ليس من اختصاص الرئيس البشار العفو عن جرائم واقعة على امن الدولة ؟؟

كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 906 - 2004 / 7 / 26 - 10:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

جرت العادة عند كثير من الملوك والرؤساء العرب تقديم عطاءات بالجملة وبالمفرق لشعوبها , مثل عفو عام يتكرر في مناسبات معينة مثل ولادة ّذكر للملك أو زواج أحد أبنائه .
في سوريا اعتاد الشعب السوري في ظل القيادة الحكيمة والشجاعة للرئيس الراحل , على عطاء مميز يتكرر عند كل تجديد بيعة وبالتحديد في 12 آذار وما يسميه الاعلام الرسمي – عيد التنصيب . عفو عام عن المجرمين والفارين من الخدمة وعلى حوافه عفو خاص يشمل سياسيين قاب قوسين أو أدنى من الموت , أو سياسيين أصبح تقييم الأجهزة للأفراج عنهم ايجابيا .
جاء الرئيس البشار وذاد في هذا العطاء ليتكرر تقريبا كل سنه في ذكرى خطاب القسم .
لقد كان العفو الأخير هو الأسوأ في تاريخ سوريا الحديث , لأسباب عدة في مقدمتها تشجيعه على الجريمة الفردية , فالمجرمون الجدد لم يدفئوا أمكنتهم بعد في السجن . ومنها أيضا ما ينتظره السوريون من عفو عام بآلية مختلفة عن السابق ، فإذا بالعفو الجديد يذكرهم بأن أخطر أنواع المجرمين هم الذين يتطاولون على اختصاص القيادة ويفكرون بالشأن العام , كيف نفسر شمول العفو لمن سرق ونهب أموال الدولة مثل الوزير السابق سليم ياسين ومفيد عبد الكريم ولم يشمل عارف دليلة وحبيب عيسى مثلا !!
كيف نفسر عدم شموله قائمة من المجردين مدنيا ناشدت الرئيس أكثر من مرة كونه الوحيد بحكم صلاحياته الدستورية العفو عنها ومن منطلق انساني ليتمكنوا من العودة الى وظائفهم ؟؟
أهذا هو التطوير والتحديث الذي يطبل ويزمر له الكثير من المنافقين عربا وسوريين وهم يتحدثون عن السنوات البشارية ؟؟
على العكس تماما إن ما تحتاجه سوريا كي يظهرضوء في نفق طريقها المسدود, عفو عام أخر يبحث بجرأة وضع المفقودين والمنفيين والمجردين مدنيا من أجل ان تتصالح الدولة مع مواطنيها .
لم تفعل القيادة ذلك هي تسير على طريق صدام حسين وعفوه الأخير, ذلك شأنها .
العتب أيضا يمكن أن يوجه على الحركة الوطنية والديمقراطية أو أطراف منها مازالت تراهن على المناشدات والمذكرات وترفض النزول الى الشارع كي تضغط من أسفل لأجل ذلك . لا تزال تخاف من تهديدات مهدي دخل اللة وأمثاله كون هؤلاء يضغطون تهويلا بالتنسيق مع الخارج لإضعاف الموقف الوطني السوري .
لماذا الخوف بعد أن سدت أمامنا كل السبل ؟
لماذا نترك أكثم نعيسة وحيدا إذا كان هذا الطريق هو الوحيد المتبقي من أجل تحصين سوريا من الداخل بوجه الخارج ؟؟
كامل عباس
اللاذقية

#كامل_عباس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات