أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - نظرية المؤامرة ... وإستهدافها للشعب المصرى والعربى















المزيد.....



نظرية المؤامرة ... وإستهدافها للشعب المصرى والعربى


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2984 - 2010 / 4 / 23 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يدعوا الليبرالية ويرفضون – وكأن هذا تحضرا منهم – مبدأ نظرية المؤامرة أوتآمر الغرب على الشرق ونحن نخص بالذكر المنطقة العربية تحديدا فهؤلاء مروجى الليبرالية يتحدثون عن أن بعض مثقفى العرب لديهم هاجس أو فوبيا تجاه الغرب وأن هذا الهاجس قد جعل البعض من مثقفى العرب ينظرون إلى أى فعل من الغرب تجاه الشرق العربى بأنه فعل تأمرى وأن هذا الهاجس أو هذه الخشية أو هذا الخوف هو إرث تاريخى قد إنتهى بالأعلان العالمى لحقوق الإنسان وأن الحضارة الغربية الحالية والمهيمنة على كوكب الأرض هى حضارة كل البشر وأنه بإنتهاء الحرب العالمية الثانية وإنشاء الأمم المتحدة أصبح العالم أكثر أمنا .
نحن نود أن تتسلل لدينا القناعة بعدم وجود ما يسمى بنظرية المؤامرة تجاه الشرق العربى الإسلامى كما نود أن نقنع أنفسنا بأن النظام العالمى الجديد هو نظام كونى لايخضع لهيمنة الإمبريالية العالمية وأن كل ما نتحدث عنه عن إستغلال وإستلاب الشعوب العالم ثالثية هو هراء ولم يعد له وجود إلا فى ذهن هذه الفئة التى مازالت تعيش فى الماضى الذى إنتهى بنهاية أوتفكك الإتحاد السوفيتى والذى كان يروج لهذه الهراءات وكان يروج للفكر الإشتراكى الذى أصبح فكرا من الماضى .
وقبل أن ندخل فى صلب موضوعنا نود أن نرصد بعض الظواهر والتى قام بها الغرب الأوربى قبل الغرب الأمريكى .
- سوف نرصد من بداية القرن الماضى وبعد هزيمة الخلافةالعثمانية ما قام به الغرب من تقسيم تركة الرجل العجوز بما يسمى بسايكس- بيكو
- نرصد أيضا وتواكبا مع سايكس – بيكو وعد بلفور بإنشاء الكيان الصهيونى
- نرصد بعد الحرب العالمية الثانية وبعد إنشاء الأمم المتحدة أن تنفذ بريطانيا وعد بلفور وتزرع الكيان الصهيونى فى قلب منطقة الشرق العربى وأن يتم إستحداث دولة بلا دولة وبلا حدود دولية إسمها إسرائيل ويسارع الغرب الأوربى والأمريكى الذى ظهر كمارد بعد الحرب العالمية الثانيةبالإعتراف بها وتدعيمها على حساب دولة تاريخية أخرى إسمها فلسطين قد تم محوها من الوجود والجغرافيا .
إذا لم نسم هذا الرصد تأمرا من الغرب على الشرق العربى فليسعفنا دعاة الليبرالية وأبواقها بإسم آخر بديلا عن التآمر.
وليجب علينا أحد الرافضين لفكرة نظرية المؤامرة على هذا التساؤل ألم تكن المؤامرة الكبرى التى مارسها الغرب فى الشرق العربى هو زرع هذا الكيان الصهيونى فى المنطقة العربية والتعهد الدائم والمستمر يوميا تقريبا بحمايته وحماية أمنه ؟
وإذا حاولنا تعريف نظرية المؤامرة على أنها قيام طرف بعمل وتخطيط منظم ضد طرف آخر يستهدف هذا الطرف تحقيق مصالحه من خلال السيطرة على الطرف الآخر , وإذا إعتبرنا الغرب الأوروأمريكى هو الطرف الذى يقوم بالتآمر على المنطقة العربية وهى الطرف الآخر وأن هذا الرصد السابق والذى يعتبر جزءا يسيرا من مخطط العمل المنظم تجاه المنطقة العربية فما هى المصالح الذى يبتغيها هذا الطرف من خلال سيطرته على الشرق العربى الإسلامى ؟
هل هذه السيطرة تتم للسيطرة اللوجستية على أساس هذا الموقع المميز والذى يتوسط العالم ؟
أم أن هذه السيطرة تتم للسيطرة على المقدرات الطبيعية لشعوب هذه المنطقة من منابع للطاقة ومواد أولية تخدم التطور التكنولوجى للحضارة الغربية وأن بث الفرقة فى هذا الشرق العربى والإسلامى وزرع هذا الكيان سوف يفعل عملية السيطرة والتى تستهدف فى الأساس إستغلال وإستلاب هذه المقدرات والتى تدفع بعجلة التنمية والتطور الصناعى والتكنولوجى لهذا العالم الغربى على أن يبقى العالم العربى الإسلامى بلاد مستلبة مستنزفة خيراتها للآخر ومستقبلة لسلع هذا الآخر وأن أهم هذه العناصر عنصر الطاقة والذى يمثل الشريان الحيوى للإقتصاد الغربى والذى به تتم هيمنة الغرب على كوكب الأرض من خلال شركاته متعدية أوعابرة القارات .
أم أن هذه السيطرة تشمل هذين العاملين معا ومعهما عوامل أخرى .
هل نستطيع القول أن بهذا الرصد وهذا التعريف وتبيان المصالح الغربية التى أدت إلى السيطرة نكون قد جمعنا أركان نظرية المؤامرة ، أم أن دعاة الليبرالية سيصرون على أننا مازلنا أسرى هاجس التاريخ الإستعمارى وأن هذا الهراء قد أصبح جزءا من الماضى وأن العالم فى مرحلته الحالية والتى تعرف بالكوكبة أو العولمة تحكمه تقاليد وإستراتيجيات مختلفة طبقا لمعطيات ثورة المعلومات والإتصالات وأن العالم أصبح قرية صغيرة يطلع فيها القاصى والدانى على الخبر لحظة وقوعه وأن النيوليبرالية هى نهاية التاريخ لهذا العالم وهى النظام الأمثل لإدارة هذا العالم ذوالقطب الواحد وأن الأنظمة المناوئة ذات الميول الإشتراكية والشمولية قد إنزوت فى مزبلة التاريخ وأن هذه الأنظمة والتى تنتمى فكريا إلى ما يسمى باليسار العربى بما فيهم القوميون وأيضا فصيل من الإسلاميون قد باتت نظرية المؤامرة مكونة هاجس فى عقولهم وقد خرج الليبراليون العرب بحقيقة مفادها أن هذا الهاجس هو نتاج الضعف العربى لهذه الفصائل فى القراءة الموضوعية وقد تم إختراع هذه النظرية لتحميل الغرب أو الحضارة الغربية الرأسمالية نتيجة هذا الضعف وهذا التخاذل نتيجة الفشل الأيديولوجى لهذا النهج الغير ليبرالى أو الغير راسمالى وأن قيام القطب الأمريكى بالتعدى المسلح على أفغانستان والعراق بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 م والتى تسبب فيها الإرهاب العربى الإسلامى كان هذا التعدى من قبيل تحديث المنطقة العربية المتخلفة ذات النظم الإستبدادية وأن الولايات المتحدةالأمريكية والتى تحملت نتيجة أحداث 11 سبتمبر ( أيلول ) سوف تعمل على نشر الديموقراطية فى البلدان العربية من خلال إستراتيجية الشرق الأوسط الكبير أو إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد وهى النسخة المستحدثة والمطورة من إستراتيجية الشرق الأوسط الكبير وأن االقضاء عاى نظام الديكتاتور العراقى صدام حسين كان لمصلحة نشر الديموقراطية فى العراق بعيدا عن الأفكار السوداءالذى يروج لها هذا الفصيل من القوميين العرب واليسار العربى