أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - المحنة العراقية في نص مسرحي من أميركا اللاتينية ..اين العذراء في مسرحية الموت والعذراء ؟














المزيد.....

المحنة العراقية في نص مسرحي من أميركا اللاتينية ..اين العذراء في مسرحية الموت والعذراء ؟


صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)


الحوار المتمدن-العدد: 2982 - 2010 / 4 / 21 - 20:59
المحور: الادب والفن
    


أن الأفكار التي يولدها نص مسرحي ما ..تجعله غنياً بقراءات إخراجية جديدة ، وهذا مانجده مع نص مسرحية "الموت والعذراء" تأليف الكتاب التشيلي (ارييل دورفمان ) فقد تسارع الى قراءته اكثر من مخرج مسرحي .
ليس هذا فحسب وإنما هناك من قام بقراءته إخراجياً أكثر من مرة كما فعل المخرج العراقي "إبراهيم حنون" ولسنا بصدد المقارنة بين القراءة الأولى التي قدمت على قاعة المسرح الوطني ولم يتسنى لنا مشاهدتها ، وبين القراءة الثانية التي جاءت ضمن فعاليات يوم المسرح العالمي الذي أقيم على قاعة "منتدى المسرح "في بغداد .
لابد لنا من تسليط بقعة ضوء كبيرة على مكان العرض، بوصفه بيتاً تراثياً يقع على ضفاف نهر دجلة.. غير صالح لتقديم العروض المسرحية إلا أن دائرة السينما والمسرح تمنحه صلاحية وهمية وقسرية ، لتجعل منه مكاناً بديلاً عن المسرح الوطني الذي يخضع لعمليات الترميم المستمرة كما يؤكد المسؤولون على ذلك دائماً.
وقد وقع المخرج في فخ المكان على الرغم من محاولاته إختزال المنظر المسرحي بأقل مايمكن مستعيناً بمجموعة من الممثلين لتنفيذ مشاهد بصرية كان الدكتور صلاح القصب قد أكدها في سائر عروضه المسرحية حتى بدت دخيلة على هذا العرض، ومن جهة اخرى فإن فرضية الاخراج جاءت متناقضة كلياً مع مفاهيم النص وأفكاره وهذا ليس خطأً بطبيعة الحال إذا ماكانت هذه التقاطعات تضفي الى إنتاج نص جديد وخاص بالعرض ينطلق من فرضيات مغايرة لنص المؤلف ، وهذا ما لم يحصل في هذا العرض، ونذكر بشكل رئيسي أن بنية النص قائمة على ثلاثية ( العدالة – الضحية – الجلاد) فالضحية كانت الزوجة التي تم اغتصابها من قبل جلادي الانظمة الدكتاتورية ، والجلاد طبيب نفسي يعالج مرضاه بقمعهم من اجل سماع موسيقى (شوبرت) وإغتصابهم في حالات اخرى، والقانون في هذا النص يتمثل بشخصية الزوج بوصفه قاضياً ومسؤولاً عن محاكمة مرتكبي الجرائم في الانظمة الشمولية السابقة.
هذه الثلاثية تمنحنا الحرية في التفكير ، ذلك أن الواقع العراقي شبيه الى حد كبير بواقع هذا النص .. وقد كان لدى المخرج فرصة ذهبية في خلق مقاربات فكرية بين الواقعين ، إلاأنه فضل الابتعاد كثيراً وتجريد الحدث من الزمان والمكان، وهو بالتاكيد يمتلك الحرية في هذا .. ألا أن ذلك لايعني أن يتحول العرض الى مجهول تتنازعه حركات الممثلين (المجموعة) يقابلها استخدامات لمفردات بدت مقحمة على العرض نذكر منها الأعمدة التي ركبت عليها مصابيح والتي لم تؤشر لأي وجود معرفي او حتى بصري، وكذلك استخدام الالآت الموسيقية الخالية من الاوتار في محاولة لأنقاذ العرض بربطه بثيمة من ثيمات النص في تصور متواضع لفرضية موسيقى (شوبرت) الا ان ذلك لم ينقذ العرض على الرغم من الجهد الكبير الذي بذله الممثلون (المجموعة) من خلال التزامهم الواضح بتعليمات المخرج في الحركة والسكون .
لقد تمكن هذا العرض من تحقيق صدمة كبيرة في التفكير من خلال سلوك الممثل الذي كان يتقاطع في كثير من الاحيان مع الممثل الاخر في فضاء العرض ويتقاطع مع الفكرة التي يطمح الى ايصالها الى المتلقي من جهة أخرى.. ونشير في ذلك الى الممثل ماجد فريد الذي لعب دور "القاضي" الذي منح الشخصية هدوءا مبالغ فيه حتى وصل بنا في لحظات كثيرة الى الاعتقاد بأن هذه الشخصية مصابة بمرض جسدي ، وقد جاء هذا الاعتقاد بسبب الحركات التي تكون معاكسة للحوار الذي يعبر عن وجود كارثة على وفق كل المقاييس وفضلاً ان ذلك لم يمنحنا القدرة على التفاعل معه او حتى التعاطف مع الشخصية بإستثناء حضوره في المشهد الاخير اذ كان الهدوء الذي نطق به كلماته الاخيرة يتناسب مع انهيار الشخصية بعد اكتشاف الحقيقة ووضوح الرؤية وعجزه عن اختيار القرار المناسب .
اما الضربة القاضية التي قصمت ظهر هذا العرض فقد جاءت عن طريق الممثلة ميلاد سري التي لعبت دور "الزوجة" والتي ساهمت بشكل فعال وجميل في تحويل هذه الشخصية من ضحية عانت من ويلات المعتقلات والاغتصابات المتكررة ، الى بائعة هوى، وقد كان لهذا التحول آثاره الكبيرة في تهشيم فكرة العذراء، على الرغم من ان اداء الممثلة في بداية العرض كان قريباً من سلوك الشخصية "الضحية" الا أنها وفي مبادرة بصرية مبالغ فيها كسرت طوق الضحية وانتقلت عبر أداء مفعم بالطاقة والنشاط ومن خلال صرخات وحركات سريعة ، ترافقها ازياء ذات بعد جمالي يؤكد على ان هذه الشخصية إقتربت كثيراً من بائعة الهوى وإبتعدت في جميع افعالها عن تلك الضحية المنكسرة التي تعرفت على مغتصبها بعد طول إنتظار .
لقد كانت فرضية الاداء التي أنتجت معانٍ مغايرة لمنظومة العرض وذلك مأسهم في خلق عدم الانسجام داخل العرض ، فكيف يمكن الدفاع عن ضحية - ليست ضحية.
كان يمكن للمخرج في طرحه لشخصية مغايرة عن تلك التي يطرحها النص ونقصد بذلك شخصية بائعة الهوى كبديل عن الضحية ، ان يغير من معالجته الاخراجية من خلال توضيح الاسباب التي دعت الضحية الى التخلي عن جميع القيم الإنسانية والى التحول الى بائعة هوى بعد الالآم التي لحقت بها في السجن ، ورفض المجمتع لها على الرغم من معرفته بأنها ضحية تشبه كل الضحايا.
الا أن المخرج لم يمنحنا تلك الفرصة في قراءة جديدة ومغايرة ، وبذلك فإن جميع ماحصل في العرض يقع على عاتق المخرج بالدرجة الاولى ولأسباب عدة أهمها ، الاختيار غير الموفق لمكان العرض ، وإرهاق الفضاء بمداخلات غير ضرورية .. من جهة اخرى كان هناك انفلات في التفكير الذي غير من مسار العرض بمجمله الامر الذي أوقعه في المطبات التي سبق الاشارة اليها.
ولايفوتنا ان نطرح تساؤلاً من نوع آخر حول اهمية منح جوائز الابداع التي يذكر المخرج في فولدر العرض "ان هذا العمل حاصل عليها" والتي يبدو ان وزارة الثقافة قد تبرعت بها الى هذا العرض من دون الرجوع الى فقره وإنما تمت بحسب رؤية الوزارة الشاملة للثقافة وللفن المسرحي على وجه الخصوص ، فهنيئاً للمسرح العراقي بجوائز الإبداع



