أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - الهادي خليفي - المعارضة.. بثقافة الردة














المزيد.....

المعارضة.. بثقافة الردة


الهادي خليفي

الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 21:59
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


دعا ادونيس الشعوب العربية الى معارضة معارضاتها لانها – بحسبه – تواجه السلط الحاكمة بوسائلها والآليات والفكر الذي تستمد منه الاخيرة قوتها واستمرارها .ودون الوقوع في تسويد العام فان الكثير من المعارضات على امتداد الخارطة العربية لم تغادر ابدا الملعب الذي سُطِّرت خطوطه وفق ما يريح السلطة فلم تجازف بمخالفة قوانينه التي تحميها او تغذيها .ان تلك الخطوط والقوانين التي تسند الاستبداد العربي ولم تخاطر المعارضات العربية بتجاوزها او التمرد عليها هي روح التقليد والتوحيد في الثقافة العربية الاسلامية في وجهها السائد.
ان هذه الثقافة تعادي منذ اكثر من 14 قرنا – عدا استثناءات قليلة – التعدد والتجديد وتقوم على الثبات والتوحيد وهي بذلك ترسي انماطا وقوالب للفكر وتؤسس لحالة جمود في واقعها تجنح به الى الدوران في حلقة مفرغة حول نرجسية تستلذ استعادة انتاج الذات ..ان الثقافة العربية الاسلامية ترتد الى اسس /مصادر عقدية والى تراكم رمزي /عاداتي وترسب تقاليدي والى موروث تاريخي يتسم بتضخيم "انانا" الحضارية ولا يُرى فيها الاخر الا كدوني /ضد ..انها ثقافة تتزاوج فيها اللغة بالمقدس والعادات بالعبادات والتقويم بالرسالة الدينية حتى ليستحيل استبطانها كقناعة ايمانية تقديسها واجب والمحافظة عليها في اشكالها الايقونية مؤكدة والدفاع عن قيمها ومعاييرها لازم..
لا تنظر ثقافتنا الى الجديد /المستجد الا كبدعة او ضلالة وهي بعد سيطرتها على الوجدان العام – رغم محاولات اختراق بين حين وحين - تواجه كل تغيير او مسعى في اتجاهه برد قاس ، انفعالي يتجسم في استنكار ديني وعقاب سلطوي واحتقار وامتهان اجتماعيين ...انها توهم بان حالة الجمود حالة مثلى تؤمن السلام النفسي والطمأنينة في تضاد صارخ لحقيقة علمية تحكم الطبيعة هي "حالة التحول والتغير"
ترفض ثقافتنا التعدد والاختلاف وتحرص على تامين وحدة الجماعة تحت سقف الحكم الواحد والدين الواحد والفكر الواحد واللغة الواحدة و...و..و..ولان الشورى مثلا تتطلب تنوعا في الراي واختلافا فالثقافة فكرا وممارسة تهملها وتبقيها شعارا ممنوع التطبيق منذ سقيفة بني ساعدة الى حين الساعة ..ويخضع الفكر الى اسر اللغة حيث لا مكان له خارجها ..تخضع اللغة الى اسر الدين ..والدين اسير النص ..وفهم النص اسير قولٍ سلف من الفقهاء ،فقهاء الحكم والسلطان ويخضع الحكم الى اسر المُلك والملك اسير الغلبة او "العصبية" حيث لا مكان للشورى ولا للتداول السلمي على السلطة ولا للاختلاف ..حيث فقط الرضوخ والطاعة والخنوع ..دائرة مغلقة تولد تابيدا في الحكم وتقليدا في اللغة وانغلاقا في الدين و..وعيا قطيعيا وطاعة عمياء بين الناس .
