أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - امنة محمد باقر - ثمن الحرية 2 / من قصص ضحايا الارهاب















المزيد.....

ثمن الحرية 2 / من قصص ضحايا الارهاب


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 2976 - 2010 / 4 / 15 - 08:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ثمن الحرية باهض ، ولايستطيع ان يعطيه عن طيب خاطر كل احد ... ثمن الحرية باهض ، ولا يشتريها كل احد الا ذلك النوع الفريد من البشر ، احباب الحرية ، رجال عشقوا ذلك الرمز واخلصوا له الحب حتى صارت قمصانهم حمرا .. وثقب الموت اجسادهم بفوهات البنادق ... وما اعجب ان يمتلأ صدر الشاب ذي الربيع الخامس والعشرين بقنابل نافذة تترك الاحشاء فارغة ... وياللموت من محسن حين يخلص اولئك الابطال من ايدي جبناء العصر واعداء الحرية ..

ويلجمال الموت ... حين يذهب له هؤلاء مضمخين بالدماء ... والسماء اعدت زينتها ... والارض فرشت ورودها لتحتضنهم بكل دفء .. والاله ذاته يومها بكى ...

ان رحيل الشاب حيدر كان مأساويا بكل ما في المآسي من معنى .. احتضنه حينا بدموع لم تجف الى يومنا هذا ... وعم الذهول عقول الشيب والشباب ، وصعق الاطفال بما يرون .. فمن كان يهديهم مجلة فراشات قد رحل ، ومن كان وعدهم برؤية كاس العالم على الستلايت المشفر ... قد رحل ، ومن كان يحكي قصص شكسبير قد رحل ، ومن كان يعدهم بمدينة اجمل قد رحل ... ومن كان اكثر الفرحين بسقوط الطاغية قد رحل ... لأن الطاغية لايقبل ان يترك الناس تفرح بعده ... والذي لم يمت في حرب القادسية الزرقاء ، وام المهالك ونهران الدم كلها التي سبقت سقوطه ... يريد له ان ينال حصة ... تمتد لتأخذ حتى من ولد عام السقوط 2003 .. بل عام السعادة بالنسبة لنا جيل من لم يذق للهناء طعما .. جيل من حكم عليهم بأن يروا الحروب غصة بعد غصة ..

ولأترك شأننا ... واحدثكم في شأن شاب من جيل الثمانينات .. ولد عام 1979 في نفس يوم ولادة شكسبير ، ليصبح من علماء اللغة ومن اكبر مثقفي العراق في القرن الحادي والعشرين .. ولدي من الاثباتات مايكفي لذلك ، زميل دار الحرية العالمية 2004 ، زميل المعهد الدولي لحل النزاعات في قبرص 2006 ، زميل برنامج كو سكولارز لعام 2006 في سويسرا ، ماجستير ترجمة فورية انكليزي من كلية اللغات جامعة بغداد 2005 ، من الطلبة الاوائل في مرحلة البكالوريوس عام 2001 وهو كان قد اكمل الماجستير يوم سقوط الصنم 2003لكن مناقشة الاطروحة اجلت الى عام 2005 بسبب ظروف الحرب ، مدير مشاريع المنظمة الجيكية ( ناس في حاجة ) لاعمار المدارس في العمارة منذ2003 ، رئيس ومؤسس اول جمعية عراقية في مجال المجتمع المدني وفي محافظة تعج بالبؤس كالعمارة وهي الجمعية العراقية للتغيير ... وغير هذا كثير مما لايعد ولايحصى في عمر 25 سنة توجت تلك التحضيرات بترشيحه من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للدراسة في لندن او اميركا ... ولم يقبل حصَاد الارواح من همج البشر ...

ان الله يعطينا الحياة والناس يقتلوننا ... وعجبا اننا في العراق ... يخلقنا الله ، ويقتلنا الناس .. ومن اشهر مقولات ابطال كربلا ... مقولة السجاد عليه السلام : كان لي اخ يدعا عليا قتله الناس ...

وفي تلك المقولة اكبر العبر .... في ان الناس تستخدم القوة المخولة بها ... لتفسد في الارض وتطغى طغيانا مبينا ...
قرات كل الاشعار فرأيتك في ضحاياها ... ونظرت كل الابطال فرأيتك فارسهم ..
ايها القمر المنير في سمائي .. اهديك اشعار بنت الهدى .. وتهدج علي ابن ابي طالب .. ودموع فاطمة ...
... غالتك ايدي الغدر ... وانت من رفع سماء المجد ... ايها القمر ... الذي ماافل ولاغاب عنا ... لماذا رحلت ؟

حين التحق حيدر بكلية اللغات ، قال عنه احد الاستاذة ّ هذا الطالب مو طبيعي ّ .. لشدة ذكائه ، كان تسلسله الثاني على المحافظة في الفرع الادبي ، رغم انه كان يستطيع الدراسة في الفرع العلمي .. لكنه عشق اشعار وليام شكسبير ، وثقافته التي نمت قبل دخوله عالم الدراسة الاكاديمية ، بدأ بقراءة الجرائد في الصف الثالث الابتدائي ، يمتلك حيدر وجها هو فلقة قمر ، رموش طويلة ساحرة ، وعيون انقى من لون الشهد ، ولونا احلى من الخمر ، وشعرا كان ينسدل بجمال اخاذ حتى وهو على صخرة المغتسل .. وحين كان طفلا ... كان الاباء يحسدون جماله قبل الامهات ... اي سيرة اخط .. واي ذكريات اقص .. كأنني عشت معه .. لكنها حكايات قيلت لي عن ذلك الملاك الطاهر الذي تعرفت اليه في كلية اللغات جامعة بغداد ، وقد قال عنه رئيس قسم الانكليزية في كلية اللغات الاستاذ عبد الحميد بعد ان سمع باغتياله وهو يستعد للدكتوراه ّ ان حيدر كان صديقا قبل ان يكون طالبا " .. ومن الصعب جدا ان تصل محبة الطالب في قلب استاذه الى درجة يفضل ان يقول فيها الاستاذ انه صديق ... وليس كل طالب يصل الى هذه المرتبة ..

