أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - العراق بعد لبنان: تجربة الحكم التوافقي-















المزيد.....

العراق بعد لبنان: تجربة الحكم التوافقي-


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 17:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ندوة عن "العراق بعد لبنان: تجربة الحكم التوافقي" في مركز عصام فارس
شعبان: التوافقية في العراق وصلت إلى طريقٍ مسدود
عبد الجبار: الفيدرالية ليست تجزئة للبلدان بل للسلطة

نظَّم مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية ندوة عن "العراق بعد لبنان: تجربة الحكم التوافقي" بمشاركة الخبيرين العراقيين في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عبد الحسين شعبان والدكتور فالح عبد الجبار رئيس معهد العراق للدراسات الإستراتيجية، في حضور النائبة في البرلمان العراقي السيدة ليلى الخفاجي ووفد من مؤسسة الإمام الحكيم في لبنان برئاسة السيد علي الحكيم وعددٍ من الناشطين العراقيين والمهتمين اللبنانيين.
بداية كانت كلمة لمساعد مدير المركز ميشال أبو نجم أشار فيها إلى أن تداعيات نتائج الإنتخابات الأخيرة في العراق أظهرت إشكاليات مماثلة لتلك التي برزت في لبنان بعد انتخابات 2009، وأبرزها الخلاف حول مبادئ تشكيل الحكومة والجدل حول مفهوم الأكثرية والأقلية، وعدم قدرة أي فريق على تشكيل حكومة أكثرية كلاسيكية بسبب تمركز المذاهب والإثنيات والتفافها حول نفسها وتالياً عدم توفر خيارات سياسية متعددة، وذلك في إطار تجربة الفدرالية بين المجموعات.

شعبان
الدكتور عبد الحسين شعبان اعتبر أنَّ التوافقية في العراق وصلت إلى طريقٍ مسدود لأن التوافقية مرحلة انتقالية ولا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، إذ إنها ستتحول إلى محاصصة وتكون سبباً من أسباب البلاء في العراق إذا لم يتم الوصول إلى المواطنة واحترام جميع مكونات الشعب العراقي. ورأى أن القواعد التي بُني عليها الدستور العراقي الفيدرالي خاطئة، لأنَّ في الدساتير الفيدرالية يخضع القانون الإقليمي للقانون الإتحادي في حين أنَّ الأمر معكوس في العراق. وأضاف أن في الفيدراليات يكون التمثيل الديبلوماسي موحداً، أما في السفارات العراقية فهناك وحدة "لمتابعة الشؤون الثقافية والإنمائية"، ما يعتبر سفارةً داخل السفارة.
وانتقد أيضاً الدستور العراقي معتبراً أنه كتب على عجل وبتأثير خارجي تحت إدارة رئيس مجلس الحكم السابق بول بريمر مشيراً إلى ان المسودة الاولى كتبها أستاذ القانون في جامعة هارفرد نوح فيلدمان الذي وصفه بالصهيوني.
وأكد شعبان أن هناك اختلافاً كبيراً بين الوضعين اللبناني والعراقي لأن العراق ما يزال تحت الإحتلال على الرغم من وجود اتفاقيةً امنية. وأشار إلى أن لا يمكن الحديث عن السنة او الشيعة في شكل مطلق، لأن هناك تنوعاً سياسياً واحزاباً داخل كل من السنة والشيعة، لافتاً إلى أن الوضع الكردي يختلف لأن الأكراد يشكلون قومية لطالما امتهنت حقوقها من قبل السلطات العراقية. ورأى إنَّ الإيجابية الأبرز في الوضع العراقي هي في تكريس مبدأ الإنتخابات على الرغم من وجود الإحتلال وثغرات وتجاوزات وانتهاكات.
وشدد شعبان على أن هناك ملفات عالقة وألغاماً سياسية قد تنفجر في أي لحظة، مشيراً إلى ان الخطر الأول هو استمرار الإحتلال الأميركي لأن واشنطن لن تنسحب في شكلٍ كامل من العراق وستبقي على حوالي خمسين ألف جندي وقواعد عسكرية حتى بعد العام 2011 الموعد المقرر لاستكمال انسحاب الجيش الأميركي. وقال إنَّ الخطر الثاني هو الطائفية لأنَّ المشروع الطائفي ما زال قائماً، معتبراً أنَّ نتائج الإنتخابات التشريعية والعدوانية في التصريحات تعبير عن الإحتقان الطائفي الذي قد ينفجر في أيّ لحظة. وأضاف أن الخطر الثالث يتعلق بالميليشيات المنخرطة في المؤسسات الأمنية مما ينعكس سلباً على الوضع السياسي ويساهم في تفجير الوضع، وذلك على الرغم من أن حكومة نوري المالكي ساهمت في تحسين الوضع الأمني.
ولفت شعبان إلى ضعف المواطنة وهذا ما أدى إليه نظام صدام حسين الشمولي الذي ضرب المؤسسات المجتمعية واستكمل ذلك مع تخريب الدولة تحت الإحتلال الأميركي وحل الجيش مما جعل المجتمع من دون مرجعية، وتم اللجوء تالياً إلى المرجعيات الدينية والعشائرية. وأشار إلى مشكلة استشراء الفساد في ظلِّ سعي أمراء الطوائف إلى الحصول على أكبر قدرٍ ممكن من الإمتيازات، مؤكداً أن نهب المال العام وابتلاع المؤسسات بات ظاهرةً خطيرة.
وعدد شعبان ثلاثة معضلات عانت منها الدولة العراقية منذ تأسيسها هي المشكلة الكردية وسياسات التمييز الطائفي وضعف التركيبة الدولتية. وقال إن مشكلة الأكراد أدت إلى توترات كثيرة وثورات وتفاعلت مع الأوضاع الدولية والإقليمية لتصل إلى الحال الراهنة. وذكَّر بأن قوانين الجنسية العراقية التي كانت معتمدة استند إليها نظام صدام حسين لتهجير مئات الآلاف من المواطنين، كما حصل في العام 1980 حين تم تسفير نحو نصف مليون عراقي إلى إيران.

