كلمة تأبين المناضل محمد بوكرين المتوفى يوم 5 أبريل 2010

حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 08:21
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

حــــزب الطليـعـــــة الديـمــقــراطـــــي الاشتراكــــي

الــــكتــابــــــــة الـــــــوطــــنيـــة


كلمة تأبين المناضل محمد بوكرين المتوفى يوم 5 أبريل 2010

ألقيت بمقبرة بني ملال يوم 6 أبريل 2010


بوكرين المناضل الذي لم تؤثر على إرادته الصلبة وعزة إيمانه بمبادئ الحزب وأهدافه في الديمقراطية والاشتراكية في أن يكون الشعب مصدر السلطة، عبر دستور ديمقراطي في إعداده ومحتوياته...


بوكرين المضحي براحته – بحريته – بأسرته – بوظيفته .. من أجل المبادئ والأهداف، ومن أجل قضايا الشعب المغربي، وكان لا يخرج من محاكمة إلا ليدخل إلى محاكمة أخرى، وليخرج من سجن ليضمه سجن آخر... عرفتك سجون الاستعمار وسجون ما يسمى بالاستقلال في عهود الملوك الثلاثة: محمد الخامس (الستينات) والحسن الثاني (17 مارس من سنة 1960 -1973 -1962 – 1980 – 1983) ومحمد السادس (صبيحة سادس يونيو 2007 على الساعة السادسة صباحاً، بعد حصار أمني لمنزلك دام الليل بأكمله.)....

وقد كانت إرادتك فوق إرادة الحكم وتصميمك أكثر عنادا من عناد النظام مع الاختلاف في أسباب العند، فعنادك هو غيرة من أجل المصالح العليا للشعب المغربي بينما عناد الحكم هو عسف واستبداد من أجل مصلحة الرجعية والإقطاعية الملتفة حوله....


بوكرين الثابت على المواقف والمبادئ في جميع الظروف أثناء الاعتقال والمحاكمات، أثناء ممارسة القمع وخارجه، أمام الضابطة القضائية والنيابة العامة وقضاء التحقيق وأمام المحكمة؛ فلا مساومة ولا تنازلات حول المبادئ، ووصف الحكم بالأوصاف التي يستحقها كمناهض لرغبات الشعب المغربي. وفي مختلف مراحل الاعتقال، وهو المناضل الذي لا يتوفر إلا على رئة واحدة، ففي الوقت الذي يبعد التقدم والكبر في السن البعض من ميدان النضال والمواجهات ضد الظلم والتسلط، كنتم أنتم أيها الرفيق العزيز من القلائل الذين لا تزيدهم المعتقلات والمحاكمات والسجون، وكافة أنواع القمع إلا استمرارا في النضال والتضحيات...

أنتم أيها الرفيق العزيز من ساهم مع رفاقه المناضلين من الجناح اليساري الحقيقي داخل الاتحاد الاشتراكي عندما قاد الحركة التصحيحية ضد اليمين المنحرف داخل هذا الحزب، وذلك سواء بالتحليل والفضح أو عبر طريق التوعية والتعبئة، وكنتم، رغم الطرد الغير المشروع الذي اتخذه ما يسمى بالمكتب السياسي المزعوم، في حق الواقفين والمتصدين من أجل تثبيت المشروعية أمام مقر الحزب بأكدال – الرباط، والكل يعرف النتيجةـ تدخل السلطة المنحازة بقوانينها القمعية لتعتدي على المناضلين في الشارع، ومرة أخرى يتم اعتقالكم ضمن 35 مناضلا، ومرة أخرى ينزل عليكم الحكم بأقصى عقوبة وهي ثلاث سنوات..ومرة أخرى فإن هذه العقوبة كسابقاتها وكلاحقاتها لم تغير قيد أنملة من إرادة المناضل بوكرين ولم تفتت من عضد صلابته، في الاستمرار ومواصلة النضال لتحقيق مبادئ وأهداف الحزب في الاشتراكية وفي تحقيق الديمقراطية وفي مواجهة الظلم والاستبداد والاستغلال ... ويستمر العمل والنضال، تحت اسم الاتحاد الاشتراكي اللجنة الإدارية، ثم في ظل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كاستمرار لحركة التحرير الشعبية. وسيذكر مناضلو الحزب، قيادة وقواعد، من بين ما يذكرون من صفاتك النضالية المتميزة:

- أنكم لم تكونوا من الذين يتأخرون سواء في حضور لقاءات الأجهزة الحزبية التي كنتم عضوا فيها، أو في انجاز المهام التي كنتم تتكلفون بها رغم إمكانياتكم المالية التي تكاد تكون معدومة بسبب طردكم من العمل في الشركة التي كنتم تعملون بها كعقاب لكم عن مواقفكم ونضالاتكم القوية والمستمرة.

- أنكم من يجمعون في تكوين شخصيتكم المناضلة بين التنظير والتحليل والممارسة النضالية الملموسة في الساحات والميادين والشارع مع الجماهير ومن أجل الجماهير.

