أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرهاد عزيز - المقدس بممارسة روحية مع الله لا غير















المزيد.....

المقدس بممارسة روحية مع الله لا غير


فرهاد عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2982 - 2010 / 4 / 21 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء نبأ مقتل بعض من قيادات القاعدة السلفية في العراق ، انتصارا لجهود عراقية يبذلها رجالات العراق من الجيش والشرطة والقوات الامنية والاستخباراتية ، وهي جهود تمثل مفخرة لشعب العراق ، الذي دفع ثمنا باهضا لعبث مثل هذه الممارسات الارهابية التي يصدرها للعراق بنوا لادن ومجموعته الفقهية الظلامية ، وقد تعرفت افغانستان وبعض مناطق كردستان العراق ابان سيطرة انصار الاسلام على بعض المناطق الحدودية بدعم اقليمي واضح على افكار مثل هذه المجموعات التي لاتعيق فقط مسيرة الانسان نحو الرقي والتطلع الى التقدم بل ، ترجعه قرونا الى الوراء ، ربما الى حيث كان قردا ، بحجة اسانيد واحاديث يعرفها غلاة المدارس الفكرية المغلقة على نفسها ، لانها كما الكلاب الضالة المنتحرة في العراق لاترى العالم الا من ثقب ابرة .
ولاتمثل القاعدة وفلول القوى النظامية البعثفاشية المهزومة الا احدى اوجه العنف العبثي بحق مسيرة الانسان ومنها الانسان العراقي الذي عانى الامرين خلال عقوده الاربعة المنصرمة .

اذ كان النظام الفاشي المقنن للعقل العراقي من خلال الاعلام والثقافة والتربية والتكنلوجيا والعسكرتاريا يريد تدجين الانسان العراقي لصالح مشاريعة الفاشلة ، ونجح فعلا في ايصال العراق الى مستويات تحت خط الفقر ، لكن عملية تحرير العراق بمساعدة قوات التحالف اوقفت المشروع الفاشي في المنطقة باكملها ، ومن يومها تنفست المجموعات المضطهدة في العراق الصعداء ، فمن حوزة صودر صوتها وقتل قياداتها وصمت بعض رجالاتها ، الى مصادرة حريات الاحزاب والتنكيل باعضاء احزاب اسلامية ، يسارية ، ديمقراطية ، قومية ، وقتل وتصفية لمجموعات اتنية ، نعم بعملية تحرير العراق تنفس الكل الصعداء .

وسرعان ماانفلتت هذه المجموعات المضطهدة في محاولة نيل حقوقها المهدورة لعقود عديدة ، والكل بات يتحرك من جديد تحت سقف عراق جديد مدعوم من قوات دولية ، وعملية سياسية مدعومة عالميا ، الا من البعض المرتعب للتغييرات القادمة حفاظا على تركيبة انظمتها ومصالحها ، وبضمنها القوى الارهابية الانفة الذكر ، الى جانب قوى اخرى ظهرت بفضل عباءة التحرير ، لتدين الاحتلال وتدعو لمقاومته ، سواء بايعاز اقليمي او لمصلحة كتلية ، اذ سرعان ما راينا مجموعات فدائيو صدام وقوى مخابراتية ، امنية ملطخة ايديها بدماء الشعب العراقي ، تتستر بعباءة الدين داعية الى تحرير العراق ومقاومة المحتل ، وهنا اشتبكت هذه المجموعات في البدء مع القوات النظامية للشرطة والجيش العراقي دون ان تصل الى القوات الدولية .

وبالتالي حاولت اطراف التطرف الديني باللباس الشيعي او السني ان تخلق حالة احتراب طائفية تصب في صالح القوى الاقليمية بالدرجة الاولى ، في محاولة غبية لعرقلة المسيرة الديمقراطية في العراق ، لكن فطنة واعتدال المرجعية الدينية المتمثلة بالسيد السيستاني ساهمت بشكل جميل وجلي كونها الحوزة الصامتة في حقن دماء ابناء الشعب العراقي اولا ومن ثمن حقن دماء المسلمين ثانيا ، كون لهيب الشرارة كادت ان تحرق المنطقة باكملها ، لذلك صار المرجع الكبير عرضة لمضايقات ومحاولة مصادرة فعله بما اشيع آنذاك بين صامت وناطق ، لأن الصامت كان يحاول حقن دماء العراقيين والناطق بقواه الحديثة التنظيم عسكريا وسياسيا في محاولة لاستمرار العبث بالحالة العراقية لخدمة اللا استقرار على غرار الوضع اللبناني والفلسطيني .

