أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - ثالثة أمهات السوس والسوسن ...سعاد جروس – رمان















المزيد.....

ثالثة أمهات السوس والسوسن ...سعاد جروس – رمان


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 23:41
المحور: الادب والفن
    


جملة مؤثرات قبل نصية ، لها صلة بحالة القارئ ،حملتني إلى " القلة السعيدة " ومتعة القراءة ! النشوة التي نعيشها فقط مع الكلمات – نحن التعساء – الذين طالما اشتقنا للربيع ... والشجن يغمرنا على طول الأيام

فورة ذكورة ، بل طغيان ذكوري ، على جوانب الكتاب "رمان" وخصوصاً الرسالة الفظة من روائي سوري معروف إلى ناشر وصحفي وسوري معروف هو الآخر ، وبعد ذلك الضجيج والقرقعة ...رمان سعاد جروس – نشيد الأنوثة الخافت ،.... أملنا الآخير في هذا الشرق / تأنيث الثقافة والحياة .



السين الأولى سنية الصالح

السين الثانية سوزان عليوان

وختامها مسك في نشيد الأنوثة الجريح و الجارح – رمان سعد جروس

معاً في المقهى

ساعات طويلة يثرثران

كلماتهم الجميلة

نظراتهم الحنونة

تعرش على جدران الدخان

حين غادرا كل في طريقه

كانا سيل الزهور

قد أغرق المدينة

2-

مجمل حياتي على كف عفريت ، ولا ينقذني سوى الشعر .

بفرح غامر يأتي مساء

ومعه الفجر

....

.

.

" موقف الكاتب " بؤرة النص وجوهره – البعد المعرفي

يوصلني إلى نشوة القراءة ، ذروة السعادة ، التي اختبرتها في حياتي الطويلة والمتقلبة ، موقف الكاتب/ ة ..وغايته معرفة النفس أكثر عبر الكتابة وتالياً مع القراءة المتجددة ..

كتابة لا تفاخر ولا تستجدي ، ومع إدراك الخسران الحتمي ، يسود موقف اللاإدعاء ويتعمق أكثر . الخفر والحياء يتأتيان من التبصر العميق في هشاشة الحياة ، والإدراك الشجي والمحزن لقصر فترة عبورنا بين عدمين .

هناك وقف بوذا والمعري وبيسوا و إيميل سوران شاركهم في ذاك الترفع عن الغرور والمصارعة تشيخوف وإيميلي ديكنسون و....رياض الصالح الحسين أحياناً – أظنه كان في الطريق ، بعدما اعرض عن شعراءنا "الفحول " واختار الهمس والرقة ، والتقى بالصوت الداخلي .

بدورها تتمتم سعاد جروس كأنها تصلي ...

مجرد وهم

اخترعته حاجتي للحب

3-

" آه ، لو يصغي الفلاسفة للشعراء

مثل كل التعبيرات الحية ، لايخلو رمان سعاد جروس ،من بعض نزق ـ كيف ينتج عن فائض المرارة أكثر من العنف !

عميق إحساسي بالفقدان

لزمن لم أهجرك فيه

لا أعرف ماهو الشعر . لا أعرف من أين يأتي ، ينبع .لا أعرف للشعر وظيفة ولا غاية ، سوى الجمال الغامض والمحير

والمؤلم مرات .

ما أعرفه – أنني في حالات نادرة ، أنتشي مع القراءة ، وكأنني أتأمل النجوم في مساء خريفي . أو بدايات آذار وبخور مريم وشقائق النعمان تتفتح وتغني على ساقية بسنادا

أروع الأخطاء

تلك التي تغري العقل بالتنزه خارج ذاته




4-

من هي سعاد جروس !

أكثر من عشر أصدقاء – معارف ، مشتركين بيننا .

أكثر من عشر سنين أسأل (بفضول ) عن الصحفية سعاد جروس .

لا مسني " شيء " ما في كتابتها ... مثل كثر ذكرتهم في ثرثرتي الطويلة ـ ثرثرتي التي دمرت حياتي وقلبتها رأساً على عقب .حتى موقعي الشعري تعرض للتخريب ، ونجح القراصنة بتدميره .

ماعلينا

اليوم بين الرمان .بدأ يتبرعم . الأحمر الصارخ من قلب الأخضر الكثير .

أي عنوان وأي اسم أنسب وأكثر ملائمة للربيع من ... رمان !

.

.

.