#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)       Samem_Hassaballa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراماتورج .. وتعدد المفاهيم !!(*)
- رؤى كلكامش ....خدعة الحلم !!
- بعد الطوفان 2003 .. حرية في الحركة.. هروب من المعنى !!
- تحت فوق / فوق تحت .. المسرح واللامسرح ؟
- الكتابة ودلالات المعنى واللامعنى؟
- ساعات الصفر….التجريب – التخريب ؟
- العراق مسرحاً للأحداث !
- ذاكرة الابرياء ؟
- ورشة كاليكولا.. محاولة للبحث عن المدهش !!
- غرفة الإنعاش .. بين الموت والضحك !
- مسرحية : -نساء في الحرب-
- -كاسبار- حلم بالموت
- أضغاث أحلام تعود بالمسرح الي الواقعية
- مقال للنشر
- الحداد لا يليق بالطغاة
- أسرار العرض المسرحي وحرية التلقي
- جدلية العلاقة بين الممثل المسرحي .. والآخر الاجتماعي
- سبتمبر يطرق الابواب..!
- الفرق المسرحيةالعراقية وحلم العودة الى الواقع
- المسرح العراقي.. والعروض المهاجرة


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - المحنة العراقية في نص مسرحي من أميركا اللاتينية ..اين العذراء في مسرحية الموت والعذراء ؟