يقف القطيع المؤمن بثقافة الثبات /الجمود خط صدٍّ دائم لكل فعل او فكر او سلوك يستهدف خلخلة واقع الحال ويستنفر قواه لتتجند في مواجهة الخطر المهدد مستدعيا تجذر ثقافته في مشاعر جموعه وفي رومنسية دراماتيكية يتم تصوير فعل التغيير رفضا لمجموع الرموز والبنى والعلاقات المشكلة للهوية الثقافية ولان العقل في المنطقة العربية لايزال قبعلميا (قبل – علمي) ولا يعتمد النقد المنهجي والتحليل او التفكيك وتفسير الظواهر اعتمادا على التجربة فانه في النهاية يخضع لتاثير دعاوة (بروبقندا)الثقافة القائمة ثقافة الاستكانة الى حالة الثبات ..
تحفظ السلطة ذاتها عندما تؤمم الثقافة وتدعي حمايتها والوصاية على رموزها ..انها تؤمم القطيع اذ تنتصب حامية لثقافة تأسره ...السلطة تعيش باستبدادها في عناوين المحافظة والتاصيل حيث يستحيل التنميط والاتباع حدود الفعل القصوى ويصبح التمسك بانساق العلاقات القائمة والدفاع عن معايير القيم والاخلاق السائدة بنية محكمة الاغلاق واجبة الحفظ.
ان ثقافة الثبات/الجمود هي العائق الابستيمولوجي المسؤول عن فشل كل محاولات الاصلاح وان اي دعوة الى كسر قيودها رغم انها تفتح ابواب جحيم لا احد يعرف حجمه ومداه فانها العمل الذي يجب البدء به ..وهو ما يجب على المعارضات العربية ان تسلك نهجه ..
لابد للمعارضات العربية ان تتخلص من منطق الحساب وفق الربح والخسارة - وهي خاسرة ابدا وفق لعبة تجبر على خوضها دون المشاركة في وضع قوانينها – على هذه المعارضات ان تعدِّل بوصلتها في اتجاه ان يكون هدفها تحقيق ثقافة ارضيتها حداثية تفهم العالم فهما علميا وتفسر الظواهر وفق قانون التجربة وان تكون غايتها تحرير الانسان من كل اشكال الاستعباد والاعلاء من قيمته واعتباره غاية الغايات وارساء فصل واضح وتام بين الدين والدولة حتى يفقد الحاكم المستبد غطاء دينيا أظله طويلا وحتى يتحرر الدين من سجن رؤية الحاكم وتفسيره الاوحد له وحتى تكون الحجة الاكثر عقلانية هي الاجدى بالاتباع لا الحجة الاكثر قوة وغباء..على ثقافة هذه المعارضات ان تعمل في جلاء واضح من اجل مراجعة شاملة لمعاني قيمة الشرف والقطع مع حصرها في المعنى العضوي المتداول وسحبها على كل اشكال مواجهة الاستكبار والاستبداد والظلم واستبدال النظر الى المراة كموضوع للشهوة وللاطفال كعبيد ..ولا بد للغة ان تستحيل اكثر يسرا وتحررا واقل قداسة وتنميطا واعاقة للتفكير ..باختصار شديد لابد من البدء باحداث التغيير الثقافي ولو كان مؤلما لان الثقافة الحالية عاجزة عن الحاقنا بركب من تقدموا ومصرة على استبقائنا في حالة استعباد لم نعد لنقبل بها.



#الهادي_خليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية تونسية ام دولة حزب
- المستبد ومظلة الوعي القطيعي
- الاستبداد وخيار المقاومة الشعبية
- الاستبداد:بين عنف السلطة وسلطة الثقافة
- تونس: الانفراج السياسي وعلاقة السلطة بالمعارضة -الحزب الديمق ...
- فوبيا الثقافويين
- تونس:الامكانيات الوافرة والغبن الدائم
- دروس من حرب غزة ..في اسباب التخاذل
- ظاهرة المناشدة في البلدان العربية
- من المسؤول عن ضعف المجتمع المدني في تونس


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - الهادي خليفي - المعارضة.. بثقافة الردة