" إن الشجرة تتألم حين تتبرعم الأوراق "

سحر على سحر كان لقائي برمان ..

غفلت عن عثرات ،هنات كثيرة وارتباك في بعض النصوص، أجل أعرف وأعترف .

متى كان السكارى والعشاق والشعراء ، يتقيدون بالمنطق المشترك المورورث – المنطق الجدار !

مهلاً ....مهلاً ....

دع الروزنامة على الجدار

هذه الثواني فرت من الزمن

لا تعتقلها في يوم أو شهر

لا تحتفل بموتها السنوي

حسبنا التاريخ الموثق

5-

إذا كان الحب موهبة

فإن ادعاؤه

توق لحقيقة لا نطالها

مثل بقية أصدقاءي عبر العصور – بخفر تهمس سعاد أو تكتب :

نتاجي الأول ،...تعامل معه برفق ، بحنان ، لتقرأه من هذه المنطقة ، لا تطلب صراحة التعامل مع كتابها الأول بأناة ومودة ، لكنني

أنا القارئ الوغد ، الغراب الأبيض – الآخر السوري

أقرأ الرسائل من القلب وعبر القلب ، فقط ، ولا أعترف بغير هذا المذهب .

مثل ورق الورد تخدشه حبات المطر ، إن لا مسته بقوة

مثل أجنحة فراشة ، تلتصق بالإصبعين

تموت الفراشة ويتسخ الطفيلي

إن كانت الذائقة غير مدربة على شفافية الجمال وهشاشته ........

- قرأت لشاعرة سورية اسمها أميرة ...

من بعيد يصل صوت سعاد الدافئ والرقيق ..

أجل ، بين بحر وبحر

وقرأته بهذه النشوة وكتبت " الأميرتان "

.

.

.

قليلاً ما أخطئ " موقف الكاتب / ة " لي حاسة كلب بوليسي في تشمم آثار الحساسية والذكاء في النصوص والكتابات ، لا أطيق الإدعاء .

تدور في رأسي أفكار وتصورت وأخيلة ......

- العلاقة مع القارئ المرتجى

- تجاوز ثنائية (الأنا- الآخر ) .

- أسطرة الذات

- نماذج الكتابة النمطية ... الكتابة الصلاة . الكتابة السلاح . الكتابة بهدف رفع الشأن الذاتي

ما أدونه للتو ؟ أحلام يقظة ؟ مشاعر وأفكار أثارتها قراءة "رمان " المجموعة الشعرية الأولى لسعاد جروس ....

جاء دون موعد

وهكذا رحلت

مابين المجيء والرحيل

لم يترك سوى الدهشة




6-

أكثر من ندى وأقل من مطر صريح ، مايلف بيت ياشوط هذا الصباح 26 آذار 2010

قبالة البلكون الشمالي صف من شجر الرمان ، يتمدد ، يضيء ،

كأنه يتنفس ويشعر

رمان ... كأنه يعشق ويغضب . يتسامح !

شركاؤنا على الأرض ، في الحياة ، ... كيق لنكون بدونهم

قاس

أن يكون الحب

تعويضاً لكل الاحتياجات

عدا الحاجة إلى الحب

7-

دائما الشعر بخير

يختفي الشعر دورات ومراحل ، وأشهر وأيام نخالها طوال ...طويلة بطول الأبد، لكنه يعود ويظهر ، مثل الربيع في كل مكان ، يحل لأيام تغني فيها الكائنات والأحلام ، يظهر الشعر بيننا وحولنا مثل العشق ومثل الربيع .

حتى الموت والقبح والقسوة ، يحولها الشعر إلى عناصر توهج

في نشيد الحياة الغامض ..

على غصن شجرة جرداء

شيء ما

ممزق

تعبث به الريح

قلب ودع حباً

8-

كثيرا ما ينقذني الشعر ممن أحببت

هذا احتفاء بالشعر أم بالشاعرة ؟

- مالفرق !

متى كان الفرق ، أكثر من شوائب ، يقحمها أصحاب النفوس الصغيرة والعقول الصغيرة في الشعر وعلى الشعر !

يزعمون أن العرب أمة شعر . ديوانهم شعر . تاريخهم شعر . حياتهم شعر ......

حال الشعراء في بلادهم ، مرايا حقيقية ، لأحوال البلاد ومصائرها

الشعراء .لا مسلحو الطوائف والاتحادات والتنظيمات المنغلقة

الشعراء . لا متصيدو الفتات ، المتهافتون على هوامش الربح الضئيل

سلام عليك يا أمي

ياممتلئة بحبي

سلام عليك

إذ شردت في دنياي

سلام عليك

كلما أعادني الفشل إليك ...

