أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - يا عيب الشوم يا كاجينسكي














المزيد.....

يا عيب الشوم يا كاجينسكي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 21:17
المحور: كتابات ساخرة
    


تصوروا يا سادة يا كرام أن المرحوم كاجينسكي، ونحتسبه من الصالحين بمشيئة الله رغم أنه من النصارى الكاثوليك، يتواضع ويركب طائرة من إياهم، عمرها عشرون عاماً، فقط، في الخدمة وقد تناوب عليها أكثر من ثلاثة رؤساء بولنديين، وهي، وبكل أسف، ليست من طراز وسلالة البوينغ "تبع" السبعات أي 47، و57، و77، إلخ، أو الجامبو والعياذ بالله ،أو "الإير باص، وأكرمكم الله جميعاً، التي "يتفشخر" باقتنائخا، وركبها، والتلويح بالسيف اليماني من على متنها ابن أصغر امسؤولين العرب، بل طائرة توبوليف متواضعة وعلى "قد الحال"، يعني شغل دراويش وبهاليل، روسية الصنع، "بلا قافة وأعزكم الله"، مما يأنف من ركبها موظف بسيط في وزارة من إياهم عند الأعاريب، وليس فيها لا أجنحة رئاسية فخمة، ولا أحواض سباحة، ولا كازينوهات ونوادي قمار، وجاكوزي، ولا شاشات عملاقة، وشاشات غوغل، أوGPS، وبارات للويسكي والنبيذ المعتق وغيرها من الكماليات التي تحفل بها طائرة خاصة لأصغر مسؤول ولص ومهرب عربي، بل مجرد مقاعد عادية حشر فيه "سيادته"، مع كبار وأرفع مسؤولي الدولة البولندية، ومساعديه، كان متوجهاً بها، وتصوروا، إلى مدينة روسية نائية، لإحياء ذكرى آلاف الضباط والجنود البولنديين الذين قضوا على أيدي رجال ستالين، ومنذ ستين عاماً، (يعني الجماعة صاروا تراب وعظامهم صارت مكاحل والرجل يضعهم في باله). تصوروا إلى أين يذهب تفكير هذا الرجل وأين ينصب اهتمامه، إلى زيارة القبور والأموات والتبرك بحجارة شهداء الأوطان (أ]، مفتو الوهابية بس؟)،، بدل أن يصطحب زوجته إلى لندن وباريس ونيويورك للتبضع والسياحة والحج إلى العتبات الإمبريالية المقدسة، وتقديم فروض الطاعة والولاء للأسياد والأشراف في واشنطن، ورقص رقصة العرضة بالسيف معهم؟

وكاجينسكي ها هنا يا سادة يا كرام ليس ماركة صابون، أو سيارات من تلك التي يملكها المسئولون العرب بل هو ليخ كاجينسكي، رئيس دولة مستقلة، وذات سيادة وعضو كامل العضوية يعني الـ Full Membership، بالاتحاد الأوروبي، وليس بمنظمة المؤتمر الإسلامي، ويبلغ من العمر ستين عاماً، وعاماً بالتمام والكمال، والأنكى من ذلك أنه يصطحب زوجته أيضاً معه بدون "فشخرة"، و"فنجرة"، و"منظرة"، في رحلة رسمية على طائرة "أي كلام"، قديمة ورد "شيوعية" وحقب ستالينية أيام زمان، أي أن الرئيس المرحوم، لا يمشي على الموضة ويا عيب الشوم بس، ولا يبدل موديل "طائرته" كل عام كما يفعل أحبابنا الأعراب" المناكيد. ولا ندري لماذا لم يستشر "المرحوم"، أحداً من المسؤولين العرب كي يقول له، ويخبره "الشغل" على أصوله، وكيف يركب المسؤولون العرب ويبدلون طائرات خرافية وأسطورية وموديل سنتها، كما يبدلون "الجرابات"، وربطات العنق، والنسوان، وفيها- الطائرات وليس النسوان ولا يروح بالكم لبعيد- كل أسباب الراحة، والترفيه، والتسلية التي لم يحلم بها، ولم تخطر ببال شهريار ما غيرو "تبع" شهرزاد؟ وهل يعلم "المرحوم"، أن مسؤولاً بدوياً من الدرجة الثالثة، يمتلك أسطولاً فخكاً من الطائرات الخاصة، له وللحاشية والمحظيين والمحظيات بلغت كلفة إحداها ، أكثر من 300 مليون دولار، ( أي أكثر من ميزانية دول إسلامية كالصومال، والكوموروس، وجيبوتي الأعضاء كاملي العضوية في جامعة عمرو موسى)، وفيها حوض للسباحة، وتتألف من ثلاثة طوابق فقط، وفيها أجنحة وبارات وصالات بلياردو واستقبال وأعراس وسينما ومول للتسوق.....إلخ. وهل يعلم "المرحوم"، وهو اليوم في دنيا الحق ونحن في دنيا الباطل، أن اسطبلاً لبدوي عربي فيه من الهجن والبعير والأحصنة والحمير العربية الأصيلة ما يساوي وما قيمته ما تشتري أكثر من خمس طائرة من مثل هذه الطائرة الروسية التي كان يركبها فخامته قبل أن يختاره الباري عز وجل إلى جواره يوم أمس.

أيا تكن أسباب مسقط الطائرة التي أودت بحياة الرئيس البولندي، فإنها تكشف عن ثقافة ، ثقافة المسؤولية وممارسة العمل العام، الذي لا علاقة له بالخاص، والأمانة والتواضع أي يجب أن يتمتع به كل من يتنطع للعمل العام، وبرغم ذلك كله، نقول وبالعامي الفصيح يا عيب الشوم يا كاجيمسكي خليت وجهنا بالأرض، فليس هكذا يتصرف المسؤولون في دينا الأعراب، ونكست عقالنا، الذي لم ينكس على الإطلاق في هكذا ميادين وصولات وجولات، ألسنا خير من ركب المطايا، "والطائرات"، وأندى العالمين بطون راح، وخير أمة أخرجت للناس؟ "،



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهد على العهر
- الهجوم على الإسلام
- إخوان سوريا ونصرة المنصور
- ماذا تنتظرون من مؤذن في مساجد دبي؟
- يوم في حياة الرئيس مبارك
- أوربة ديار الإيمان
- تهنئة للأخوة المسيحيين بأعياد الفصح المجيد
- هل بدأت الحرب على أسلمة أوروبا؟
- ابن تيميه في قفص الاتهام
- من يجرؤ على الكلام في حقب الظلام؟
- العلاقمة الجدد قادمون
- الله الإنسان أو الإنسان الإله، بين أنسنة الله وتأليه الإنسان
- سيناريو افتراضي لمؤتمر القمة العربية عام 2048
- الأتمتة وسنينها: المواطن-الزبون
- هاتفكم مقطوع لأسباب مالية
- هدم المساجد: النار التي ستأكل نفسها
- هدم المساجد: النار التي تأكل نفسها
- أين هي ثقافات وعقائد شعوب المنطقة قبل الغزو البدوي؟
- موسم الهجرة إلى الشام
- إياكم والتمسك بالأخلاق والتقاليد العربية الأصيلة


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - يا عيب الشوم يا كاجينسكي