أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد شفيق - مأساة من بلادي














المزيد.....

مأساة من بلادي


محمد شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 21:56
المحور: حقوق الانسان
    


بحكم عملي والوضع الاجتماعي والبيئة التي اعيش فيها , التقي يوميا بالعديد من الطبقات المسحوقة في مجتمعنا ويأخذني الفضول للسؤال عن حالهم وكيف يعيشون في ظل هذه الاوضاع المعيشية الصعبة . فتنفتح الشهية للبعض ويبدأ بالتحدث معي ويسب المسؤولين ويلعن الوضع الحالي والثاني يكتفي بالشكوى والتذمر واللاخر يلزم جانب الصمت ويكتفي بالقول ( الحمد لله , الله كريم ) . قبل ايام التقيت بحالة مأسوية ربما لايوجد مثلها حتى في قارة افريقيا , دعوني اروي لكم هذه القصة المؤلمة . شاب لم يتجاوز 35 من عمره قام النظام السابق بتسفيره خارج العراق وأخذ منزله وسيارته وممتلكاته , واسقط عنهم الجنسية العراقية . ظل الشاب يعيش في احدة مخيمات الصليب الاحمر في مدينة 0( شيراز ) الايرانية حيث كان يعطيهم بعض المعونات الغذائية , اما في حالة انقطاعها يذهب البعض للعمل واخر للتسول . بعد مرور عشرات السنيين قامت الحكومة الايرانية بطردهم من هذا المخيم ( رضينا بالهم والهم ما رضه بينا ) عادوا الى العراق وهم لايملكون قيراطا . ولكثرة السير من الحدود حتى مدينة اربيل تمزقت احذيتهم ودخلو الى هناك حفاة , وباتو ليلتهم تلك في الشارع , فكان يحرس امه ونفسه من هجوم الكلاب عليهم . دخل الى بغداد وهو ( ربي كما خلقتني ) لادينارا ولادرهما سوى ملابسهم البالية والممزقة , البعض تصدق عليهم بالملابس والاحذية وقام اخر بالسماح لهم بالنوم في محله , ثم بنى لهم كرفانا , لكن سرعان ما طردهم منه . ثم سكنوا منطقة اخرى فكانوا هناك يقضون ليلهم في احدى الاسواق الغذائية . بمساعدة البعض استاطعوا تأجير جحر مليء بشتى انواع الفئران والحشرات . الجدار يؤل الى السقوط لقدم بنائه , استئجروه بمبلغ 125 الف دينار . كيف يجمع هذا المبلغ وهو لايملك قوت يومه , مع جشع صاحب الملك . فأخذ يجمع المال من الاعانات والتبرعات حتى يكمل ثمن الايجار نهاية الشهر . احد الاشخاص اشار له بشراء ( عربانة ) ويعمل بها في الاسواق . توجه في اليوم التالي الى احدى الاسواق الكبيرة فلقي هناك وحوشا بشرية تجمعوا حوله كالذائب مكشرين له اسنانهم ( من وين انت ) ( شعندك اهنا ) ( ليش جاي الهنا ) فطردوه من ذلك المكان . توجه الى سوق اخر فكانت المعاناة اشد والوحوش اشرس . فهذا الشاب كما نعبر ( من اهل الله ) لايعرف الاحتيال والمرواغة . هكذا تسمتر معاناة هذا الشاب الذي يعتُبر الموت هدية جميلة له ولامه العجوز . انها بحق قضية انسانية من الطراز الاول يجب الوقوف عندها وخصوصا انها في مجتمع اصبح اغلب افراده لاتعرف الرحمة والشفقة طريقا الى قلوبهم ولاننسى وجود تلك الثلة التي لازالت تساند هذا الشخص الى ساعة كتابة هذه السطور
وصلت القسوة بالمجتمع ان يطرد هذا الرجل من مكان رزقه ويلاقي محاربة شديدة من قبلهم . في وقت تجد ان الحكومة قد تخلت عن ابنأها تماما ولايوجد فيهم من يحتشم للوطنية , لان الكرسي اصبح افيون السياسين , هذا الافيون صعقهم بالتخدير عن هموم شعبهم . وفي نفس الوقت نجد الحناجر تصدع بضرورة عودة العراقيين الماهجرين الى وطنهم !! أعجبت بما قاله خطيب الجمعة في ايران قبل ايام بأن سبب الزلازل هو ابتعاد الفتيات عن الحجاب وعدم الالتزام بما امرت به الشريعة . اعتقد بأن هذا الكلام ينطبق علينا اليوم . ان زلازل كبير ومدمر ينتظر اولئك المفسدين
ايها السايسين احذروا فراسة العراقي فأنه ينظر بعين جائعة ومملوء بالاسى والمصائب ..



#محمد_شفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد القشطيني , ماهكذا الظن بك ( 2 )
- خالد القشطيني , ماهكذا الظن بك
- اجمل الاساطير مع الشيرازي
- صفا والانوار ... الى اين ؟؟
- في ذكرى الحرب .. ذكريات وتساؤلات
- لايوجد جهاز امني في العراق
- أمنيات وانفجارات
- لماذا يخشون علاوي ؟
- حال اطفالنا
- الدكتور ( فؤاد زكريا )
- جنابر تسمى صحف
- ابو مودة
- جولة مع هادي جلو مرعي وكتابه ( تجربة صحفي من واقعة الطماطة ا ...
- لولا الرجال ماخلقت النساء
- يوم العيد
- النداء الاخير
- القزويني والشيوعيين
- من ننتخب ؟
- تعليقا على مقال الدكتور ( كاظم حبيب ) (خلوة مع النفس ... إلى ...
- انتخبوا فهد


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد شفيق - مأساة من بلادي