أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - في التناقض: ماهو حرام على انجلز حلال على أنور نجم الدين















المزيد.....

في التناقض: ماهو حرام على انجلز حلال على أنور نجم الدين


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 21:16
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ما أجمل السحر حين يترنم في اللغة العربية، يستطيع أي امريء يتقن ترتيب الكلمات في جمل مفيدة وتأسيسا علي قواعد النحو المتراسة، ليقول العجب دون أي منطق يحكمه، كما يمكنه أن ينفي مايريد بناء على ترانيم اللغة في قفزات فجائية تتجاوز كل القيم الزمكانية دون حرج مادامت اللغة في سلامتها النسقية جميلة وشاعرية، تعبر بسيولتها النافذة في ربط مالا يترابط بشكل يظهر لا ترابط المنطق فيها بمظهر الترابط نفسه.
في صفاء اللغة يتحد العالم في وحدته المادية على أساس غرام الأشياء بالأشياء بشكل تنجذب فيه العناصر فيما بينها بقوة الحب وحده، ليس ثمة من علاقات تناقض ولا هم يحزنون، هي علاقات حب ووئام تربط الحجر بالشجر بالماء بالنار كل في عشق يسبحون، لازمان ولا مكان مادام الحب يطيل العمر.. كل هذا فقط، كل هذا العدم الفكري كان لضحد فكرة بسيطة وعادية مفادها أن القوانين الطبيعية تمنطقها حركة تفاعلية كانت قائمة منذ الأزل وستقوم إلى مالا نهاية، بمعنى أن عناصر الطبيعة، تحمل في ذاتها حركة بها تتركب أو تتفكك وفقا لظروف الزمن والمكان، وأن دور العلم فيها هو ضبط وقياس هذه الحركة من منطلق التحكم فيها والإنتفاع بها في الانتاج والتطور. هذه الحركة التفاعلية يسميها البعض بالدياليكتيك ويرفضها سيدنا أنور نجم بجرة قلم مسبحا بين غياهب الفكر الهجلي في تأملات عميقة انتقل بها لينين وأنجلز إلى مادون المعرفة.
دأب الكثير من مفكري الرأسمالية إلي ضحد مجهود ماركس وأنجلزالفكري بناء على القول بأنهما لم يأتيا بجديد وأنهما اعتمدا آخر ما توصلت إليه العلوم في وقتهما ونقلاه إلى الفكر في تفسير الظواهر الإجتماعية، ماركس بتواضعه الفطري لم ينفي هذا ولم ينفعل لهذا النقد بل باركه وأضاف إليه أنه قلب الدياليكتيك الهجلي ووضعه على قدميه.
لم ينفي ماركس القانون الدياليكتيكي اطلاقا بل إنه أسسه على قاعدة مادية وهو مافعله خلفه أنجلز وكل الماركسيين الذين أتوا بعدهما، فليطمئن إذن سيدنا أنور نجم الدين، ويعفي نفسه من تأليه الدياليكتيك من منطلق أنه في الميثالية الهجلية نفسها يتأسس المنطق فيها على قاعد مادية ولينظر إلى قوله في :(الدياليكتيك تصورات حسية معقولة) علي أن قياس المعقول في هذا القول ليس وهما في اللغة، بل هو معقول بما يعقلنه أو مايعقله بأرضه.
