أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - تغيير القيادة ام تغيير القضية؟














المزيد.....

تغيير القيادة ام تغيير القضية؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2974 - 2010 / 4 / 13 - 06:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


الامر العسكري الاخير رقم 1650 الذي صدر عن الدوائر العسكرية الصهيونية لتهجير الالاف من ابناء شعبنا من مناطق سكناهم، ما كان ليحصل لو لم يكن هناك مواقف تراجعية وانهزامية عند القيادة الفلسطينية، ومنها الموقف من تقرير غولدستون، وعجزها للتصدي امام القرار الصهيوني لتهويد بعض المقدسات الاسلامية بالخليل وبيت لحم، وامام رفض الكيان الصهيوني لتجميد الاستيطان، اضافة الى وقوف هذه القيادة موقف المتفرج امام كل ما يحصل بالقدس من تهويد وممارسات واجراءات صهيونية بحق شعبنا واهلنا بالمدينة، فقادة الكيان الصهيوني يدركون جيدا حالة العجز الكاملة التي تمر بها هذه القيادة، فاذا كانت سلطة رام الله وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية عاجزة عن ازالة حاجز تفتيش بالقرب من رام الله او نابلس، بكل تاكيد يدرك هذا الكيان ان هذه القيادة وهذه السلطة لن يخرج عنها اكثر من تصريح ادانة او طلب مناشدة دولية.

فغياب الموقف الرسمي الفلسطيني وعجزه امام الخطوات والاجراءات والممارسات الصهيونية، تسمح لهذا الكيان بالتمادي باجراءاته وممارساته اليومية بحق شعبنا وارضه ومدنه ومقدساته، والقرار الاخير الذي اتخذه الكيان الصهيوني الرامي الى تهجير وطرد الالاف من ابناء شعبنا من ارضهم، تؤكد على مدى اصراره على تفريغ الارض من سكانها، حيث ياتي هذا القرار مباشرة بعد اعلان سلام فياض رئيس وزرراء سلطة رام الله الذي بشرنا بالدولة خلال العام القادم، معتقدا ان الدولة اصبحت اقرب الى الواقع والحقيقة، وان ما لا يدركه بان الدولة لن تقام بالهواء او على الورق وانما سيادة كاملة على الارض، وسيادة على الحدود، وانسلاخ كامل عن الاحتلال، فالكيان الصهيوني يرفض الانسحاب الى المواقع التي كان يتواجد بها قبل 29/09/2000 اي ما قبل الانتفاضة، فكيف ستكون هذه السلطة قادرة على اقامة دولة على حدود الرابع من حزيران؟

هل ما يقوم به الكيان الصهيوني من تهويد ومصادرة اراضي وقتل وعدوان واعتقال سببه الانقسام او خطوة حماس وحسمها العسكري بالقطاع؟ من يعتبر ان الانقسام سببا لممارسات اسرائيل واجراءتها القمعية وجرائمها، بالواقع هو تهرب من مسؤوليات المواجهة والتصدي، وهو ذريعة لتبرير الفشل التي تمر بها هذه الاطراف او القوى، فالكيان الصهيوني لن يحتاج الى حماس او انقسام للقيام بخطوات او تمرير سياسة، فضم القدس الى الكيان الصهيوني بعد عدوان عام 1967 وخطوات تهويدها منذ ذلك التاريخ لم تكن سببه حماس، ولم تكن المقاومة سببا بمصادرة الاراضي وبناء المستوطنات، فتشريد شعبنا ومعاناته سببه الاحتلال، ولا يجوز تحميل اطراف فلسطينية هذه المسؤولية، ولا يجوز الاستهتار بعقول شعبنا الفلسطيني بان هدف الاحتلال من هذه الاجراءات هو الضغط على القيادة الفلسطينية للجلوس على طاولة المفاوضات دون شروط، فالكيان هكذا يفهم لن يجلس مع هذه القيادة لان دورها انتهى، وهي مجردة من كل الاوراق ولا تجد لها مكانة عند الشعب الفلسطيني واحترامه، فكل ما قام به هذا الكيان منذ عام 1948 لم يكن الا نتيجة سياسة مدروسة تنفيذا للمشروع الصهيوني الذي اقرته المؤتمرات الصهيونية المتعاقبة لتفريغ الارض من سكانها وتهجيرهم ونفيهم خارج فلسطين، فالاعتقالات والجرائم والمجازر وهدم البيوت والنفي والطرد لم يحتاج اطلاقا الى انقسام ومقاومة، فمن يعتقد ان الاعتدال قد يعيد للشعب الفلسطيني جزءا من حقوقه فهو واهم، ومن يحاول ان يقزم المقاومة تحت مبرارات وحجج واهية فهي مردودة عليه، فبالمقاومة والصمود والتصدي حصل الشعب الفلسطيني على اعتراف العالم واحترامه له ولحقوقه، وبالمفاوضات والتنازلات تراجعت قضيتنا وتم تبهيتها وتهميشها وتقزيمها وتفتيتتها ووصلت الى استرجاء العالم بدفع رواتب موظفين سلطة الحكم الذاتي.

