أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - هل أنا فعلاً حمار؟















المزيد.....

هل أنا فعلاً حمار؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 09:12
المحور: كتابات ساخرة
    


طبعاً إنت بتزعل جدا بس حدى يناديك يا حمار أو يا (كُر) وهو ابن الحمار الصغير , طبعاً فيش حمير عندها أشبال , وما حدى بقول عن ابن الحمار شبل وكلهم بحكوا عنه (كُر) وطبعاً أنا كمان كنت مثلك أزعل بس حدى يقول عني حمار , أو ابن حمار أو تعال يا حمار أو روح يا حمار, بس عن جد اليوم أنا بطلت أزعل من هذه الكلمه مش على شان نظرية التطور والنشوء والارتقاء, لا , على شان الشبه العظيم بيني وبين الحمير أو الحمار في الأخلاق فأنا أخلاقي مثل أخلاق الحمير حيشا السامعين , أولاً أنا مطيع جدا جدا جدا وخصوصاً لمحبوبتي (نانا) ويا ريت في يوم من الأيام أتمنى أن تقوم بركوب ظهري لتجرب طراوته وحلاوة ركوبي , بعدين هي أولى وأفضل من الغرباء إذا الغرباء اللي بكرههم بركبوني فكيف حبيبة قلبي وعمري وحياتي , يعني أيام زمان كان الحمار يرفض أحياناً حدى يركبه غير صاحبه أو صديقه , ولكن اليوم نلاحظ أن الحمير يركبها أولاً شخصيات مش محبوبه , يعني مين ما أجا قاعد بركبنا على الفاضي والمليان , والله عيشه بتزهق الواحد عمره وبتخلي مرارته تفقع , على أي حال الشبه اللي بيني وبين الحمير مش بس بالركوب لا, وكمان بالتحمل وبالطاعه وبعدم الاعتراض على أي شيء , يعني في حياتي ما اعترضت على شيء ودائماً بحكي حاضر وما بحبش النقاشات الحادة جدا , وكمان مين ما أجا من الناس وطلب مني شيء فورا بطيعه وبدفع فاتورة الكهرباء والماء بدون اعتراض وبوافق على قرارات الحكومه بدون اعتراض وعلى الرؤساء وعلى المدراء , وبس أطلع من باب الدار بمشي الحيط الحيط مثلي مثل أي حمار آخر بالبلد وهذول طبعاً إذا بدك اتعدهم ما بنعدوش .

زمان جدتي الله يرحمها ويذكرها بالخيركانت تحكيلي : يا جده الله حرّم على الحمير قرط الجنزبيل, أو الزنجبيل , مش عارف شو لفظه الصحيح هل هو الزنجبيل أم الجنزبيل, ولكن خلينا نقول مثل ما بحكوا الناس :أو كما قالت جدتي, طبعاً أنا بعرفش شو الحمير بتاكل أو بتشرب بس جدتي كونها فلاحه قديمة كانت عندها خبره في كل حمير البلد , وكانت تستطيع تفصيل حياة أي حمار , أو حتى تمييزه من صاحبه اللي راكبه , وأحياناً بكون الحمار سبب شهرة صاحبه اللي راكبه يعني كانت لبعض الحمير أعمال عظيمة وكانت صفاتها وقوتها وتحملها وشدتها تجعل من صاحبها رجلاً مشهوراً بقوة شهرة حماره , وكانت بعض الحمير على العكس من كل ذلك كانت بعض الحمير تنشهر بسبب شهرة صاحبها وقوته وبئسه , ونحن اليوم لا نختلف عن تلك الحمير يعني مثلاً بعض قادة الحمير اليوم معروفين بسبب حميرهم وغالبية الحميسر اليوم معروفه بسبب شهرة الذي يركبها , طبعاً لنترك موضوع شهرة الحمير وأصحاب الحمير احنا موضوعنا مش عن الشهرة وإنما عن أساليب ركوب الحمير يعني في ناس اليوم بتركب حميرها من غير لا إحم ولا دستور وفي ناس بقولوا إحم بس ما بقولوش دستور أو وين الدستور, يعني ركوبنا أحياناً أو غالباً بكون بل دستور وبلا إحم ,واليوم احنا كشعب مركوب نفس الشيء يعني يستطيع أي رجل من أوروبا أن يعرف المواطن العربي بناءً على صاحبه الذي يقوده ويركبه فمثلاً الشعب المصري معروف في إنه اللي راكبه فلان الفلاني وكذلك الشعب العراقي أو السعودي أو البحريني , فكل واحد عندنا مميز براكبه وكل راكب أيضاً مميز بأعداد الذين يركبهم ليلاً ونهار وسرا وعلانية .

