أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد السهلي - من أحبط الرئيس؟!















المزيد.....

من أحبط الرئيس؟!


محمد السهلي

الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 16:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


* حكومة نتنياهو في وارد رمي المزيد من الكرات في الملعب الفلسطيني دفعة واحدة وهي تعرف مسبقا أن السلطة في وضعها الحالي لا تملك سوى المناشدة، وأن هذه الأخطار المتلاحقة ستشكل ضغطا كبيرا على الحالة الفلسطينية وخاصة على المستوى الشعبي

للمرة الثانية، ترتسم معالم الإحباط على وجه باراك أوباما الذي خلص قبل أيام إلى عدم وجود أي أمل يذكر في إحراز تقدم فعلي بخصوص التسوية السياسية للصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.
وفي المرتين، يأتي استخلاص أوباما وسط موجة من التفاؤل لدى أوساط سياسية فلسطينية وعربية رأت أن الإدارة الأميركية في معرض توجيه ضغوط جدية على حكومة نتنياهو لوقف الاستيطان تمهيدا لبدء المفاوضات.
الرئيس الأميركي قال في المؤتمر الصحفي الذي عقده في ختام مؤتمر الأمن النووي (13/4) إن إدارته لا تستطيع فرض أية حلول بشأن التسوية وهو ما أثار ارتياح نتنياهو عشية اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الذي وجد في تصريح أوباما عاملا مساعدا على الخروج برد «اعتراضي» على المطالب الأميركية.
إن ملاحظة مواقف نتنياهو في سياق التجاذبات مع واشنطن تشير إلى أنه اعتمد أساليب عدة:
* فهو اولا أظهر تمسكا شديدا بالاستيطان في الضفة الفلسطينية والقدس على اعتبار أن هذا الأمر شكل أساسا لسياسات الحكومات التي سبقته منذ احتلال الضفة وقطاع غزة في العام 1967، وبأن الاستيطان والتهويد هما كلمة السر التي انعقد حولها الائتلاف الحكومي الذي يترأسه. وبهذا الخطاب وضع المجتمع الدولي وخاصة واشنطن أمام مسؤولية زعزعة الاستقرار الحكومي في حال شددت مطالبها بشأن الاستيطان، وهذه المواقف وعوامل أخرى أدت كما نعلم إلى أن يتراجع أوباما عن مواقفه التي أعلنها في خطاب القاهرة (4/6/2009).
* عندما انعقد الأمر على هذه الصورة ونجحت الضغوط الأميركية على الجامعة العربية والسلطة الفلسطينية في الحصول على موافقتهما بالدخول في مفاوضات غير مباشرة لمدة أربعة أشهر، وضع نتنياهو هذه النتيجة في خانة الإنجازات. وشجعه هذا على الإقدام على الخطوة الأبعد، وهي تحدي الإدارة الأميركية بإعلان عطاءات استيطانية في القدس خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي إلى إسرائيل. لكن الأمر لم يمر بهدوء، ربما بسبب «الإخراج السيء» وخاصة أن قرار العطاءات الاستيطانية وضع السلطة الفلسطينية والجامعة العربية في زاوية حرجة فتراجعتا عن الموافقة على بدء المفاوضات. ورأت واشنطن أن قرارات نتنياهو الاستيطانية في القدس قلبت الطاولة في وجهها هي قبل غيرها. وبذلك شهدنا الموجة السابقة من التجاذبات التي وصلت حد صدور الطلبات الأميركية الأخيرة.
* لم يتوقف نتنياهو عن انتقاد الإدارة الأميركية علنا إن كان بشكل مباشر أو عن طريق تصريحات وزراء في حكومته وخاصة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، واعتبر الطلبات الأميركية بشأن الاستيطان «محاولة انقلاب» على حكومته ومعبرا لدخول تسيبي ليفني إلى الائتلاف تحت أقواس النصر مطالبة بفرض إيقاعها حول مسار المفاوضات. فرفض إخراج حزب ليبرمان «إسرائيل بيتنا» وحزب «شاس» من الائتلاف الحكومي بل على العكس اعتبرهما حجر الزاوية في صناعة الرد الإسرائيلي على الطلبات الأميركية من زاوية التمسك بالاستيطان والتهويد.
* من خلال التصعيد السابق، راهن نتنياهو على إحداث جو من القلق داخل الأوساط السياسية الأميركية النافذة وقد تخوفت من عواقب حدوث أزمة بين واشنطن وتل أبيب. وعلى الرغم من نجاح أوباما في التصديق على قانون الرعاية الصحية، إلا أن ثلاثة أرباع مجلس الشيوخ طالبوه بالتهدئة مع نتنياهو. وعلى الصعيد الإسرائيلي الداخلي سيوظف نتنياهو أية مؤشرات للهدوء النسبي مع واشنطن ويجعل منها رسالة مفادها أنه من الممكن معارضة واشنطن بما يخص «الثوابت» الإسرائيلية دون أن يؤدي ذلك إلى خسارة دعمها وصداقتها.
* على صعيد آخر، نشط المطبخ السياسي الحكومي الإسرائيلي في إعداد وتجهيز خطط اعتراضية بهدف تحويل أنظار واشنطن عن العناوين الأساسية التي طرحتها وخاصة فيما يتعلق بالقدس الشرقية.
