أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - هذه دولة وليست زورخانة؟














المزيد.....

هذه دولة وليست زورخانة؟


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع تقديري الشديد للزورخانة العراقية التي كانت جزءا من الذاكرة العراقية المضيئة والتي أعطتنا أسماء ينبغي أن نتذكرها بكثير من التبجيل مثل البطل عباس الديك وبقية الأبطال، تلك الزورخانة التي أسست لمبادئ رياضة المصارعة العراقية المشهود لها عربيا ودوليا وطرحت أبطالا كثر.
وشتان بين السياسة والرياضة لكن سياسيينا الأفذاذ حولوا المشهد السياسي الذي أراده العراقيون أملا للخلاص من تبعات الفاشست البعثيين والنفاذ إلى أفق بناء الإنسان المخرب والوطن المنكوب، إلى ساحة تحدي، فبدل أن يضع السياسيون أيديهم بيد شعبهم للوصول إلى الأهداف التي ضحى العراقيون من اجلها كثيرا بمشاركاتهم الثمينة بالانتخابات والإدلاء بأصواتهم وهم تحت رحمة الصواريخ والموت الذي كان يحيط بهم في كل اتجاه تلك الانتخابات التي كانت المحطة المهمة في تاريخ العراق المعاصر بعد انهيار الطاغية لكن من اختارهم الشعب ووضع ثقته بهم للبحث عن الخلاص حولوا التنافس الخطير بينهم إلى حلبة مصارعات.
إن هذه دولة لها تاريخها وحضارتها لم تؤسس على أيديكم ولا على من سبقكم بعد أن حولتموها إلى مرتع للموت والمقابر الجماعية والمليشيات القذرة وتهديم البنى التحتية وبات المحو للعراقيين أقرب من رمشة عين ولم يعرفوا من هداة العيش ونعمة السلام والأمن لا على يد الطغمة البعثية ولا على يد فرسان التغيير بالكلام لا بالأفعال، فلا امن ولا عيش آدمي لأهل أغنى دول المعمورة ولا تعليم ولا صحة ولا وسائل عيش اقل من رغيد ولا .. ولا.. والإخوة الأعداء يتناحرون على الكراسي تاركين فراغا سياسيا خطيرا بعد أن سحبت كل الكتل المصونة البساط والحصير وحتى البارية من تحت رجلي السيد المالكي وحكومته بعد أن أصر الجميع على تسميتها بحكومة تسيير أعمال أي حكومة شبه خدمية ولا صلاحيات أخرى لها وبات العراق بلا حكومة لها قراراتها المصيرية وبات الكلام يدور على تأليف الحكومة القادمة التي قد يكلف بزوغها شهور حتى عاد بعض الوزراء على قناعة بأنهم بعد وقت قصير لم يعودوا كذلك وكل وزير يقول (آنا يا هو مالتي وشعليه) وبات الوضع السياسي وتسيير شؤون البلد على كف عفريت، كل هذا اللغط وهذه الهوسة بسبب توزيع الكراسي وكيف يوزعون الكعكة بالتساوي ومن سيكون رئيسا للوزراء وهلم جراحا وفتكا بالعراقيين وتفخيخا لأجسادهم المنهكة اصلا من كثرة الفواجع والحوارات لم تصل إلى بداياتها بعد والله وحده يعلم متى تطل على العراقيين حكومتهم الجديدة ومتى يصادق عليها البرلمان ومتى يستلم الوزراء مهامهم وكيف بعد هذا اللف والدوران يحافظ العراق على
أمنه وامن ساكنيه ومن يتولى المهمة ناهيكم عن مشاريع البناء الهائلة والمعطلة التي لم نر منها غير ما تلعلع بعض وسائل الإعلام بتحيقيق نسب متقدمة منها والحقيقة لا مساكن ولا رعاية صحية ولا مدارس جديدة ولا شوارع مزفتة ولا عمل للعاطلين ولا قضاء على أمية ولا هم يحزنون.
إن كل هذا الكلام هو وجع حقيقي وإحساس بالمرارة وخوف على مستقبل العراق وعلى حياة الناس ووجع الأسئلة تفقد المرء صوابه وتجعله أكثر حنقا على من يساهم بشكل او بآخر ولأي سبب في هذا التفتت في الوضع العراقي وعلى من ينتمي حقا للعراق أن يبتعد عن نواياه الذاتية بقليل من التضحية وفاء لهذا الوطن الذبيح ووضع حد لمعاناة البشر التي دامت أكثر من نصف قرن ولم تزل الدماء تنزف يوميا.
هل يستحق هذا الكرسي اللعين كل هذا الخراب؟
صحيح أن على من كسب ثقة العراقيين وحصل على أصوات المتلهفين للتغيير ان يدافع عن استحقاقاته الانتخابية التزاما بالسلوك الديمقراطي الذي يعتبر من اكبر انجازات التغيير في عراق ما بعد البعث، إنما ينبغي أن ينفتح السياسيون على بعضهم رغم تفاوت مواقفهم بإيمان لا يتزعزع بالمكسب الديمقراطي فهم متنافسون على السلطة داخل أروقة السياسة ودهاليزها إلا أنهم متحابون ويحترم احدهم الآخر خارج هذا الابتلاء كما نرى في دول العالم العريقة بهذه الممارسات الديمقراطية.
يقينا أن المواطن سوف لن يحترم مثل هذا التكالب المقزز على السلطة وعدم قدرة السياسيين بإيجاد مقاربات تكون عتبات للعمل السياسي لتدعيم العمل الديمقراطي لان المهم هو تذليل العقبات وخلق قواسم مشتركة للعمل والوصول إلى حلول تعطي تصورا واطمئنانا أن صوت المواطن لم يذهب هدرا ذلك ان الكراسي زائلة والوطن باق.
أخيرا عندي أن أبطال الزورخانة أنقى سريرة من العديد من السياسيين الحاليين لأنهم كانوا وبنكران ذات يخدمون العراق بوسائلهم البسيطة إنما بقوة شكيمتهم ونقاء انتمائهم لرفع اسم العراق في حين إن سياسيينا قد أعطوا صورة ممسوخة عن العراق وأجهضوا فرحة العراقيين وأساءوا كثيرا لسمعة المشهد السياسي الجديد الذي استبشر به الجميع من عراقيين وأصدقائهم وكانت شوكة بعيون الصداميين ومن صفق لهم من عرب وعجم ولكنهم وبهذه الأفعال قد أساءوا لسمعة الوضع الجديد آملين ان يتغير اتجاه بوصلاتهم صوب العراق وأهله بعيدا عن التشتت المهلك للجميع في المواقف والتناحرات التي لا تجلب إلا الدمار على الوطن ورؤوس ساكنيه وأولهم أصحاب الكراسي.
[email protected]



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاسع من نيسان* يوم إنعتاق
- اجهزتنا الامنية وانجازاتها الباهرة
- المجد للحزب الشيوعي بعيده السادس والسبعين
- القذافي نموذج لتردي الوضع العربي
- المربد وخفافيش الثقافة
- السياسيون افسدوا فرحة الانتخابات
- من فمك وفعلك ادينك
- الشيوعيون انقى من ان تطالهم الالسن الرثة
- لا تجعل صوتك طعاما للحيتان
- ادب المنفى بين عمق التجربة ووجع الغياب-محمد طالب البوسطجي نم ...
- الشاعر مولاي ابرهيم في اصداره الجديد
- الام يبقى مبدعو المنافي مبعدون ومحاصرون؟
- حققوا جيدا في هويات اعضاء هيئة التمييز
- تذكروا شباط الاسود
- الرئاسات الثلاث وشفط الدهون
- واين هي السيناتورة؟
- ماذا يقول الصداميون واحبتهم عن مذبحة اليوم؟
- الفضائيات العراقية ومهنية المعايير الاعلامية
- البعثيون طينة واحدة فلا تؤمنوهم
- من هو الفاجر يا عريفي؟


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - هذه دولة وليست زورخانة؟