أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - خيار الزوال














المزيد.....

خيار الزوال


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 23:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعبر أفغانستان وإيران عن خيار الزوال الذي اختارته المذاهبُ الطائفية المحافظة، أحدها تم اصطيادهُ في دولةِ الجبال، والآخر في الهضبة الواسعة.
الصراع السياسي العالمي مصائد، وتتم بذكاءٍ وفراسةٍ وبدفعِ الفريسة للمصيدة، حتى إذا فقدت الذكاء كلياً، وجهزت نفسها للذبح يتم ذبحها بدمٍ بارد.
تظهرُ هنا الآلياتُ الغائرةُ للمحافظين الذين نهبوا عامةَ المسلمين لقرونٍ طويلة، ولم يعطوا هذه العامةَ المغبونةَ فرصاً للعيش الكريم، وللتقدم، ولتطوير البناءات الوطنية فحل عليها القضاء من الخارج وبأيد أخرى مشبعة بالدهاء والاستغلال!
وليست القوى المعتدلة هي أخف خطراً من القوى المتطرفة التي تتاجر سياسياً بدين المسلمين، لكن القوى المتطرفة تعرضُ نفسَها للزوال بسرعةٍ وتنكشفُ نظراً لسذاجتها السياسية وحدتها.
وهي تسرعُ نحو المواد المتفجرة، وتتجه للسلاح، والسلاح الأكثر خطورة وهو السلاح النووي، والارهاب الدموي الشامل الذي لا يفرق بين الطفل والبالغ، بين الراشد وغير الراشد، فتعجل أكثر بزوالها!
القوى (المعتدلة) تقف على الأرضية نفسها، وهي غيرُ قادرةٍ على تجاوز موقع المحافظين وقده، وهو موقعٌ يعلنُ الارتدادَ عن الحضارةِ الحديثة بقسماتِها الإجباريةِ غير الاختيارية وهي العلمانية والديمقراطية والوطنية من دون الخروج من حضارات الأديان العريقة.
وعدم قبول المعتدلين يعني انهم ينتجون الأفكار نفسها، ويشكلون قوى التطرف نفسه، فالأرضية واحدة، وهي عدمُ قبولهم بسماتِ الحضارةِ العالمية الراهنة، التي في الكرة الأرضية أممٌ تقودُها وتفرضُها شاءوا أم أبوا!
وهذا يعني ان العمل ضمن الحيز الفقهي حتى لو كان محافظاً ولا يتفق وأسس الحضارة الحديثة ويتم فيه اضطهاد النساء والعقول الحرة والاستغلال البشع للفقراء فلا أحد يستطيع أن يجعله خطراً مباشراً على البشرية، وهو معادٍ لأسس الحضارة الحديثة التي سوف لن تتوقفَ قوانينُها عن إقناع الشعوب بها، أما أحكامها العاجلة فهي عدم استخدام الأسلحة الفتاكة وتعريض الناس للخطر.
وقد رأينا كيف استهترتْ القاعدةُ والحرسُ الإيراني بمصالح وأمن الشعوب وسلامتها، ولم تعدْ المسألةُ هنا المحافظةَ على فقهٍ متخلفٍ، معادٍ للمسلمين، بل تركيب أسلحة للهجوم وفرضه بالقوة الخطرة وتعريض البشر للموت الواسع!
برنامجهم هو العودةُ للوراء ورفض الحداثة وعدم القبول بمعايير المساواة بين الرجال والنساء، بين الحكام والمحكومين، واحترام العقول والتعددية، وعودة الأموال العامة لأصحابها، ورقابة الأمم على حقوقها.
هذا من سياساتهم الداخلية ومن أفكارهم، لكن التلاعب بالسلاح ليست مسألة داخلية، ولا هي لعبة وطنية، بل قضية عالمية.
إن الدينيين السياسيين هم مرضى اجتماعيون تم إطلاقهم في الشوارع السياسية الوطنية، نظراً لانتهازيةِ الحكوماتِ وسذاجة الشعوب الشرقية، وكان يجب معالجتهم وتغيير الحياة الاجتماعية المتخلفة التي عاشوا فيها.
لكن خروجَ هؤلاء للشوارعِ المناطقية والعالمية ممنوع، وقد تم استخدامهم فيما سبق وكانت النتائج وخيمة.
برامجُ العودةِ للوراء ورفضُ التقدم ليس لها سوى الصدام مع العالم، لكن يتم جر الشعوب الإسلامية إليه ودفعها فيه، مما يدعو إلى ضرورةِ تصاعد يقظة هذه الشعوب ونقد البرامج المحافظة المرتبطة باستراتيجية المواجهة مع العصر الحديث.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاصصات طائفية وليست ديمقراطية
- هزيمة اليسار في الانتخابات العراقية
- الحداثة مشروعان فقط
- بُنى اقتصاديةٌ جديدةٌ
- انتخابات العراق والاستقطاب
- توريط مجتمعنا في انهيارات كلية
- في الوعي النهضوي الأولي (3 - 3)
- في الوعي النهضوي الأولي (2)
- في الوعي النهضوي الأولي (1 - 2)
- هل تظهر طبقةٌ وسطى حرةٌ في العراق؟ (2 - 2)
- هل تظهر طبقةٌ وسطى حرةٌ في العراق؟ (1 - 2)
- فرصة مهمة لأهل الخليج
- المحرمات الهامشية والأصل المنسي
- النساء و-الديمقراطية- الدكتاتورية الذكورية
- ضعف السياسة العربية
- الهجماتُ مستمرةٌ على إخوان مصر
- المبحوح والبلطجة الإسرائيلية العالمية
- الليبرالي- يحتاج أولاً إلى الحرية
- (القوقعة) أو كيف يتمُ سحل الإنسان؟
- تمهيد الثورة الخضراء الإيرانية ( 2 - 3)


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - خيار الزوال