اما المدرسة الابتدائية التي درسنا فيها سوية ... فكان فريق الكرة والطلبة في الصفوف المتقدمة يطلقون عليه اسم " نونو" تحببا ويغدقون عليه شتى الالقاب ، طفل مدلل في البيت مبتهج متقد الذكاء في المدرسة ، يفوز في بطولات الشطرنج ، يصرف مدخراته على الكتب والقصص والقرطاسية ، مرتب جميل مهندم ، لا يستخدم الا ارقى انواع القرطاسية ، عرف عنه المقربون منه حبه للكتب والقرطاسية ، حتى قالت اخته انها في الجامعة كانت تأخذ تجهيزاتها من اخاها " الكعدة " وهو في الصف السادس الابتدائي ، لأنه يصرف كل مدخراته على الكتب والقرطاسية ..

ويقتل حيدر ويترك كل تلك الكتب ... ولكن رسالة الماجستير ... ستظل اجمل ماخط بقلمه ، وهي من الترجمات الصعبة لموضوع غاية في الاهمية والحساسية " الترجمة الشفوية كتفاعل " ، والانسان اما ان يخلف مالا او علما ، ولم يخلف حيدر مالا لولعه بصرفه على الفقراء والكتب والعائلة ... ولكنه خلف علما .. سيظل يحكي قصة بطل الحرية في مدينة البؤس المعاندة لاهل العلم والتقدم الراضية بأهل الجهل ان يكونوا لها قادة ...

لكن احبة حيدر هم كل من في المدينة من اهل الخير ... يوم بكاه المهندسون والاطباء والعلماء والمجتمع المدني والقواعد الشعبية باجمعها ... وكان يوم مقتله يوما اسود ، لم يكن للموظفين والناس في الدوائر الحكومية من حديث غيره .. وكان صدمة كبيرة حتى ذهب البعض الى ان قصة مقتله يتداولها العديد من ابناء الطبقة المثقفة في النجف واهل الحل والعقد ويقال انه ممن قتلوا خطأ ... او شبه لهم ...

هنيئا لك يا حيدر ان تكون كالمسيح ... حين شبه لهم .... وكعلي الاكبر ... يقول عنه السجاد : كان لي اخ يدعى عليا قتله الناس ...
وكالحسين في الاباء ... ولسنا نقارن انفسنا باولئك العظام ... لكن احباب الحرية هم باقة ورد واحدة ... نشم رحيق واحدة فنتذكر عطر الاخرى ...
يا زمانا .. البس الاحرار ذلا ومهانة .... يامدن البؤس متى ترتدعين

ستبصر الغرف البكماء مطفاة أضواؤها.. وبقاياهم بها همل
قمصانهم..كتب في الرف ...أشرطة على الأسرة عافوها وما سألوا
كانت اعز عليهم من نواظرهم وها عليها سروب النمل تنتقل
وسوف تلقى لقى..كم شاكسوك لكي تبقى لهم.. ثم عافوهن وارتحلوا
خذها .. لماذا أنت تبكي وتلثمها كانت اعز مناهم هذه القبل
ياأدمع العين ..من منكم يشاطرني هذا المساء وبدر الحزن يكتمل؟!

وللحديث بقية .. لن تنتهي ... طالما الح علي الوفاء بالكتابة ...

حيدر يا شهيد الحرية ... قبلاتي لصدرك الطاهر .... الذي خضبته الدماء ... انحني اجلالا واسجد عبادة ... لشموخك ياملاك الحرية



#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن الحرية .. من قصص ضحايا الارهاب
- حين يقتلون علماء ... في الربيع الخامس والعشرين
- نساء ميسان ... لا احد يفهمهن !!
- لأنني .. لاأغني .. !
- البرلمان ... والطمع ...
- بلاد على قارعة الطريق ! ... ومن يهتم !
- نساء في سوق النخاسة ..............الحديث !
- خواطر ... اخيرة ..
- ذات الموضوع .... لا اغيره ...
- تيتي تيتي ... مثل مارحت !!
- الديمقراطية العراقية ...!
- انظر الى وجوه العراقيين ..!!
- امرأة في الثلاثين ...
- اليوم ذكرت اخوتي ...
- حين يصعب الانتماء للوطن ...
- من هي المرأة الكاملة ... ؟
- الطبقية التي ... حطت من مستوى البشر !
- المرأة .... وقيمة الذات ...
- أمي .... ماذا تكتبين ...
- العراق ليس بإرهابي ..


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - امنة محمد باقر - ثمن الحرية 2 / من قصص ضحايا الارهاب