- أنه كما عرفتكم وتعرفتم على مختلف سجون المغرب، حضرتم مختلف التظاهرات العمومية التي دعا إليها الحزب في مختلف المدن ومنها سوق السبت والفقيه بن صالح وبني ملال والرباط، وأن نضالاتكم عرفتها البوادي وعرفتها المدن ..

- وسيتذكر المناضلون داخل الحزب والمناضلون خارجه، بأنكم بقيتم تعتبرون مبادئ الحزب وأهدافه، وكرامة الحزب وكرامتكم ، التي هي جزء من كرامة الحزب.. فوق أية مصالح ذاتية أو حسابات ضيقة، وهكذا رفضتم، وفي مختلف الظروف التي عاشها المغرب، أن تتنازلوا، ولو عن جزء بسيط من مبادئ الحزب، أو تلتمسوا العقوبة كليا أو جزئيا، من العقوبات التي أنزلت بكم، مقابل الرجوع إلى عملكم التي تعتبر الأجرة المتواضعة هي المورد الوحيد لكم ولأسرتكم المناضلة، وعزفتم عن المطالبة- وهذا من حقكم- المطالبة بالتعويض عن الأضرار الجسيمة التي لحقتكم من الاعتقالات والمحاكمات التعسفية والجائرة منذ الاستقلال. إن ما تعرضتم إليه من قمع ونتائجه هو ضريبة النضال من أجل الشعب المغربي، وأن مطالبكم الأساسية ومطالب القوى التقدمية والديمقراطية هي قبل كل شيء وبعد كل شيء، هي عدم إفلات المسئولين المجرمين من العقاب الذين خربوا ونهبوا وقمعوا، ووقفوا ضد رغبات الشعب المشروعة، وهي إقامة مجتمع الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون في ظل قضاء مستقل ونزيه وكفء.



- وسيذكر المناضلون أيضا، أنك كنت إنسانا ونضالك اتسع ليشمل باقي نضالات وكفاحات كل القوى التقدمية والديمقراطية في المغرب، فحضرت الوقفات الاجتماعية والنضالات السياسية والنقابية والحقوقية والاجتماعية التي دعت إليها في مختلف المدن، وقبلت عن طيب خاطر أن تتحمل نتائج المشاركة في هذه التظاهرات من قمع واعتقالات ومحاكمات، لقد كنت مقتنعا، ومن خلال قناعات حزبك بأن المعركة واحدة ويجب أن تكون واحدة بالنسبة للقوى التقدمية الديمقراطية من أجل الكفاح، بما يقتضيه هذا الكفاح من تضحيات للوصول على فرض مجتمع سيادة إرادة الشعب في العيش الكريم.

- وسيذكر المناضلون بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كيف كنت تجسد بكل أمانة، خطة الحزب في الربط بين النضال الداخلي والنضال الخارجي، وتأثير كل واحد منهما على الآخر إيجابا وسلبا من أجل إقامة مجتمع دولي خال من الاستعمار والاستغلال والتسلط والاستبداد والحروب والامبريالية، وأن أي انهزام للامبريالية في الخارج هو انهزام لعملائها في الداخل، ولذلك يجب مساندة نضالات المقاومين في الخارج، بدءا من مقاومي العولمة المتوحشة إلى كفاحات الشعوب من أجل التحرر من الاستعمار والاستغلال وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني البطل ضد الكيان الصهيوني ومن أجل تحرير الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس؛ وأنه في الوقت الذي نساند هذه النضالات بمختلف أنواع الدعم المادي والمعنوي، فإنما نساند ونعزز نضالاتنا وكفاحنا في الداخل ضد قوى الفساد والاستغلال والتسلط

وأخير وليس بالأخير، فإن تواضعك، أيها الأخ الشهم، كان أكبر من جلائل مواقفك ونضالاتك وتضحياتك، وهذا دليل آخر، لمن يطلب الدليل، أنك لم تكن تناضل من أجل الوصول إلى الزعامة و إلى ميزة أو منفعة أو إلى شهرة وإنما قبل كل شيء وبعد كل شيء من أجل قضية هي أكبر وأعظم من الحساب والمصالح الذاتية والشخصية ولا حتى الحسابات الحزبية، إنها قضية الشعب المغربي الأساسية والجوهرية والتي لا يمكن أن تكون إلا حقه في تقرير مصيره على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي بواسطة ممثليه الحقيقيين .. ومع ذلك فسواء شئت أم لم تشأ فإن التاريخ لا يمكن أن يغفل تضحيات المناضلين الذين تحملوا العديد من المآسي والمخاطر من أجل شعبهم.. كما أن المناضلين والشرفاء من شعبنا الكادح والأجيال القادمة، لا يمكن أن تنسى ما قدمته لأمتنا من مواقف جليلة، ومن نضالات عظيمة، ومن تضحيات جسيمة..


وكما كنت في حياتك ستبقى بعد مماتك، نبراسا يحتدى به في السلوك ونكران الذات والإخلاص والصراحة والثبات والتضحية وإنا لله واليه راجعون والسلام عليكم وحمة الله وبركاته

الكتابة الوطنية

بني ملال في 6 ابريل 2010

#حزب_الطليعة_الديمقراطي_الاشتراكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات