أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - مذكرات عبور















المزيد.....

مذكرات عبور


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 2982 - 2010 / 4 / 21 - 17:29
المحور: الادب والفن
    


في أواخر سنة 2005 اندلعت ازمةمتفاقمة على الحدود بين المغرب وإسبانيا بسبب مقتل مهاجرين أفارقة من طرف قواة الأمن الإسبانية لصد تسلل المهاجرين في السياج الغابوي الذي يفصل المدينتين عن باقي المغرب، كماعملت أيضا الشيء ذاته القوات المغربية في سحق عدد منهم(ستة على الأقل). كان العددالإجمالي للضحايا يروم إلى حوالي إحدى عشر قتيلا على الأقل، تشكل وفد من هيآت حقوقية إلى جانب جمعيات أهلية تهتم بقضايا الهجرة والمهاجرين بأوربا لأجل القيام بزيارة إلى المنطقة لمعاينة الوقائع وصياغة تقرير حول الخروقات اللاإنسانية التي عومل بها المهاجرون والوقوف من جهة أخرى على اوضاع المتبقين منهم في الذين في مخيمات مؤقتة،إلى جانب معاينة الترحيل القسري لعدد منهم إلى الحدود الجزائرية أو إلى الصحراء بدون اي اتجاه، كنت حينها ضمن الوفد الذي سيزور منطقة مليلية والناظور، وكنت قد اقترحت أن نسافر بحرا إلى مرسى بني نصر ومنه إلى الناضورحيث يمكننا استئجار بيوتا للمبيت بأثمنة مناسبة هناك وأرخص من التي يمكننا أن نستأجرها بمدينة مليلية على أن عامل القرب بين المدينتين سيساعدنا في تغطية موفقة في كل المنطقة كما لو كانت مدينة واحدة، كأن نعمل صباحا بمدينة مليلة وفي المساء بمدينة الناظور. كان علينا أن ننسق بالمغرب مع إطار جمعوي ينتمي إلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وكان هذا الإطار له علاقات تنسيقية أيضا مع الجمعيات الأهلية بمدينة مليلية. وقد اتفقنا معه أن يمدنا بعناوين هذه الجمعيات التي ستحطنا أما ما هز يومها كل أوربا حيث فاضت مشاعر الإستنكار الأوربي التي تدفقت في مضامين غارقة بمواقف انسانيةو رفعها الإعلام الأوربي بشكل عام والإسباني بشكل خاص إلى ما يزلزل القلوب، بينما كان في الحقيقة ليس إلا مكرا سياسيا بحلة دموع التماسيح، أما الإعلام المغربي، فكان كعادته مسقطا للطائرات كما يقال باستثناء الإعلام المستقل منه والذي كان موفقا إلى حد ما في كشف الحقائق، كان وفدنا يتكون من سينغالي ورفيقات من السويد وإطار جمعوي من السويد ايضا يتكون من امرأة وشاب. وكان الجو رمضانيا وكانت هذه الأحداث قد غطت على أحداث أخرى لا تخلو من الخطورة بمكان في حق مهاجرين مغاربة بمنطقة الميريا، حيث تعرض مهاجرون ببلدية إيليخيدو لعملية قنص من طرف مجموعة من المراهقين العنصريين أسفرت عن جرح خمسة مغاربة، واحد منهم في حالة خطيرة، كانت العملية قد استعمل فيها على ما يبدو سلاح ناري يستعمله الأطفال في صيد العصافير، لكنه بالتأكيد كاد أن يؤدي بحياة واحد منهم لولا أن الرصاصة استقرت في أحد الضلوع الحامية للقلب، وكنا قد عملنا على فضح هذه الإعتداءات في ندوة صحفية حيث بدا فيما بعد أن الإعلام الإسباني كان مهتما أكثر بالقضية "الكبرى"، بينما الإعلام المغربي كان يلهث وراء إرضاء عيون أوربا بإثارة قصاصات بليدة تحكي عن تدشينات كبيرة لوزراء أشرفوا على الترحيل القسري لمهاجرين عزل من أفريقيا جنوب الصحراء.

