أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - مريم نجمه - المرأة الأرتيرية عبر الثورة .. مشاهدات وعبر ؟















المزيد.....

المرأة الأرتيرية عبر الثورة .. مشاهدات وعبر ؟


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 00:00
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


كانت محطة
وكان لقاء .. وكلام .. ودروس
نأمل أن نفرح بكم يا أختي الأرتيرية قلت لها :

كان شوق للتجربة , وحصلت معرفة مكثفة . عشتها عن قرب , عشتها خلال فترة زمنية غنية وافرة بالخبرة والممارسة الحية ,, كانت أسعد أيام حياتي , ومسيرة نضالي
إنه الميدان ..
الميدان الثوري – البندقية الحاسمة – حول أحقية الأرض والوطن عبر التاريخ والأجيال .

محطة التماس :
كانت محطة , وكان لقاء وحديث مع إحدى الرفيقات المقاتلات في الجبهة شمال أرتيريا ... قلت لها عندما شاهدت خاتم الخطوبة في يدها , وأخبرتنا أن خطيبها يقاتل في جناج اّخر للثورة .. نأمل أن نفرح بكما يا أختي :
فأجابت :
" إن فرحتي الاّن هي إنتصار الثورة الأرتيرية " , ثم قالت :
( إنني متزوجة من الثورة لأنها هي الحب , والأرض , والوطن ) .
في هذه الكلمات البسيطة المعبرة التي رددتها إحدى المقاتلات التي رافقتنا في الميدان عبرت لنا فيها عن عمق تفكيرها وأبعاد نضالها وطموحها مع خطيبها المقاتل في جهة أخرى من الجبهة الذي جاء في اليوم التالي ليتعرف علينا .....وإعطائنا صورة واضحة عن نضالهما إلى جانب شعبهما ومستقبله واستقلاله البعيد عن الاّني والذاتي , المتحرر من الأنانية أو الذاتية ..!؟

إنها إبنة الشعب الأرتيري البارة البطلة , التي ربطت مصير سعادتها وحبها ومستقبلها بمصير ثورة شعبها وحريته , الذي يقطف ثمرات النصر من أفواه المدن الأربعة المحررة في تلك المرحلة - مثل ( أغوردات وكرن وغيرها ..) من العدو غاصب الأرض ..
إنها تجربة المرأة الأرتيرية المناضلة التي تستحق التوقف عندها والتعلم من دروسها الثورية التي نسيها بعضهم في هذه الأيام .. مع الأسف ....
المرأة الواعية المدركة لإنسانيتها وحريتها وواجبها الوطني , كانت تناضل في كل الجبهات , والإتجاهات
في الداخل .. والخارج . في الكفاح المسلح .. والعمل السياسي . في مجال التربية , ومحو الأمية , إلى التمريض
في الميدان , إلى الساحة الجماهيرية ,بين النقابات , والمنظمات الشعبية المختلفة ,
وممارسة رعي المواشي , وتصنيع الفحم في الغابات , وطحن الحبوب , و - الذرة البيضاء والصفراء - بشكل خاص التي شاهدناها شخصياً في المعامل المستحدثة في المدن المحررة , وطهي الطعام وشتى الأعمال .. وتضميد الجرحى في الساحة الأمامية والخلفية –
كل ذلك كان يجري على قدم وساق وفي منتهى التنظيم والهدوء والتعاون الأخوي
يجري بصمت .. وعزم عنيد .. ومثابرة .. وعمر الثورة ستة عشر عاماً دون كلل أو ملل ..!!



كانت المرأة لولب الحركة ودينامو التطور والنجاح في الثورة الأرتيرية ..
كيف لا ..؟ وهي جزء من الأمة المشردة المضطهدة التي تعاني كل صنوف العذاب والفاقة والإحتلال وضم الأراضي ومواردها للجيران الطامعين في منفذ للبحار !؟
كيف لا تدافع عن شعبها ؟
وهي أم المقاتلين التي ترفدهم صفاً وراء الاّخر ..,, وترضعهم حليب الصمود .. والإستبسال والتضحية ؟
إنه الوطن .. إنها الأرض .. إنه الوجود والكرامة ..التي تغتالها دول كبرى كانت تتكنى بالماركسية زوراً , أو دول عالم ثالث تغتال حرية الشعوب بإسم الإشتراكية المزيفة وحرية الشعوب الأخرى – بإسم الضم – والإحتلال والسلطة والفاشية والسيطرة والهيمنة !؟

كيف لا ؟
وهي الإنسانة التي وعت دورها في المجتمع , وعاهدت نفسها وشعبها أن تكون العنصر الفعال المؤثر في نمو وانتصار الحركة الوطنية التحررية في وطنها .. وتخليصه من المحنة المصيرية تحت الإحتلال الأثيوبي منذ أكثر من ربع قرن – إنها حركة التحرر الأرتيرية وثورتها المسلحة ؟

إنها القيادة الحكيمة – التي تعرفنا عليها اّنذاك - الأمينة للشعارات التي رفعتها في تخليص الشعب الأرتيري من الإحتلال الأثيوبي مهما غلى الثمن ..
إنها الخط الجماهيري الطبقي – الوطني ,
الخط الثوري الذي يقود الأمة وأبناءها إلى خوض معركة التحرر الوطني بالإعتماد على استنهاض وتوعية وتجنيد كافة شرائح الشعب صفاً واحداً وجبهة وطنية متراصة واحدة لبلوغ النصر على العدو .

