أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - معتز حيسو - إشكالية اليسار الماركسي مقاربة الواقع اللبناني















المزيد.....

إشكالية اليسار الماركسي مقاربة الواقع اللبناني


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 11:43
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عندما أطلقت قوى الظلام الطائفي حقدها على المناضل والمفكر مهدي عامل، كانت تريد بمقتله إجهاض مشروع فكري نظري ماركسي عربي في طور التأسيس، لأن البرجوازية الطائفية الظلامية كانت تدرك بأن نهايتها مرتبطة بتحول هذا الفكر لقوة مادية.وتحديداً أنه كان يصاغ في مرحلة نهوض ثوري عالمي. إن قراءة إشكاليات اليسار الماركسي في سياق نقد الفكر الطائفي يجب أن تمر من بوابة فكر الشهيد مهدي عامل الذي أسس لنقد الفكر اليومي والدولة الطائفية والفكر الطائفي و..ونحن نقترب من ذكرى استشهاده نؤكد بأن الحزب الشيوعي اللبناني الذي أنتج خيرة المنظرين الماركسيين العرب قادراً حتى الآن على إنتاج كبار المفكرين والمناضلين. من البداهة بمكان القول إن الإقتصادات العربية عموماً تقف على عتبة رأسمالية معولمة تعمّق الصراع الطبقي بأشكال متعددة، و تزيد من حدة التناقض والاستقطاب الاجتماعي. ويتقاطع هذا التحول مع تغيرات في البنى الثقافية على المستوى الاجتماعي، مما يعني بالضرورة خضوع العقل السياسي عموماً والماركسي تحديداً لجملة من التغيرات في آليات أدائها السياسي. وهذا يدلل على إشكالية التحول الليبرالي في الأحزاب الشيوعية. لكن يشكّل الواقع اللبناني الاقتصادي والسياسي حالة تتباين نسبياً عن محيطها العربي. فاقتصادها يتقاطع بنيوياً مع التحّول المالي والخدمي لرأس المال العالمي، مما يعني بأن شكل المجتمع اللبناني لم يتطور في سياق تطور صناعي يتم من خلاله تبلور الطبقة العاملة الحاملة للوعي الماركسي، لذلك فإن الوعي السياسي تحدد بشكل أولي بناءً على علاقات إنتاجية ريعية تجارية خدمية عقيمة عن إنتاج طبقة عاملة تحمل بذور الوعي الماركسي وتحوله لقوة سياسية مادية. وتكتمل هذه اللوحة مع هيمنة وعي مذهبي تحول في سياق ممارسة سياسية للبرجوازية المسيطرة إلى وعي سياسي طائفي. لتتحول الطائفية المذهبية ووعيها إلى مشاريع سياسية طائفية أفرزت إشكالية ذات مستويات متعددة : أولاً: استمرار التوازن السياسي مرهون باستمرار الطائفية السياسية.ثانياً: تجاوز الدولة الطائفية مرهون بإلغاء الطائفية السياسية، وهذا ما تعجز عنه البرجوازية الطائفية لأنه يعني نهايتها الوجودية. ثالثاً: عجز البرجوازية الطائفية عن إنجاز المشروع الديمقراطي والتنموي اجتماعي. وبات واضحاً أن شكل الدولة الطائفية أسس لانقسامات اجتماعية عمودية تنابذيه ( ارتباط الأغنياء والفقراء في الطائفة الواحدة على ذات المشروع السياسي) تلغي الترابط بين التناقضات السياسية والاقتصادية والشكل السياسي الطائفي السائد، في ذات اللحظة التي تحد فيها الطائفية السياسية من تشكّل وعي سياسي يتجاوز الوعي السياسي الطائفي، أي أن الوعي الطائفي يقتلع الوعي السياسي من جذره الطبقي الذي يساهم في تجاوز التموضعات الطائفية ووعيها السياسي، في سياق التأكيد على أفقية الانقسامات الاجتماعية.
لذلك فإن دراسة و بحث إشكالية اليسار الماركسي بتفاصيله الكلية والعامة تفترض التأكيد على ضرورة تأسيس ورش ثقافية وعلمية نظراً لتشابك وتعقد عناصرها. لكن من البداهة التأكيد على أن الماركسية في سياق سيرورتها التاريخية ببناء نمط وعي فلسفي وسياسي نقيض للفكر الرأسمالي، وفق أشكال ومستويات متفاوتة. لذلك فإن الماركسيين مطالبين الآن بتجاوز الوعي الاجتماعي والسياسي السائد على قاعدة إخضاع النص الماركسي المحكوم بقوانين التطور الموضوعي العام، للنقد والنقض وتجاوز هيمنة الوعي النصي الشمولي، والإقرار بالتنوع السياسي المعبّر عن غنى التنوعات الاجتماعي.
وبناءً عليه فإن الواقع المتغير يفترض حلولاً لإشكاليات من الممكن أن لا تكون منسجمة مع الماركسية. لذلك فإن تحديد نهايات حتمية للصيرورة التاريخية، يساهم في إغلاق آفاق التطور الموضوعي القائم على جدلية التناقض والتفاعل.