وبعض الإسلاميين وهو السيطرةعلى منابع الطاقة فى العراق كما كان الوضع فى أفغانستان وهو فرض السيطرة على منابع الطاقة حول بحر قزوين هذا إضافة إلى وضع القوات الأمريكية – الأطلنطية على الأراضى الأفغانية والعراقية فى قواعد ثابتة كحائط صدللتمدد الصينى غربا، وأن إشاعة ما يعرف بالفوضى الخلاقة عن طريق محو العقل وإثارة العواطف والغرائز المرتبط بهذه الإستراتيجية هو محض إفتراء على النيوليبرالة الأمريكية وأن الفتن الطائفية والمذهبية هى نتاج العقل العربى ولا علاقة بفكر المحافظين الجدد الذى بدأ يتشكل منذ السعينيات والذى أرسى قواعده هنرى كسنجر مستشار الأمن القومى ثم وزير الخارجيةالأمريكى ثم سار على نهجه المستشار اللاحق للأمن القومى الأمريكى بريجنسكى حتى أتممته مستشارة الأمن القومى ثم وزيرةالخارجية كونداليزا رايس صاحبة المقولة الشهيرة فى الحرب الإسروأمريكية على لبنان فى 2006 م حيث أطلقت إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد وأن هذه الحرب هى مجرد مخاض ولادة لهذه الإستراتيجية ، ربما يقول قائل إن هذا إفتراء على السيدة رايس ونقول له أن هذه العبارة الحديثة ملء سمع وبصر العالم هل نحن فى حاجة إلى العودة على تأكيد الثوابت لأركان نظرية المؤامرة فغرس إسرائيل ككيان صهيونى عنصرى مغتصب لأرض فلسطين ومحتل للجزءالباقى منها والتأكيد المستمر على حماية أمن هذا الكيان ليلا نهارا وجعله قاعدة مسلحة مدججة بأحدث ما أنتجته الترسانة الأمريكية من أسلحة والتأكيد على جعل هذا الكيان المصنوع كأنه واحة للحضارة الغربية ومنبرا من منابر الديموقراطية الغربية رغم عنصريته العدو اللدود للديموقراطية لأنها تسلب الديموقراطية أهم خصوصياتها وهى الإعتراف بالآخر وجعل هذا الكيان حلقة مهمه من حلقات الصراع العالمى بين الإمبريالية والتحرر الوطنى وهى الحلقة التى يتمحور عليها الصراع فى المنطقة العربية الشرق أوسطية فقد مارس الغرب بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبعد زرع هذا الكيان السرطانى فى جسد الشرق العربى كقاعدة مسلحة تخدم مصالحه ولكبت حركة التحرر الوطنى العربية إستراتيجية القوة الخشنة وهى إستراتيجية العصا التى مارستها إ سرائيل وساندتها قوة شاه إيران من ناحية الشرق كعصا حامية لآبار النفط الخليجية ومؤمنة لوجستيا للممرات التى يمر النفط فيها حتى كانت حرب 1973 م والتى أنهت أسطورةالعصا الإسرائيلية ومن بعدها الثورةالإيرانية والتى أنهت حكم الشاه الطرف الآخر المشارك فى الحراسة منذ هذا التاريخ بدأ التفكير فى إستخدام إستراتيجيات القوة الناعمة والتى من خلالها يتم المحافظة على المصالح الغربية ولامانع من تبريد الصراع العربى الصهيونى مع الطرف الأقوى عروبيا وهو الطرف المصرى وربط هذا الطرف بمعاهدة سلام مع العدو الصهيونى وفى رأينا كانت هذه المعاهدة هى المؤامرة الثانية التى لعبتها الإمبريالية الأمريكية على الشرق العربى وخاصة القيادة الطبيعية لهذا الشرق المتمثلة فى مصر فإذا كانت المؤامرة الكبرى هى زرع الكيان الصهيونى فى جسدالأمة العربية كانت المؤامرة الكبرى الثانية هى إنسلاخ مصر من محيطها العربى وربطها بالقاعدة الإمبريالية الباقية وهى قاعدة العدو الصهيونى بإتفاقية كامب ديفيد وكانت هذه المؤامرة الإمبريالية بقيادة أمريكا متشحة بهالة إعلامية إمبريالية وكأن مصر غداة توقيع المعاهدة سوف تنتقل إلى مصاف الدول الكبرى وبدأ شطر من الشعب المصرى ونتيجة الهالةالإعلامية وكأنه يعيش فى حلم الرخاء المصرى تماما كما الحلم الأمريكى فمنذ خروج الدولة الإيرانية من عباءة الإمبريالية العالمية وهى كأمة فارسية تضاهى الأمة المصرية تمت صفقة دخول الحليف المصرى بديلا عن الحليف الإيرانى وأصبحت إيران الذى فرض عليها طوقا من العقوبات الإقتصادية منذ ثورتها الإسلامية إحدى الدول العظمى فى المنطقة حيث قامت ببناء إقتصادها ذاتيا حتى إستطاع هذا الإقتصاد أن يدخل النادى النووى العالمى كما إستطاع أن يبنى قاعدة إقتصادية تمكنت من صنع قمرا صناعيا ووضعه فى مداره بالفضاء بواسطة صواريخ إيرانية .
هذه القوة الإيرانية الناشئة قد حلت محل مصر فى تحالفها مع سوريا وأصبحت مع سوريا وحزب الله فى لبنان ومنظمة حماس فى فلسطين هذا الحلف أصبح هو حلف الممانعة أمام الإمبريالية العالمية الداعمة للكيان الصهيونى هذا الحلف الذى تحمل عبء الصراع العربى – الإسرائيلى والذى رفع راية المقاومة آخذا فى تحقيق الإنتصار تلو الآخر على الكيان الصهيونى عندما يحاول هذا الكيان إستخدام قوته الخشنة ( قوته العسكرية ) فى حلبة الصراع العربى الإسرائيلى وقد أكدت نتائج الصراع فى لبنان هزيمةهذا الكيان وخروجه من لبنان مذعورا فى عام 2000 م ، كذلك هزيمته المدوية فى 2006 م عندما حاول تطبيق إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد وفشل فى إستخدامه لقوته العسكرية الضخمة أمام حزب الله كذلك فشل العدو فى فرض وقائع جديدةعلى الأرض فى حربه على حماس فى عام 2008- 2009 م وكل ما إستطاع تحقيقه من إنجاز بواسطة القوة العسكرية المدعومة أمريكيا بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا هو مزيدا من القتل للنساء والأطفال سواء فى لبنان أو فى غزة الأمر الذى جعل هذا الأمر مرفوضا فى المجتمع الإسرائيلى بعد تحقيقات لجتة فينوجراد التى أوضحت مدى المهانة والمذلة التى تحملها جيش العدو أمام مقاومى حزب الله كما أوضحت لجنة جولدستون العالمية الأممية مدى الإستخدام الغاشم للقوة ضد المدنيين من أطفال ونساء فى غزة هذا هوحال الصراع العربى الإسرائيلى بعد إنسحاب مصر منه ودخول إيران مع سوريا فى إدارةالصراع بقوة المقاومة فى لبنا ن وفلسطين هذه القوة الممانعة والتى تتصدى بالمقاومة ضد العدوالصهيونى والتى أثبتت أن الشعب الفلسطينى ونظيره اللبنانى شعوب تنبض بالحياة وتبقى قوتها فاعلة طالما لديها القدرةالذاتية قدرةالمقاومة حتى ولو كان هناك حزاما أمنيا يحاصرها ليمنع عنها الزاد والزواد فقد أثبتت المقاومة أنها قادرة على التصدى لأعتى القوة الخشنة وأنها قادرة على إزلال هذه القوة وأن هذا السيناريو مثلما حدث فى لبنان وغزة فلسطين حدث أيضا مع القوات الإمبريالية فى أفغانستان وحدث أيضا فى العراق والتى أذاقت المقاومة فيهما القوات المحتلة الغازية مرارة التجرؤ على غزو البلاد الآمنة .
