أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل سمارة - الانسداد الحزبي/السياسي ماذا يفعل المريد حين يرتدُّ شيخه!















المزيد.....

الانسداد الحزبي/السياسي ماذا يفعل المريد حين يرتدُّ شيخه!


عادل سمارة

الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إعادة بناء البلد 7
الانسداد الحزبي/السياسي
ماذا يفعل المريد حين يرتدُّ شيخه!
د. عادل سمارة
ليست هذه قراءة لعلاقة الشيخ بالمريد، بمفهومها الفلسفي وحتى الصوفي والبوذي (بوذية زِنْ) تاريخياً لإسقاطها على البُنى الحزبية والمنظماتية، بقدر ما هي التقاطٌ لأوجهِ الشبهِ وتوظيف الاثنتين في خدمة التحليل وقراءة الأزمة، أو حالة الانسداد السياسي التنظيماتي الذي نعيش، وغوصُ كثيرٍ من القوى السياسية في وَحْلِ المرحلة مما قيَّد حراكها. وليست قراءة لمبنى نموذج الأحزاب اللينينية على ضَوْءِ مستجدات المرحلة، ولا للشكل الذي يجب تطويرها عليه اليوم.
في الحزبية، غالباً ما يبحث الشيخ عن المريدين، ولا يبحثون هم عنه؛ بل تتسابق الأحزاب على الاستقطاب. فالشيخ/الحزب هنا هو حامل همٍّ جماعي وباحثٌ عن بلورة إرادة جمعية وصولاً إلى حل معضلة طبقة، بل أمة! وهذا البحث وذاك الجَهد ربما هو ما يكمن وراء الفارق في المبتدأ والمنتهى بين علاقة الشيخ والمريد وعلاقة الحزب والأعضاء. فالمريد هو مرشح شيخ، هو هاوٍ ومقتنعٌ ومكرِّسٌ أيضاً، وهي حالات نادرة ألا يكون المريد كذلك، وغالباً ما يكون الفشل عند الشيخ الذي رفع مستوى الافتراض الذهني والجَهدي لبعض مريديه، فخذلوه.
تقوم العلاقة بين الشيخ والمريد على جاهزية المريد للقبول بأحكام شيخه شريطة ألا يفرض الشيخ على المريد ذلك فرضاً. فالشيخ/المعلم، كما يقول اريك فروم: "لا يستدعي المريد، كما انه لا يمنعه من تركِهِ0 ومغادرتِه. وحين يأتي إليه المريد طواعيةً طالباً إرشاده وهدايتِهِ على درب الاستنارة، فإن المعلم يكون جاهزاً لذلك، شريطة أن يفهمَ التلميذُ أنَّ عليه العنايةَ بنفسهِ بالقَدْرِ الذي يريد فيه المعلِّم أن يساعده" (إريك فروم: بوذية زِن والتحليل النفسي).
هنا يكمن الشبه والتفارق بين الحالتين؛ تشابُه العلاقة وتفارق النتائج. فما يحصل في الحالة الحزبية الفلسطينية أن الشيخ هو الذي يتغيَّرْ، بينما في علاقة الشيخ والمريد، لا يتغير الشيخ لأنه وصل المرتبة العليا في الوحي والاستبطان والكشف. لم يرتد الحلاج، بينما الغوغاء والعامة ماجت بالقول: الموت له! بكلمة معاصرة، الحياة بالنسبة للشيخ موقف لا متعة ولا متاع ولا رياش ولا مكانة. والشيخ هنا ليس فقط ذلك الصوفي الاشتراكي هو كل مثقف ملتزم ومشتبك، كل صاحب موقف متماسك وممتد ودائمٍ. ناقشنا في حلقة سابقة مشكلة الرموز، اي الشيخ في الحركة السياسية/الاجتماعية. لكن مجال البحث هنا أوسع، فليس كل قيادي في الحركة السياسية مريداً، وقد يكون المريد هنا هو الحزب بأجمعه.
موقع القوى في المرحلة والحياة العامة
لانحصار مساحة القول هنا، سأحاول كشف تدهور الشيخ/الحزب الفلسطيني بمقارنة مرحلتين من حيث الهدف والشعارات وما طرأ عليهما من تغيرات، وإن بدت تدريجية إلا أنها جوهرية.