وقد استجابت المرأة الأرتيرية هذا النداء بكامل حسها الوطني , ووعيها ومسؤولياتها الإجتماعية وبكل ما تملك من قوة .
وقد صقلت المنظمات , والجبهات المسلحة فكر المرأة الأرتيرية عبر النضال اليومي والتربية اليومية الميدانية والكفاح المستمر جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل .. بكل جدية واحترام والإعتداد بالنفس دون تكبر وتعالي وغرور ..

حقيقة كانت هذه المعايشة الحية عن قرب تجربة ثورية رائدة , في الوطن العربي والمنطقة والقرن الأفريقي , تستحق الدراسة المستفيضة , والتقدير والإهتمام , واحترام من كافة شعوب العالم الثورية وحركات التحرر الوطنية ..

* * * * *

- ( الحرب نوعان : حرب عادلة وحرب غير عادلة ) كما يقول المعلم ماو تسيتونغ
الحرب أو الثورة التي قادها الشعب الأرتيري ضد النظام الأثيوبي المحتل الأرض , كانت من الحروب العادلة .. وكذلك ثورة فلسطين والجزائر وفيتنام وكوبا وغيرها ... لأنها حرب تحرير وليست حرب إحتلال ...
..........

معايشة ... ملاحظات ... وتقييم
دروس من الثورة الأرتيرية

- المجتمع الأرتيري مجتمع منفتح ومتحرر , وشعبه بسيط وطيب وكريم , أينما ذهبنا وتنقلنا في ( المدارس , ومؤتمرات العمالية الحاشدة , والتجمعات الإحتفالية الأخرى ,,و) كنا نلتقي بالأخو ات والإخوة الأرتيريين المناضلين بالتساوي في كل المواقع التي زرناها ..

في الجبهة , والمناطق المحررة . في نقابات العمال , ومنظمات المجتمع المدني في أرتيريا كذلك في كسلا جنوب السودان , في الخرطوم وأم درمان , وأيضاً في مخيمات اللاجئين , كانت المرأة متواجدة بكثرة – تتجاوز نصف الكوادر في كل مكان – وهي تشارك في وضع القوانين , والمكتسبات العمالية , والمطالب الإقتصادية , والسياسية , والتعليم .. .
ولم تكن غائبة , في أي مجال ... في بناء مجتمعها الثوري الأرتيري , في الداخل والخارج
في ساحات المرض على أسرة القش والأرضية الترابية كانت تقوم بالتضميد والمعالجة والتمريض والولادة .. الى ما هنالك من خدمات بكل حب وتواضع .

وكانت المرأة ترافق الثورة في سباق مع الزمن والأحداث اليومية المتلاحقة والمفاجاّت ..!؟
ولذلك كانت كخلية النحل تقدم شهدها كشغالة لاتلين عزيمتها , تقدم المساعدة والعمل والتضحية بكل ابتسام وتفاؤل , خدمة لتحرير ماتبقى من وطنها , من العدو الأثيوبي ( هيلا سيلاسي ) الغاشم الذي كان يتربع فوق المدن الرئيسية بكل شراسة .
إنها لا تسأل كم سيدوم الوقت لتحرير باقي أجزاء الوطن الحبيب
كانت تقول بكل فخر واعتزاز وإصرار :
( .. إن المقاتلين والمقاتلات الذين قاتلوا في المدن منذ 190 سنة لا يزالوا موجودين في عزيمة أحفادهم أحياء لطرد المحتل الأثيوبي ) .
... إننا نحيا مع الفجر ..مع الربيع .. مع سنابل القمح وغابات تلالنا التي زرعناها بقلوب أحبائنا
سوف نسهر معها حتى اّخر الليل , سوف نسهر مع أصوات البنادق حتى يرتفع علم بلادننا فوق أسمرا العاصمة ) –
يا له من تصميم وعناد والتزام بالفكر التقدمي الوطني الواعي , والمشاركة الرفاقية .

