أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - انقلاب في السماء السابعة














المزيد.....

انقلاب في السماء السابعة


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 11:25
المحور: كتابات ساخرة
    


امس شطح بي الخيال خصوصا وان قراء وكتاب الحوار المتمدن بكل مشاربهم ظلوا يعيدون سؤال اجدادهم الازلي : من هو الله؟.. صحيح من هو الله؟.
قبل ان يشطح بي الخيال تذكرت كم تقلب علي رئيس قسم في وظيفتي،وكل رئيس قسم مثله مثل الحاكم العربي لايعجبه العجب ولا طريقة سابقه في السغب، فهو ما ان يستلم رئاسة القسم حتى يعيث بمحرريه نقلا الى اقسام ومعاقبة آخرين بدون سبب والامر بالتوقيع في سجل الحضور قبل مجىء العم جمعة – الفراش- ليفتح ابواب المكاتب وحين يعترض المحرر فسرعان ما يخط له تنبيها ورقيا يضعه على طاولة مكتبه بكل ادب.
تذكرت ذلك وانا ادرك تماما ان رئيس القسم في المكاتب الحكومية لايختلف عن رئيسه المباشر والاخير لايختلف عن وزيره والوزير لايختلف عن رئيس دولته.
ومنذ ان نزل آدم الى الارض توالت الانقلابات ، قابيل قتل هابيل او العكس –لايهم- وما ان هدأت الارض في ساكنيها حتى اشتعلت حروب الغزو فالقوي فيهم لايكون كذلك الا في اطعام ناسه والطعام لايوجد الا عند الشعوب الاخرى. ويبدأ رئيس القسم بالتخطيط للغزو ثم الانقضاض على القوم المجاورين وسلب طعامهم ونسائهم وذبح شبابهم وحين يعود الى ارضه يجد الجميع يقفون له احتراما بل بعضهم " يدبك" راقصا وهو يهتف: بالروح بالدم نفديك يارئيس القسم". ولم يكد هذا الرئيس يجلس على العرش الرئاسي حتى ينبري طامع آخر في الرئاسة وقبل ان ينفذ انقلابه يختار واحدا من اتباعه ممن لهم باع طويل في تدبيج البيانات ويأمره باعداد بيان "رقم واحد". ويتسلم هذا القوي الرئاسة ولايهم ان يكون ذلك سلميا او دمويا فالامر لا يحتاج الى التفكير بذلك خصوصا وان الكرسي الرئاسي بانتظاره.
وتكر المسبحة ويأتي آخرون ليصدروا نفس البيان ويعتلوا العرش الى حين.
اندلعت حرب داحس والغبراء ثم تلتها بقرون حروب المسلمين واخيرا جاء هتلر واعقبه موسوليني وستالين وصدام والاسد وزين العابدين وزايد وبوتفليقة وآخرين غيرهم ومايزالوا يتكاثرون الى يومنا هذا.
ولكن الناس في بلدانهم لم تعد تهتم بهم فقد خلقوا الهة لكل شىء فهناك اله الحب واله القمر، اله الشمس ، اله البحار، اله الارض وغيرها من الالهة. ولم تنفع محاولات فرعون في مصر في توحيد الالهة بل ظلت الحضارات الفارسية والبابلية والصينية والهندية جاهزة في تصدير الالهة وجعلهم عنوانا لكل حركة في الكون.
والان ماذا يمنع ان يحدث ذلك في السماوات السبعة؟ فقبل 1500 سنة ثار احد روؤساء الاقسام في السماء المرقمة "كذا" على الرئيس الفعلي الذي ارسل لهم ابنه عيسى وحدد لهم عبر البيان رقم واحد التقيد بالثالوث العظيم"الاب والابن والروح القدس" وتقيدوا فيه ولكن رئيس القسم المتلهف للسلطة لم يعجبه الامر فجمع اتباعه ولكنه لم يجد للاسف اكثر من جبرائيل حنكة ومهنية في اعداد البيان رقم واحد فاذعن للامر الواقع ونجح في تنفيذ مهمته صائحا لا اله الا الله.. هو ربكم فاعبدون... لم يلد ولم يولد.. والمسيح ليس ابن الرئيس السابق ولكن شبه له.