9-

لا نص يبدأ من الكاتب ، ولا نص ينتهي مع القارئ

*

العلاقة بين الشخص وتعبيراته الفنية والأدبية ، إشكالية متجددة . للنص فضاؤه الخاص ومنطقه الخاص ، بل وحتى جسده الخاص . ويتصل عبرقنوات كثيرة بالحياة الشخصية .

ومن جانب ، النصوص آثار تاريخية تحمل في طياتها الكثيرة ، المورورث المشترك ، بمقدار ماتكشف الإيديولوجيا الشخصية – الهوية الفردية ، في أعمق مرتكزاتها الأخلاقية والنفسية .

في الشارع

جزء أنا من ضجضج

في الزقاق الفارغ

لا صوت إلا صوتي

في الليل

لا يمزق الصمت سواي

الكل أنا

10-

الوضوح قيمة ، أخلاقية ، معرفية ، وجمالية .

عاجزة عن فهم

يائسة من فهم

خائفة من فهم

كيف تخنق الأفكار الصغيرة اتساع السماء ......

يتردد صوت البوذا عبر القرون : انت الطريق

وتكملها الحكمة الصينية : الجوهر إناء فارغ




لكن الجرح يتكلم بدوره . الجرح يثرثر . يهذي . يطلق زفرات المرارة والغضب ، ولو بصيغ مضمرة ..

جرس كنيسة عتيق

يدعو للصلاة بلدة منسية

هو قلبي إذ يهتف بالأمل

فلا يأتيه إلا كل يائس وخائب رجاء

*

يتسائل هايدجر في أحد اختناقاته :

هل من المعقول ، أن هذا الفرد – الهزيل البائس ، هو المؤتمن الفعلي على الوديعة الكبرى – الحياة !!

وفي شطحة فلسفية يوصل الحل والمشكلة إلى : اللغة مسكن الوجود .

" آه ، لاتنس ، هذه الحيقة كانت مسحورة "

يلتقط العبارة – الجوهرة بورخيس ، ويطلق لتأملاته العنان ...

أستطيع تخيل العالم بدون الصين وبدون اوربا و أمريكا ، وأستطيع تخيل العالم بدون الشيوعية والنازية والحربين العالميتين ،ولا أستطيع تخيل العالم بدون عبارة إدجار آلان بو ..

هل يمكن تخيل الشعر في سوريا بدون سعاد جروس ؟

ربما ، السؤال ذاته يحمل الكثير من العنف ، الصريح والمضمر .

تحفزني الفكرة

تقلقني .... تحيرني

تغلبني ... تأسرني

ثم تمضي

كانت أتفه من أن تكتب

وأعقد من أن تنسى

*

مسك الختام

أحببت رمان ...حالة طنين حدثت معي عبر القراءة ..

أنستني مشكلات العيش اليومي .الأحقاد . المخاوف . الصراعات . اليأس ..........

تسللت إلى مشاعري وكياني ، حالة مثل النوم ، حالة صفاء ودعة ، وأدركت بلمحة خاطفة هبة الوجود .. الجوهر والمعنى .

رفعتني القراءة الى مصاف " القلة السعيدة "

إرادتي أقوى من الهواء

هواي أضعف من أن يقهر

.

.

.

إن كان الله قد تخلى عنا بالفعل !

ربما ينقذنا الشعر


--------------------------------------------------------------------------------


حسين عجيب - اللاذقية



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت من زجاح
- سنة جديدة حياة جديدة
- نهايات سنة صعبة_4
- نهايات سنة صعبة_3
- نهايات سنة صعبة
- نهايات سنة صعبة_2
- الرسالة وصلت
- كانون على الباب
- من الحوار المتمدّن إلى حال البلد إلى سماء...
- بعد جسر البرجان
- نختلف حول المنطق_لا نتفق على ضرورة الشعر
- الضحك من جديد
- القرب من الواقع
- زائد واحد
- ماذا تفعل هذا الشتاء....
- فكرة عن اليوم
- عشيق الليدي شاترلي
- حلم نائم ويؤلم
- وادي قنديل...........بحور الذكريات
- هذااليوم أيضا


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - ثالثة أمهات السوس والسوسن ...سعاد جروس – رمان