وكانت جدتي مستعدة أن تقوم بذكر السلالات التي انحدر منها أي حمار في البلد يعني مش بس المجانين أولاد ناس كمان الحيوانات أولاد ناس لهم سلالات ومش بس الخيول لها سلالات عريقه لا, كمان الحمير لها سلالات من أعرق أنواع السلالات يا عيني يا ليلي يا عيني على حمير أيام زمان , أيام زمان كانت الحمير مش أي حمير لالالا كان ليها قيمه ومركز ووجاهه وكانت غالبية الناس معروفه بأسماء الحمير اللي عندهم مثلاً الحاج ابراهيم كمان الله يذكره بالخير ويرحمه بواسع رحمته, كان مميز من حماره المقطوع ذنبه وكنا بس انشوف الحمار واقف قدام أي دار أو دكانه نعرف على طول إنه الحج ابراهيم موجود في نفس المكان الموجود فيه حماره ,وكمان بس كنت ولد صغير أروح المدرسه كانت أمي ما تنظر في الساعه على شان تحكيلي قوم روح على المدرسه كانت تنظر من النافذة وبس تشوف الحاج عبد الكريم راكب حماره وماشي كانت أمي تعرف إنها الآن الساعة السابعة بتوقيتنا المحلي فكانت تحكيلي قوم الحاج ابراهيم هذا هو راكب على حماره , فكنتُ أقولُ بيني وبين نفسي : الله يخلصني من عبد الكريم وحماره , بس الظاهر إنه عبد الكريم مات وحماره باعوه من بعده وأنا ما زلت أنظر في الشارع كل صباح وأشاهد الناس وهي تركب سياراتها أو حميرها أو عمالها أو حتى نسوانها يلله ما فيش تمييز .

واليوم الناس اختلفت عن أول الحج ابراهيم اليوم أولاده معروفين بسياراتهم , مثلاً ابنه الكبير معروف بسيارته الهجينه وبس انشوف الآن السياره واقفه أمام أي بيت أو منزل نعرف على طول إنه صاحبها موجود في ذلك المكان ,وإبنه الثاني معروف بسيارته الهمر وكانت الناس تحصل على رخص قيادة الحمير منذ نشأتها , وما كان حدى بالبلد يسمح لإبنه بركوب الحمار أو الحمارة إلا إذا حصل على رخصة قيادة الحمار أو الحماره اللي بده يركبها مش مثل هذه الأيام , هذه الأيام الله وكيلك بركبونا بدون رخص ووين ما انروح مركوبين وما شفت واحد ركب حدى ومعاه رخصه وبعدين مش مستعدين يركبوا حمار واحد , لا, كل واحد راكبله ما يقرب من مليون حمار وفي بعض الدول بصل الرقم إلى 20 وثلاثين مليون حمار أو ثلاثين مليون مستخدم أو مركوب أو عامل أو مواطن ومش مهم التسميات المهم أننا مركوبين على طول وعشان هيك في فوضه كبيره بالبلد , وكل القياديين للحمير ما فيش ولا واحد منهم معاه رخصة قيادة الشعب أو الحمير , بعدين لا حدى يزعل من تشبيهاتي والله كله يا شباب زي بعضه البعض كله عباره عن ركوب , شركة الكهربه راكبيتنا والتجار راكبين علينا ومدندلين اجريهم وزوجاتنا كمان راكبات ومهيصات ومبسوطات على حسابنا والأولاد كمان راكبين على ظهورنا ليل مع نهار , وحنا مش قرفانين من اللي بركبونا سواء أكانوا من القطاع العام أم الخاص , بس يا ريت يجيبولنا رخص قيادية في كيفية الركوب والنزول من على ظهورنا , عشان ظهورنا والله انقطعت من العمليات الخاطئة للركوب , في قيادين بركبونا من غير ما يشعروا في آلامنا وفي قيادين معاهم رخص قيادية بس مش عارف من وين بجيبوا هذه الرخص , وأنا بصراحه لو بعرف من وين بقطعوا هذه الرخص كان من الصبح بروح وبقف على الدور عشان أجيب رخصه .