وبقي السلاح سيد الساحة وبالتالي تكون قيادة المجتمع بايدي من يستحوذ على السلاح والحديث التشكيل والمدعوم اقليميا ، حيث مر الوضع العراقي في الهرج مرج استفاد منه السلاح الافاق ، لترتيب وضعه ، واصبح ارهابا بشكل آخر ضمن العملية السياسية ، فمن مواجهات يومية على غرار عقيدة طالبان افغانستان للحياة اليومية العراقية من خلال تخريب ونسف المقاهي ، الكازينوات ، محلات بيع المشروبات ، محلات بيع الاشرطة الموسيقية ، منع اقامة الاعراس والحفلات ، ونسف صالونات الحلاقة ،وفرض الحجاب واللباس الطويل على النساء ، بفتاوي فتوات سلطانية ، في محاولة لخلق حالة رعب داخل المجتمع العراقي ، الى جانب كم الافواه باستعراضات عسكرية ، والاجهار باعلام مثيل للاعلام الفاشي في تقديس القائد المعظم المفدى الى محاولة غسل عقول اطفال المدارس باناشيد تمجيد لاشباه صدام حسين ، بالاضافة الى النيل من العقل الواعي المثقف بتصفية رموزه العلمية والسياسية والثقافية بممارسة اغتيالات منظمة ، وتصفية كوادر عسكرية عراقية ، وكفاءات لاتوالي المنهج الديني ، وذلك في محاولة وضع الحالة العراقية والشعب العراقي امام خيارين احلاهما مر ، بين الطاعون والكوليرا ، في مصادرة منهجية للعقل العراقي تحت شعارات التقديس والمقدس ، في محاولة لمصادرة الصلاحيات الربانية في قتل البشر فكثرت فتاوي بالقتل الشيعي والسني كل على هواه ، رغم ان المرجعية الجليلة جاهدت في الحد من هذا الاتجاه المتطرف بممارساته الصبيانية ضمن الحيز السياسي المسموح به داخل البرلمان ، وخارجه في محاولة كم الافواه في الشارع ، وويل لمن يعارض النهج المقدس فقتله بالشرعية المقدسة والصادرة من فتاوي الفتوات .

بل تجلت مصادرة حق الشارع العراقي من خلال مظاهر فوضوية ، في السيطرة على الاماكن العامة للدولة ، ومحاولات فرض الامر الواقع بتسمية هذه المدينة وتلك الساحة او ذلك الشارع دون الاعتبار للراي الاخر ، بعيدا عن اجراءات حضارية تقوم بها هيئات منتخبة بعد التداول والمناقشه ، وذلك من خلال فرض رموز لها احترام عند الناس ، لكن مناقشتها يصبح بحكم تجاوز المقدس مما يعرض العقل المجادل والمناقش الى التكفير وربما القتل ، من منا يتجرأ على مناقشة فكرة ازالة كلمة الله اكبر من العلم العراقي ، وكلنا نعرف ان صدام حسين خط الكلمتين بفرمان سلطاني لا حبا بالله ولا بدينه ، لكنه استخدام للمقدس في غير موضعه لغاية سياسية تكتيكية ، لكن هل لنا ان نناقش الفكرة دون ان يفهم منها الاساءة للفظة الجلالة وربما يشكل تجريحا غير مقصود لمتزمت . ام ان طرح مثل هذه المناقشات تعرض صاحبها للتكفير والتصفية باسم المقدس .

كانت البدايات شرعنة ا لسلاح ومحاولة فرض الافكار بالقوة على الشارع وكانت المجاميع تصول وتجول وتجهر بشعاراتها من خلال مكبرات الصوت ووضع التلفزيونات واجهزة الفيديو في الشارع ، وويل من يمتعض لذلك ، فهو بذلك اما ضد الشيعي او ضد السني ، او بالاحرى هو ضد الدين ، وبالتالي محاولة فرض منهج الفوضى على عقلية الشارع ومحاولة سلبه ارادته ، ولا نريد الحديث عن الدوائر التي يتمترس بها مثل هؤلاء فمن يجرأ على المجاهرة بافكاره في وضع مغاير لعقلية صاحب الوزراة ، او صاحب المنبر ، فنشأت اجهزة داخل اجهزة ، وتبوأ موالون لهذه الجهة او تلك اجهزة حساسة تعمل بامرة هذا او ذاك بعيدا عن عمل مؤسساتي تابع لدولة ، فتم تهميش الدولة ، الا ان الجهود الامنية المبذولة لمصادرة السلاح الافاق في محاولة لتسيير امور الدولة كدولة واعتقال مجموعات دموية موالية ، جوبهت بالعداء الشخصي ومازالت تاثيراتها منسحبة على العملية السياسية .