من بين ذلك طرح مقايضة ما بين كف الحديث عن الاستيطان في القدس مقابل «منح» الفلسطينيين مدينة كاملة جانب رام الله وقد تبين لاحقا بحسب مصادر إعلامية إسرائيلية أن الهدف من اقتراح بناء هذه المدينة هو «استيعاب» سكان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة.
* ذكرنا في وقت سابق، أنه وفي إطار التحضير للرد على الطلبات الأميركية لجأت إسرائيل إلى تصعيد تهديداتها ضد قطاع غزة وسكانه بدعوى إطلاق صواريخ فلسطينية، وهي بذلك تستعيد مشهد التوتر في المنطقة وهو أمر لا يستطيع المجتمع الدولي تجاهله ربطا بما حدث سابقا على جبهتي الحرب على لبنان وغزة. وإلى جانب ذلك لم توفر السلطة الفلسطينية وقيادتها من التهديد بسبب اندلاع التظاهرات الشعبية في الضفة والقدس احتجاجا على الاستيطان والتهويد. وهذا يعني أن تل أبيب انتقلت من الخطاب الذي يقول إن السلطة بوضعها الحالي لا تصلح شريكا في التسوية السياسية إلى خطاب آخر يعتبرها عدوا ومحرضا ضدها (!).
* ويتبين في كل يوم أن الجعبة الإسرائيلي ملأى بالمفاجآت غير السارة للفلسطينيين من بينها الإعلان عن موعد تنفيذ القرار 1650 الذي يستهدف نحو 70 ألف فلسطيني بالطرد من الضفة الفلسطينية بما فيها القدس.
القرار المذكور صادر بتاريخ 13/10/2009 عن اللواء غادي شماني الذي كان قائدا لقوات الجيش الإسرائيلي في الضفة وأصبح نافذا بتاريخ 13 من الشهر الجاري وكل فلسطيني تنص بطاقته عل أنه من مواليد غزة وكذلك أولاده يعتبر «متسللا» بحسب هذا القرار وسيقدم إلى محاكمة ويمكن أن تصل عقوبته إلى سبعة أعوام في السجن.
حتى الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية تقر بأن نص القرار غامض وهذا باعتقادنا أمر مقصود لأن من شأن ذلك إحداث بلبلة أوسع في صفوف الفلسطينيين. وبقدر ما يدل هذا القرار على تمسك دولة الاحتلال بسياسة الترانسفير والتهجير بحق الفلسطينيين، فإنه يدل أيضا على حقيقة الموقف الإسرائيلي من أية اتفاقات تعقد مع السلطة الفلسطينية. فعندما ترى تل أبيب أن اتفاق أوسلو قد مات تقوم بتشييعه، وعندما ترى في بقايا جثته «رمقا» يفيد تعمل على إحيائه مجددا. وهي هنا ترفع سيف التهديد بطرد سبعين ألف فلسطيني (ويمكن أن تنفذه فعلا) من أجل تنويع خطاب المناشدة الصادر عن السلطة الفلسطينية باتجاه واشنطن وغيرها وتضمينه مطالب أخرى تستحوذ على الاهتمام خارج ملف الاستيطان والتهويد.
إن ما سبق لا يعني بأن هذا الموضوع غير ملح. ولكن ما نقصده هو أن حكومة نتنياهو في وارد رمي المزيد من الكرات في الملعب الفلسطيني دفعة واحدة وهي تعرف مسبقا أن السلطة في وضعها الحالي لا تملك سوى المناشدة وأن هذه الأخطار المتلاحقة ستشكل ضغطا كبيرا على الحالة الفلسطينية وخاصة على المستوى الشعبي مما يخلق لديه حالة من الإرباك ويفاقم التخبط والتردد لدى المستوى السياسي الأول في السلطة الفلسطينية.
خلاصة القول إن حكومة نتنياهو لم تتوقف عند حدود خطاب الاعتراض على بعض الاقتراحات الأميركية بشأن الاستيطان والمفاوضات بل نشطت في محاور اعتراضية وانتقلت من الاعتراض اللفظي إلى الهجوم العملي مباشرة.. ومن المؤسف أن الحالة الفلسطينية المنهكة كانت هي الدريئة الأفضل لتحقيق أغراضهم.
الجعبة الإسرائيلية لم تفرغ بعد.. وهو ما يجعلنا نكرر السؤال للمرة الألف.. هل ننتبه ونرتب أوضاعنا ونستعد لما هو أخطر؟.



#محمد_السهلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطالب الأميركية ومؤشرات الرد الإسرائيلي
- من يدفع ثمن الإستيطان؟
- شجار عائلي
- الدوامة
- الاستيطان.. بغطاء عربي؟!
- نحن وأميركا.. والسلام
- مؤتمر فتح .. مكانك راوح
- المناورة
- إشكالية البرنامج الوطني: الهدف.. أم الوسائل؟
- حكومة نتنياهو وخطاب التهديد الإستراتيجي
- اللاجئون وثمن «الدولة»
- وليم نصار .. الموسيقار والمناضل
- عندما أرغموا واشنطن على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية
- عندما يرحل الشهداء .. إلى ذويهم
- قراءة في التعديلات التي وقعت على مشروع برنامج الحكومة الفلسط ...
- مشروع برنامج الحكومة الفلسطينية : ملاحظات أولية
- عام على ولاية المجلس التشريعي الفلسطيني
- إلى متى تستفيد الأحزاب الصهيونية من الأصوات العربية؟
- الاصطفافات الحزبية في إسرائيل
- رايس ومراسم تأبين العمل العربي المشترك


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد السهلي - من أحبط الرئيس؟!