دفع الوضع الفلسطيني إلى فرز قوى سياسية هدفها ومبرر وجودها هو الدفاع عن الوجود الفلسطيني أرضاً وشعباً من حيث المبدأ، بمعنى أن الحركات السياسية الفلسطينية قامت على أرضية وشرط النضال ضد الاحتلال منذ عام 1948 وحتى ما قبله. وهذا يُخرجها إلى حد بعيد وكبير عن شروط تشكُّل الأحزاب السياسية في البلدان المستقلة (بمعزل عن حقيقية الاستقلال) وفي التشيكلات المستقرة والمُبَلْوَرَة. ففي أعلى وأعقد مهامها، هي حركات سياسية تعمل في ظروف سِرِّية لمقاومة احتلال استيطاني اقتلاعي. وحتى عَمْل هذه القوى الفلسطينية في القطريات العربية، سواء المحيطة أو البعيدة، اضطر لاتخاذ إشكالٍ سرية في غالب الأحيان.
ومن جهة الهدف والشعارات فقد تركز الهدف، بل انحصر، في تحرير الوطن المحتل، ودارت الشعارات في محيط لم يخرج عن الكفاح المسلَّح والنضال الجماهيري. بمعنى أنه بسبب انحصاره في مشروع التحرير، ولأن الوطنَ مغتصبٌ، لأن العدو هو المقرِّر الرئيس والحاسم، وصل الأمر إلى عدم التعاطي مع الأبعاد الاجتماعية الاقتصادية الثقافية، وهو تطور يهيئ كأن المجتمع ليس إلا معسكراً.
ورغم الإخفاق في فهم العلاقة الجدلية بين المسلح والاجتماعي وحتى الطبقي، كان يمكن أن يُغفر لهذه الحركات صدقَها الوطني، مع وجوب تنبُّهها إلى المكونات الأُخرى للنضال. كما أُفترض التوقع أن تتجاوز هذا الخلل بحكم التجربة والاطلاع على تجارب الغير. وللأسف فإن هذا لم يحصل، وهو ما اتضح بعد أوسلو حيث جاء الحكم الذاتي إلى الأرض المحتلة متصفاً بكونه نظاماً سياسياً معلقاً بين الاحتلال والاستقلال. وهو برزخ عُلِّقَتْ به القوى الفلسطينية. وبكونه مُفرغاً من أية استراتيجية اجتماعية اقتصادية تنموية هي ضرورية إلى جانب الكفاح المسلَّح.
خَلَعَ الشيخُ بُرْدَتَهُ فَتاهَ المريدون
يتمترس مؤيدو التسوية من الفلسطينيين وراء النَصِّ لينكروا أن هذا الاتفاق يشطب حق العودة، ويرفضوا تحليل النص من جهة، وما يتم على الأرض من جهة ثانية. أما وهذه المقالة ليست في قراءة أوسلو، فهي ستقرأ تهالك موقف الشيخ من زاوية أُخرى.
حافظت معظم القوى السياسية الفلسطينية على اسمائها التي بدأت بها، وهي منظمة/حركة/جبهة/حزب ...تحرير فلسطين. كما طرح ودعى كل تنظيم لفكر معين: (وطني، قومي، قطري، ماركسي، شيوعي ولاحقاً إسلامي)، علماً بأن القوى غير الإسلامية لم تكن عَلمانِيَّة بالقدر الحقيقي والمتعمق.
إذا استثنينا الحفاظ على الإسم، وقرأنا هذه القوى على ثلاث أرضيات أُخرى هي: التمسك بالجغرافيا، والإلتزام بالفكر، والموقف من العدو، نصل إلى رؤية واضحة لحالة تهالك الشيخ.
فيما يخص الجغرافيا، تحفل الأدبيات السياسية لمعظم القوى الفلسطينية، وكذلك المناهج المدرسية بمصطلحات تناقض الجغرافيا الأساسية لفلسطين، وتستبدلها بجغرافيا الحكم الذاتي. إن فلسطين في هذه المصادر هي من رفح إلى جنين، والمدن الفلسطينية لا تشمل أية مدينة من المحتل عام 1948. ومع ذلك لا زال اسم كل تنظيم (تنظيم...لتحرير فلسطين). وهذا يعني أن خطاب اوسلو (دون التوقف عند النصّْ) هو الدارج وهو يعني ان التحرير ليس على الأجندة.
وبشأن الفكر، دَأَبَ معظم التنظيمات الفلسطينية على تسمية نفسها القوى الديمقراطية، وخاصة القوى اليسارية، بعد أن كانت تسمي نفسها: القوى الماركسية والشيوعية والاشتراكية...الخ. وهذا تغيير جوهري يقدم لنا الحزب الحالي كحزبٍ مختلف ومناقض للآخر الذي كان قبلاً، اي مناقضٍ لنفسه بِيَدِ نفسه! لا بل إن بعض التنظيمات قد حلَّ نفسه تماماً وانتقل من منظمة ماركسية عالية التشدُّد، متحولاً إلى منظمة تعلن أنها يمينية! كيف يحصل هذا بهذا الوضوح ولهذه الدرجة؟ هذا أمر ينخرط في وجوب التحليل الطبقي والعقيدي بعمق بل يفتح على وجوب قراءة أمرٍ أهمَ وأخطرَ هو: هل كان هناك وعيٌ عقيديٌ لدى الشيخ من المبتدا إلى المنتهى؟
بيت القصيد هنا هو الهروب العقيدي أو الإيديولوجي بمعنى أن الديمقراطية هي ناظم علاقات أكثر مما هي نمط إنتاج، وبالتالي عقيدة تشكيلة اجتماعية اقتصادية بطابع ما. فيمكن لتشكيلة رأسمالية أن تكون ديمقراطية، ولتشكيلة اشتراكية أن تكون ديمقراطية، ولتشكيلة عنصرية أن تكون (لعرقِها) ديمقراطية كالكيان الصهيوني أو أصحاب الرقاب الحمر في الولايات المتحدة (The Red Nicks) ومفهوم وإيديولوجيا أصحاب الرقاب الحمر أخطر حتى من تعبير العرق الأبيض. وعليه، فإن التستر وراء تسمية تنظيمات ديمقراطية هو تفريغ هذه التنظيمات، لا سيما اليسارية، من مضامينها العقيدية والطبقية وحتى الكفاحية وأخيراً السياسية مجتمعةً؛ وهذا يعني تغيرها جذرياً. وبهذا نصل إلى تخلي كثير من القوى عن التمسك بالجغرافيا الفلسطينية وعن التمسك بالجغرافيا العقيدية التي تبنتها أيضاً.
أما الموقف من العدو فلا يقل إشكالية ولا تهافتاً عمّا سبق، وهو الأمر الذي يكشف سرَّه غرق البلد في وحل التطبيع. وليس شرطاً أن يكون التطبيع من هذا التظيم أو ذاك بشكل رسمي. ففي حالات عدة يتم التطبيع باسم مؤسسات ومنظمات قريبة من هذا التنظيم أو ذاك، أو تطبيع يقوم به أفراداً من التنظيمات. هذه السمات الثلاثة توضح بلا كثير جدال أن الحزب/الشيخ قد تخلى عن طريقته، وهو الأمر الذي اتضح في انفضاض كثير من المريدين عن الموقف العقيدي والموقف السياسي وتحولِهِم إلى حالات الإحباط و/أو التحنيط السياسي والاجتماعي والكفاحي.
وبعد، إذا صحَّ هذا التشخيص، على امتداد المقارنة التاريخية، من بوذا إلى الصوفية العربية الإسلامية، إلى الحزبية اللينينية، إلى التجديد المطلوب، فهذا يستدعي طرحَ سؤالِ أين الطريق؟
بدايةً، إذا كان ما ورد أعلاه قولاً قطعياً، فإن ما يلي اجتهاداً. وبداية هذا القول هو وجوب تجاوز دور المريد، ليصبح كل مريد شيخاً ومبادراً. لسنا اليوم في عصر حصر الفكر والمعرفة قبل ألفي عام أو حتى مائة عام. لم يعد المفكر/القائد الفَذّ وحي أُمَّةٍ ومصيرها، فتوفر المعلومة والفكرة فتح باب الإنتاج للجميع، إلا من غضب الله عليه فبات كسولاً أو عاجزاً عن لملمة نفسه كي يعمل. لا يجب أن يستمرِئ أحدٌ الاكتئاب ولا أن ينتظر أحدٌ أحداً حتى يحمِلَهُ على كتفه.