بعد هذه المقدمة الطويلة نسبيا ندخل فى صلب موضوعنا وهو نظرية المؤامرة وإستهدافها للشعب المصرى والعربى وقد سردنا فى السابق أن التآمر الإمبريالى على الشرق العربى نجح أولا فى زرع إسرائيل فى قلب المنطقة العربية لتلعب إسرائيل دور يده الخشنة ثم المؤامرة الكبرى الثانية هو ربط هذا الكيان الغاصب بإتفاقية الذل والمهانة مع مصر لتتحول الخشونة إلى نعومة وبهذه الإستراتيجية الناعمة يتم القضاء على أكبر قوة إقليمية فى منطقة الشرق الأوسط والتى إستحقت بإمتياز أفضل لاعب فى المنطقة لمدة عقدين من الزمن من النصف الأول من خمسينيات القرن الماضى إلى النصف الأول من سبعينيات القرن الماضى وهى الفترة الناصرية والتى فيها تبوأت مصر دورها الريادى فى قيادة حركة التحرر الوطنى فى المنطقة العربية ثم الأفريقية ثم العالمية حتى أصبحت مؤثرة فى بلاد جمهوريات الموز فى أمريكا اللاتينية وكان لابد لهذه القيادة أن تندحر وأن تدفع مصر ثمن هذه القيادة غاليا وأن يتحمل شعب مصر فاتورة هذه المرحلة لابالدبلوماسية الخشنة ولكن بالدوبلوماسية الناعمة أو بإستخدام نظرية المؤامرة ونحن هنا سوف نحاول رصد الآلية التى إتبعتها الإمبريالية العالمية لإستهداف شعب مصر .
-بداية فى ظل المرحلة الناصرية والتى عرفت بمرحلة التحول الإشتراكى قامت مصر ببناء المجتمع المصرى وتنميته طبقا لرؤية رأسمالية الدولة وأسست قطاعا عاما قويا كان دعامة الإقتصاد الوطنى المصرى وقد بأت هذه البنية الإقتصادية ببناء السد العالى كعملاق إقتصادى لتوليد الطاقة اللازمة للصناعة ولدفع التنمية الزراعية وحماية مصر من مخاطر المجاعات هذا من ناحية تلا ذلك بناء قاعدة صناعية ثقيلة بدأت بمجمع الحديد والصلب بحلوان ثم قاعدة الصناعات التحويلية
- مع بداية الإنهيار فى المرحلة الساداتية بدأت بتكوين حائط صد أيديولوجى بمعنى أن جيل هذه المرحلة تشكل طبقا للبنية الإقتصادية فكان جيل الشباب يساريا – ناصريا ومن هنا بدأت المؤامرة الأولى بتولى الدولة بواسطة جهازها السياسى آنذاك وهو الإتحاد الإشتراكى وبواسطة أمين التنظيم محمد عثمان إسماعيل فى منتصف سبعينيات القرن الماضى بتكوين خلايا إسلامية فى جيل الشباب خاصة الجامعى مع إعطاء الضوء الأخضر لعودة القيادات الإخوانية من السعودية وممارسة دورها الدعوى والإقتصادى بحرية كاملة وقد تكونت هذه الجماعات تحت رعاية الدولة وحمايتها لغرض القضاء السياسى على البنية السياسية والتى تتشكل طبقا لمنظور البنية الإقتصادية وما قامت به الدولة هو وضع أداة نفى أيديولوجية فى الصراع الطبقى السياسى وأخذ الصراع يأخذ شكل صراعا أيديولوجيا تقوده الدولة فى مواجهة صراعا طبقيا تمليه البنية الإقتصادية .
- المؤامرة الثانية بدأت بإغراق الدولة بديون من صندوق النقد الدولى والبنك الدولى وكان الهدف الأساسى منها تكوين شريحة إجتماعية طبقا لنظرية الفساد الإمبرالية والتى تبدأ بتخريب زمم أولى الأمر فى مجتمع يدار بواسطة أجهزة الدولة ويتواكب مع ذلك وطبقا للمخطط الإمبريالى إطلاق دعوات الإنفتاح الإقتصادى وإغراق السوق ببضائع غربية .
- المؤامرة الثالثة هى فى كيفية تسديد الديون المستحقة ومن هنا يزيد رباط التبعية والذى بدأ بقبول التعامل مع المؤسسات الإمبريالية العالمية صندوق النقد الدولى والبنك الدولى ومن هنا تتدخل مشورة هذه المؤسسات وتفرض نظام الخصخصة وهو ما يعنى التخلص النهائى من المرحلة الناصرية وقاعدتها المكونة للبنية الإقتصادية كأساس للبنية الإجتماعية فى الهرم الإجتماعى والتى بمقتضاها تتغير البنية السياسية بتغيير العلاقات الإنتاجية وتغيير قواعد الصراع الطبقى .
- المؤامرة الرابعة وتشمل وضع خريطة قانونية لشرعنة المهام التى تخدم التغيير حتى يتم إزاحة البنية الفوقية التى تكونت طبقا لعلاقات الإنتاج فى ظل رأسمالية الدولة على أن تساعد هذه الشرعية القانونية على إفساد الهيكل البيروقراطى المنوط به إدارة شئون الدولة وبنيتها الإقتصادية وكان باكورة هذه القوانين القانون رقم 53 لسنة 1973 م والذى أخرج فى مادته الثالثة موازنة الهيئات العامة الإقتصادية وصناديق التمويل ذات الطابع الإقتصادى من الموازنة العامة للدولة وبهذا التخارج تصبح هذه الموازنات تحت تصرف المشرفين من الجهاز الإدارى للدولة .
- المؤامرة الخامسة وتشمل النظام التعليمى وصياغته طبقا لحركة التغيير فى القاعدة الإقتصادية الجديدة وكذلك المعطيات السياسية المستحدثة فى إدارةالصراع السياسى والذى بدأ يتحول إلى صراع أيديولوجى ومن هنا تم توجيه التعليم إلى التعليم التلقينى والذى يعتمد على مناهج دراسية متعددة يتم حشوها لدى عقل الطلاب وتنتهى هذه المناهج بمجرد تفريغها فى ورقة الإجابة وقت الإختبارات .
- إن هذه العوامل التآمرية مجتمعة أنتجت مجتمعا مشوها إنقلبت فيه الأمور وإنقلب الهرم الإجتماعى فبدلا من أن يدار المجتمع طبقا لإفرازات البنية التحتية الإقتصادية وما تحدده علاقات الإنتاج لهذه البنية لوضع الأطر القانونية والتعليمية التى تخدم التطور فى قوى الإنتاج مكونا بنيه فوقية ديناميكية تستوعب التطور الإجتماعى الإقتصادى المتنامى أصبح المجتمع يدار بواسطة المتغيرات التآمرية وأصبحت البنية الفوقية هى الحاكمة لحركة المجتمع وأصبح إنتاج القوانين سيئة السمعة أكثر السلع تداولا فى السوق المصرية وأصبحت المحاكم المصرية هى الأماكن التى يدار منها الصراع كما أصبح المجتمع المصرى تلقائيا متجها بطبيعته الإيمانية نحو التوجه الدينى وأصبح الجلباب القصير والعمامة والسروال مع الحجاب والنقاب هو المظهر السائد فى المجتمع وأصبحت السلفية والأصولية الإسلامية هى الشغل الشاغل للدولة بعدما تجاوزت الخطوط الحمراء المرسومة لها وأصبحت سيفا إرهابيا يهدد الشعب المصرى .
- ما نرصده قليل من كثير وهذا الرصد من القراءة للواقع المصرى وربما يخرج علينا ما يصفنا بالتجنى والتخيل الأعمى وحتى لانتهم بذلك نرصد بعض من المؤامرات التى تآمرت فيها الإمبريالية العالمية وفى إستخدامها للقوة الناعمة ففى مرحلة تفعيل هذه القوة فى الصراع العالمى والذى إنتهى بإنتصار الإمبريالية العالمية وتفكك الإتحاد السوفيتى وبعدما بدأ الدب الروسى فى تجميع شتاته لحقته الإمبريالية العالمية وفى محيطه بعدة ثورات إنقلابية ملونة قادتها الإمبريالية العالمية فى ظل حكم المحافظين الجدد ومن منطلق إطلاق يد الردع فمن الثورة الوردية التى قادها سكاشفيلى ضد إدوار د شيفرنادزة فى جورجيا إلى الثورة البرتقالية فى أوكرانيا ثم الثورة الزنبقية فى قيرغيزستان وكما إستفاقت روسيا وأخذت تتبوأ مركزها التقليدى إستفاقت الشعوب فى أوكرانيا وقيرغيزستان وعادت تعدل من مسارها وتقف فى وجه المؤامرة وربما يقول لنا قائل ما هذا الخلط نقول له أن أول الثورات الملونة التى مارستها الإمبريالية العالمية الأمريكية وفى النصف الثانى من سبعينيات القرن العشرين هى الثورة الخضراء والذى نظر لها مستشار الأمن القومى آنذاك زبيجنيو بريجنسكى فى حكومة الرئيس جيمى كارتر والتى تمت تحت رعايته إتفاقية كامب ديفيد الميمونة ولم يسم وقتها بريجنسكى نظريته بإسم الثورة ولكنه سماها بإسم الحزام الأخضر هذا الحزام الذى نظرله بريجنسكى أو الثورة الخضراء يتضمن إنشاء أنظمة إسلامية فى منطقة الشرق الأوسط مدعومة أمريكيا ومستغلة التعاطف الجماهيرى لشعوب الشرق الأوسط المتدينة وإن إنشاء هذه الثورات الخضراء فى الشرق الأوسط الغرض منها النهائى هو كبح جماح الحركات اليسارية المؤيدة آنذاك للإتحاد السوفيتى .
- هذه الممارسة للصراع الكونى لتأبيد الإمبريالية العالمية وقهر حركة التحرر لدى الشعوب الثائرة والتى أستخدمت فيها القوة الناعمة والتى هى أخطر بكثير من القوةالخشنة ما هى نتائجها الملموسة على الشعب المصرى خاصة والشعوب العربية عامة ولاننسى فى معرض حديثنا لوبى الدول المعتدلة فى مواجهة دول الممانعة .
1- كانت نتائج الخصخصة والتى تم بمقتضاها بيع 194 شركة من شركات القطاع العام المصرى والتى تعتبر أموالها أموال الشعب المصرى بيعت هذه الشركات بما قيمته 24 أربعة وعشرون مليار جنيها فى حين أن تقييمها يساوى 500 خمسمائة مليار جنيها وهذا بحساب الجهاز المركزى للمحاسبات وهذا فى العموم دون الدخول فى التفاصيل المرعبة .
2- أن الصناديق التى تم إنشائها طبقا للقانون 53 لسنة 1973 م بلغت حصيلتها النهائية ما قيمته تريليون و272 مليار جنيه وهذه القيمة كما أشرنا سابقا خارج نطاق الموازنة العامة وقد تم رصد مخالفات ماقيمته 4 مليار جنيه فهذا المبلغ الذى قيمته 1272 مليار جنيه أليس هذا المبلغ قد تم تحصيله من أموال المصريين وبدلا من الأسئلة الكثيرة التى تجول فى الذهن هناك سؤال واحد إذا كانت الحكومة المصرية التى تسعد بنهب شعبها تعلم جيدا بمثل هذه المبالغ وتتمتع بالصرف منها ألم يكن من الأولى الإقتراض منها بدلا من إقتراض أموال التأمينات المستحقة لأصحاب المعاشات ؟
3- نتيجةالسياسات التعليمية أين موقع الجامعات المصرية وعلى مستوى خمسمائة جامعة عالمية لم توجد فيهم جامعة مصرية ؟ وبدلا من المستوى العالمى ما هو ترتيب الجامعات المصرية على المستوى الأفريقى؟
4- إذا كانت حكومتنا الرشيدة على مدار العقود الماضية منذ توقيع إتفاقية كامب ديفيد قد إرتبطت تبعيا بالمؤسسات الإمبريالية المالية وقامت بفتح أسواقها أمام المنتجات العالمية ألا يكفيها ذلك من إستنزاف لطاقات الشعب المصرى المعيشية التى تعمل على مزيدا من الفقر حتى تزيد من معاناته بإغراقة بالمسرطنات لإنتاجه التقليدى الإنتاج الزراعى حتى تهمد قواه ويصيبه الوهن .
5- ما زرعته مصر بموجب ثورتها الخضراء طبقا للأجندة الإمبريالية وبتوقيع إتفاقية الذل والعار يحصده الشعب المصرى حاليا من إستلاب ثرواته الطبيعية المحدودة من بترول وغاز يذهب لدعم العدو الصهيونى تقريبا بلا ثمن أضف إلى ذلك إنه بمجرد توقيع إتفاقيد كامب ديفيد والتبادل الدبلوماسى بين مصر وإسرائيل قد تم فتح الباب على مصراعيه أمام العدو الصهيونى لإقامة علاقات دبلوماسية مع القارة الإفريقية والتى كانت محرمة عليه وكذلك علاقات دبلوماسية مع الدول الأسيوية بل زاد الأمر أن يتأمر هذا العدو علنا على شريان الحياة لمصر نهر النيل فتارة وفى ظل الإتفاقية يهدد بتدمير السد العالى لإغراق مصر وتارة يتآمر مع دول المنبع لمحاولة حصار مائى على الشعب المصرى والذى هو هبة النيل وفى نفس الوقت ومن منطلق القوة الناعمة المصرية نقوم بمحاصرة الشعب المصرى فى غزة وعندما أقول محاصرة الشعب المصرى فى غزة فأن أعنى ما أقول فغزة على مرتاريخها كانت جزءا من التراب المصرى قبل أن تكون جزءا من التراب الفلسطينى وطالما كان الشعب المصرى والشعب الفلسطينى شعبا واحدا فنحن نرد على التآمر الإسرائيلى بتآمر آخر هوببناء جدار الذل والعار بين الرفحين .
6- أخيرا ربما يكون هناك من يفند هذا الرصد مؤكدا على كذب إدعاءاتنا من دعاة الليبرالية العربية أبواق فرع إستراتيجية كسب القلوب والعقول إحدى أفرع نظرية المؤامرة سلاح الإمبريالية الناعم فنحن فى حاجة لمن يهزهذا الشعب ليقبل بالقوة الخشنة بديلا عن القوة الناعمة .
يدعوا الليبرالية ويرفضون – وكأن هذا تحضرا منهم – مبدأ نظرية المؤامرة أوتآمر الغرب على الشرق ونحن نخص بالذكر المنطقة العربية تحديدا فهؤلاء مروجى الليبرالية يتحدثون عن أن بعض مثقفى العرب لديهم هاجس أو فوبيا تجاه الغرب وأن هذا الهاجس قد جعل البعض من مثقفى العرب ينظرون إلى أى فعل من الغرب تجاه الشرق العربى بأنه فعل تأمرى وأن هذا الهاجس أو هذه الخشية أو هذا الخوف هو إرث تاريخى قد إنتهى بالأعلان العالمى لحقوق الإنسان وأن الحضارة الغربية الحالية والمهيمنة على كوكب الأرض هى حضارة كل البشر وأنه بإنتهاء الحرب العالمية الثانية وإنشاء الأمم المتحدة أصبح العالم أكثر أمنا .
