أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد صادق عبود - المواطنة وبناء الدولة العراقية














المزيد.....

المواطنة وبناء الدولة العراقية


محمد صادق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2982 - 2010 / 4 / 21 - 21:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن بناء الإنسان وفق مفاهيم وطنية سليمة هو شرط من شروط بناء الدولة على أسس صحيحة يكون الولاء فيها للوطن وليس للحزب او للحاكم كما هو قائم في الأنظمة الدكتاتورية.
وما دمنا بصدد الحديث عن المواطنة علينا أن نستعرض عدداً من التعريفات و منها أن المواطنة «عبارة عن مجموع من الحقوق والواجبات يتمتع ويلتزم بها في الوقت ذاته كل طرف من أطراف هذه العلاقة .والمواطنة هي عضوية الفرد التامة والمسؤولة في الدولة وتترتب على ذلك مجموعة من العلاقات المتبادلة بين الطرفين نسميها الحقوق والواجبات. والوطنية عند آخرين تعني «تقديس الوطن وتقديمه في الحب والكره بل والقتال من أجله حتى تحل الرابطة الوطنية محل سواها « والوطنية في معناها القانوني الحديث تعني «انتماء الإنسان إلى دولة معينة يحمل جنسيتها ويدين بالولاء لها. وتعرِّف الموسوعة العربية العالمية» الوطنية بأنها تعبير قومي يعني حب الشخص وإخلاصه « وما حدث في العراق في عهد النظام المباد انه كرس مفهوم المواطنة لخدمة مصالحه الضيقة ما جعل من المواطن أداة في خدمة النظام وسياساته الأمر الذي أضعف روح المواطنة عند الفرد والمجتمع..ففي الفترة الأولى لتسلم هذا النظام للحكم كرس مفاهيم المواطنة لخدمة الحزب الحاكم وأكد مفهوم الحزب الأوحد وأطلق الشعارات التي تخدم هذا المفهوم كشعار (أحبوا شعبكم تكونوا بعثيين) وشعارات أخرى تربى عليها أكثر من جيل .وبعد ذلك شهدنا تغييراً في سياسة النظام الدكتاتوري حيث تحولت مفاهيم تمجيد الحزب إلى تمجيد شخص القائد الأوحد واختفت شعارات الحزب تدريجيا لتحل محلها أقوال ووصايا القائد و حتى الصغار في المدارس بعد أن كان هتافهم في التجمعات الصباحية في الاستعداد والاستراحة (يحيا البعث)تحولت في المرحلة الجديدة وصارت (عاش القائد) وهكذا اختصر الدكتاتور كل المفاهيم والرموز الوطنية بشخصه تحت شعار (إذا قال صدام قال العراق) فكان الحب والولاء للحزب ثم صار للقائد الضرورة وكان هذا الولاء معيارا للمواطنة والوطنية وأي مس بهذه الرموز يجعل منك خائنا وعميلا لأعداء العراق.ولابد من الإشارة هنا إلى إن الخلل الذي كان يعاني منه المواطن في تلك الفترة هو عدم وجود التثقيف الصحيح الذي يحتاجه حول المفاهيم الحقيقية للمواطنة وان سبب غياب هذه الثقافة كان يرجع إلى السياسة القمعية التي اتخذتها الأجهزة الأمنية ضد كل من كان يتعرض لتلك الرموز فكان مصير المثقفين الذين حاولوا الوقوف في وجه النظام هو السجن أو الإعدام وحتى الكتب التي كانت تحمل أفكاراً معارضة لهذه السياسة كان مصيرها المنع ومعاقبة من يتداولها بالإعدام.
وهكذا عاش المواطن العراقي عقودا طويلة وثقيلة يؤدي واجباته كما يراها الحزب أو الحاكم من غير أن يحصل على حقوقه التي يستحقها ما جعله يعاني من تأثيرات أدت إلى زعزعة روح المواطنة لديه حيث كان يعاني أيضا من ظلم السلطة التي كانت تحارب جميع الأفكار المعارضة لسياستها التسلطية والدكتاتورية. واليوم العراق يشهد تطورا كبيرا في بنائه الجديد نأمل أن تكون هناك معايير جديدة للمواطنة مبنية على أساس حصول المواطن على حقوقه التي تحقق له الرفاهية كي يشعر بدوره الحقيقي في بناء بلده و المطالبة بحقوق المواطنة وممارستها لتأمين حياة حرة كريمة تليق بالإنسان الجديد.

ومن هذه الحقوق التي اكتسبها المواطن العراقي في السنوات الماضية حق التصويت على التشريعات ومنها التصويت على الدستور العراقي وحق انتخاب ممثليه في البرلمان ومجالس المحافظات وحق الرأي وحريته , وحقه في ممارسة طقوسه وعباداته الدينية بعيدا عن أعين الرقباء كما كان في السابق , كل هذه العوامل وغيرها تؤدي الى نمو روح المواطنة الحقة لدى ابناء الشعب العراقي بمختلف مكوناته العرقية والدينية وايدلوجياته الفكرية وهذا ما نسعى لترسيخه كسلوك لدى الفرد العراقي الذي عليه أن يضع امامه العراق أولا وقبل كل شيء..



#محمد_صادق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة الديمقراطية العراقية والعروش الدكتاتورية
- صبر العراق وهدايا دول الجوار
- الانسحاب وسقوط الأقنعة
- الرياضة والسياسة
- اوباما والنبرة التصالحية
- على طريق المصالحة الوطنية
- الامن مفتاح الاستثمار
- صناعة الامن بين الامس واليوم
- ثقافة الفوز وروح الخسارة
- كابوس الفساد المالي والاداري
- دور الاعلام في بناء الانسان
- ثقافة الفوز
- الوعي في تفهم الحوار
- الجامعة العربية استنكار وتنديد
- مازال هناك متسع من التسامح
- الانتماءات
- التربية والثواب والعقاب
- الاعلام والشعائر الحسينية
- ليلى تساعد امها مقالة في التربية وعلم النفس
- عراقيون لايفرحون لفرح العراق


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد صادق عبود - المواطنة وبناء الدولة العراقية