عبد الجبار
الدكتور فالح عبد الجبار أكد من جهته أنَّ الفيدرالية ليست تجزئة للبلدان بل للسلطة لافتاً إلى أن شدة المركزية تؤدي إلى نقيضها وإلى أنَّ الكثير من الدول المتعددة اعتمدت النظام الفيدرالي.
ورأى أن محاولة تصوير قائمة "العراقية" التي ترأسها رئيس الحكومة السابق إياد علاوي على انها تمثل السنة فحسب فاشلة لأن هناك ناخبين شيعة منحوا أصواتهم لها، معتبراً أن المناطق السنية صوتت بكثافة لعلاوي لأنه علماني. وأضاف أن التصويت الكثيف لرئيس قائمة "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي عائد لطرحه بناء دولة القانون والوطنية العراقية وميله إلى المركزية.
وقال عبد الجبار إن النظام الإنتخابي الحالي المستند إلى المحافظة كدائرة انتخابية في ظل وجود غالبياتٍ طائفية من لون واحد في معظم المحافظات دفع إلى أن يكون الصراع في داخل الطوائف والقوميات وإلى أن يصبحَ التنافس قائماً على برامج سياسية، لافتاً إلى أن الإسلام السياسي بدأ يفقد بريقه في العراق. ورأى أن الوظيفة الطائفية للنظام السياسي في العراق انتهت، وأن على الرغم من أن البرلمان ستكون فيه غالبية شيعية لكن هذه الغالبية تضم أطيافاً سياسية متنوعة كالليبراليين والمعتدلين والإسلاميين، مؤكداً أن الجانب السلبي في الطائفية يكمن في أنها تقمع التنوع في داخل الطائفة في حين أنَّ الجانب الإيجابي يتمثل في كون الطائفية جرس إنذار للأخطاء في المجتمع، مشدداً على استحالة قمع التنوع في المجتمعات بسبب عوامل عدة اقتصادية واجتماعية وثقافية... وأضاف أن تفكك النظام السياسي في العراق أدى إلى إمساك الطوائف بالسلطة واقتسامها منبهاً من أن نجاح إحياء أي كتلة طائفية في الحكم سيؤدي إلى الإنفجار مجدداً.
وعرض عبد الجبار لبعض أسباب وصول العراق إلى الوضع الحالي من التفكك فأشار إلى أن العمل السياسي انتقل من الإستناد إلى الإيديولوجيا (الماركسية، القومية، الليبرالية...) التي سادت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي إلى سياسات الهوية Identity Politics التي تصل فيها المجتمعات إلى تفتت داخلي. وأضاف أن في العراق كما في الإتحاد السوفياتي سابقاً بدأ حزب البعث يضعف ويتفكك كأداة هندسة اجتماعية مما أدى إلى استبداله بالعشائرية والمؤسسات الدينية وإلى تفكيك الطبقات الوسطى التي لجأت هي الأخرى كما الدولة إلى العشائر والتدين. ولفت إلى أن الإجتياح الاميركي للعراق حصل بعدما كان المجتمع منهاراً بالكامل تحت وطأة الحصار الذي فُرض على العراق على إثر حرب "عاصفة الصحراء" في العام 1991، فتفككت الدولة وتشظى المجتمع في ظل غياب الاحزاب والنقابات فتصاعد نفوذ المؤسسات الدينية والقبائل والعشائر.
وقال عبد الجبار إن الثقافة السياسية تبدلت عموماً في العراق والمنطقة العربية إذ انحسر الخطاب الحداثي والعقلاني وتراجع دور القوى اليسارية والعلمانية ومن أسباب ذلك صعود الإسلام السياسي والهويات الدينية خاصةً بعد انتصار الثورة الإيرانية.
وأبدى اعتراضه على مبدأ استعمال العنف لمقاومة الإحتلال وتحقيق التغيير مشدداً على أهمية العمل اللاعنفي ودور الفكر والعلم في تحفيز الإرادة الشعبية لمقاومة المحتل والتغيير السياسي.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوصل والفصل بين العالمية والخصوصية
- أرمينيا وسيمفونية المبارز!
- كاظم حبيب: النقد الشجاع والاختلاف الجميل*
- العالم الثالث وسلة المهملات
- كوبا: رؤية ما بعد الخمسين (24) ملكوت السماء وملكوت الأرض
- فضاء الثقافة القانونية وحكم القانون
- كوبا: رؤية ما بعد الخمسين (23) الاشتراكية والإيمان الديني
- الشراكة والتنمية
- كوبا: رؤية ما بعد الخمسين (22) كاسترو والدين
- موسم القمة العربية والخيار العسير
- كوبا.. رؤية ما بعد الخمسين (21) «الشبح» والأسطورة: هل اختلط ...
- ليس لأي تيار شمولي مستقبل في العراق؟
- الموساد والجريمة والعقاب
- كوبا: رؤية ما بعد الخمسين (20) القبعات الخضر والصيد الثمين!
- الصوت والصدى
- المعرفة من أجل الحق
- ثقافة حقوق الإنسان في ندوة تخصصية في لاهاي/هولندا
- كوبا: رؤية ما بعد الخمسين (19) نزيف بصمت!
- أين سترسو سفينة الانتخابات العراقية؟!
- “إسرائيل” والإفلات من العقاب


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - العراق بعد لبنان: تجربة الحكم التوافقي-