أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - منذر الفضل - جرائم الأنفال والإعتذار للكورد














المزيد.....

جرائم الأنفال والإعتذار للكورد


منذر الفضل

الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 01:01
المحور: حقوق الانسان
    


جرت صباح يوم الاربعاء 14/4/2010، مراسيم إحياء الذكرى 22 لجريمة الأنفال في ناحية رزكاري بمنطقة كرميان، بحضور عدد كبير من المسؤولين الحكوميين والحزبيين وممثلي القنصليات ومكاتب السفارات في إقليم كوردستان وجمع غفير من ذوي ضحايا الأنفال وأهالي كرميان الكرام . وقد استقبلت مدينة جمجمال رفات 104 من الاطفال الكورد وامرأتين كانتا حاملتين وقت حصول الجريمة وكلهم من ضحايا عمليات الانفال الإجرامية التي نفذها نظام البعث البائد عام 1988.
ولاشك ان هذه الجريمة ليست الوحيدة وانما هي سلسلة من حلقات جرائم إبادة الجنس البشري ضد الكورد التي ظل العالم كله , اسلاميا وعربيا ودوليا , ساكتا عنها وهو صمت غريب ويثير الشجون شجع الطاغية على الاستمرار في إرتكاب المزيد من جرائمه الوحشية ضد شعب آمن يحب السلم والحياة والاستقرار .
و تهدف جريمة إبادة الجنس البشري Genocid الى قتل الجماعات او المجموعة البشرية بوسائل مختلفة وتعتبر من الإعمال الخطيرة التي تهدد أمن وسلامة المجتمع لأنها تؤدي الى إبادة أو اضطهاد كائنات انسانية كليا او جزئيا بسبب طبيعتهم الوطنية او العرقية او السلالية او الدينية, وهي ترتكب بصورة عمدية ولا تنحصر أثارها على الوضع الداخلي للدولة التي تقع في نطاق حدودها الإقليمية و انما تمتد حتى الى الأسرة الدولية بسبب أثارها الشاملة كما أنها ليست من الجرائم السياسية و انما تعد من الجرائم العمدية العادية حتى وان ارتكبت بباعث سياسي لأن هناك فرقا بين الجريمة التي ترتكب بباعث سياسي وتلك التي ترتكب بباعث غير سياسي .
ان جرائم الإنفال سيئة الصيت وحلبجة الشهيدة وتسميم مناطق كوردستان وزراعتها بالإلغام وتغييب 8 ألاف من البارزانيين والالاف من الكورد الفيليين وإغتيال عشرات الشخصيات الكوردية وغيرها من الجرائم البشعة التي صارت لا تعد ولا تحصى تعتبر من أخطر الجرائم الدولية التي ارتكبت ضد الشعب الكوردي وضد كوردستان من خلال محاولات تطهير العرق الكوردي جغرافيا, أي من المناطق الكوردية, والإبادة الثقافية.
لقد قام نظام صدام بدفن ضحاياه من الكورد المؤنفلين في كوردستان وفي صحارى النجف وكربلاء والبصرة والعمارة والسماوة والحضر في الموصل وغيرها من المدن العراقية . ولم يسلم حتى الاطفال الكورد الإبرياء ولا النساء الحوامل من هذه الافعال الاجرامية التي يجب ان يدينها العالم كله بصورة رسمية والذي بقي في صمت مثل صمت القبور عنها , فأي حقد دفين كان يضمره الطاغية وأركان نظامه وحزبه الفاشي ضد الشعب الكوردي وكوردستان ؟

ان هذه الأعمال الشريرة تعتبر من جرائم الحرب الخطيرة ولا يمكن أن تسقط بالتقادم مهما مر من الزمان وان الفاعل لها يعد مجرما دوليا عاديا ولا يمكن أن يتذرع المجرم الدولي بأنه ارتكب جريمته لأغراض أو بدوافع سياسية أو يدعي بأنه نفذ الاوامر العليا . فالمجرم الدولي ليس مجرما سياسيا ولا يمنح حق اللجوء السياسي مطلقا مهما كان منصب الفاعل دستوريا وقانونيا وليس له حصانة دستورية او قانونية اذ ما يزال هناك العديد من المتهمين بهذه الجرائم لم يقدموا للقضاء ويجب محاكمتهم عن هذه الافعال الاجرامية إذ لا يكفي محاكمة بعض رموز النظام السابق وإستثناء أخرين بحجج واهية مثل المصالحة الوطنية أوغيرها لأن المصالحة مع هؤلاء لا تجوز دستوريا ولا قانونيا .

