه : اعزك الله ، والله لا ادري انا من حفر البحر فقل لي كي اتعلم انا ايضا ، فرد المعلم عليه : حفر البحر كردم ابو آدم (عليه السلام ) . وعقب (احميد الفهد ) على الامر قائلا : اتريدني ان اجيبك كما اجاب المعلم ، ام نبقي المسألة على ماهي عليه وننتظر ، قلت له : بل نحاول ان نسلط الضوء على حظوظ التحالفات الجديدة والتي ستظهر قريبا على وجه اللوحة ، ولا اعتقد ان تشكيل الحكومة امر مستعص ، وانما هي اتفاقات وتحالفات ستفضي في النتيجة الى حل يرضي جميع الاطراف . قلت له : اتعتقد ان بعض المعادلات ستتغير ، فقال : نعم ولايمكن حساب الامر ببساطة ، فمن الممكن ان تتغير التحالفات مع معادلاتها مرات عديدة لتستقر اخيرا ، وجهات نظر متعددة واهداف مختلفة من كتلة الى اخرى ، اضف الى ذلك المؤثرات والقوى التي تضغط بالاتجاه الذي يمثل مصالحها ، ودعني اذهب لانني مازلت مأخوذا بفرحي ، ثلاثة ملايين ثمرة التغيير بالنسبة لي ، وستنتشلني من كثير من الهموم . غادرني فرحا بملايينه الثلاثة ، يبحث عن استثمار مناسب لها ، صرخت خلفه بصوت ممتلىء بالحسرة (دير بالك من النصابين ، فالساحة مليئة بهم ) ، فرد مزهوا بما يملك سأغني من هنا الى بيتي وساختار اغنية محمد القبنجي (غنيه ) وردد بعدها عاليا : (غنيه ياغنيه كيفي صارت حريه غنيه اسمعي مني واخذي الاغاني عني واللي بعمره ميغني يتيه بوسط البرّيه ) لقد ابقاني بحيرتي ابحث في الحدث الاكثر اهمية في حياة الشعب ، وانا اضرب اخماسا باسداس ، مرة اضيف التسعين الى الاربعين واخرى اضيفها للخمسين ومرة اضيف التسعة والثمانين للثلاثين ، ومرة اكون كتلة واحدة في خيالي تتألف من (325 ) مقعدا وعندها ارتبك في توزيع المناصب والوزارات ، لم انتبه لنفسي الا بعد صراخ شرطي المرور (يمعود دير بالك ، انت مارايد روحك ) ، انتبهت اليه وانا اقول : تشكيل الحكومة ... تشكيل الحكومة ؛ ظن الرجل انني اهلوس فتركني وخف الى عمله ، ضحكت وقلت : (عساهي ابخت وابحظ الخبلونه ) .
#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سولفونّه بسالفة الثور
-
السر بالسردار
-
شرب ميهم وصار منهم
-
اذا ماتشوف لاتصدك
-
هذا خياس عتيك
-
المبلل مايخاف من المطر
-
المجرشة
-
(كول ماعنده ذيل )
المزيد.....
-
شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا
...
-
تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O
...
-
مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم
...
-
تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
-
فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى
...
-
بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين
...
-
ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
-
فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
-
أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب
...
-
-يونيسكو-ضيفة شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|