نحن نود أن تتسلل لدينا القناعة بعدم وجود ما يسمى بنظرية المؤامرة تجاه الشرق العربى الإسلامى كما نود أن نقنع أنفسنا بأن النظام العالمى الجديد هو نظام كونى لايخضع لهيمنة الإمبريالية العالمية وأن كل ما نتحدث عنه عن إستغلال وإستلاب الشعوب العالم ثالثية هو هراء ولم يعد له وجود إلا فى ذهن هذه الفئة التى مازالت تعيش فى الماضى الذى إنتهى بنهاية أوتفكك الإتحاد السوفيتى والذى كان يروج لهذه الهراءات وكان يروج للفكر الإشتراكى الذى أصبح فكرا من الماضى .
وقبل أن ندخل فى صلب موضوعنا نود أن نرصد بعض الظواهر والتى قام بها الغرب الأوربى قبل الغرب الأمريكى .
- سوف نرصد من بداية القرن الماضى وبعد هزيمة الخلافةالعثمانية ما قام به الغرب من تقسيم تركة الرجل العجوز بما يسمى بسايكس- بيكو
- نرصد أيضا وتواكبا مع سايكس – بيكو وعد بلفور بإنشاء الكيان الصهيونى
- نرصد بعد الحرب العالمية الثانية وبعد إنشاء الأمم المتحدة أن تنفذ بريطانيا وعد بلفور وتزرع الكيان الصهيونى فى قلب منطقة الشرق العربى وأن يتم إستحداث دولة بلا دولة وبلا حدود دولية إسمها إسرائيل ويسارع الغرب الأوربى والأمريكى الذى ظهر كمارد بعد الحرب العالمية الثانيةبالإعتراف بها وتدعيمها على حساب دولة تاريخية أخرى إسمها فلسطين قد تم محوها من الوجود والجغرافيا .
إذا لم نسم هذا الرصد تأمرا من الغرب على الشرق العربى فليسعفنا دعاة الليبرالية وأبواقها بإسم آخر بديلا عن التآمر.
وليجب علينا أحد الرافضين لفكرة نظرية المؤامرة على هذا التساؤل ألم تكن المؤامرة الكبرى التى مارسها الغرب فى الشرق العربى هو زرع هذا الكيان الصهيونى فى المنطقة العربية والتعهد الدائم والمستمر يوميا تقريبا بحمايته وحماية أمنه ؟
وإذا حاولنا تعريف نظرية المؤامرة على أنها قيام طرف بعمل وتخطيط منظم ضد طرف آخر يستهدف هذا الطرف تحقيق مصالحه من خلال السيطرة على الطرف الآخر , وإذا إعتبرنا الغرب الأوروأمريكى هو الطرف الذى يقوم بالتآمر على المنطقة العربية وهى الطرف الآخر وأن هذا الرصد السابق والذى يعتبر جزءا يسيرا من مخطط العمل المنظم تجاه المنطقة العربية فما هى المصالح الذى يبتغيها هذا الطرف من خلال سيطرته على الشرق العربى الإسلامى ؟
هل هذه السيطرة تتم للسيطرة اللوجستية على أساس هذا الموقع المميز والذى يتوسط العالم ؟
أم أن هذه السيطرة تتم للسيطرة على المقدرات الطبيعية لشعوب هذه المنطقة من منابع للطاقة ومواد أولية تخدم التطور التكنولوجى للحضارة الغربية وأن بث الفرقة فى هذا الشرق العربى والإسلامى وزرع هذا الكيان سوف يفعل عملية السيطرة والتى تستهدف فى الأساس إستغلال وإستلاب هذه المقدرات والتى تدفع بعجلة التنمية والتطور الصناعى والتكنولوجى لهذا العالم الغربى على أن يبقى العالم العربى الإسلامى بلاد مستلبة مستنزفة خيراتها للآخر ومستقبلة لسلع هذا الآخر وأن أهم هذه العناصر عنصر الطاقة والذى يمثل الشريان الحيوى للإقتصاد الغربى والذى به تتم هيمنة الغرب على كوكب الأرض من خلال شركاته متعدية أوعابرة القارات .
أم أن هذه السيطرة تشمل هذين العاملين معا ومعهما عوامل أخرى .
هل نستطيع القول أن بهذا الرصد وهذا التعريف وتبيان المصالح الغربية التى أدت إلى السيطرة نكون قد جمعنا أركان نظرية المؤامرة ، أم أن دعاة الليبرالية سيصرون على أننا مازلنا أسرى هاجس التاريخ الإستعمارى وأن هذا الهراء قد أصبح جزءا من الماضى وأن العالم فى مرحلته الحالية والتى تعرف بالكوكبة أو العولمة تحكمه تقاليد وإستراتيجيات مختلفة طبقا لمعطيات ثورة المعلومات والإتصالات وأن العالم أصبح قرية صغيرة يطلع فيها القاصى والدانى على الخبر لحظة وقوعه وأن النيوليبرالية هى نهاية التاريخ لهذا العالم وهى النظام الأمثل لإدارة هذا العالم ذوالقطب الواحد وأن الأنظمة المناوئة ذات الميول الإشتراكية والشمولية قد إنزوت فى مزبلة التاريخ وأن هذه الأنظمة والتى تنتمى فكريا إلى ما يسمى باليسار العربى بما فيهم القوميون وأيضا فصيل من الإسلاميون قد باتت نظرية المؤامرة مكونة هاجس فى عقولهم وقد خرج الليبراليون العرب بحقيقة مفادها أن هذا الهاجس هو نتاج الضعف العربى لهذه الفصائل فى القراءة الموضوعية وقد تم إختراع هذه النظرية لتحميل الغرب أو الحضارة الغربية الرأسمالية نتيجة هذا الضعف وهذا التخاذل نتيجة الفشل الأيديولوجى لهذا النهج الغير ليبرالى أو الغير راسمالى وأن قيام القطب الأمريكى بالتعدى المسلح على أفغانستان والعراق بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 م والتى تسبب فيها الإرهاب العربى الإسلامى كان هذا التعدى من قبيل تحديث المنطقة العربية المتخلفة ذات النظم الإستبدادية وأن الولايات المتحدةالأمريكية والتى تحملت نتيجة أحداث 11 سبتمبر ( أيلول ) سوف تعمل على نشر الديموقراطية فى البلدان العربية من خلال إستراتيجية الشرق الأوسط الكبير أو إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد وهى النسخة المستحدثة والمطورة من إستراتيجية الشرق الأوسط الكبير وأن االقضاء عاى نظام الديكتاتور العراقى صدام حسين كان لمصلحة نشر الديموقراطية فى العراق بعيدا عن الأفكار السوداءالذى يروج لها هذا الفصيل من القوميين العرب واليسار العربى وبعض الإسلاميين وهو السيطرةعلى منابع الطاقة فى العراق كما كان الوضع فى أفغانستان وهو فرض السيطرة على منابع الطاقة حول بحر قزوين هذا إضافة إلى وضع القوات الأمريكية – الأطلنطية على الأراضى الأفغانية والعراقية فى قواعد ثابتة كحائط صدللتمدد الصينى غربا، وأن إشاعة ما يعرف بالفوضى الخلاقة عن طريق محو العقل وإثارة العواطف والغرائز المرتبط بهذه الإستراتيجية هو محض إفتراء على النيوليبرالة الأمريكية وأن الفتن الطائفية والمذهبية هى نتاج العقل العربى