على كل الحال احنا كحمير مركوبين للقطاع العام والخاص ما عندناش اعتراض , ونعترض ليش طالما هذه ارادة الجماهير؟ الشعب ما بحب حكومه يركبها أو حكومه حمير الشعب بحب الحكومه اللي هي بتركبه , وبهيك حاله بصير في توازن بالبلد ما بين الراكبين والمركوبين , وبنرجع لجدتي الله يرحمها على قد روحها اليوم ما طلبت الرحمه , كانت تعرف عن الحمير شو بوكلن وشو بشربن كانت على حسب ما روت لي تقوم من الصباح الباكر باعداد وجبات الافطار للحمير اللي كانوا عند جدي , يعني على الأقل كانت جدتي تهتم بالحمير اللي عندها وكانت تراعي صحة أي حمار بمرض أو بحس في دوخه وكانت ترفض أن تضطهد الحمير اللي عندها وكانت تحافظ على لياقة كل الحمير , بس احنا مركوبين من الصبح للمغرب وما في حدى بهتم في صحتنا والمستشفيات ما فيهاش أدويه وكمان على باب كل عياده طبيه أخصائيه ازمه كبيره جداً وتشعر وأنت واقف على دورك وكأنك واقف في حسبة للخضار والفواكه أو في مزرعة دواجن لكثر الناس , والله قوادين الحميرأيام زمان أحسن من القوادين اليوم , اليوم بعض الناس بتركب حميرها بدون ما تهتم في صحتها , أيام زمان كان في للحمير قيمه كبيره يمكن على شان ما كانش في عندهم سيارات يركبوها فعلى شان هيك كانت الحمير مثل السيارات اليوم , كانوا اصحابها يهتموا فيها على شان يركبوها وعلى شان حاجتهم ليها , طيب واحنا كمان بركبونا وبنقضي حاجتهم النواب بركبونا ومدراء الشركات بركبونا الوزراء بركبونا وأصحاب الدكاكين الكبيره والصغيره كمان بركبونا بدون تحديد أسعار المُعلبات, حتى اللي قادمين من بلاد برى غير ابلادنا كمان بركبونا الصينيين بركبونا والهنود والبنغاليين , وما فيش حدى مهتم فينا أو في حقوقنا أو في نظام طعامنا وشرابنا .
أيام زمان كانت جدتي تقوم بتغذية حميرها , أما القياديين اليوم بهتموش بتغذيتنا يعني في ناس أو حمير اكثيره بالبلد معاها نقص في فيتامين (البي كومبلكس) وعلى فكره كل الحمير في الدول العربية معاها نقص في هذا الفيتامين وهو الذي يسبب التعب والارهاق والاعياء بدون سبب وكمان بعمل ارتخاء في انتصاب الحمير على الحميرات اللي عندهم , زمان كانت الحمير تتغذى بشكل جيد وإن لم يكن بشكل جيد فقد كانت الحمير تشعر أن راكبها مهتم بها وبصحتها مش مثل اللي راكبين حميرهم اليوم , ما حدى فيهم سائل عن حدى .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان حيوان ابن حيوان2
- الطلاق ظاهرة صحية
- رسالة المعلم
- تفسير سورة لإيلاف قريشٍ إيلافهم
- هل من حقي أن أختار ديانتي؟
- الثقافات المتعددة
- سيكولوجيا العنف ضد المرأة في المجتمعات الاسلامية
- فتنة المسلمين
- الحكومات العربية ضد الشعوب العربية
- الاسلام من وجهة نظرأنثربولوجية
- امرأة من أهل النار
- -كلب العَربْ بسكُت من حاله-
- هل أنا كاتبٌ مأجور؟
- الاسلام هو الاعلام الأقوى في العالم
- الحاكم العادل
- الحاكم الفردي القمعي الجلاد المستبد العادل
- لو أن بني أمية انتصروا على الهاشميين
- ملح وسُكر
- إلى كل أم في عيد الأم1
- رجل من أهل النار


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - هل أنا فعلاً حمار؟