أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - مشروع السيّد















المزيد.....

مشروع السيّد


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 23:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاتفسير مقنعا اليوم للعبة السلحفاتيه التي تكتنف تشكيل الحكومه العراقيه ، الاّ الأمعان في تعذيب الناس واحراق البلاد المعلقه على حبال الأقليميه والعروبيه واعمدة المصالح الدوليه ، ولاتفسير غيرلعبة تناول العشاء مع الشياطين ، وهل من جواب صريح هنا غير لعبة اقتسام الغنيمه في السياسه العراقيه التي تسود الحياة السياسيه اليوم وتهيمن على كل مفصل دون حسيب او رقيب في ظل غياب كل شرعيه ، سوى شرعنة الأقتسام وتوزيع الحصص الشرعيه التي يبدو السيد لاعبا اصيلا فيها وسط معادلات الغموض والألغاز .. وتبادل الأختلاف .. وتوزيع الولاءات .
واذكر ان بريمر قد اجاب يوما على سؤال وجهته له اطراف في مجلس الحكم عن السبب الذي جعله يعطي الأحزاب الدينيه ، مبكرا ، هذا الدور الأساس في اللعبه السياسيه حين قال : انني ارى ان لديهم قواعد شعبيه تفتقراليها الجهات السياسيه الأخرى ، وعلق على النصف الآخر من السؤال الذي يستفسر منه عن مصدر ثقته بالأحزاب الدينيه وولائها لمنهج سلطة الأحتلال في العراق قال : ان لدينا بينهم رجال الدين خاصتنا .. ممن لديهم اذاعاتهم وصحفهم .
لكن بريمر حين غادر البلاد التي تركها في جدلها المـر ّ ، لم يكن في وداعه من رجال الدين احد ، غيرالسيد برهم صالح السياسي الكوردي العلماني ، فقط ، وقد ردد بريمر عند بوابة الطائرة العسكريه دي سي 130 التي اقلته بعد نهاية ادارته لسلطات الأحتلال : اتمنى ان لااعود الى هذه البلاد ثانية .. وهو تجسيد حي للهروب الى امام ؛ كنموذج للطريقة الوحيده للتعبير عن الأخطاء الأمريكيه القاتله ..
*
المشاريع الثلاثه التي تنطرح اليوم ، من قبل رجال دين فاعلين في السياسه العراقيه ، تشير الى معاني عميقه في الهيمنه ورسوخ المنهجيه الدينيه وغياب الفكر السياسي وتبدد اي دور لأية نخب او قوى سياسيه ، فالمشروع الصدري الذي اثمر سلسلة من الأنتخابات الداخليه هو تكريس لفكرة الشورى المناهضه لكل ديموقراطيه وضعيه غير التي يراها رجل الدين بغية تأكيد الولايه وانتظار القائم ليؤسس عدله . ومشروع الطاوله المستديره كما اقترحه المجلس الأعلى يمثل رغبة المجلس لتكريس دور وطني مفقود بعد مجموعة الأحباطات التي واجهها اثر الأنتخابات المحليه والعامه ، وهو يشهد اصعب مراحل وجوده اليوم حيث تهدد تشكيلته المسلحه بدر بالأنفصال عنه في حال الأبتعاد عن ائتلاف دولة القانون او الأقتراب اكثر من العراقيه فيما يلوّح البعض ، من الطرف الآخر بأن مشروع المائده المستديره مضيعه للوقت ، وبالرغم من انني ارى ان دور السيد عمار الحكيم هو محاولة لأستعادة وسطية المرحوم السيد محسن الحكيم ، وهو ليس مجال مناقشته اليوم ، الا ان المستجدات السياسيه الضاغطه تغلب كل هدف . ويبدو ان مشروع السيد السيستاني هو الأكثر حضورا من خلال مواقف الأعتدال الظاهر وعدم الأنخراط في لعبة الجدل السياسي والحث على اطفاء نيران الخلافات والصراعات التي تشكل عدة القوى السياسيه الدينيه اللاعبة تحت رماد الهيمنة الأقليميه ومشروعاتها .. ويبدو ان دور السيد السيستاني الأكثر رسوخا وتاكيدا للتراتبيه الدينيه التي اسست مفاهيمها وسلطتها الدينيه عبر التاريخ الطويل .
*
لابد من تحرير العراق من الحاله البابليه التي يدفع اليها دفعا في تصاعد الحوارات والتهديدات ولعبة الطوائف والكيانات . فلم يعد هناك اية امكانية للعودة الى ماضي حركة عقارب ساعة التاريخ كما يهدد الضالعون في لعبة الأجتثاث والتخويف من عودة الدكتاتوريه وحلول التراجيديا ثانيةً ، فكل عقل مشدود الى الغد المفتوح برغم الواقع اليومي المرلحياة الناس ( الوضع الأقتصادي والمالي والأجتماعي المرتبك والذي ينعكس سوءا على مداخيل الموطنين وغياب فرص العمل وتفشي البطاله وافتقاد الثقه وتبديد المال العام والمصير المجهول الذي يتهدد حياة الناس وتداعي الوضع الأمني في ظل وجود جيش وشرطه يمثلان المأزق الأمني والوجودي لحياة الشعب ) وان هذا الغد يعني تجاوز كل فوضى من اجل وحدة البلاد ازاء موزاييك بلاد الرافدين الذي بلغه التشظي درجة لم يبلغها من قبل حتى غدت صورة ( اللادوله ) هي اعتى تعبير عن المحنه ازاء ارادة ملوك الطوائف واصرارهم على التفكيك لكل ثابت موجود في الحياة العراقيه .
ان الحقائق التي تقال في البيانات هي غير تلك التي يقولها السياسيون فيما بينهم خلف الأبواب المغلقه وان اللعب في الوقت الضائع هو مايدفع بالعراق الى الفوضى والبلقنه والأفغنه ودولة السيطرات المسلحه والرمي الحي على صدور عاريه . ووفق هذا الواقع يظل العراق وسط دائرة الأحتمالات المفتوحه ماقبل الأنسحاب ومابعده وكأن القوى السياسيه الناطقة تتعمد التأخير لأنها ضليعة في مخططات التهديد والبلقنه القادمه حتى ليبدو التناقض المرسوم بين كيانات المجتمع يهدف الى تمزيق الأتفاقات والدساتير وقوانين البقاء نحومزيد من التناقض وتحويل كل طيف الى افق وحيد له رموزه ودكتاتورياته وولااءاته بأنتظار (طرواده عراقيه) يلعبها هذا الطرف او ذاك في ايام الفراغ القادم .
*
ان اوربا قلقه على واقع العراق بعد الأنسحاب الأمريكي وتبحث عن دور للناتو في المستقبل فتقدم قدما وتؤخر اخرى ، وامريكا معلقه على ضعف اوباما ازاء الضغط الداخلي ، وتردي الوضع الداخلي العراقي ، ويحذر توبي دودج الخبير في جامعة كوين ماري عن مستقبل الوضع (اذا خرجت الخلافات السياسيه عن السيطر وتشرذمت قوى الجيش والشرطه في غياب مؤسسة الدوله فأن ناقوس الخطر سيدق ) وحيث تشتت المواقف وتصادمها وتنازع الحوارات ورغبة السياسيين المجنونه للأستحواذ على السلطه ، تتكرس مشروعات رجل الدين وكأنها الحلول الوحيده برغم انها الطريق المحذور نحو الفكرالديني ونزاع العقائد ، وبينما يطل مشروع السيد العميق الجذور في عقل الأغلبيه في العراق ، يذكرنا نعوم تشومسكي :
ان الديموقراطيه الأمريكيه في العراق هي نموذج للتحريف وقد تجسد في ابهى صورالبشاعه القائمه على رشوة رؤساء العشائر وشراء ذمم الوجهاء
وانعاش الأصوليه المريره ..
وصعود الظلاميه الدينيه .. العدميه !!



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى اصطياد الفيل العراقي
- من يقلب الطاوله على الأمريكان ..
- تحالفات الأضداد والطريق الشائك الى الغد
- الخروج من المنطقه الزمرديه .. الى فضاء العراق
- الأصبع الذي يمحو الأختزال
- دليل الناخب النجيب
- مِنْخَل الأخطاء العراقيه
- الدوله الرخوه
- اسمنت
- منسيات التاريخ .. نحو كتابه مغايره
- ارض أ ُخرى
- بساط المنزل .. يوميات زهرة الثلج
- نافذة على عتمة المنزل
- ابقار
- كريم رسن : الكرافيتيّه من اثر حرائق المدينه .. الى شيفرات ال ...
- دائما ..ثمة امرأة تكرر اخطاءها
- يداك تشيران الى جهتي
- طارق ابراهيم : الحروفية ليست تزيينا لكتلة الخزف
- نساء قيس السندي .. الفكرة حين تكتسح الرسم
- بلاسم محمد : يوميات الخروج من الرسم


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - مشروع السيّد