ولا علاقة بفكر المحافظين الجدد الذى بدأ يتشكل منذ السعينيات والذى أرسى قواعده هنرى كسنجر مستشار الأمن القومى ثم وزير الخارجيةالأمريكى ثم سار على نهجه المستشار اللاحق للأمن القومى الأمريكى بريجنسكى حتى أتممته مستشارة الأمن القومى ثم وزيرةالخارجية كونداليزا رايس صاحبة المقولة الشهيرة فى الحرب الإسروأمريكية على لبنان فى 2006 م حيث أطلقت إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد وأن هذه الحرب هى مجرد مخاض ولادة لهذه الإستراتيجية ، ربما يقول قائل إن هذا إفتراء على السيدة رايس ونقول له أن هذه العبارة الحديثة ملء سمع وبصر العالم هل نحن فى حاجة إلى العودة على تأكيد الثوابت لأركان نظرية المؤامرة فغرس إسرائيل ككيان صهيونى عنصرى مغتصب لأرض فلسطين ومحتل للجزءالباقى منها والتأكيد المستمر على حماية أمن هذا الكيان ليلا نهارا وجعله قاعدة مسلحة مدججة بأحدث ما أنتجته الترسانة الأمريكية من أسلحة والتأكيد على جعل هذا الكيان المصنوع كأنه واحة للحضارة الغربية ومنبرا من منابر الديموقراطية الغربية رغم عنصريته العدو اللدود للديموقراطية لأنها تسلب الديموقراطية أهم خصوصياتها وهى الإعتراف بالآخر وجعل هذا الكيان حلقة مهمه من حلقات الصراع العالمى بين الإمبريالية والتحرر الوطنى وهى الحلقة التى يتمحور عليها الصراع فى المنطقة العربية الشرق أوسطية فقد مارس الغرب بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبعد زرع هذا الكيان السرطانى فى جسد الشرق العربى كقاعدة مسلحة تخدم مصالحه ولكبت حركة التحرر الوطنى العربية إستراتيجية القوة الخشنة وهى إستراتيجية العصا التى مارستها إ سرائيل وساندتها قوة شاه إيران من ناحية الشرق كعصا حامية لآبار النفط الخليجية ومؤمنة لوجستيا للممرات التى يمر النفط فيها حتى كانت حرب 1973 م والتى أنهت أسطورةالعصا الإسرائيلية ومن بعدها الثورةالإيرانية والتى أنهت حكم الشاه الطرف الآخر المشارك فى الحراسة منذ هذا التاريخ بدأ التفكير فى إستخدام إستراتيجيات القوة الناعمة والتى من خلالها يتم المحافظة على المصالح الغربية ولامانع من تبريد الصراع العربى الصهيونى مع الطرف الأقوى عروبيا وهو الطرف المصرى وربط هذا الطرف بمعاهدة سلام مع العدو الصهيونى وفى رأينا كانت هذه المعاهدة هى المؤامرة الثانية التى لعبتها الإمبريالية الأمريكية على الشرق العربى وخاصة القيادة الطبيعية لهذا الشرق المتمثلة فى مصر فإذا كانت المؤامرة الكبرى هى زرع الكيان الصهيونى فى جسدالأمة العربية كانت المؤامرة الكبرى الثانية هى إنسلاخ مصر من محيطها العربى وربطها بالقاعدة الإمبريالية الباقية وهى قاعدة العدو الصهيونى بإتفاقية كامب ديفيد وكانت هذه المؤامرة الإمبريالية بقيادة أمريكا متشحة بهالة إعلامية إمبريالية وكأن مصر غداة توقيع المعاهدة سوف تنتقل إلى مصاف الدول الكبرى وبدأ شطر من الشعب المصرى ونتيجة الهالةالإعلامية وكأنه يعيش فى حلم الرخاء المصرى تماما كما الحلم الأمريكى فمنذ خروج الدولة الإيرانية من عباءة الإمبريالية العالمية وهى كأمة فارسية تضاهى الأمة المصرية تمت صفقة دخول الحليف المصرى بديلا عن الحليف الإيرانى وأصبحت إيران الذى فرض عليها طوقا من العقوبات الإقتصادية منذ ثورتها الإسلامية إحدى الدول العظمى فى المنطقة حيث قامت ببناء إقتصادها ذاتيا حتى إستطاع هذا الإقتصاد أن يدخل النادى النووى العالمى كما إستطاع أن يبنى قاعدة إقتصادية تمكنت من صنع قمرا صناعيا ووضعه فى مداره بالفضاء بواسطة صواريخ إيرانية .
هذه القوة الإيرانية الناشئة قد حلت محل مصر فى تحالفها مع سوريا وأصبحت مع سوريا وحزب الله فى لبنان ومنظمة حماس فى فلسطين هذا الحلف أصبح هو حلف الممانعة أمام الإمبريالية العالمية الداعمة للكيان الصهيونى هذا الحلف الذى تحمل عبء الصراع العربى – الإسرائيلى والذى رفع راية المقاومة آخذا فى تحقيق الإنتصار تلو الآخر على الكيان الصهيونى عندما يحاول هذا الكيان إستخدام قوته الخشنة ( قوته العسكرية ) فى حلبة الصراع العربى الإسرائيلى وقد أكدت نتائج الصراع فى لبنان هزيمةهذا الكيان وخروجه من لبنان مذعورا فى عام 2000 م ، كذلك هزيمته المدوية فى 2006 م عندما حاول تطبيق إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد وفشل فى إستخدامه لقوته العسكرية الضخمة أمام حزب الله كذلك فشل العدو فى فرض وقائع جديدةعلى الأرض فى حربه على حماس فى عام 2008- 2009 م وكل ما إستطاع تحقيقه من إنجاز بواسطة القوة العسكرية المدعومة أمريكيا بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا هو مزيدا من القتل للنساء والأطفال سواء فى لبنان أو فى غزة الأمر الذى جعل هذا الأمر مرفوضا فى المجتمع الإسرائيلى بعد تحقيقات لجتة فينوجراد التى أوضحت مدى المهانة والمذلة التى تحملها جيش العدو أمام مقاومى حزب الله كما أوضحت لجنة جولدستون العالمية الأممية مدى الإستخدام الغاشم للقوة ضد المدنيين من أطفال ونساء فى غزة هذا هوحال الصراع العربى الإسرائيلى بعد إنسحاب مصر منه ودخول إيران مع سوريا فى إدارةالصراع بقوة المقاومة فى لبنا ن وفلسطين هذه القوة الممانعة والتى تتصدى بالمقاومة ضد العدوالصهيونى والتى أثبتت أن الشعب الفلسطينى ونظيره اللبنانى شعوب تنبض بالحياة وتبقى قوتها فاعلة طالما لديها القدرةالذاتية قدرةالمقاومة حتى ولو كان هناك حزاما أمنيا يحاصرها ليمنع عنها الزاد والزواد فقد أثبتت المقاومة أنها قادرة على التصدى لأعتى القوة الخشنة وأنها قادرة على إزلال هذه القوة وأن هذا السيناريو مثلما حدث فى لبنان وغزة فلسطين حدث أيضا مع القوات الإمبريالية فى أفغانستان وحدث أيضا فى العراق والتى أذاقت المقاومة فيهما القوات المحتلة الغازية مرارة التجرؤ على غزو البلاد الآمنة .
بعد هذه المقدمة الطويلة نسبيا ندخل فى صلب موضوعنا وهو نظرية المؤامرة وإستهدافها للشعب المصرى والعربى وقد سردنا فى السابق أن التآمر الإمبريالى على الشرق العربى نجح أولا فى زرع إسرائيل فى قلب المنطقة العربية لتلعب إسرائيل دور يده الخشنة ثم المؤامرة الكبرى الثانية هو ربط هذا الكيان الغاصب بإتفاقية الذل والمهانة مع مصر لتتحول الخشونة إلى نعومة وبهذه الإستراتيجية الناعمة يتم القضاء على أكبر قوة إقليمية فى منطقة الشرق الأوسط والتى إستحقت بإمتياز أفضل لاعب فى المنطقة لمدة عقدين من الزمن من النصف الأول من خمسينيات القرن الماضى إلى النصف الأول من سبعينيات القرن الماضى وهى الفترة الناصرية والتى فيها تبوأت مصر دورها الريادى فى قيادة حركة التحرر الوطنى فى المنطقة العربية ثم الأفريقية ثم العالمية حتى أصبحت مؤثرة فى بلاد جمهوريات الموز فى أمريكا اللاتينية وكان لابد لهذه القيادة أن تندحر وأن تدفع مصر ثمن هذه القيادة غاليا وأن يتحمل شعب مصر فاتورة هذه المرحلة لابالدبلوماسية الخشنة ولكن بالدوبلوماسية الناعمة أو بإستخدام نظرية المؤامرة ونحن هنا سوف نحاول رصد الآلية التى إتبعتها الإمبريالية العالمية لإستهداف شعب مصر .
-بداية فى ظل المرحلة الناصرية والتى عرفت بمرحلة التحول الإشتراكى قامت مصر ببناء المجتمع المصرى وتنميته طبقا لرؤية رأسمالية الدولة وأسست قطاعا عاما قويا كان دعامة الإقتصاد الوطنى المصرى وقد بأت هذه البنية الإقتصادية ببناء السد العالى كعملاق إقتصادى لتوليد الطاقة اللازمة للصناعة ولدفع التنمية الزراعية وحماية مصر من مخاطر المجاعات هذا من ناحية تلا ذلك بناء قاعدة صناعية ثقيلة بدأت بمجمع الحديد والصلب بحلوان ثم قاعدة الصناعات التحويلية
- مع بداية الإنهيار فى المرحلة الساداتية بدأت بتكوين حائط صد أيديولوجى بمعنى أن جيل هذه المرحلة تشكل طبقا للبنية الإقتصادية فكان جيل الشباب يساريا – ناصريا ومن هنا بدأت المؤامرة الأولى بتولى الدولة بواسطة جهازها السياسى آنذاك وهو الإتحاد الإشتراكى وبواسطة أمين التنظيم محمد عثمان إسماعيل فى منتصف سبعينيات القرن الماضى بتكوين خلايا إسلامية فى جيل الشباب خاصة الجامعى مع إعطاء الضوء الأخضر لعودة القيادات الإخوانية من السعودية وممارسة دورها الدعوى والإقتصادى بحرية كاملة وقد تكونت هذه الجماعات تحت رعاية الدولة وحمايتها لغرض القضاء السياسى على البنية السياسية والتى تتشكل طبقا لمنظور البنية الإقتصادية وما قامت به الدولة هو وضع أداة نفى أيديولوجية فى الصراع الطبقى السياسى وأخذ الصراع يأخذ شكل صراعا أيديولوجيا تقوده الدولة فى مواجهة صراعا طبقيا تمليه البنية الإقتصادية .
- المؤامرة الثانية بدأت بإغراق الدولة بديون من صندوق النقد الدولى والبنك الدولى وكان الهدف الأساسى منها تكوين شريحة إجتماعية طبقا لنظرية الفساد الإمبرالية والتى تبدأ بتخريب زمم أولى الأمر فى مجتمع يدار بواسطة أجهزة الدولة ويتواكب مع ذلك وطبقا للمخطط الإمبريالى إطلاق دعوات الإنفتاح الإقتصادى وإغراق السوق ببضائع غربية .
- المؤامرة الثالثة هى فى كيفية تسديد الديون المستحقة ومن هنا يزيد رباط التبعية والذى بدأ بقبول التعامل مع المؤسسات الإمبريالية العالمية صندوق النقد الدولى والبنك الدولى ومن هنا تتدخل مشورة هذه المؤسسات وتفرض نظام الخصخصة وهو ما يعنى التخلص النهائى من المرحلة الناصرية وقاعدتها المكونة للبنية الإقتصادية كأساس للبنية الإجتماعية فى الهرم الإجتماعى والتى بمقتضاها تتغير البنية السياسية بتغيير العلاقات الإنتاجية وتغيير قواعد الصراع الطبقى .
- المؤامرة الرابعة وتشمل وضع خريطة قانونية لشرعنة المهام التى تخدم التغيير حتى يتم إزاحة البنية الفوقية التى تكونت طبقا لعلاقات الإنتاج فى ظل رأسمالية الدولة على أن تساعد هذه الشرعية القانونية على إفساد الهيكل البيروقراطى المنوط به إدارة شئون الدولة وبنيتها الإقتصادية وكان باكورة هذه القوانين القانون رقم 53 لسنة 1973 م والذى أخرج فى مادته الثالثة موازنة الهيئات العامة الإقتصادية وصناديق التمويل ذات الطابع الإقتصادى من الموازنة العامة للدولة وبهذا التخارج تصبح هذه الموازنات تحت تصرف المشرفين من الجهاز الإدارى للدولة .
- المؤامرة الخامسة وتشمل النظام التعليمى وصياغته طبقا لحركة التغيير فى القاعدة الإقتصادية الجديدة وكذلك المعطيات السياسية المستحدثة فى إدارةالصراع السياسى والذى بدأ يتحول إلى صراع أيديولوجى ومن هنا تم توجيه التعليم إلى التعليم التلقينى والذى يعتمد على مناهج دراسية متعددة يتم حشوها لدى عقل الطلاب وتنتهى هذه المناهج بمجرد تفريغها فى ورقة الإجابة وقت الإختبارات .
- إن هذه العوامل التآمرية مجتمعة أنتجت مجتمعا مشوها إنقلبت فيه الأمور وإنقلب الهرم الإجتماعى فبدلا من أن يدار المجتمع طبقا لإفرازات البنية التحتية الإقتصادية وما تحدده علاقات الإنتاج لهذه البنية لوضع الأطر القانونية والتعليمية التى تخدم التطور فى قوى الإنتاج مكونا بنيه فوقية ديناميكية تستوعب التطور الإجتماعى الإقتصادى المتنامى أصبح المجتمع يدار بواسطة المتغيرات التآمرية وأصبحت البنية الفوقية هى الحاكمة لحركة المجتمع وأصبح إنتاج القوانين سيئة السمعة أكثر السلع تداولا فى السوق المصرية وأصبحت المحاكم المصرية هى الأماكن التى يدار منها الصراع كما أصبح المجتمع المصرى تلقائيا متجها بطبيعته الإيمانية نحو التوجه الدينى وأصبح الجلباب القصير والعمامة والسروال مع الحجاب والنقاب هو المظهر السائد فى المجتمع وأصبحت السلفية والأصولية الإسلامية هى الشغل الشاغل للدولة بعدما تجاوزت الخطوط الحمراء المرسومة لها وأصبحت سيفا إرهابيا يهدد الشعب المصرى .