لقد اعترف مجلس النواب العراقي بأن ما حصل للكورد هو جريمة ابادة للجنس البشري كما جاء وصف حكم المحكمة الجنائية العراقية المختصة مطابقا لذلك أيضا وهو ما ذهب اليه قرار مجلس رئاسة الجمهورية العراقية رقم 26 في 10 ايلول 2008 كذلك وهذا كله يرتب اثارا قانونية في المستقبل المنظور بالنسبة لحقوق الكورد السياسية والدستورية والقانونية .

وعلى الرغم من سقوط نظام البعث الفاشي , ما تزال هناك العديد من الاصوات العربية العنصرية تبرر هذه الجرائم و تتنكر من المسؤولية وتحاول تبرئة النظام السابق منها وهو مما يؤسف له حقا . ان الشعب الكوردي هو من الشعوب الحية ولم تفلح مثل هذه السياسات ان تهزمه او تقلل من عزيمته حيث بقى قويا شامخا و متمسكا بوطنه وقضيته العادلة في حين ذهب الطغاة الى مزبلة التاريخ .


ان الواجب الاخلاقي والانساني يوجب علينا – نحن العرب - الاعتذار من الشعب الكوردي عن جرائم بعض العرب من ذوي الفكر العنصري الذين ارتكبوا جرائم خطيرة وعمدية ضد الكورد حيث كان ينبغي فعل المستحيل للحيلولة بين النازية العربية وجرائمها ضد الشعب الكوردي وان لا تسكت عليها الشعوب العربية والاسلامية ودول العالم أجمع مطلقا مهما كانت قوة الاجهزة القمعية وأيا كان الخوف الذي ينشره بين العراقيين وغيرهم في داخل العراق وخارجه حيث ان هذا الاعتذار له مغزى ودلالة رمزية وقد سبق وأن مارسته شعوب كثيرة في العالم .
ولهذا فأنني أنحني إجلالا وإحتراما لتضحيات الكورد ولشهدائهم وللبيشمركه الابطال، تلك النسور الجبلية الشجاعة في هذه الذكرى المؤلمة , ولابد من تنفيذ أحكام القضاء العراقي وتعويض جميع المتضررين من النواحي المادية والمعنوية من خزينة الحكومة الاتحادية في بغداد بسبب جرائم النظام السابق وإعادة جميع حقوق الكورد حسب الدستور العراقي النافذ لعام 2005 .
• راجع الرابط الذي يتضمن محاضرة ذات صلة في البرلمان الاوربي يوم 2 نيسان 2009
http://www.alnoor.se/article.asp?id=44997
• نص المقال باللغة الكوردية على صحيفة خه بات يوم 18 نيسان 2010
http://www.xebat.net/pdf/3448/x3.pdf
http://www.sotakhr.com/2006/index.php?id=10479



#منذر_الفضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحكمة الاتحادية وتفسير النصوص
- جريمة الكراهية
- النهج العنصري خطر يهدد الديمقراطية
- حكم تولي المرأة لمنصب القضاء
- إجتثاث البعث والبعثيين وفقا للدستور
- الوضع القانوني لإتفاقية الجزائر
- جيش كوردستان والدستور الاتحادي
- الذكرى الستون لأعلان حقوق الأنسان
- تعديل الدستور وحقوق شعب كوردستان
- محاولات الأنقلاب على الدستور
- إقصاء المكونات الصغيرة إنتهاك جديد للدستور العراقي
- جريمة إلاضطهاد
- الحل الدستوري لكركوك وبطلان قانون الانتخابات
- مسؤولية الرئيس السوداني عن الجرائم الدولية في دارفور
- حق الشعب الكوردي في الدفاع عن وجوده طبقا للقانون الدولي - (ح ...
- أخطار الألغام الأرضية وحقوق الضحايا القانونية
- حرية الدين أو المعتقد في العراق بين التطرف والأعتدال
- نداء حول جرائم النظام السوري ضد الكورد المحتفلين بعيد نوروز
- حلبجة جرح لم يندمل بعد
- العدوان التركي على الدولة العراقية


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - منذر الفضل - جرائم الأنفال والإعتذار للكورد