وازاء هذه الحالة تظهر هنا وهناك تصريحات بأن هناك خلايا ميليشيات نائمة فهي لم تتحرك بعد ، ففي الوقت الذي يسعد فيه العراقيون ضرب الاوكار المسلحة وخنادق التخريب ، يحزنهم ايظا تهديدات وتصريحات مبطنة لقوى مازالت تمتلك السلاح وهي منظمة كخلايا نائمة ، ومعروفة امتداداتها المسلحة ، تستحين الفرص لفرض اتاواتها ، وكلنا نعرف ان في التجربة اللبنانية اشارات واضحة على من اسس قوى السلاح ومن مول ومن ساهم بالدعم اللوجستي لشل الدولةاللبنانية ، ووضعها بين فكي كماشة المقدس الديني والمقدس المقاوم في عملية اخصاء صريحة للدولة ، وفرض الهيمنة الفكرية والعسكرية بمظاهر من الفوضى ، كاستفتاءات خيم البداوة المنصوبة في الشوارع لانتخاب هذا او ذاك في محاولة لمنح الشرعية الدينية لهذه الممارسات التي لاتمت الى العمل الديمقراطي بصلة ، في الوقت الذي يشكو الجميع من سوء اداء المفوضية المستقلة للانتخابات ومحاولة التشكيك بنتائجها ، بينما يتم في نفس الوقت اعطاء الشرعية لفتاوات لممارسات البداوة في الحاضر العراقي .

اما الظواهر المجتمعية الفتاكة التي خلخلت اسس المجتمع العراقي والتي لاينفع فيها الخمس المجموع هنا او هناك ، وبانت فيها شتى الامراض الاجتماعية نتيجة التصفيات الجسدية وحروب العبث ، لايتم معالجتها من خلال نظرة الفكر الضيق المنتحر من فتحة الابرة ، وذلك من خلال فتاوي فتوات سلطانية مقدسة تتمثل بالعقوبات المفروضة بالصمغ الاميري او بالباس العنزة لباس الحشمة وابعاد الخيار عن الطماطة كونهما يمثلان الذكر والانثى ، لان العقل المريض هو الذي يجد في فتحة العنزة والخيار والطماطة رموزا لدونية الجنس في الوقت الذي يمثل الجنس فيه قمة لذة انسانية والارض الخصبة للتواصل والبقاء للجنس البشري .

لذا يهمني هنا التنويه الى ان الممارسة الديمقراطية لها اسسها وضوبطها لمن يعتقدون بها ويحترمون الرأي الاخر ، حتى لو كان مناهظا للمقدس الذي يعتقد به الاخر ، لا اعتقد انه يجوز تحت سقف الدولة العراقية على سبيل المثال ادانة وتكفير من يتعاطى كتاب داروين في اصل الانواع ، ولا من يتعاطى مع فكر ماركس وانجلز ، كما يتعاطى مع اقتصادنا وفلسفتنا للشهيد محمد باقر الصدر قدس سره . اللهم الا اذا شرع المشرع العراقي وتحت تاثير الاكثرية الدينية داخل البرلمان بمنع هذه الافكار وبالتالي يعني تدجين الشعب العراقي بالعقلية المقدسة التي يراها الحنديريون .

نحن اذ ندعو الى عراق بعيد عن تسيس الدين ، لان الدين لله وحده ، ولنا جميعا ان نقرا القرأن ونقتدي به دون وسيط من عمامة شيخ او ولي صالح ، ولنا ان نذهب الى الجامع او الكنيسة للاستماع الى مثل هذه المحاضرات ، لا الى البرلمان ولا بتكريس اعلام الدولة لهذا الدين او ذاك ، لان الدولة للجميع والديانات والمذاهب لمعتنقيها ، وليس لهم بفرضها مقدسا على الدولة .
نطالب اصحاب الفتاوي بالكف عن جعل المقدس الديني سوطا لجلد الاخريين به ، وندعوهم الى احترام الاخريين ككائنات انسانية لها حق التعبير والتفكير بعيدا عن المصادرة باسم المقدس والتكفير. وخلاف ذلك نعطي الحق بشكل غير مباشر للذي يفجر نفسه وسط سوق شعبي ليذهب الى الجنة باسم المقدس وهو مقتنع بان الابرياء من الضحايا مصيرهم الشهادة مع الصديقين . لذا اذهب بفتواك لقومك ودعني وربي يوم الحساب فهو خير العارفين . فما الفرق بينك وبين من يريد قتلي واخذي معه الى الجنة .
اللهم انصر الانسان لغاياته النبيلة ، اللهم ارفع عنه كاهل الظلم والاضطهاد ، اللهم كف عنا ايدي الذين يتحدثون باسمك كذبا وزورا ، اللهم افضحهم في غاياتهم غير الشريفة ، آمين يارب العالمين.



#فرهاد_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرهاد عزيز - المقدس بممارسة روحية مع الله لا غير