- ما نرصده قليل من كثير وهذا الرصد من القراءة للواقع المصرى وربما يخرج علينا ما يصفنا بالتجنى والتخيل الأعمى وحتى لانتهم بذلك نرصد بعض من المؤامرات التى تآمرت فيها الإمبريالية العالمية وفى إستخدامها للقوة الناعمة ففى مرحلة تفعيل هذه القوة فى الصراع العالمى والذى إنتهى بإنتصار الإمبريالية العالمية وتفكك الإتحاد السوفيتى وبعدما بدأ الدب الروسى فى تجميع شتاته لحقته الإمبريالية العالمية وفى محيطه بعدة ثورات إنقلابية ملونة قادتها الإمبريالية العالمية فى ظل حكم المحافظين الجدد ومن منطلق إطلاق يد الردع فمن الثورة الوردية التى قادها سكاشفيلى ضد إدوار د شيفرنادزة فى جورجيا إلى الثورة البرتقالية فى أوكرانيا ثم الثورة الزنبقية فى قيرغيزستان وكما إستفاقت روسيا وأخذت تتبوأ مركزها التقليدى إستفاقت الشعوب فى أوكرانيا وقيرغيزستان وعادت تعدل من مسارها وتقف فى وجه المؤامرة وربما يقول لنا قائل ما هذا الخلط نقول له أن أول الثورات الملونة التى مارستها الإمبريالية العالمية الأمريكية وفى النصف الثانى من سبعينيات القرن العشرين هى الثورة الخضراء والذى نظر لها مستشار الأمن القومى آنذاك زبيجنيو بريجنسكى فى حكومة الرئيس جيمى كارتر والتى تمت تحت رعايته إتفاقية كامب ديفيد الميمونة ولم يسم وقتها بريجنسكى نظريته بإسم الثورة ولكنه سماها بإسم الحزام الأخضر هذا الحزام الذى نظرله بريجنسكى أو الثورة الخضراء يتضمن إنشاء أنظمة إسلامية فى منطقة الشرق الأوسط مدعومة أمريكيا ومستغلة التعاطف الجماهيرى لشعوب الشرق الأوسط المتدينة وإن إنشاء هذه الثورات الخضراء فى الشرق الأوسط الغرض منها النهائى هو كبح جماح الحركات اليسارية المؤيدة آنذاك للإتحاد السوفيتى .
- هذه الممارسة للصراع الكونى لتأبيد الإمبريالية العالمية وقهر حركة التحرر لدى الشعوب الثائرة والتى أستخدمت فيها القوة الناعمة والتى هى أخطر بكثير من القوةالخشنة ما هى نتائجها الملموسة على الشعب المصرى خاصة والشعوب العربية عامة ولاننسى فى معرض حديثنا لوبى الدول المعتدلة فى مواجهة دول الممانعة .
1- كانت نتائج الخصخصة والتى تم بمقتضاها بيع 194 شركة من شركات القطاع العام المصرى والتى تعتبر أموالها أموال الشعب المصرى بيعت هذه الشركات بما قيمته 24 أربعة وعشرون مليار جنيها فى حين أن تقييمها يساوى 500 خمسمائة مليار جنيها وهذا بحساب الجهاز المركزى للمحاسبات وهذا فى العموم دون الدخول فى التفاصيل المرعبة .
2- أن الصناديق التى تم إنشائها طبقا للقانون 53 لسنة 1973 م بلغت حصيلتها النهائية ما قيمته تريليون و272 مليار جنيه وهذه القيمة كما أشرنا سابقا خارج نطاق الموازنة العامة وقد تم رصد مخالفات ماقيمته 4 مليار جنيه فهذا المبلغ الذى قيمته 1272 مليار جنيه أليس هذا المبلغ قد تم تحصيله من أموال المصريين وبدلا من الأسئلة الكثيرة التى تجول فى الذهن هناك سؤال واحد إذا كانت الحكومة المصرية التى تسعد بنهب شعبها تعلم جيدا بمثل هذه المبالغ وتتمتع بالصرف منها ألم يكن من الأولى الإقتراض منها بدلا من إقتراض أموال التأمينات المستحقة لأصحاب المعاشات ؟
3- نتيجةالسياسات التعليمية أين موقع الجامعات المصرية وعلى مستوى خمسمائة جامعة عالمية لم توجد فيهم جامعة مصرية ؟ وبدلا من المستوى العالمى ما هو ترتيب الجامعات المصرية على المستوى الأفريقى؟
4- إذا كانت حكومتنا الرشيدة على مدار العقود الماضية منذ توقيع إتفاقية كامب ديفيد قد إرتبطت تبعيا بالمؤسسات الإمبريالية المالية وقامت بفتح أسواقها أمام المنتجات العالمية ألا يكفيها ذلك من إستنزاف لطاقات الشعب المصرى المعيشية التى تعمل على مزيدا من الفقر حتى تزيد من معاناته بإغراقة بالمسرطنات لإنتاجه التقليدى الإنتاج الزراعى حتى تهمد قواه ويصيبه الوهن .
5- ما زرعته مصر بموجب ثورتها الخضراء طبقا للأجندة الإمبريالية وبتوقيع إتفاقية الذل والعار يحصده الشعب المصرى حاليا من إستلاب ثرواته الطبيعية المحدودة من بترول وغاز يذهب لدعم العدو الصهيونى تقريبا بلا ثمن أضف إلى ذلك إنه بمجرد توقيع إتفاقيد كامب ديفيد والتبادل الدبلوماسى بين مصر وإسرائيل قد تم فتح الباب على مصراعيه أمام العدو الصهيونى لإقامة علاقات دبلوماسية مع القارة الإفريقية والتى كانت محرمة عليه وكذلك علاقات دبلوماسية مع الدول الأسيوية بل زاد الأمر أن يتأمر هذا العدو علنا على شريان الحياة لمصر نهر النيل فتارة وفى ظل الإتفاقية يهدد بتدمير السد العالى لإغراق مصر وتارة يتآمر مع دول المنبع لمحاولة حصار مائى على الشعب المصرى والذى هو هبة النيل وفى نفس الوقت ومن منطلق القوة الناعمة المصرية نقوم بمحاصرة الشعب المصرى فى غزة وعندما أقول محاصرة الشعب المصرى فى غزة فأن أعنى ما أقول فغزة على مرتاريخها كانت جزءا من التراب المصرى قبل أن تكون جزءا من التراب الفلسطينى وطالما كان الشعب المصرى والشعب الفلسطينى شعبا واحدا فنحن نرد على التآمر الإسرائيلى بتآمر آخر هوببناء جدار الذل والعار بين الرفحين .
6- أخيرا ربما يكون هناك من يفند هذا الرصد مؤكدا على كذب إدعاءاتنا من دعاة الليبرالية العربية أبواق فرع إستراتيجية كسب القلوب والعقول إحدى أفرع نظرية المؤامرة سلاح الإمبريالية الناعم فنحن فى حاجة لمن يهزهذا الشعب ليقبل بالقوة الخشنة بديلا عن القوة الناعمة .



#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهب مصر
- من يعادى من ...... فى الصراع
- فى يومك أعلى هامتك
- إستراتيجيةكسب القلوب والعقول ....... حال المرأة
- ملف الثروة السمكية فى مصر __ حكاية بلد إسمها كفر الشيخ -3 مي ...
- ملف الثروة السمكية فى مصر __ حكاية بلد إسمها كفر الشيخ =2
- ملف الثروة السمكية فى مصر __ حكاية بلد إسمها كفر الشيخ -1
- ممارسات العولمة
- مصر .. والفتنة الطائفية
- اليسار العربى .. تفكك أم إعادة تشكل
- المرأة .. والبترودولار .. إلى نادين
- هنيئا لنا بالحوار
- كلام عن المرأة
- كلام عن الكورة - عودة لى ستراتيجية الشرق الأوسط الجديد
- ثقافة الشرق الأوسط الجديد وتأثيرها فى الحراك الإجتماعى والسي ...
- المرأة فى ثقافة الشرق الأوسط الجديد
- حول ثقافة الشرق الأوسط الجديد
- الحوار المتمدن كنافذة يسارية علمانية .. وثقافة الشرق الأوسط ...
- مأزق اليسار العربى .. من خطاب أوباما بالقاهرة .. ثم الإنتخاب ...
- يوم الطفولة العالمى


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - نظرية المؤامرة ... وإستهدافها للشعب المصرى والعربى