أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - 13 نيسان فيما بين باكستان و لبنان














المزيد.....

13 نيسان فيما بين باكستان و لبنان


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قضيت يوم 13 نيسان ذكرى الحرب الأهلية في لبنان بشوارع فيصل اباد في باكستان، لم يكن المشهد بعيدا عن ما شهدناه خلال حربنا الأهلية، فالسلاح منتشر بكثافة فيما بين المدنيين، حواجز الجيش والشرطة في كل مكان، المتمردون الطالبان منتشرون في القرى الحدودية بمواجهة الجيش، المشهد ببساطة مشهد ما قبل الحرب الأهلية حيث السلاح يسيطر على الكلمة. ليكتمل المشهد مقارنة بمشهدنا اللبناني اتهم التحقيق الدولي أجهزة الرئيس السابق مشرف ب "الاهمال" في جريمة رئيسة الوزراء الباكستانية بنازير بوتو، حيث أكدت لجنة التحقيق الدولية أن الشرطة الباكستانية تعمدت افشال تحقيق محلي حول اغتيالها العام 2007. لفهم المشهد الباكستاني علينا العودة الى أكثر من ستين عاما الى الوراء حيث أعلن محمد علي جناح في يوم 14 أغسطس/ آب العام 1947 عن استقلال باكستان وانشقاقها عن الهند حيث كان نتج عن هذا الانسلاخ موجة من أكبر المجازر والأكثر دموية على أرض شبه القارة الهندية، حيث فر على أثرها المسلمون من الهند باتجاه باكستان والسيخ والهندوس الى الهند، لقد اسفرت هذه الحرب الطائفية عن ضحايا تعدى عددهم المليون واغتصب في تلك الحرب مئات الآلاف من النساء، وأحرقت بيوت وقرى بأكملها. هدف ذلك الانسلاخ الى حماية المسلمين من الهندوس وانشاء كيان مسلم، الا أن الصراع ما لبث واحتدم فيما بين المسلمين أنفسهم اذ ما لبث ودار صراع فيما بين السنة والشيعة والأقليات الاخرى ليصبح الصراع السني الشيعي الأبرز في العالم آنذاك واذا بالمسلمين في الهند والذين هم أقلية يبلغ تعدادها حوالي مائة وأربعين مليون نسمة، لا يعاملون بأسوأ مما تعامل به باكستان مواطنيها المسلمين، وتخطت كمية الدماء التي هدرت في باكستان بين جناحها الغربي الذي هو باكستان اليوم، وجناحها الشرقي الذي عاد وانفصل عنها ليؤسس دولة بانغلادش اليوم، أكثر بكثير مما هدر من دما المسلمين في الهند حين قسمت بريطانيا شبه القارة الهندية عند الاستقلال في العام 1947. احتدم هذا الصراع على خلفية عرقية العام 1951 فيما بين الحاكم العام لباكستان "غلام محمد" وهو من اقليم البنجاب الواقع في باكستان الغربية، وبين رئيس الوزراء "الخوجا نظام الدين" وهو من اقليم البنغال، وكانت الشكوى الرئيسية لأهل البنغال هو عدم وجود العدالة بتوزيع المناصب فيما بين جناحي باكستان رغم انهم يمثلون أكثرية تبلغ نحو 53 % من عدد السكان اذ كان أهل الجناح الغربي وخاصة أهل البنجاب يسيطرون على الجيش والمؤسسات المدنية، ولم يحصل البنجاليين على التمثيل النسبي الصحيح في المؤسسات الادارية، أما الشكوى الثانية فكانت من تكريس أهل باكستان الغربية للغتهم "الأوردو" كلغة رسمية للبلاد حيث انها اللغة التي يعرفها معظم السكان بالاضافة الى أهل الهند دون الاعتراف باللغة البنغالية كلغة رسمية ثانية. كانت نتيجة تلك التطلعات والاعتراضات اعلان استقلال بنغلادش على يد مجيب الرحمن وذلك في 26 مارس / آذار العام 1971. آثار تلك الصراعات والحروب لم تندمل بعد في الجسم الباكستاني وما تزال راكدة هناك في خلفيتيهم الثقافية والتاريخية فالى يومنا هذا تشعر بنبرة عدائية عندما يكون موضوع النقاش الهند، ولا مانع لدى الناس من الصرف على القدرة النووية الباكستانية لتشكل حالة توازن ردعية مع الهند حتى ولو كان ذلك على حساب التنمية البشرية والاقتصادية. هل تؤدي صراعاتنا الطائفية في لبنان الى تشظي الجغرافيا ونشهد نشؤ كيانات جديدة على أنقاض ذلك التشظي؟ يبدو أن حدة الانقسام وشدة التدخلات الخارجية وعدم وعينا سيؤديان الى كأس مر لا فرار منه، الا أنه قد يكون أكثر دموية وذلك لصغر الرقعة الجغرافية و شدة التداخل فيما بين الطوائف وصعوبة فرز المناطق.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقاء الفيدرالية رهن بوحدة الأكراد
- فيدرالية الطوائف و نظرة اليسار اليها
- شرق المتوسط مرة أخرى
- غوران جسر الوحدة الوطنية و تكريس التنوع الكردستاني
- نوروز بملامح جديده
- الحرية فيما بين الثامن و الرابع عشر من آذار
- هل هو العراق الجديد ؟
- حرب دينية بدولة فاشلة
- التغيير وعصمة ولاية الفقيه
- لن نسامح و لن ننسى
- سعد الفينيقي و سمير العربي
- اعدام الكيماوي لغى منفذ و لم يلغي الأسباب
- الجغرافيا من الفكة الى الجزائر
- و اذا الموءدة سألت بأي ذنب قتلت
- ملامح دولة نصرالله من خلال خطابه الكربلائي
- أقمار في ظلمة الليل الطويل
- لبنان و لعنة محيطه
- دروس في الوطنية للصحافيين السوريين
- جمول الجواب التاريخي الثوري
- عون يحاضر بالعفة


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - 13 نيسان فيما بين باكستان و لبنان