أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد جاسم الساعدي - اتحاد أم اتحادات ؟














المزيد.....

اتحاد أم اتحادات ؟


عبد جاسم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 11:36
المحور: الادب والفن
    


تثير انتخابات الاتحاد العام للأدباء في العراق التي جرت في 3 / 4 / 2010 أسئلة مهمة في السلوك والممارسة والعلاقات الثقافية بين الأدباء ومستويات الحوار وإمكانات استيعاب التعدد والاختلاف ، وكذلك ، العلاقة ما بين الثقافي والسياسي والحزبي أيضاً.
كشفت الانتخابات المستور وأزاحت اللثام عن تراكمات ثقيلة من الهيمنة والصوت الواحد والإغراق في " المركزية " و " الشللية " والعلاقات المنفعية، بما يعني إقصاء الآخر وتهميش مراكز الاتحاد في المحافظات من دون مسوغ قانوني .
وعبرت حملات القوائم الانتخابية وساعات المؤتمر في مداخلات نقدية صاخبة، تعرضت بجرأة ووضوح الى ما سميت " تقارير " ثقافية وإدارية ومالية، لا تتسم بأدنى الشروط المطلوبة من الناحية القانونية والفنية والثقافية ولا تناسب إجراءات مؤتمر بهذا الحجم والحضور والتنوع والأهمية المتوخاة منه في ظلّ عراق يعاني من التمزقات والصراعات السياسية والتدخلات الاجنبية والاقليمية. رافقت خطوات الإعداد للمؤتمر بدقة من خلال التحضيرات والحركات المحمومة لكسب الاصوات والسيطرة على مقاليد الاتحاد، فاتضح لي غياب المشروع الثقافي بتفاصيل رؤيته وجدواه النقدي وحضوره في ظلّ العنف والانقسامات الطائفية والسياسية ومضاعفات الازمة الاجتماعية والاقتصادية. فظهرت ثلاث قوائم انتخابية، تتمثل الأولى بقائمة من أعضاء الاتحاد السابقين، والثانية مثلما أطلق عليها بالقائمة " الاسلامية " والثالثة بين هذه وتلك .
والانتخابات بحدّ ذاتها تتصل بالصوت الواحد وليست القائمة، بحسب النظام الداخلي الذي شرعه حزب البعث العام 1980، وبقي جاثماً على الاتحاد والثقافة العراقية من الناحية القانونية، ولم تبادر الهيأة السابقة للاتحاد لتغييره .
وتؤخذ على القائمة الأولى وبالأدلة، أنها لم تكن معنية بالثقافة الديمقراطية ممارسة وحضوراً واستيعاباً للاختلاف والتعدد، لأنها أكتفت ببضعة أسماء لا غير عند الظهور في يوميات الاتحاد والإيفاد والسفر الى دول العالم، وخالفت ابسط الشروط الادارية التي ينصّ عليها النظام الداخلي في منح العضوية والموازنة المالية وتوزيع المسؤوليات والانتظام في المراقبة والتقارير وتصديقها في محاضر اجتماعات المجلس المركزي والمكتب التنفيذي. كما أنها فقدت أهليتها القانونية ، اعتبارا من تموز 2006، بعد انتخابات الدورة الأولى وبحسب التكليف الوزاري للجنة التحضيرية قبل ثلاثة أشهر، كان ينبغي أن تتولى اللجنة المذكورة أعمال الاتحاد، وتعّد الهيأة السابقة خارج النشاط والإعداد للانتخابات، الا أنه لم يحدث شيْ من هذا، وبقيت الاسماء المذكورة تتصرف في الانفاق المالي وتنظيم سجلات الناخبين ومنح العضوية أيضاً، وكان لابدّ أن تضع اللجنة التحضيرية والمشرفون على الانتخابات أيديهم على الكشوفات المالية، الا أنّ هؤلاء جميعاً كما يبدو آثروا السلامة على إثارة الأسئلة القانونية وهم يعرفون تفاصيلها وأشكال الخروقات الادارية والمالية ومما يؤكد غياب البعد الثقافي والنقدي لدى القائمة الاولى، انها نشرت قائمة بأسماء مرشحين للانتخابات، وصفتهم بأنهم "مشبوهون " لا ينبغي التصويت لهم، ففقدت بذلك شرعيتها الأخلاقية والأدبية في التحريض والتشويه، وسيكون من المفيد جداً لو حاول عدد من المرشحين في القائمة الاولى التحقق من ذلك وبيان رأيهم، لأننا نملك الأدلة والشهود على الافتراءات والتحريض، التي تدلّ على تدني مستويات الحوار وممارسة " العنف ".
تشير دلالات المؤتمر ونتائجه عبر الحملات الانتخابية والتصويت على المرشحين، وما أفرزته الانتخابات بأن الهوة عميقة بين الأدباء لانعدام الثقة وغياب الخطاب الديمقراطي، والبحث دائماً عن ظهير سياسي، وليس ثقافياً فيبدو أننا في العراق في مشروع ابداعي لأشخاص يواصلون الكتابة والنقد والحضور، لكنه غير معني بالمشروع الثقافي العراقي الذي يواجه الإهمال والتهميش ومحاولات ركوب الموجة الثقافية من خلال المنح والهبات والمكرمات الى هذا الأديب او تلك الجهة لأغراض سياسية لا غير، فالانقسام قائم يتوزع الى نواح عدة، لغضب أدباء محافظات على ممارسة الاتحاد السابق وشعورهم بهيمنة " المركز " واستحواذه وغياب الشفافية والوضوح والممارسات الديمقراطية، كما أنّ الوضع السياسي القائم في العراق يمنح الحكومات المحلية فضاءات الحركة والامتداد الى أدباء المحافظات للتخلص من الإرث الثقيل في التبعية والتهميش، ويلاحظ حال الانحسار والاعتكاف والتفكير بعقليات أكل الدهر عليها وشرب منذ بضعة عقود في خضوع الثقافي وإلزامه ليكون جزءاً تابعاً للسياسي .
لذا نجد إن بقي الوضع على حاله وتأثيرات الخطاب السياسي على الثقافة فسنشهد اتحادات متنوعة في انتماءاتها ومشاهدها الثقافية، وسيصبح في العراق اتحادات لا اتحاد واحد، والأمر تحدده لغة الخطاب الثقافي في الحوار وقبول الآخر والتعدد من دون مركزية وظهير سياسي ...



#عبد_جاسم_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحملات الانتخابية
- التعليم في العراق ونظرية التربية النقدية
- من شقاوات الحزب والثورة !
- مغامرة العوم في أعالي الفرات
- الجامعة المستنصرية : الخوف والعنف وهبوط المستوى العلمي
- العنف وانقلاب 8 شباط 1963 في الذاكرة العراقية...
- رواية (مكان أسمه كميت) الواقع والمتخيل في السرد القصصي
- التعليم في العراق: الواقع والآفاق
- في قاعة اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين!
- حملة لتفعيل الحوار وثقافة المجتمع المدني
- المؤلف/ الراوي/ البطل في القصة العراقية القصيرة في المنفى*
- كتاب (الحركة الوطنية في العراق وإضراب عمال الزيوت النباتية)
- العراق بين ثقافتين...ثقافة المجتمع المدني وثقافة العنف
- منصور حكمت: قراءة جديدة للماركسية الشيوعية فقدت معناها وارتب ...


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد جاسم الساعدي - اتحاد أم اتحادات ؟