وليس الأمر كما يزعم من تحولوا إلى أدوات تفكيك من أجل التفكيك، فباتوا يبشرون بالتكفير بالنظريات ولا سيما بالسرديات الكبرى. بل بعكس ما يقول كثيرون، أرى أن النظرية خضراء دائماً إذا كان عقلنا يانعاً ولمَّاحاً ليزكيها ويطهرها ويطورها. وكأني اتجرَّؤ بالقول إن الخلل في انهيار الموقف لدى هذا وذاك/وتلك. فالموقف المتماسك هو حالة جدل نقدي مشتبك ومتواصل بين النظرية وخدمتها للواقع. والنظرية دون تماسك الموقف ليست سوى مقبرة للمعلومة والعلم لا تتفتح ما لم يهتك سترها الشيخ او المريد.
المخرَج والمشرَب متعب للعقل، لا أُخفي/أُنكر ذلك. يجب البدء بمراجعة لما هو الوطن اي إرجاع الذاكرة عن الوطن إلى اكتماله. أو بكلمة أُخرى، تجاوز اغتراب الجغرافيا بتركيبها بعد تفكيكها التدميري، وتجاوز اغتراب الفكر بنقده وتطويره، وتجاوز اغتراب الموقف بأن يرى كل منا أن بوسعه البدء بمشروع.
@@@@
@@@@
دول نائمة ودول سائمة
من السويد/النرويج إلى البوسنة
ثابت عكاوي

سمحت لنفسي باستعارة نعت الدول النائمة مما نُشر في كنعان الإلكترونية، اي الدول التي تخبئها الإمبريالية الأميركية والأوروبية الغربية إلى حينٍ فتخرجها من توابيتها وتستخدمها حتى لو لاقت مصير خاروف العيد. وهي تسمية تستحضر في الذهن ثقافة المجتمع الفلاحي الفلسطيني حين يقوم اللصوص بسرقة الأنعام وتخبئتها فيقال (يُكمِّنونها- وبلهجتهم هي إشْ بدل ك) اي يقوموا بتخبئتها في أماكن كالكمائن حتى ييأس الباحث عنها. ونموذج هذه الدول السويد والنرويج والدنمارك، ولكن ليس الأمر حصرياً فيها.
وعلى الوزن بل الدور خطر لي تسمية نموذج آخر هو الدول السائمة/الباهمة. وهذه أشد خطراً ,أبأس دوراً. كان ذلك حين قارنت بعض ما قامت به النرويج التي أهدت العدوان الأميركي أجهزة الرؤية الليلية لاحتلال العراق كي يتمكن الوحش من رؤية صوفية رابعة العدوية وحكمة هارون الرشيد وطب الرازي وصنعة ابن حيان فيقتلعهم من ارض الرافدين. وهي التي أعطت فلسطينيين نضارات العمى النهاري فسقطوا في عثرة أوسلو التي لا إقالة منها.
وشبيه بهذا كان الدور الكبير الذي لعبه رئيسُ حزب اليمين السويديّ كارل بلد في تأجيج الصراعات العرقيّة والدينيّة. وهو الذي تولّى في فترة رئاسته للحكومة مهمّةَ نقل الآلاف من العالقين في كمّاشة التصعيد العرقيّ الدينيّ في بلغاريا وكوسوفو والبوسنة، بصحبة أعدادٍ من الناشطين والدعاة السياسيين والمقاتلين السريين، إلى السويد. وأظهرت الأحداثُ اللاحقة أنّ "بلد" أخذ بالتحوّل السريع ـ بالتزامن مع تغيّر هويّة العداء من شيوعيّ الى إسلاميّ ـ من زعيم سياسيّ محليّ لبلدٍ صغيرٍ مسالمٍ كالسويد إلى وسيطٍ دوليّ ذي حيادٍ خادع يتولّى ملفَّ البلقان. وفي غزو العراق ظهر اسمُه مجدّدًا ضمن فريق الخبراء الذين رسموا آفاقَ الاحتلال. وظهر اسمُه ثالثةً في عقود النفط، ورابعةً في أحداث دارفور، وخامسةً في مؤتمر ستوكهولم عام 2008 راعيًا لإعادة إعمار ما خرّبته آلةُ الغزو الأميركيّ للعراق.
