أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - وليد ياسين - وداعا أخي احمد سعد، أيها الراسخ كحجارة البروة في وجه العاصفة














المزيد.....

وداعا أخي احمد سعد، أيها الراسخ كحجارة البروة في وجه العاصفة


وليد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 11:40
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لا اعرف إن كان لرحيلك في هذا اليوم بالذات، يوم إحياء ذكرى النكبة، نكبة شعبنا، نكبتك الشخصية كمهجر، هو من سخريات القدر، أم أن قدرك المحتوم اختار لك هذا اليوم بالذات، كي تكون عودتك اليوم، روحا، بانتظار عودة الجسد، مع المهجرين إلى أراضي قريتك البروة، التي سبقتك إليها روح محمود درويش، كي تبقى هناك، تعود وإياه إلى ملاعب الطفولة، تعانقان ما تبقى من جذوع زيتون وحجارة، ويدوي صوتكما كريح عاصفة: لقد عدنا.
أتخيلك الآن يوم التقينا، وكان اللقاء الأخير، قبل عامين، عند بوابة تلك الساحة التي احتضنت الآلاف ممن جاؤوا للمشاركة في تأبين محمود درويش بعد أن حرمنا، وحرمت البروة من احتضان جسده. أذهلني المشهد.. كانت قد مضت سنوات على اللقاء السابق بيننا، ولم أعرف إلا في ذلك المساء الحزين أن المرض قد نال من جسدك وأنهك قواك، لكن روحك الثائرة، ابتسامتك الجليلية، كانت لا تزال ترسم علامات التحدي على وجهك، تماما كما عرفتها منذ التقينا أول مرة في حلبة النضال في صفوف الشبيبة الشيوعية، وعايشتها يوميا خلال عملنا سوية في تحرير مجلة "الغد" قبل أن تفارقها قسراً للتفرغ للعمل السياسي، وأفارقها بعدك بفترة وجيزة منتقلا إلى صحيفة "الاتحاد". وقد أفرحني لاحقا، بعد سنوات، نبأ عودتك إلى المهنة التي أحببت، وبالذات لرئاسة تحرير "الاتحاد" وأحزنني في الوقت ذاته، أنني كنت قد فارقتها، قبل مجيئك، فحرمت من متعة العمل وإياك، فواصلت أنت أداء رسالتك من هناك، وواصلتها أنا في موقع آخر، لكننا أبدا ما افترقنا، وما نسينا "العيش والملح" وزمالة أيام "الغد" في تلك الغرفة شبه المعتمة في الطابق السفلي من تلك العمارة المنتصبة على ناصية شارع حداد في حيفا.
وأتخيلك الآن جالسا إلى طاولتك، تفصل بيننا بضع خطوات، استمع إليك وأنت تتحدث بلهفة عن البروة، وأنت تكتب صفحة أخرى من صفحات الذكريات، تحن إلى أيام الطفولة، وتمتشق سيفك "قلمك" لتدون سطرا آخر من صفحات المسيرة. أتذكرك واشعر بدمعة تأبى مفارقة العين، بألم في أصابع تتمزق وهي تحاول كتابة هذا النص وأنت المسجى الآن هناك جسدا لكن صورتك حيا، مناضلا، مقاتلا تأبى الرحيل من مخيلتي وتصر على استحضار ابتسامتك يوم كان اللقاء الأخير، وعبارة واحدة قلتها لحظة افترقنا: "خلينا نشوفك".
أخي، رفيقي، احمد سعد.. اعذرني لأنني لا أجيد الرثاء، اعذرني لأنني لم أرك منذ ذلك اللقاء، ولأنني لم انهل المزيد من كلماتك ونصائحك التي كانت رفيقا ملازما لي في بداية عملي الصحفي.
مهما اكتب من الكلمات لن أوفيك حقك، مهما اسطر من حروف لن تعبر عما اشعر به من الم لرحيلك، فأنت المسكون بالألم لم تعرف معنى اليأس حتى حين أقعدك المرض، واصلت امتشاق القلم ومصارعة الظلم وملاطمة المخرز حتى اللحظة الأخيرة وهكذا ستبقى ذكراك عطرة في مخيلة كل من عرفك. فوداعا أخي ومعلمي احمد سعد، أيها البرناوي الراسخ في ذاكرتنا وسجل الخلود كرسوخ حجارة البروة في وجه العاصفة.

صفحة الرفيق الراحل د. احمد سعد في الحوار المتمدن:
http://www.ahewar.org/m.asp?i=353



#وليد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية يوم الأرض 1976
- كلينتون، صمتت دهرا ونطقت عهرا
- المواطنة مقابل الولاء لاسرائيل ورموز الصهيوينة، مشروع قانون ...
- عيد العشاق... الأحمر في فلسطين لون الحب... والحقد
- أجنّة لم ترَ النور في العدوان الأخير على غزّة... أنابيب موال ...
- لماذا يجب أن نصوت في انتخابات الكنيست ولمن؟
- عندما ينتفض أطفال 1948... أمام حقيقة أنهم فلسطينيون!
- التفجيرات الانتحارية والعمالة ...وجهان لعملة البطالة الفلسطي ...
- لماذا هذا الاستغلال؟ رسالة مفتوحة الى بيت الشعر الفلسطيني
- الفلسطينيون ضحايا 11 سبتمبر أيضاً... أي كارثة ونكبتنا مستمرة ...
- قصيدتك الأخيرة
- أربعة طيور حطت على شجرة
- الباحثة العراقية د. سعاد العزاوي: الأمراض السرطانية والتشوها ...
- إليك هناك في بيروت
- بدأت بأغاني فيروز وجالت في أراضي 1948 ... أمل مرقس تحتضن عطر ...
- مونودراما تروي قصة والده يجسّدها أياد شيتي ... ناظم الشريدي ...
- قصص سلام الراسي على مسرح الميدان في حيفا ... «حكي قرايا وحكي ...
- «فتوش» لقاء ثقافات بنكهة المحمّر والقهوة الحيفاوية
- بيرزيت أو «هارفارد فلسطين» تواجه خطر الإغلاق وتعليق مصير 7 ا ...
- فرق تكسر الصورة النمطية عن أطفال الحجارة ... الراب الفلسطيني ...


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - وليد ياسين - وداعا أخي احمد سعد، أيها الراسخ كحجارة البروة في وجه العاصفة