احتل رئيس القسم هذا احدى السماوات السبعة وتفرغ لكتابة نصوصه والتي بعثها كما نعرف بيد المراسل الحربي "جبريل" – وبالمناسبة كان جبرائيل مراسلا لجميع روؤساء الاقسام الذين قاموا بانقلاباتهم فهو المراسل الرسمي لموسى ومن ثم عيسى واخيرا محمد ، والى الان لا احد يعرف لماذا الاصرار من الانقلابيين على اختيار هذا الملاك دون غيره ليكون مراسلا لهم. ويقال انه اصيب بانهيار عصبي بعد تلك السنوات وفضل الاقامة الجبرية في بيته اذ لم يسعفه فهمه في ايجاد جواب لسؤال محير : النبيذ محرم على المسلمين وعيسى شرب منه حتى ارتوى ولحم الخنزير محلل لمسيحيين محرم على المسلمين واليهود؟؟؟.
والذي حدث بعد ذلك ان بقية روؤساء الاقسام ممن لم تسلط الاضواء عليهم اقتنعوا بمريدين قلائل من بلاد فارس والهند والصين والتبت وهضبة الجولان يؤدون لهم الصلاة ويتمسكون بعبادتهم احسن "تمسيك". ورغم ان بعض الروايات تعدت حدودها بالقول ان روؤساء الاقسام اياهم حاولوا بخجل التفكير بتنفيذ انقلاب ابيض لاستلام جزء من الكعكة الا انه لم يصدر مايؤكد ذلك بل الاكيد ان رئيس القسم السابق اجرى حوارا طويلا مع رئيس الانقلابيين حضره جمع من القادة حيث بحثا القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقيل ايضا انه تم تقسيم اراضي الكون الشاسعة بالتساوي على روؤساء الاقسام مع التوقيع على ميثاق شرف بعدم تعدي احدهم على ممتلكات الغير او التعرض الى سياساته ازاء شعوبه.
ويقال – اخيرا- والعهدة على القائل ان بعض روؤساء الاقسام الذين يعيشون في احدى السماوات السبع بدأوا يتململون من هذا الوضع الذي وصفوه بالمأساوي ، كما تسربت عن اخر الاجتماعات التي تبودل فيها السب والشتائم وذكرت فيها اسماء كثيرة منها نوري المالكي ومقتدى الصدر والجعفري والهاشمي والجلبي و"ام اللبن"، ولم تعرف الدوافع الى ذكر هذه الاسماء الا ان احد المقربين من سدة الرئاسة همس قائلا: حتى هؤلاء اصبح لهم اتباع اكثر منا ولا ندري ماذا يفعلون بعد موتهم وانتقالهم الى السماء رقم اثنين حيث الحساب العسير من قبل ضابطي المخابرات انكر ونكير.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريحان في بيتي
- حمار اسمه -ذات الاهتمام المشترك-
- عقول تآمرية
- الهاجس الملعون
- صدام حسين يحضر احتفالات نوروز في ايران
- طفشان يكتب رسالة ثالثة الى رب العزة
- رجل الدين وانا
- في ابو ظبي ... القرآن في المزاد العلني
- ياللمهزلة في دبي
- مابين هذا الرميثي وذاك الامريكي الآفاك
- دجاجة -المرجعية- ليست لها مؤخرة
- ارجوكم اقرأوا هذا الايميل
- اسمر بو شامة
- ولكم مو هشكل ياعمار وبحر العلوم
- -هلهولة - للتعداد السكاني
- اغبياء اذا اردتم تكرار مافعلوه
- النهيق يأتي من الصومال هذه المرة
- ولك والله احترمك ياعدنان الجنابي
- الى كتاب وقراء الحوار المتمدن.. تعالوا نلعب هذه اللعبة
- جميلة بوحيرد عراقية الهوى.. جزائرية الاصل


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - انقلاب في السماء السابعة