غريب أمر هذه الدول النائمة، فهي صاحية فقط أو بشكل خاص ضد الأمة العربية أكثر منها ضد اي مكان آخر! ألا يستحق هذا حذراً خاصاً منها؟
وكي لا أطيل أتوقف عند البوسنة. ذلك أن وكالات الأنباء قد زفَّت إلينا خبراً مفاده أن البوسنة أرسلت 100 جندي لدعم القوات الغازية في أفغانستان. والبوسنة وكثيرات غيرها هن وليدات الموجة القومية الثالثة في العالم، كما يقول عادل سمارة، وهذه الموجة تحديداً هي موجة قوميات الإثنيات العميلة في أغلب الأحيان، موجة صنعتها الإمبريالية الأميركية/الأوروبية لتفكيك البلدان التي تسربت من تحت عبائتها وخاصة الاتحاد السوفييتي السابق ويوغسلافيا والعراق وحتى السودان.
هكذا كانت ولادة البوسنة بعد شحن ومن ثم ذبحٍ طائفي ومذهبي وقومي متبادل مع صربيا لم يوفر فيه الأخ أخاه، كي تتولد عن تفكيك يوغسلافيا موجة بلقنة جديدة، تكاد تُعيد المنطقة إلى المدينة الدولة. وهذا يندرج طبعاً في رفع سياسة "فرِّق تسد إلى تفكيك وتذرير محيط النظام العالمي"
إثر ذلك أناخت قوات الأطلسي بكلكلها على أرض البوسنة لتوفر للناس هناك عيشاً للرجال في خدمة هذه القوات وصيانة معداتها، وللنساء الفراش محلياً، والانتقال في طوابير فراشات الليل، ( يا له من اسم خبيث) لبيع الأجساد في أوروبا الغربية وخليج النفط والكيان الصهيوني!
أما إرسال مئة جندي إلى أفغانستان فهو لن يزيد قوة العدوان قيد انملة ولن يقرِّب انتصارها قيد لحظة، ولن يوسع رقعة سيطرتها قيد إنش، بل هو تأكيد على هذه الحالة الوظيفية المّذلَّة، والتي تناقض الوهم الذي غُرس في ذهن البسطاء هناك بأنهم تحرروا من حكم دين آخر، فإذا بهم مُستخدمين لقتال دينهم لصالح ذلك الآخر نفسه!
يعيد هذا إلى الذاكرة إرسال تشيكيا الصغيرة ايضاً مئة جندي "للمساهمة" في احتلال العراق مع نفس الجيوش الغازية لكل بقاع الأرض.
هذا ما قصدناه بالدول السائمة التي تُقاد كالعير إلى حيث أراد سائقها وسيدها.
كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء على ارحالها محمول
إنما، إذا كانت السويد والنرويج دولا نائمة، وحتى مجتمعاتها المدنية نائمة عن ما يُفعل بها، بل لنومها وقلِّة مشاغلها، لا تدري ما تديره برجوازياتها، وإذا كانت البوسنة وأمثالها من السائمة، فماذا عن كيانات سايكس-بيكو العربية؟

@@@
@@@
بيان بمناسبة يوم الأسرى 17 نيسان:
في يومكم ... وكل يوم لكم
هذا التواصل معكم في يومكم، وكل يوم لدى المخلصين هو لكم، فأنتم في الوعي والقلب معاً. أسرانا البواسل أصبح كل يومٍ يوماً حاسماً في هذه اللحظة. من اجل القضية التي تضحون بلا توقف ولا تردد من أجلها، يتكاثر ابناؤها المخلصين رغم المتساقطين والمتخاذلين والقلقين على المال والجاه والمكانة. لم يخطر ببال ايٍ منكم أن تحل التسوية مكان التحرير وأن تستثني التسويه من حمل الوطن !لم يخطر ببال ايٍّ منكم أن يوضع حق العودة في المناقصات ، وأن يجد المتنازلون من يدافع عنهم بلا خجل ولا وجل! لقد اصبح للردَّة انياباً وجيشاً
اسمحوا لنا في هذه الأسطر التي ليست مجرد بيان، بل تواصلٌ وإعلان، بأن الأمة باسرها تنقسم لأول مرة بين الشعبي والرسمي، وبأن صف الممانعة والمقاومة يقف في وجه التطبيع وبيع الأرض وقتل روح المقاومة فيكم وفينا. فهذا الصفُّ يقف معكم ولكم.