لا ينظر أنور نجم الدين إلي هذه العلاقة من الجدل في التجربة العلمية مثلا فيما يسميه هو نفسه الملاحظة والقياس..كعلاقة قائمة في الفكر بين أن يتأثر بنتائج التجربة وأن يؤثر هو في التجربة من خلال ضبط المقاييس وإعادة ترتيب العناصر وتحديد الزمان وظروف المكان، أي ضبط العلاقة التناقضية لمختلف العناصر في موضوع التجربة، لا يراها أنور كعلاقة تناقضية بل يراها كعلاقة وحدة لأجل الوحدة. لنأخذ أية تجربة كيفما كانت، من أجل تفعيل نتائجها نعتمد نسبا كمية وكيفية لعناصر مختلفة نستند فيها على قياساس ومعايير تتحدد انطلاقا من معرفتنا لدرجة التفاعل فيما بينها كما نراعي فيها الوقت والمكان وما إلى ذلك من العناصر المحيطة بالعملية كلها أي ضبط كل مايحكمها من تناقض سواء فيما يدخل في تفاصيلها أو فيما يساعد في نجاحها، أليست العملية برمتها وحدة تناقضية؟ أليس القانون الذي يحكمها هو قانون الكيف والكم والزمان والمكان؟ أليس هذا القانون هو حركتها؟
من هنا فقول أنور نجم بأن "ماركس يعتمد التحقق التجريبي عن الحياة المادية وتطور الوعي من خلالها على قواعد مادية " هو قول صحيح لاجدال فيه، لكن أن ينتفي في هذا القول مايربط حركته ويحكمه أي الدياليكتيك هو قول لا معنى له وينسجم فقط، كما سبق الذكر، في ترانيم اللغة حين تترفع عما يحكم منطقها ويربطها بقاعدتها المادية. أن تكون لا دياليكتيكية معناه أن أنور له فهم خاص للجدل يفوق ميثالية جدل هجل حتى وإن استشهد بماركس بطريقة الويل للمصلين، إذ ما هي تلك العلاقة من التطور بين الوعي والمادة إن لم تكن علاقة أثر وتأثر أي علاقة تفاعلية إذا كان أنور نجم في قوله هذا عن ماركس، لا يميز تلك العلاقة الجدلية التي استدل بها هو نفسه في علاقة التحقق التجريبي بالحياة المادية، فكيف له أن يميز بين الدياليكتيك عند هيجل وعنه عند ماركس .
يبدأ أنور كلامه:
يقول إنجلس: "كان ماركس واسع الاطلاع في الرياضيات، لكننا لم نكن نستطيع أن نجاري العلوم الطبيعية إلا بصورة جزئية". في هذا القول يعترف أنجلز أنه وماركس لم يجاريا العلوم الطبيعية إلا بصورة جزئية، ثم يأتي أنور ب "لو" الإفتراضية في مقارنة عبثية ليخلص أن ماركس كان أكثر اطلاعا في زمنه دون أن يعطينا ولو استدلال واحد، قلت مقارنة عبثية من منطلق معروف هو أن أنجلز تحمل عبء تفسير فكر ماركس، وهذا التفسير يستلزم عند أي باحث مهما كان، في عمل كهذا أن يلتم بجميع موضوعاته الفكرية وكيف ومما استقاها صاحب هذا العمل، وإلا ليس ثمة تفسير، ثم إن أنجلز في هذا الإعتراف لم يقل بأنه ليس مطلعا بل قال لايستطيع أن يجاري، وهو قول يعبر عن تواضع فكري لأن مجال تخصصه ليس العلوم الطبيعية حتى يجاريها كمتخصص، وهنا طبعا لن يكون تناوله لهذه الموضوعات سوى خراقة كما قال ولن يكون ماركس نفسه في تناول هذه الموضوعات سوى كذلك فهو حسب علمي لم يكن لافيزيائيا ولا رياضيا ولا طبيعيا حتى يجاريها. بعد سرد أنور لهذ الإعتراف، يأتي مباشرة إلى الخلاصة التالية: "وهكذا، فيعترف إنجلس صراحة بعدم فهمه للمادية التاريخية"، لا أدري صراحة كيف خلص الأستاذ أنور إلى هذه الخلاصة إلا إذا كانت العلوم الطبيعية عنده هي المادية التاريخية وهذا الخلط يرنو في أساسه إلي تأثير النزعة التجريبية عند أنور نجم وهي بالفعل مايؤطر مقالاته المنشورة بالحوار المتمدن كلها وهو لايخفيها بل يلزمها ببحثه كقاعدة منها ينطلق وإليها يعود فالعلم في الطبيعة عنده كالعلم في الإجتماع وفي التاريخ لايحتمل العشوائية وكثيرة هي في مقالاته, هذه الإسقاطات بين التجارب المختبرية وعلم الإجتماع أو علم التاريخ،
