أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - في يوم تشيع شهيد معركة الأمعاء على الجعفري














المزيد.....

في يوم تشيع شهيد معركة الأمعاء على الجعفري


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2977 - 2010 / 4 / 16 - 11:08
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



هناك في سجون دولة الاحتلال الإسرائيلي المقامة على ارض فلسطين يقبع الآلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب الذين يتعرضون لأبشع أنواع المعاملة من قبل إدارة السجون التي تستخدم سياسة ممنهجة للنيل من عزيمتهم وإيمانهم بقضيتهم.
وينتمي القابعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي لنخبة المليون اسيرة وأسير فلسطيني وعربي ذاقوا الم العذاب والقمع والحرمان على مدى سنوات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 ، وقدموا مئات الشهداء في معركة الحفاظ على الكرامة الإنسانية والوطنية التي ما زالت فصولها مائلة أمامنا.
في يوم الأسير الفلسطيني الذي أقرة المجلس الوطني الفلسطيني كتعبير عن استمرار شعبنا في مقاومته للاحتلال والكفاح المشروع لنيل أسرانا وأسيراتنا حريتهم عبر النضال ضد الظلم وسيطرة محاولات المحتل للنيل من حرية شعبنا وكرامته لا زال أسرانا يتعرضون لصنوف شتى من التضييق وامتهان الكرامة الوطنية حيث قدموا الشهداء في معارك الجوع البطولية.
لم يكن من السهل على الحركة الفلسطينية الأسيرة اتخاذ قرار الإضراب عن الطعام، ولكن حركتنا الأسير اعتمدت مقتنعة شعار "نعم لألام الجوع لا لألام الركوع"، وقد كلفها هذا الشعار خسائر لا تعوض بفقدان العشرات من قادتها الذين قادوا معركة الكرامة والحرية.
من حقهم علينا ونحن نحي يوم الأسير الفلسطيني استحضارهم وإبراز بطولاتهم وكأنها ألان، فمثل عبد القادر أبو الفحم وراسم حلاوة وعلي الجعفري واسحق مزاغة وحسين عبيدات لا تطويهم الذاكرة، فهم قادة الشعب الذين قاوموا بإرادتهم حتى الرمق الأخير متسلحين بشعارهم المقدس نعم لألام الجوع ر لألام الركوع.
في عام 1981 استخدمت إدارة السجون أبشع الوسائل لكسر إرادة اسرى سجن نفحة الصحراوي لحملهم على فك إضرابهم عن الطعام الذين خاضوه احتجاجاً على ظروف المعتقل الصحراوي القاسية الذي يبعد 200 كم عن مدينة القدس المحتلة، والذي بني خصيصاً لقيادات الحركة الأسيرة بهدف إخضاعهم للموت التدريجي والبطيء في سجن يعتبر غوانتنامو الأمريكي فندقاً مقارنة بة.
لقد جن جنون مصلحة السجون التي اعتبرت إضراب نفحة تحدياً غير مسبوق لدولة الاحتلال، وبهدف إحباط الإضراب استخدموا كل الوسائل المتوفرة، كانوا ينقلوا الأسرى من العيادة لإجبارهم على تناول الطعام بطريقة همجية، وكان الأسرى يرفضون تناول الحليب فيعمد الطبيب بمساعد الشرطة على فتح فم الأسير المتعب جراء الإضراب بكماشة ووضع بربيج"الزوندا" في فمه أو أنفة ومحاولة إيصال الحليب عبر محقن إلى معدة الأسير بهدف كسر الإضراب، وقد تعرض غالبية أسرى نفحة المضربين عن الطعام لهذه العملية الخطيرة ومنهم الأسيران راسم حلاوة من مخيم جباليا وعلي الجعفري من مخيم الدهيشة.
كان طبيب السجن مدرك خطورة العملية لإمكانية دخول الحليب إلى الرئتين ما يشكل خطراً على حياة الأسرى، وكان يتعامل بوحشية حتماً ستؤدي إلى الوفاة، وهذا ما جرى لحلاوة والجعفري اللذان اعدما بقرار من السجان الإسرائيلي الإضراب الذي هزم في معركة الإرادة معركة نعم لألام الجوع لا لألام الركوع، لقد اعدما في اليوم التاسع من الإضراب.
ولم تكتفي دولة الاحتلال بقتل حلاوة والجعفري بل حجزت جثمانهما في مقابر الأرقام إلى جانب المئات من الشهداء الفلسطينيين والعرب كعقاب لهم على انتمائهم لقضيتهم وتقدمهم للصفوف في معركة التحرر الوطني.
بعد 13 عشر عاما من الاحتجاز في مقابر الأرقام سلمت دولة الاحتلال الإسرائيلي رفات الشهيد على الجعفري إلى ذوية، واذكر أن سكان مخيم الدهيشة والمحافظة لم يفارقوا منزل الشهيد الجعفري لأيام حتى وصل الرفات ليلاً، وقتها استقبل الجعفري بالطريقة التي يستحق، وشاركت في استقالة ووداعة كل شرائح المجتمع التي حملت الرفات الذي لف بالعلم الفلسطيني، وبعد إتمام مراسيم الوداع السريع انطلق موكب التشيع سيراً على الأقدام إلى مقبرة بلال ابن رباح.
لماذا نستحضر الجعفري بعد هذه السنوات؟ وهل من حقنا أن نقلق راحته في قبره؟ هل نستعين بة ورفاقة من كوكبة الشهداء على سنواتنا العجاف؟ نحن الذين قررنا أن ننسى رغم فوضى الشعار الذي نتشدق بة بمناسبة وبغير مناسبة، ولو قدر لنا السؤال لقال اتركوني ولا تقلقوا راحتي في قبري فانا لا انتمي إلى عالمكم، فعالمي مفعم بالأمل والتواصل مع أبناء جنسي من الذين فضلوا الآلام الجوع حتى الموت على الركوع.


