أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - مبادرة -أنصفونا- تخلو من عناصر الاتزان والإنصاف والمصداقية.














المزيد.....

مبادرة -أنصفونا- تخلو من عناصر الاتزان والإنصاف والمصداقية.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 09:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مما ينبغي التذكير به والتنبيه إليه ، أن نص مبادرة "أنصفونا" يتعامل مع الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها القاعدة أو التنظيمات الموالية لها في بلاد المسلمين ، باعتبارها أعمالا "عشوائية" دون أن يصنفها ضمن الأعمال "الإرهابية" . بل المرات الأربعة التي وردت بها لفظة "إرهاب" في النص ارتبطت اثنتان منهما بموقف أبي حفص من "الورقة الأمنية المغربية التي قدمت لمؤتمر الإرهاب بالرياض عام 2005 م " . أما الاثنتان المتبقيتان فوردتا في تحديد التهمة المشتركة بين أبي حفص وأعضاء الجماعة الليبية المقاتلة " نلتقي في أن اعتقالنا يندرج ضمن الحملة الأمريكية على ما تسميه إرهابا، أننا من مخلفات حادث الحادي عشر من سبتمبر،وفي أننا اتهاماتنا تكاد تكون واحدة:الإرهاب" . وكل ما استطاعه أبو حفص هو إعلان موقف الإدانة من الأعمال العشوائية ( نؤكد على إدانتنا و استنكارنا للتفجيرات العشوائية في بلادنا و كل بلاد المسلمين، لما فيها من إزهاق الدماء المعصومة، و إتلاف الأموال المصونة، و لما يترتب عليها من المفاسد التي لا يقرها شرع صريح و لا عقل صحيح.) . ويُفهم من نص المبادرة أن أصحابها لم ينددوا بالعقائد التي تشرعن هذا الإرهاب ، كما لم يتبرؤوا من التنظيمات التي تتبنى هذه العمليات أو تخطط لها . ومعنى هذا أن مناط التنديد هو "العشوائية" . عدا هذا يظل "الجهاد" مشروعا أيا كان زمانه ومكانه وأسلوبه . ومن أجل تفادي اللوم والصدام ، اختار أبو حفص التنديد بالأعمال "العشوائية" حتى يحافظ على حبل المودة والولاء للتنظيمات الجهادية ، وفي نفس الوقت التظاهر أمام الدولة بمظهر الرافض للعنف والتطرف حتى ينال وطره . لهذا أعلن أبو حفص عن الإدانة والاستنكار للعمليات "العشوائية" داخل بلاد المسلمين ، أما العمليات التخريبية التي تقوم بها التنظيمات المتطرفة خارج بلاد المسلمين فلم يشر ليها نص المبادرة . مما يستفاد منه تأييدها ومباركتها . وهذا وجه التناقض الذي يعصف بالمصداقية المفترضة للمبادرة . إذ بين مضمون المبادرة ومواقف أبو حفص ، سواء تلك التي كانت قبل الاعتقال أو التي أفصح عنها في حواره مع جريدة التجديد ، نجد بين هذه المواقف تباينا صارخا ، تمت الإشارة إلى نماذج منه من قبل ــ في مقالات سابقة ــ وأخرى في الآتي :
د / إنكار التحريض على العمليات الإرهابية خارج بلاد المسلمين في حواره مع التجديد ( بل لا نتوقف عند العمليات في بلاد المسلمين، بل لا نرى حتى مشروعيتها في بلاد الكفار، لكونها تستهدف غير المحاربين،ممن لا يحل التعرض له إلا إذا برز للقتال،ولما فيها من نقض مواثيق العهود والأمان،ولما تجره على الأمة من مفاسد وآثار، فلذلك لا نرى مشروعية هذه العمليات كما لا نرى جواز التعرض للحربي إذا دخل بلاد المسلمين، لأن ذمته محفوظة بعقد الأمان، الذي يسعى به أدنى المسلمين منزلة ومكانة.) . موقف يمكن تثمينه لو كان صادقا فعلا لا قولا . لكنه ليس كذلك من وجهين رئيسيين :
أولهما : أن نص المبادرة لم يتطرق إلى العمليات الإرهابية التي ينفذها تنظيم القاعدة ومن والاه خارج بلاد المسلمين . مما يعني أنه يؤيدها ويباركها . وسكوت أبو حفص عن إعلان الموقف منها ضمن سياق المبادرة يُستفاد منه إضمار التأييد لها عقيدة ، من جهة ، ومن أخرى ، الحفاظ على حبل الولاء بين شيوخ التطرف وأتباعهم المعتقلين . لهذا تجاهل نص المبادرة تحديد الموقف من هذه العمليات ، فيما تطرق إليها أبو حفص في معرض حواره لفائدة جريدة التجديد . وكان الأولى أن تتطرق المبادرة إلى الموقف من العمليات الإرهابية في بلاد غير المسلمين وليس الحوار . فالحوار ليس ملزما للموقعين على المبادرة ، سواء من الشيوخ أو باقي المعتقلين الجهاديين . إذن فالدولة ستصدق نص المبادرة أم نص الحوار ؟ وإذا كان أبو حفص يعبر حقا عن موقف باقي الشيوخ ، فما المانع من إدراج الموقف من العمليات الإرهابية خارج بلاد المسلمين ضمن نص المبادرة ؟