إن المرأة هناك في ( الميدان ) , لا تتعلم فقط فن قتال العدو والمهارة في صيده , إنما تتعلم أيضاً فن الطهو والخبز وتحضير الطعام لكل تلك الحشود – طبعاً جنبا إلى جنب و بمشاركة أخيها الرجل - بما يتلاءم وتلك الظروف القاسية والبائسة . إنها لاتتأفف , إنها تبتسم دوماً لأن العمل هو جزء من حياتها اليومية .
إنه الواجب , الواجب الوطني .
وهل يوجد مخلوق أكثر من المرأة يتفهم الواجب كما تتفهمه بعينها بحسها بقلبها وملاحظتها وحبها ..؟
لا ...,, إنها الفراشة .. النحلة .. البلسم .. الوردة ..,, كما أنها أيضا الدينامو , والأساس , الذي يحرك كل عملية متفاعلة
مع الطبيعة .. والمجتمع الإنساني المتقدم نحو البناء والتحرر
.

كثيرا ما كنت أستيقظ ليلاً وأنا في الميدان , كل ساعة وأخرى حيث " أصوات الحباحب " الموسيقية تملأ الغابة , كأنها ترحب بنا بلغتها الخاصة بزوار وضيوف الثورة البطلة !
وفي أثناء صحوتي تلك كنت أسمع حفيف أقدام المقاتلات والمقاتلين أثناء الحراسة ليلاً , ومرّة , في صدام مسلح حصل في تلك الليلة مع العدو – وكيف كن يحرسن الموقع ويعبئن ساحة المعركة بما يلزم وقد أيقظونا خوفاً علينا ونقلونا إلى موقع خلفي اّمن ,,
ما أجمل تلك الأيام التي تمنيناها في وطننا المحتل !؟
إنها الحياة المشتركة و العلاقات الأخوية الرفاقية الراقية ..التي أرجعت لنا ذكريات الأغوار في الثورة الفلسطينية .. إنها الحياة الواحدة المشتركة ..
لا أرقى ولا أجمل , وأفضل من تلك الصداقة القتالية في خندق واحد دون تمييز بين رجل وامرأة
إن الثورة مطهرة الأخلاق , مهذبة النفوس , ومؤسسة العلاقات والمعايشة الإنسانية الطبيعية الصافية المستمرة بين الجنسين , وتحرّر الإنسان من العقد الرجعية , والتصورات الخاطئة التي توارثتها بعض المجتمعات , أو أدخلت عليها قسراً ,
ولكن ما لمسناه حقيقة هنا بالنسبة للمجتمع الأرتيري الذي عشنا فيه وبين فصائله المتنوعة فترة من الزمن هو الإنفتاح التحرر النظام النظافة الجد فرح الوجوه والمحبة الرفاقية ,, تكونت لدينا صورة مشرقة وجميلة حملناها مع رائحة القهوة وجمر ( الجبنة ) * ونكهة الهيل والبخور ..
حقاً أنه مجتمع متحرر بحسب طبيعته وتكوينه التاريخي الأصيل ..
هذه المعايشة الحية مع الفصائل المقاتلة في الجبهة والخطوط الأمامية في المناطق المحررة , أومع المنظمات الجماهيرية والمؤسات الأهلية الأخرى , كونت لدينا هذه الصورة البهية , والمشهد الثوري الناصع الناضج والراقي , في العلاقات الإنسانية العامة , وخاصة بين المرأة والرجل , وحمل المسؤوليات الكبرى النضالية والتاريخية ..
إنها الثورة وجمالها ودروسها الغنية في حقل تجارب الشعوب التواقة للتحرر والعدالة والسلام المبني على العدل والحقوق الوطنية .....
لاهاي / نيسان , أبريل / 2010 .
----------------------------------------------------------------------------------------------------
* الجَبَنَة : هي ركوة القهوة الفخارية شكلها كالأبريق , وتحضيرها وجلستها لها طقوس أرتيرية خاصة .



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم .... ومداياته ؟
- كمشة زهر , رشة عطر , دمعة ألم ؟
- نيسان الجلاء , متى الجلاء الداخلي يا سورية ؟
- نزهة فوق الأديم
- صيدنايا بين القداسة , والتعاسة ؟ صرخة تاريخية .. قانونية .. ...
- الضرائب ..!؟
- الكلمة في الإنجيل - أضواء على العهد الجديد ؟ - 4 - والأخير
- على مشارف الفجر -7
- تناقض .. وانسجام ؟
- إنتظار , وأمنيات ..؟
- صورة أمي .. قديسة بيتنا ؟
- يا نوح أين السفينة ..؟
- نسائيات -4
- حدثني والدي ..؟ من ملعب الزهر , إلى روضة العلم
- من قال لكم أننا سنتلاشى ؟ الحياة جميلة ..
- من الرائدات : الجوكندة العراقية , الأميرة , الفارسة , والرحّ ...
- من خواطر زوجة معتقل سياسي ..؟ - 20 - مهداة إلى سجينات وسجناء ...
- وظيفتي : كتابة الرسائل ..؟
- العيون اللاقطة ..؟ -1
- تعابير ومفردات عامية صيدناوية - 6


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - مريم نجمه - المرأة الأرتيرية عبر الثورة .. مشاهدات وعبر ؟