لم يكن تصريح شارون باعتبار الملك عبدالله اخر ملوك الاردن تصريحا عفويا، ولم يكن تصريح شمعون بيريس حول مستقبل السيادة على الاماكن المقدسة مشتركة او فردية ويترك امرها للمفاوضات، فقادة الكيان الصهيوني يدركون جيدا، ان من تنازل عن 78% من ارض فلسطين، ومن وافق على بقاء المستوطنات، ومن وافق على عدم عودة اللاجئين الفلسطينين الى ديارهم وارضهم التي شردوا منها، بكل تاكيد هؤلاء سيجدوا المبرارات لشعبهم امام طرد المزيد من الشعب الفلسطيني، وسيرضخوا امام بناء المزيد من الوحدات السكنية الاستيطانية، لانهم اعتادوا للرضوخ للشروط الصهيونية الامبريالية، وهذا ما يزيد من عجرفة ووقاحة الكيان الصهيوني امام تخاذل المسؤول الفلسطيني.

فعلى القوى الفلسطينية ان تعيد المصداقية الى مواقفها، وان تتوفر لديها الجرأة والصراحة بمخاطبة الجماهير امام كل ما يحدث، وان تتوفر لديها القدرة على اتخاذ القرار المناسب القادر على حشد الجماهير وتعبئتها بهذه المرحلة، واعني بيسارها قبل يمينها، امام كافة تعقيدات الوضع الفلسطيني، يتحمل اليسار الفلسطيني اليوم واعني بالذكر الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب بتحمل مسؤولياتهما التاريخية امام هذا التراجع المخزي والمذل لهكذا قيادة تنفرد بالقرار وتتحكم بمصير الشعب دون الاهتمام بطموحاته واحلامه وتطلعاته المستقبلية من اجل حريته وكرامته وانسانيته، من خلال مخاطبة هذه القيادة بمواقف وطنية ومطالبتها بخطوات واجراءات من خلال الاعتماد على الجماهير الفلسطينية اولا قبل اعتمادها على الموقف الامركي والفرنسي، وان تتحمل مسؤوليتها التاريخية، او ان تنزع هذه القوى الغطاء عن هذه القيادة التي اثبتت عجزها وعقم مواقفها وادائها.

"اذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالاجدر بنا ان نغير المدافعين عن القضية، لا ان نغير القضية" غسان كنفاني



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة الكهرباء بالقطاع والبحث عن حلول
- الاسرى الفلسطينين وواجبنا اتجاههم
- سلام فياض والدولة الفلسطينية
- البرازيل والصراع العربي الصهيوني بعد زيارة الرئيس البرازيلي ...
- هل من خطوات باتجاه محاسبة القيادة الفلسطينية عن تنازلاتها وم ...
- تفعيل المؤسسات الفلسطينية هل هي رهينة المال السياسي؟
- ماذا تريد الجماهير الفلسطينية من اليسار؟
- المؤتمر العاشر للمؤسسات الفلسطينية بالبرازيل هل سيعقد هذا ال ...
- متى ستدفع الدول العربية تعويضات لليهود العرب؟
- القضية الفلسطينية بين الحقوق الدينية والمدنية والحقوق السياس ...
- اللاجئون الفلسطينيون بالبرازيل صمود وتحديات
- اين المفاجأة بما بثته القناة العاشرة الصهيونية؟
- الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية بالبرازيل... الازمة والتحد ...
- التجمعات الفلسطينية بالشتات... كيف يعاد تنظيمها؟
- الانقسام الفلسطيني بين الزوال والاستمرار
- هل يجروء الرئيس الفلسطيني على الرحيل؟
- مقابلة مع الامين العام للحزب الشيوعي البرازيلي ايفان بينيرو
- هل قرارات المجلس المركزي كانت بمستوى التحديات؟
- المنطقة العربية امام خياران لا ثالث لهما اما التفتيت او الوح ...
- هكذا تقف الجبهة الشعبية شامخة قوية وصلبة


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - تغيير القيادة ام تغيير القضية؟