أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - حسين حامد حسين - ألسياسيون وطموحاتهم العمياء ... (ألحلقة الثانية)















المزيد.....

ألسياسيون وطموحاتهم العمياء ... (ألحلقة الثانية)


حسين حامد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 21:18
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


ألسياسيون وطموحاتهم العمياء ... (ألحلقة الثانية)
بين أحقاد مقتدى الصدر وتعند الاكراد , المالكي هو الضحية ...

بقلم : أ . د . حسين حامد حسين

في الحلقة الاولى كتبت نقدا عن القائمة العراقية برئاسة الدكتور علاوي وعن طبيعة تكوينها وتمويلها من قبل المخابرات السعودية والمخابرات المركزية الامريكية والبريطانية . و ليس في ما كتبته نابعا من عداء شخصي للرجل , بل كانت هي حقيقة امام الله من اجل تسليط الضوء على السياسيين الذين يطالب شعبنا معرفتهم والوثوق بهم . ومع علمي ان كتاباتي هذه تثير حفيظة الكثيرين وتغضبهم , وان الكارهون لي أمسوا كثيرون , لكن ذلك لا يهمني أبدا , ليقيني ان الاخيار والمنصفين في العراق يهمهم سماع تلك الحقائق . فضلا من ان هذا النوع من الكراهية من البعض لما اكتبه يلبسني حلة مشرفة في دفاعي عن وطني من اجل الحق .
والذي يهمني أكثر هو ان لا أجد العراق لقمة سائغة في افواه من يريدون ان يجعلوا من انفسهم أسيادا وهم في الامس القريب كانوا عبيدا للنظام المقبور . أريد لهؤلاء ان يتذكروا ان مثلهم عند الاخيار من شعبنا كمثل الديك الرومي . حينما ينفش ريشه متغطرسا , لا يلبث ان ينظر الى ساقيه الهزيلتين وقدميه القميئتين , فيتذكر حالا ان غطرسته لاتتلائم مع قبح موروث فيه لا يزول , عندها تهفت وتتلاشى غطرسته . وستظل كتاباتي باذن الله تعالى مستمرة من اجل فضح زيف السياسيين الذين لا يحترمون ارادة شعبنا . فمن كان يستعذب أكل فتات موائد الطاغية المقبور , نجده اليوم زعيما مع انه وغيره ما يزالون يستمرؤن صدقات الاجانب . فسياسيونا (زعماء العراق الجدد) , وللاسف لا يجدوا في انفسهم حرجا من كشف أهواءهم المريضة والاعلان عن انانياتهم البشعة عند تعاملهم مع قضايا الوطن والخيرين . ونجدهم وكانهم يمنون على العراق وشعبه وكانهم هم وليس الولايات المتحدة من أطاحت بالنظام البعثي وأعتقت العراق من جحيم المقبور صدام ! ترى لماذا يشعر هؤلاء هكذا وهم لم يقدموا للعراقيين والعراق من شيئ اللهم سوى انفلاتهم المخجل في مزايداتهم الرخيصة في حملاتهم الاعلامية ضد العراق والخيرين . فنراهم يتصرفون وكأن العراق ضيعة توارثوها عن أجدادهم . وينسون ان المالك الوحيد للعراق (والملك لله وحده) هو شعبه فقط . وان العراق هومؤسس أول حضارة عرفها العالم , وانه لم يكن العراق يوما الا ذلك الرمز العتيد لوطن جبار رغم كل الانصال التي توجه الى قلبه . وأن شعوبا عظيمة في العراق سادت ثم بادت ولم يأخذوا معهم منه سوى دعاء : أما بالترحم لهم او باللعنة عليهم . أننا نراهم وكأن لسان حالهم يقول ان فرصتهم الثمينة الان , وقبل فوات الاوان , للفوز بتقطيع جسد هذا الوطن الجبار عراقنا , وبأي ثمن يقبضونه مقدما من اسيادهم في الخارج . فاين يا ترى هي وطنيتكم يا ساستنا ؟ يا انتم من عرب وكرد يا من تطمعون بالفوز بكل شيئ على حساب قيمكم الاخلاقية من خلال اساءاتكم الى كل المعايير التي لا ترضي الله ولا ترضي الضمير الانساني ؟

فأنتم تهددون وتتوعدون وتزعلون وتغضبون , ضاربين بحقوق هذا الشعب المسكين عرض الحائط وهو ما يزال يئن ويعاني من الفقر والخوف والارهاب .
فأنت يا سيد مقتدى الصدر مثلا , لم تجرفك أحقادك هكذا لتنسيك التصرف من خلال ورع تدينك من اجل الحق بينما يفترض ان هذه العمامة التي تعتمرها فوق رأسك هي رمزا للامتثال والطاعة لسلطة الحق التي يأمرنا بها الله عز وجل . فتدفعك غلوائك انانيتك للحقد على السيد المالكي ؟ ولماذا ؟ لان المالكي , كرئيس للوزراء وتقع عليه مسؤولية حفظ امن البلاد , قام بقمع ارهاب مليشياتك وما سمي بجيش المهدي بعد ان صاحت البصرة وابنائها الويل والثبور من ارهابهم . ثم من هم في جيش المهدي هذا ؟ اليس اكثرهم كانوا اعضاءا في منظمات المقبور عدي من فدائي صدام ؟ وان المالكي ( وهنا نتكلم انصافا للحق وحقيقة الرجل ) حينما قام بواجباته في حفظ الامن ونال من العراقيين الثناء والشكر , فانه لولم يفعل مافعل ماذا كانت نتيجة ؟ ماذا كان موقف تلك الافواه المنفلة التي تتباكى مع كل شاردة وواردة وتبحث عن حجة من اجل اسقاط الحكومة وتقيم الدنيا ولا تقعدها . ثم ما اسهلها من القاب تمنحونها مجانا (جيش المهدي) , (مدينة الصدر) , الا يذكرنا ذلك بما كان المقبور صدام يمنح القابه مجانا على مرافق الحياة العراقية؟ واليوم , ويا سيد مقتدى (وانت تدعي الايمان والتدين ) لمذا لا يجدك الشعب مثالا للايمان ؟ أوليس من أخلاق المؤمن الصفح ونسيان الاساءة (واذا ما غضبوا هم يغفرون) (صدق الله العظيم) ؟ فكيف اذا كانت تلك (الاساءة )والتي يبدوا انك لا تستطيع ان نسيانها ولا غفرانها ,كانت من اجل تطبيق القانون لحفظ حياة خلق الله من مجرمي مليشياتك ؟ وهل تعتقد ان في ما قام بفعله السيد المالكي لميليشيات ارهابية كجزء من واجباته شيئ لا يرضي الله ؟ وها انت تعلن يا سيدنا العزيز ان أتباعك معارضون تماما لاختيار المالكي للمنصب . فاين هي قيم التسامح والعفوا لديك يا سيد مقتدى الصدر كرجل مؤمن وانت تعلم ( ان الله عفو يحب العفو) ؟ ثم كيف تسمح لنفسك يا سيد مقتدى بالظهور في مقابلة مع (قناة الجزيرة ... الحقيرة) في العاشر من نيسان لتقول ان (القواعد الشعبية لديهم فيتو ضد المالكي والقواعد الشعبية ترفضه)؟ ثم ان كانت رغبة الشعب امانة في رقبتك فعلا كما صرحت , وتعمل على توصيلها , اليس حريا بك ان تكون ألامانة لديك هي ان تلتزم بحدود الله , وتقوم بتنقية قواعد مليشياتك من القتلة والساديين والارهابيين ليكون لك من بين العراقيين ما يترحمون به على روحك عند موتك ؟ وهل تعتقد يا سيد مقتدى لو ان السيد المالكي ظل تبعا لايران كما كان , ولم يتحرر من تبعيتهم ويبرهن على التبرئ منهم كما فعل وما زال يفعل , هل تعتقدنا سنظلم انفسنا هكذا وسيطيب لنا سبابك وسباب الاخرين لنا لمجرد دفاعنا عن الحق ومساندة الاخيار من اجل بناء العراق ؟

ثم انتم يا اخوتنا الاكراد , مالكم تتحاملون حقدا على المالكي هكذا لانه لم يستجب لمطاليبكم في مسألة كركوك بالذات؟ وهل اذا ما وجد بين المسؤولين من يفكر برجاحة عقل من اجل حقن الدماء في موضوع حساس كموضوع كركوك والذي نعتقده مشكلة حقيقية ومن اكثر المشاكل حساسية, هل من الحكمة ان تغضبوا هكذا لأن السيد المالكي كان يرى ما لا ترونه ؟ فتبحثون على من يأتلف معكم ليقدم لكم تنازلات اكبر من اجل اهدافكم ومطالبكم التي لا نهاية لها ؟ وهل علينا ان نذكركم بانكم كنتم في اكثر الحقب التي مر بها العراق احسن حالا من جميع العراقيين ؟ ومع اننا نتمنى لكم الخير دائما , ولكن ذلك حقيقة تعرفونها انتم قبل غيركم , والحق يجب ان يقال . اولم يكونوا مستشاريكم من عملاء صدام يتلقون رواتبهم الشهرية من المقبور صدام (بالكواني ) لضخامة أعدادها والعراقيين محرومون من اكل الحم لغلائه ؟ وها هم اخوتكم العرب من العراقيين في هذا العهد لم يغضبوا عليكم وانتم تحاولون الاستيلاء على كل ما تستطيعونه من فرص وبغير حساب . فاخوتكم العراقيين ما زالوا يتذكرون كيف ان السيد مسعود البرزاني وحزبه طلبوا بانفسهم مساعدة المقبور صدام لمحاربة السيد جلال الطلباني وحزبه حينما كان الصراع على النفوذ والمصالح بينكما على أشده ؟ وقد ساعدكم المقبور صدام وتم لكم ما أردتم بالرغم ما تسبب من ذلك دمارا هائلا ألحقه ما يسمى بالحرس الجمهوري لصدام بقتل المئات وبفرار عشرات الالاف من المواطنين الاكراد ليعيشوا في المغارات الجبلية وفي برد قارس وبين الثلوج لان تركيا لم تفتح حدودها للمقاتلين ؟ وعليكم ان لا تغضبوا منا حين نتحدث عن النوازع البشرية التي لا تقف عند حد من أجل طموحات عمياء كتلك . ولم نغضب كاخوة لكم حينما زرت أربيل أنا شخصيا في عام 1997 ووجدت صور المقبور صدام الى جنب صور السيد مسعود البرزاني معلقه في بناية المحافظة والدوائر . وعندما سألت احد الموظفين عن سبب وجود صور صدام هكذا بينما انتم تتمتعون بحماية الولايات المتحدة , أجابني الرجل بكل أمانه ( كاكة صدام هو ابونا) . ولم نغضب حينما كنتم في زمن المقبور صدام تقومون بتهريب النفط العراقي من أراضيكم الى تركيا وبيعه بعد ان وفرت لكم الولايات المتحدة ملاذا امنا؟ لم يغضب اخوتكم العرب في العراق من تلك المواقف الخيانية للمباديئ بالامس القريب . ومع كل ذلك لم يقم دستور العراق الجديد بمحاسبتكم كما فعل مع البعثيين وكنتم موالين لهم ولصدام المجرم . وها انتم اليوم , تتمتعون بمزايا لحياة فيها راحة ورفاهية اكبر من بقية العراقيين . ومع ذلك فانتم تحقدون على رجل كالمالكي لان له وجهة نظر لا تتفق مع طموحاتكم . ونسيتم وتناسيتم ما قام به المالكي من محاسن للعراق ومن أعظمها هو فرضه الامن في ربوع العراق ؟ والشيئ الوحيد الذي فشل المالكي في تحقيقه هو انه لم يكن لديه اعلاما قويا ليبين للعراقيين ما فعله من مواقف جيدة لخدمتهم وخدمة حقائق الحياة . وكذلك ومما يؤاخذ عليه المالكي هو عدم قيامه بمعاقبة السياسيين الذين اساؤا الى الشعب وفضح اولئك الحاقدون في البرلمان ممن تعمدوا على التصويت ضد المشاريع الخدمية للعراقيين من اجل ان تتزايد نقمة الشعب على المالكي .

وها انتم يا اخوتنا الاكراد تريدون المزيد والمزيد , وكانكم وحدكم في هذا الوطن . بل وربما في دواخلكم اشياءا أكبر مما يتدون اعلانه الان . فاتقوا الله ايها الناس (وكونوا مع الصادقين).
وختاما , فلكم اتمنى ان ينتبه العقلاء من شعبنا الكردي عندما ينتقدهم الخيرين من اجل تصحيح المسيرة وبناء العراق واحدا متوحدا . ان تقبل النقد والنقد الذاتي ونسيان الاحقاد ونبذ السلوك الذي لا يتماشى مع طبيعة المرحلة الراهنة وعدم التركيز على المطالب الذاتية من الاشياء الحميدة . وتذكروا ان الدنيا قصيرة (ومن سره زمن سائته أزمان ) .

اللهم احفظ عراقنا .



#حسين_حامد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسيون وطموحاتهم العمياء...
- من كتاب -راحلون وذكريات-
- النظام السعودي (جمجمة العرب) ... الى اين؟
- مخاوف مشروعة لما يلوح في الافق السيا سي
- فشل القوى اليسارية من تحقيق نتائج ايجابية في الانتخابات ... ...
- تحية للعراق ...حبيبي
- تعقيباً على مقال الدكتور عبد الخالق حسين -الكذب ديدن البعث -
- رسالة وتصريح لاحق ...
- ألحوار المتمدن ...بين النظرية والتطبيق
- زيارة - بايدن - الاخيرة...ألعبر والدلالات
- (خالف تعرف) ... في رحاب أنا وأزواجى الأربعة لنادين البدير .. ...
- ... دور ديمقراطيتنا العليلة في الازمة العراقية
- لماذا اصلاح الاسلام ...مداخلة ورأي


المزيد.....




- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - حسين حامد حسين - ألسياسيون وطموحاتهم العمياء ... (ألحلقة الثانية)