في النص الذي استدل به أنور لتوضيح أخطاء أنجلز القاتلة، يطلق فيه اللسان على عواهنه يستخلص ما شاء بطريقته العجيبة في الفهم ويحكم منطقه التخطيئي كيفما شاء دون أي وازع أخلاقي، يقول أنجلز في النص الذي أورده أنور:"ولا حاجة بي إلى القول: إني استهدفت من مراجعتي للرياضيات والعلوم الطبيعية الاقتناع مفصلاً أيضًا – وهو ما لم يكن تراودني على العموم أدنى ريبة فيه (لاحظ: أدنى ريبة فيه) بأن القوانين التي تشق لها طريقًا في الطبيعة، في خضم التبدلات التي لا حصر لها، هي نفس قوانين الحركة الجدلية التي تسود اتفاقية الأحداث الظاهرية في التاريخ، ونفس القوانين التي تشكل بصورة مماثلة الخيط الجامع في تاريخ تطور الفكر البشري". ويقول أنور تعليقا على هذا النص:وهكذا، فيعترف إنجلس صراحة بعدم فهمه للمادية التاريخية.قرأت هذا النص أكثر من مرة عساني أجد هذا الإعتراف فلم أجد غير فهم خاص عند أنور هو أنه اعتراف من حيث هو ليس بالإعتراف فخلاصة مايذهب إليه أنجلز هو أنه اعتمد مراجعته للعلوم الطبيعية والرياضيات للإقتناع بأن القوانين التي تشق لها الطريق في الطبيعة في خضم تبدلاتها الهائلة هي نفسها القوانين التي تحكم منطق التاريخ، معنى هذا أن القوانين التي تحكم تطور المادة هي نفسها القوانين التي تحكم التاريخ، فهو إذا يقول بأن الطبيعة تتبدل وفق قوانين تكشفها العلوم بينما هي عند أنور ثابتة لا تتحرك ، هي الأشياء ذاتها كما قال في قول آخر، والتاريخ عند أنجلز يتبدل على أساس هذه القوانين فهو لم يقل حتى الآن بأن علم التاريخ والإقتصاد لا يتبدل، فرصد خطأغير موجود هو في الحقيقة تحميل أنجلز مالم يقله، وما إقحام الاستدلال بماركس سوى لعبة دنيئة لتغطية مرور مايوهمنا أنور أنه خطأ.
يتبع



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايا من المهجر: ساحة وليلي 2
- رسالة غرام، وجحيم المدرسة القروية
- حكايا من المهجر: ساحة وليلي
- حكايا من المهجر: صراع الهيمنة 3
- حكايا من المهجر: صراع الهيمنة 2
- حكايا من المهجر: الموضولو 3 وصراع الهيمنة
- حكايا من المهجر: هلوسة عبابو 3
- حكايا من المهجر: هلوسة عبابو 2
- هل يعيد التاريخ أحداث إيليخيدو مرة أخرى إلى الواجهة
- حكايا من المهجر - هلوسة عبابو
- الدرس الثاني ديالكتيك البراءة
- الدرس الأول لأطفالنا في الديالكتيك
- مقاربة تصورية حول الحتمية الاشتراكية
- نحو تأسيس مزبلة إلكترونية
- بمناسبة 8 مارس
- من وحي ألميريا
- حول تأصيل اللغة الأمازيغية
- كولن ولسن وتجريد اللامتجرد
- أحلام دونكشوت مغربي4
- أحلام دونكشوت مغربي3


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - في التناقض: ماهو حرام على انجلز حلال على أنور نجم الدين