اقتنيناتذاكر السفر على متن الباخرة التي ستبحر عند الساعة الحادية عشر ليلا على أن نصبح بمرسى بني نصر على الساعة السادسة صباحا. وفي الرحلة كان كل شيء عاديا حتى وصلنا مشارف مياه بني انصر حيث عمدت إلى تنبيه المجموعة إلى أنه عليهم أن يمضوا جوازات السفر أثناء عملية العبورقبل النزول في المرسى وهو اجراء تتعمده السلطات الأمنية المغربية لتسهيل عملية العبور إلا ان أعضاء المجموعة كانوا غارقين في النوم ولم يهتموا للأمر خصوصا الرفيق من السينغال الذي كان متحفظا من عملية النزول بالمغرب لسبب أن المغاربة أيضا عنصريون وهو ما لم يكن مطمئنا بالنسبة له. عند وصولنا، وأثناء عملية ارساء الباخرة تقدم الأوربيون لطبع جوازاتهم وهو ماتم بسلام لولا اعتراض أحد الموظفين الذي امتنع عن طبع جواز كاتيا بسبب من شعرها المكردد موجها كلامه لي بأنه لا يقبل دخول أوربيون وسخين إلى بلاد الشمس والرمال مما حدا بي أن اقول له بأن قطتي الجميلة ليست وسخة وان الأمر لا يتعدى شكلا فوضويا تؤمن به وأنها سعيدة بالمجيء إلى بلاد الشمس، لم تنفع معه الحكاية بل أمرنا أن نتبعه إلى المكتب لإكمال الإجراءات هناك بالمرسى حيث استغل الوقوف النهائي للسفينة، وفي الممر مددت له ايضا جواز الرفيق السينغالي الذي كان شبه ممزق لعدم اهتمامه به من منطلق فوضويته أيضا، سألني الموظف:

ــ لماذا هذا الباسبور بهذا الشكل

ــ لأن عمره تجاوز عشر سنوات

ــ لا.. لا، يبدو مزورا

ــ تأكد منه إذن

ــ من أين هذا الكلب ؟

ــ الكلب؟ نعم من الكلاب

ــ أقصد بلده

ــ من دولة الكلاب؟

ــ يبدو أنك غير راض، هه.. خفض من صوتك

ــ لماذا؟لأنك غير راض به أم لأنك خفت من..؟أنت تقصد أننا كلاب إذن

ــ لم أتكلم عنك أنت

ــ لكن المثل يقول : مع من شفتك، مع من شبهتك، تدخل أطايا المسكين ليهديء من الأمر موجها لي أن أكون مرنا وديبلوماسيا على الرغم من أني لاتعجبني سلوكات القائمين على البلد، ثم أضاف أن لاأهتم أنا بمشكلته مادمت عصبيا، فدعوته أنا أن يلتزم الصمت لأنه لايدرك مايدور بيننا. تدخل أحد المسؤولون يفحص عما وقعفقلت له بأن موظفه شتمنا دون سبب وقال بأننا كلاب

ــ لم أقصدك أنت، يبدو أن رأسك ناشف، قالها الموظف حيث أمره الآخر بأن يصمت قائلا:

ــ انت لا تميز بين المواطنين، لقد نبهتك مرارا

ــ لكن سيد، لماذا سيميز بين المواطنين، ألسنا سواسي أمام خدماتكم؟ سألته محتجا عليه هو الآخر، حيث تمتم في وجهي ببعض الكلمات فهمت منها أنه لا يريد أن يسمع عنا الأجانب.

خرجنا بعد إتمام الإجراءات متجهين نحو محطة الطاكسيات، ليعود أطايا إلى حديثه في الإستفسار عما وقع وعن سبب النزاع مذكرا أن لا لزوم في تدخلي كما أن الموظف أيضا لا شأن له بجواز سفر سينغالي:

ــ السلطات السينغالية هي وحدها من لها الحق في الإستفسار عن تمزق الجواز أما السلطات المغربية فلا شأن لها إلا إذا أرادت أن تتاكد من صحته، ثم لماذا تخاصمتما؟

ــ لأنه سألني ممن هذا الكلب، أجبته

ــ أي كلب؟؟

ــ أنت،، قلتها له فخر هو ضاحكا: ألم اقلها لك، المغاربة أيضا عنصريون، ها أنت رأيت بعينيك.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التناقض: ماهو حرام على انجلز حلال على أنور نجم الدين 2
- في التناقض: ماهو حرام على انجلز حلال على أنور نجم الدين
- حكايا من المهجر: ساحة وليلي 2
- رسالة غرام، وجحيم المدرسة القروية
- حكايا من المهجر: ساحة وليلي
- حكايا من المهجر: صراع الهيمنة 3
- حكايا من المهجر: صراع الهيمنة 2
- حكايا من المهجر: الموضولو 3 وصراع الهيمنة
- حكايا من المهجر: هلوسة عبابو 3
- حكايا من المهجر: هلوسة عبابو 2
- هل يعيد التاريخ أحداث إيليخيدو مرة أخرى إلى الواجهة
- حكايا من المهجر - هلوسة عبابو
- الدرس الثاني ديالكتيك البراءة
- الدرس الأول لأطفالنا في الديالكتيك
- مقاربة تصورية حول الحتمية الاشتراكية
- نحو تأسيس مزبلة إلكترونية
- بمناسبة 8 مارس
- من وحي ألميريا
- حول تأصيل اللغة الأمازيغية
- كولن ولسن وتجريد اللامتجرد


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - مذكرات عبور