|
شرب ميهم وصار منهم
عبد الله السكوتي
الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 16:34
المحور:
كتابات ساخرة
يحكى انه كان في الزمن الاول ملك يشرب هو واهل مملكته من ماء السماء ، فقال له منجموه : انا نجد في كتبنا انه من شرب من ماء السنة المقبلة اصيب بالجنون ، فان رأى الملك ان يأمر بادخار الماء لنفسه وخاصته فليفعل فلا يشربوا من ماء السنة المقبلة ؛ فأمر بالمصانع فامتثلت لما امر وادخر فيها من الماء مايكفيه ويكفي خاصته ، فلما سقط المطر وشرب الناس منه تغيرت عقولهم واختلطوا ، وشرب الملك من الماء الاول هو والذين معه فلم يصبهم مااصاب الناس ، وحين رأوهم الناس خلاف حالهم قال بعضهم لبعض : ان ملكنا قد جن هو واصحابه ، وما الرأي الا في خلعه واستبداله بملك عاقل منا لم يتغير عقله ، فبلغ ذلك الملك فقال لوزيره وكتابه ومنجميه : قد ترون ما اجمع عليه هؤلاء فما الرأي ؟ قالوا : الرأي ان تشرب من مائهم حتى تصبح مثلهم فلاينكروا منك ولامنا ما انكروا ، ففعل فتغير عقله وصار مثلهم ، فلما رأوا منه ذلك قالوا : قد برىء الملك وصلح فاقروه . تذكرت قولا قاله (احميد الفهد ) لي في يوم ما حين جلسنا في مكان معين ، لاتكن صاح بين السكارى ، لانهم سيروك مختلفا عنهم وبالتالي تكون انت في واد وهم في واد آخر . نعم هي ذات القاعدة التي يكون فيها المسؤول بعيدا عن الناس لايفهمهم ولايفهمونه ، لايبرح مكانه الافي عمل دبلوماسي ، كأن يستقبل او يودع او يقوم بجهد سياسي او يزور بلدا آخر ، اما الشعب فهو منعزل عنه لايدري حاله ولايعرف عنه شيئا سوى ماتذيعه نشرات الاخبار . على جميع المسؤولين ان يشربوا من الماء الذي يشرب منه الشعب ، مهما كان هذا الماء حتى ان كان ملوثا بالامراض ، فلنتلوث جميعا ، والا ماقيمة بقاء الملوك بمفردهم وعلى من سيصدرون احكامهم وبرأس من ينفذون برامجهم السياسية والاقتصادية . على هذا الاساس لاخلاف على رئيس الوزراء ان كان قد شرب من الماء الذي شرب منه الشعب ، ولايهم من اي الكتل سيكون ، خصوصا اذا تكلم بلغة الشعب ؛ كثيرا مابقيت بأذهاننا صورة الزعيم او الرئيس المخلص لشعبه ، والذي بقي كالاسطورة كلما مرت عليه السنين ازداد بريقا ولمعانا ، ومهما تقادم عهده بقي حاضرا في اذهان الناس يتناقلون احاديثه ، ويشتاقون الى سني حكمه . في تصوري ان المنصب مسؤولية كبيرة ، وهو ليس كسبا ماديا كما يتصور البعض ، ولو انه تحول في هذه الفترة الى هذا الاتجاه ...؟ ، ربما تعد على المسؤول خطواته ، وتراقب كلماته مايقول او يفعل ، ونحن نعلم ان عظيما كان يتذمر من المنصب ويحمل نفسه تبعات اي خطأ يحدث او اي جائع يتضور ، حين قال :( أابيت مبطانا وحولي اكباد غرثى ) ، هذا الرجل مضى محمود السريرة والعلن ، لكن المصيبة في من يزيد من جوع الجائع ليعطي (للمتخوم ) ، كما فعلت وزارة المالية التي لم تشرب من ماء الشعب فاعطت للمدير العام قرضا ب(100 ) مليون دينار وتركت المساكين وكأن المسكين المدير العام فقيرا معدما وهي تعلم ان مخصصاته بقدر رواتب اربعة موظفين اذا لم نقل عشرة ؛ هذا الحديث مؤلم لنعود الى تشكيل الحكومة الذي اعيا المحللين السياسيين ، وهو لايعدو ان يكون مسؤوليات اضافية ينوء تحت وطأتها من يتسلم رئاسة الوزراء ، اذا كان بالمواصفات التي ذكرناها وقد شرب من ماء الشعب ، اما اذا اعتبر المنصب غنيمة وسعى اليه بطرق ملتوية فهذا الذي سيعيدنا قرونا الى الخلف . سبع سنين مرت ونحن بعد نستورد (الموطا ) من الدول المجاورة في حين ان بقرتنا حلوب وكما قال احمد فؤاد نجم : ( ناح النواح والنواحه على بقرة حاحه النطاحه والبقره حلوب تحلب قنطار لكن مسلوب من اهل الدار والبقره تنادي وتؤول يولادي واولاد الشوم غارقين في النوم )
#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اذا ماتشوف لاتصدك
-
هذا خياس عتيك
-
المبلل مايخاف من المطر
-
المجرشة
-
(كول ماعنده ذيل )
المزيد.....
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
-
مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل
...
-
لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش
...
-
مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
-
مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|