أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - جواد القابجي - (( مشاهد مضيئة من بانوراما سجن رقم واحد ))














المزيد.....

(( مشاهد مضيئة من بانوراما سجن رقم واحد ))


جواد القابجي

الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 16:26
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


بما إننا نعيش أعياد إندحار رمز الظلم وأكبر طاغية في العالم .. أجمل التهاني ازفها الى كل الشرفاء في العالم بمناسبة يوم 9 ابريل .. يوم نهاية وسقوط الصنم الذي جثم على صدر العراق والعراقيين لمدة خمسِِ وثلاثون عاماً .. تلك الصدور الكبيرة التي نهضت من جديد لتبني ما دمَّره الأشرار ولتعيد بناء السور العراقي الذي قطَّعه فاقد الوطنية والشرف وسمسار البيع لأبواب العراق التي تجلت في بيع محافظة ( ارويشد ) الى الأردن ورفحاء ومثلث هور الحمار الى السعودية وسيادة شط العرب وأراضي الى إيران بعد إلغاء اتفاقية الجزائر الى الاتفاقية المشؤومة مع تركيا بالسماح لها بدخول الأراضي العراقية عسكرياً وعدم أي إعتبار وهيبة للسيادة العراقية .. أجمل التهاني في هذه المناسبة وشكراً لكل من ساهم في إلغاء
هذا البعبع الحقير من صفحة العراق ..

ما عانيته من تعذيب وشاهدته في سجن ( رقم واحد ) الجزء الثالث

بعد أن أكملت دراستي المهنية في ( جمهورية ألمانيا الديمقراطية ) بإختصاص طباعة الأوفسيت - الألوان - عُدتُ الى العراق لأُشارك في عملية البناء للبيت العراقي الجديد الذي
أقسم العفالقة أمام كل العالم إنهم عادوا ليكفّروا عما إقترفوه من جرائم كبيرة في حق الشعب العراقي ..
كانت عودتي في العام 1977 وفي أول خبر حصلت عليه هو ( مقتل أخي الأصغر ) على أيدي رجال الأمن .. حين تابعت قضيته ووجدت ان المسألة حُسمت وقيّدت ( ضد مجهول ) وبعد ذلك واصلت عملي في ( جريدة طريق الشعب ) وماهي إلا أشهر قليلة وكانت زيارة ( أربعينية الإمام الحسين ع ) .. كنت وقتها موجود في مدينة النجف الأشرف لزيارة أهلي كالعادة في نهاية كل اسبوع .. إلتقيت بالشهيد ( صاحب أبو گلل ) وقال لي : إننا الآن وصلنا الى ( خان النص ) مشياً على الاقدام بإتجاه - كربلاء المقدسة - وأتمنى ان تكون موجوداً حيث إننا نصبنا موكب العزاء هناك ..
لم أذهب الى كربلاء وإنما إتجهت الى بغداد لأُزاول عملي في الجريدة وحين وصلت مدينة ( الكوفة ) أوقفني رجل أمن في السيطرة ودفعني الى سيارة الأمن وهو يقول لي :- الحمد لله على سلامتك ( إشوكت رجعت من موسكو ) .. قلت له : أنت مشتبه فإنك تتحدث عن شخص آخر..!! قال : بعدين تعرف ..!!
بقيت ساعات حتى منتصف الليل في مركز أمن الكوفة - وبعدها تم الترحيل الى مدينة كربلاء ويوماً في الحجز هناك وبعدها الترحيل الى بغداد حيث ( سجن رقم واحد ) .. كانت باحة السجن عبارة عن ( بانوراما ) لم يتمكن الانسان تصورها حتى في الخيال .. (( على الحائط الطويل العريض جدارية خطَّت بفرشاة عريضة تقول (( أهلاً وسهلاً بكم في معرض رقم 1 )) .
الدماء على شكل بقع كبيرة تغطي الساحة , هناك مجموعة من الشباب قتلى وهناك آخرون يحتضرون .. لقد سمحوا لنا نحن الجدد لرؤية هذه البانوراما الرهيبة المرعبة لفترة عشرة دقائق تقريباً بحيث كان عددنا حوالي 40 أربعون شخصاً وأصبحنا تقريباً عشرة والباقي أُغمي عليهم وقسم منهم ( قد توفّوا بنفس الوقت ) ..
أدخلونا قاعات السجن وإبتدأت المرحلة الجديدة والجدية في التعذيب ولا أعرف من أين أبدأ فذكرى الآلام حالة لا تطاق أولاً وعدد أساليب الاضطهاد وتدمير النفس البشرية في نظام العفالقة لا يُعد ولا يحصى ..
في أوقات متقاربة بحيث لا يترك مجال للإستراحة النفسية تأتي مجموعة من لجان التحقيق بمعية ( شخص ملثَّم ) وما عليه إلا ان يشير بإصبعه على أي واحد من المعتقلين وبعدها ترى حملة وعمل شعبي من ( الرفسات وين اليوجعك ) وبعد ذلك يؤخذ الشخص ولم نراه يعود ثانية ..
* مرّةَ أخرج جلاوزة التحقيق بعض المعتقلين لحضور عرض ( قتل أحد الضحايا ) وكان الضحية هو - الشهيد سيد وهاب الطالقاني - وتم قتله بالمشهد التالي :-
أوقفوا الشهيد وهاب أمام المعتقلين وسألوه أن يعترف .. قال لهم : أني بريء من كل جرم .. وجَّه إثنان منهم بنادقهم ورموه رشقة رصاص فوق الرأس للتخويف .. وقالوا له :-
إعترف فإن عليكَ أربعة عشر اعترافا .. فقال لهم : أقسم بفاطمة الزهراء (ع) أنني لم أقترف أية جريمة .. بعد ذلك تم توجيه البنادق على جسد الشهيد ورميه برشقات حتى الموت حيث كان الشاب وهاب معصوب العينين .. رحمه الله
مرةً جلبوا شخصاً لم نراه قبلا الى القاعة التي نُعتقَل بها ورموه على الارض وتركوه وكان الرجل يحتضر من آثار التعذيب.. حاولنا وتوسلنا من حراس القاعة ان يعملوا شيء لهذا الرجل الذي يحتضر وبعد التوسل جائتنا مفرزة عسكرية تحمل على طاقية الرأس ( شارة مستشفى الرشيد العسكري ) وحين دخلوا قاعتنا أسرع أحدهم وركل الشخص المسجى على الأرض على رأسه بالبسطال - الحذاء العسكري - وقد مات الرجل فوراً .. توجه القاتل لنا وقال :- ( اذا عندكم شخصاً آخر يحتاج الى المساعدة فنحنُ جاهزون ) .. هذه العروض كانت مستمرة وماذكرته سوى عرضان او ثلاثة وهناك مئات الجرائم التي حصلت في ( معرض رقم واحد - سجن رقم1 ) ..
* حين إستلم أهل الشهيد ( وهاب الطالقاني جثته ) .. قال لهم البعثيّين :- إن ولدكم كان غير مذنباً .. ولكنه قتل بسبب محاولته الهروب من السجن .. ومن حق حارس السجن ان يقتله ولكننا كنّا نعرف جريمته التي اودت بحياته هي (( كان يوزع الفواكه - البرتقال )) على زوّار الإمام الحسين عليه السلام أثناء المسير الى كربلاء مشياً على الأقدام ..!!!

-- أكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة وفي حلقة قادمة أًكمل عن مشاهداتي وما مورس معي من التعذيب على أيادي جلادي البعث مذكراً الشعب العراقي عدم نسيان هؤلاء الذين لا أمان لهم ولا قَسَمَ يؤمنون به لأنه لا دين لهم .. وإيمانهم بآلهة القتل والدمار أمثال الشاذ إبن لادين ومطاياه الملثمة المفخخة ..
( لكل الأخوة القرّاء : معذرة من التكملة لأني حين أدخل في هذا الموضوع أجد نفسي في حالة جداً صعبة .. حيث تعود كل الآلام وكأنها حصلت هذا اليوم .. مع أني أُعاني لحد هذه اللحظة من الأيام التي عشتها في سجن رقم واحد المرعب ..



#جواد_القابجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 9 أبرل وشعارات البعث
- 76 وردة جميلة للحزب الشيوعي العراقي بيوم مولده
- ارتقاء العراق وسقوط الارهاب
- جامعة نگرة السلمان
- على نخب محيّاك شربنا
- اتحاد الشعب .. حارس ثقتي
- رسالة حُب عراقية
- انتخب كلمن يحبك يا عراق
- (( إتحاد الشعب .. شموخ العراق ))
- (( عبد الكريم قاسم ))
- (( آلام لا تُنسى ))
- (( بطاقة تهنئة ))
- (( البعث يبحث عن بحت يأكله ))
- (( تصاوير البعث والقاعدة والدم ))
- (( إتحاد الشعب مشعل مخلصين ))
- (( العالم في سبات ))
- (( دموع الياسري ))
- (( بتِّحاد الشعب نبني إعراقنه ))
- (( بتنفيذ أحكام القضاء ينتهي البلاء ))
- (( دور الشعر الشعبي من خلال المنبر الحسيني ))


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - جواد القابجي - (( مشاهد مضيئة من بانوراما سجن رقم واحد ))