لو قدر للجعفري وغيرة من المضحين من اجل الحرية العودة لأشاحوا بوجوههم عنا، كانوا سيضحكوا مطولاً على حالتنا، كانوا سيرفضوننا ويلعنونا نحن الفلسطينيون الجدد في الضفة وغزة.
لو قدر لهم العودة لإعادة العربة على السكة، وصاحوا بأعلى الصوت ...الدم الفلسطيني خطُ احمر... والوحدة الوطنية هي الصخرة التي تتحطم عليها الأجندات الانقلابية والانقسامية وهي وحدها القادرة على كشف الوجه البشع للحالة الراهنة، وهي وحدها التي تمتلك قوة إسقاط الورقة عن عورة الفساد وعراب المرحلة الذي تخلى عن موقعة، عراب المرحلة الذي قاد جماهير شعبة في الوطن والمنفى وهرب كما فئران السفينة بحثاً عن مصالحة التي لا تستوي مع طبقتة التي استخدمها حطباً لنزواتة ولا زال.
من المجدي أن نعترف أننا أبناء مرحلة موقف اللاموقف، وفي مرحلة موقف اللاموقف تأخذ الأشياء الشكل الرمادي الفاقد الملامح وتغيب الحقيقة ويتم السطو على الذاكرة، وتتداخل الصور، وتطفو ورقة التوت على السطح، لكن للحقيقة قوة تفرض نفسها على اللاموقف، الحقيقة تتخذ شكل البشر والحجارة واسري وشهداء بعضهم في القبور والبعض الأخر ما زال ينتظر.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات على الحاجز؟؟
- يا سيدي: من حقي أن أعود وأنت لا تمثلني؟؟
- يوم الأرض 2010
- لماذا تستهدف دولة الاحتلال أطفال فلسطين؟
- الزميل عبد الناصر النجار: لا يكفي حرق أثاث النقابة
- هل تريدون انتفاضة في مناطقC ؟؟
- شعب بلا قيادة وقيادة بلا شعب
- الثامن من آذار وجرائم..الشرف؟!
- النقد عيب: لان السكوت...؟؟!!
- الدكتور عزيز ألدويك صمت دهراً ونطق.....
- الوقائي يعتقل والجبهة الشعبية تدين!!!
- عن الشعار الشجب والاستنكار وأشياء أخرى
- دكتور صلاح عودة : العيب مش في شعب فلسطين
- سيدي محمود الزهار: كلنا قتلة
- كيف الحال يا قدس
- للموت في فلسطين طعم آخر
- طز في القناة الإسرائيلية العاشرة
- الشيخ القرضاوي: لا يهم الشاة سلخها بعد ذبحها
- فلسطين: صاحبة الجلالة في ذمة اللة
- نتنياهو يضرب الكف ولا يعدل الطاقية


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - في يوم تشيع شهيد معركة الأمعاء على الجعفري