. هذه رسالة تواصل وتأكيد بأن الأمة معكم تحمل الرسالة التي من أجلها وفي سبيل تحقيقها تضحون بزهرة شبابكم .في يومكم هذا وفي كل الأيام التي تمر عليكم وأنتم محرومين من نسائم الحرية نقول لكم لستم وحدكم، لم تكونوا ولن تبقوا وحدكم. هذا وعدنا لكم أن نظل حاملين للأمانة والوصايا التي تركتموها لنا وأنت تعبرون إلى عالم النضال الذي صقل ذاتكم الجماعية وحول الوعي الذي حملتموه إلى ممارسة نضالية وضعت قضيتنا الوطنية على أعتاب الإنعتاق من براثن الإحتلال الجاثم على صدورنا منذ إثنين وستين عاما .
. موعدنا معكم أن تخرجوا إلى الوطن الذي ضحيتم من أجله، لا أن تخرجوا إلى لجوء آخر، حيث لا وطن ,فالوطن الذي نحلم بالعيش به ما زال بعيدا عن التحقق ولن يتحقق بفعل الإرتهان إلى النظام الرسمي العربي الذي فرط بحقوقنا ويهرول ليل نهار باحثا عن مناخات تصالحية مع العدو الصهيوني ولن يتحقق بالتماهي مع النظام العالمي الجديد الذي يعمل على سلب الشعوب إنجازاتها التاريخية وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء مستندا إلى نظام القطب الواحد الذي أخل بالتوازن الكوني وسبب الكوارث بالعراق وأفغانستان ويحاول الأن تدجين من تبقى من دول الرفض والممانعة لمشروعة .
اسرانا البواسل لأنكم ضميرنا الحي وإيماننا المطلق بحتمية الإنتصار على العدو لا يسعنا في هذا اليوم إلا الوقوف أمام تضحياتكم وعطائكم بكل الفخر والإعتزاز فإلى الأمام يا أبطال هذا الزمان .
المجد والخلود لشهداء الحركة الأسيرة وكل شهداء شعبنا وأمتنا والإنسانية
الشفاء لجرحانا والحرية لأسرانا
وإننا حتما لمنتصرون.
الائتلاف من أجل القدس



#عادل_سمارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة: تغير تدريجي...لو قرأنا بعين التاريخي لا اليومي لكن العي ...
- راهنية الإشتراكية
- لمن تهمه الجغرافيا: فلسطين جنوب واشنطن لا جنوب سوريا
- عادل سمارة : حوار حول الدولة الديمقراطية في فلسطين- رد على ك ...
- غزة في محرقة -المجتمع المدني- الأوروبي
- مصالحة الإستعمار دون خروجه...تقاسم الوطن مع العدو: عزمي بشار ...
- ليس اقتصادهم بالمعجزة وليس اقتصادنا بعاجز!
- الحبر الأعظم: رأسمالي وليس مسيحيًا
- هناك اباطرة فساد آخرون!
- إنتخابات: أعلى من البلديات قليلاً، وأقل من الاستقلال كثيراً
- فوكوياما...المثقف العضوي لبربرية الراسمالية الاميركية
- مصر في خدمة نتنياهو -أُخوَّة- القطاع الخاص والعولمة
- ليس أول ولا آخر جدار للدولة الامنية
- قراءة في مبادرة الجبهة الشعبية
- نسوية عربية تبارك عودة الاستعمار - ملاحظات على مقالة فاطمة ح ...
- لهذا لمْ، وربما لنْ، يطردوا عرفات!
- اقتصاد -اسرائيل-: بين ضغط الانتفاضة، انفلات حكومته ومنافع ال ...
- خريطة الطريق: قراءة عربية لإملاءات استعمارية وصهيونية
- تديين الصراع مجرد إيديولوجيا راسمالية: سابقة على الاقطاع ومت ...
- المرأة والانتخابات بين -الكوتا- العالمية والمناصفة في مجلس ا ...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل سمارة - الانسداد الحزبي/السياسي ماذا يفعل المريد حين يرتدُّ شيخه!