ثانيهما : أن أبو حفص كان دوما يحرض على العمليات الإرهابية ضد الغرب وأمريكا ، كما بارك أحداث 11 شتنبر وظل متلهفا لفتاوى كبار الدعاة التي تشرعن قتل الأبرياء في برجي التجارة العالمية . وكان مما كتبه بخط يده في مقالة تحت عنوان "وقفات مع 11 سبتمبر" ( ولقد كنت شخصيا بعد وقوع الأحداث أتجول بين مواقع أهل السنة على الأنترنيت أروم تأييدا شرعيا ، أو تحليلا منصفا ، فأصاب بخيبة الأمل ، وهذا من أعظم ما سجلته على هذه المواقع ، التي تعد نافذة لأهل السنة ، ويهرعون إليها ليجدوا أجوبة على أسئلتهم ، وحلا لإشكالهم ، لكنها بكل بصراحة لم تواكب هذا الحدث كما كان ينبغي أن تفعل ، بل بخلت علينا حتى بجمع الأخبار وتقديمها إلينا ، وأكرهتنا على الرجوع إلى مواقع لا تمثل منهج أهل السنة من أجل استقاء الأخبار وتتبع الجديد ). إن أبو حفص لم يكن يرفض العمليات الإرهابية ضد المدنيين خارج بلاد المسلمين كما يدعي ، بل كان ينشرح صدره لها ويتعطش للفتاوى التي تشرعنها كما هو واضح من قوله ( وبينما الموحدون في حيرتهم هذه ، إذا بالعلم الإمام ، والشيخ المجاهد ، حمود بن عقلا الشعيبي ـ حفظه الله ذخرا للإسلام والمسلمين ـ ينبري من بين أقرانه ، فيروي ظمأ المسلمين ، ويشفي غليلهم ، ويرفع هامتهم ، ويدحض شبه كل المشتبهين ، وعلل المتعللين ، بتأصيل علمي رصين ، وفهم واسع عميق ، فما كان من المخالفين إلا أن ألجمت ألسنتهم ، وخرست أفواههم ، وحاروا جوابا أمام ما دبجه من علم ، وسطره من فهم ، فكان غصة في حلوقهم ، كما كان قرة لعيون الموحدين فلله دره من علم ، وأعظم به من رجل قل فيه الرجال ، ففتح الباب لغيره من أهل السنة ليدلوا بدلوهم ، ويعلنوا مواقفهم وآراءهم . ) . إنه تأييد للعمليات الإرهابية في بلاد الأمريكيين ، ولم يتراجع عنه أبو حفص في مبادرته ؛ مما يعني أنه لازال على نفس الموقف والعقيدة . وكان حريا به أن يقر بموقفه المؤيد لهذه العمليات التخريبية وليجد له ما يشاء من مسوغات ثم يعلن تراجعه عنه وفقا للقناعات التي من المفروض أنها تشكلت لديه داخل السجن ، حسب المستفاد من مضمون المبادرة .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة -أنصفونا- بحاجة إلى الوضوح والإقرار وليس الغموض والإن ...
- مبادرة -أنصفونا- صرخة إنكار وليست مراجعة واعتذار .
- جماعة العدل والإحسان بين تكتيك الدولة وارتباك القضاء .
- المرأة بين حركية الواقع وتحجر الفقه .
- ماذا لو تحولت فاجعة مكناس إلى بداية حقيقية لعهد الحساب والعق ...
- خلافة الشيخ ياسين قضية عقدية وليست تنظيمية .
- هل نضجت شروط محاورة معتقلي السلفية الجهادية ؟
- فتاوى الريسوني : الخفيات والأبعاد .
- زواج القاصرات جُرم اجتماعي وقانوني .
- جماعة العدل والإحسان والنبوءة المكذوبة .
- هل ستكون الأحزاب السياسية في الموعد مع رهان الجهوية ؟
- من يجر المغرب إلى فتنة الإفتاء ؟
- أفْغَنَة شمال إفريقيا جزء من إستراتيجية تنظيم القاعدة.
- ما علاقة طرد المبشرين ومنع بناء المآذن بحرية الاعتقاد ؟
- موقف الإسلاميين إزاء النضال من أجل حقوق المرأة .
- لما الإصلاح يقوده الأمراء ويناهضه الفقهاء !
- هجمة التطرف من المحيط إلى الخليج .
- هل ستعي الجهات المعنية رسائل جماعة العدل والإحسان ؟
- جماعة العدل والإحسان وحوار الطوفان لإسقاط النظام .
- معارك الإسلاميين والوهابيين ضد الأرداف والصدور .


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - مبادرة -أنصفونا- تخلو من عناصر الاتزان والإنصاف والمصداقية.