ــ إن عولمة الثقافة رأسمالياً، تفترض من الماركسيين الوقوف على النص الماركسي في سياقه المتغير الذي ساهم فيه كثيراً من المفكرين واعتبار إسهامات كافة المنظرين الماركسيين مصدراً معرفياً يمكن الاعتماد عليه، و دراسة الواقع الاجتماعي على أساس التفاعل والتبادل المعرفي والتأكيد على تلازم الماركسية والديمقراطية في سياق تجاوز وهم الإيديولوجية الغائية،والتأكيد على دور الحزب السياسي، والمنظمات المدنية.و بحث دور الدولة على أسس سياسة علمية، وفق منظور معرفي لا يرتهن لعقل أيديولوجي .
و بات واضحاً بأن التعبيرات السياسية الشيوعية بكافة تنويعاتها وأشكالها تعاني جملة من الأزمات تحدّ من كونها بديلاً موضوعياً للرأسمالية في اللحظة الراهنة ومنها :
ــ تشكّلها من فئات برجوازية صغيرة ريفية ذات مشاريع سياسية وطبقية إشكالية تفتقد للتأصيل الفلسفي في سياق ابتعادها عن جذرها الثقافي، ليتحول النص الماركسي لفكر عقائدي متماهي مع الوعي الاجتماعي السائد، مما يساهم في عدم تحول الفكر الماركسي لقوة مادية .
ـــ بعد انهيار التجربة الاشتراكية وهيمنة الرأسمالية بأشكالها المتباينة، تنامي الميل الليبرالي في سياق سياسي شكلاني يعزز مفاهيم ديمقراطية لا تعبّر عن جذرها الاجتماعي والطبقي. إذ يفترض الواقع الراهن تبنّي مشروعاً سياسياً طبقياً عماده الأساس التعبير عن مصالح المتضررين من النظام الرأسمالي، يقوم على أساس الربط بين المهام الوطنية و الديمقراطية بالمستويين السياسي والاجتماعي، وإنجاز قطع معرفي وسياسي مع سلطة القمع السياسي والاستغلال الطبقي المرتبطة بنيوياً بالمشروع الرأسمالي العالمي المأزوم.
إن الهوية الفكرية والسياسية والطبقية تتحدّد وتتعين في إطار منظومة معرفية في سياق التناقض الديالكتيكي للبنى المجتمعية، مما يعني بأن قوى اليسار بحاجة إلى ترسيخ أسس فهم مادي يعبّر عن الواقع الاجتماعي في سياق تطوره الموضوعي.
أما على المستوى الاقتصادي فإن تحديد هوية اليسار يفترض أن تبدأ من الموقع الاجتماعي والانتماء الطبقي و البرنامج الإقصادي المعبّر عن مصالح كافة الشرائح والفئات الاجتماعية المشكلة للقاع الاجتماعي. وللمحافظة على شباب الماركسية، يفترض الوقوف على بنائها المفاهيمي في سياق التحولات والمفاصل التاريخية. وما أحوجنا إلى ذلك في سياق قراءتنا النقدية والتحليلية للأزمة البنيوية الراهنة للاقتصاد الرأسمالي العالمي في سياق يترابط مع إدراك المتغيرات الثقافية والاجتماعية المحددة إشكالياً للعقل السياسي السائدة على قاعدة التحولات الاقتصادية.
وإذا كان التغيير الثوري الانقلابي لم يعد مطروحاً، فإن أشكال التغيّير تتحدد في إطار تدريجي يعبّر عن التحولات اللحظية في سياق تطور موضوعي بمشاركة كافة الجهود الوطنية.
ومن هذه الزاوية يجب إعادة الماركسية لجذرها الديمقراطي وتجاوز تناقضات وتشوهات الوعي الاجتماعي الذي يتمحور على مفهوم الزعيم .
إن تراجع المشروع الاشتراكي بأشكاله المحققة ترك آثاره السلبية على معظم الحركات السياسية ذات النهج الماركسي / اللينيني / الستاليني ... مثلما أثّر تراجع المشروع الديمقراطي القومي العربي على البنى الاجتماعية و تشكيلاتها السياسية المعارضة. ولكون الأزمة سياسية فأن المخرج يتحدد بكونه سياسياً. لذلك فإن التشكيلات السياسية معنيّة بتجاوز خلافاتها البينية ديمقراطياً، وتقديم المصلحة الوطنية الديمقراطية على مصالحها الذاتية، والعمل على تأسيس تحالف وطني ديمقراطي يحد من الآثار السلبية لتجاذبات السياسية الإقليمية ويقطع مع المشاريع الخارجية. إن الرأسمالية المعولمة تعمّق في سياق تطورها الصراع الطبقي بأشكال متعددة، و تزيد من حدة التناقضات الاجتماعية والاستقطاب، مما يفترض تضامناً عالمياً يعبّر عن مصالح الفئات الاجتماعية المسحوقة والمهمشة.

*******************************************************************



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهايات عربية
- بعض مهام الماركسية واليسار في المرحلة الراهنة
- العلاقات الإيرانية – السورية واقع وآفاق
- التأزم الإيراني وإشكاليات التحول
- لن نكون طائفيين ولن نتشبه بهم
- قراءة لواقع راهن
- القمم العربية واقع وسيرورة
- الإنسان أولاً
- الأزمة الاقتصادية تعيد ماركس إلى الصدارة
- إشكاليات الجمعيات الأهلية ( تمكين وآفاق )
- الإمبريالية( بحث أولي)
- إشكالية التحرر الداخلي
- تحديدات أولية في العلمانية
- قراءة نقدية في مشروع قانون الأحوال الشخصية
- قراءة في واقع وآفاق الاقتصاد السوري
- بحث في هوية الاقتصاد السوري(((الجزء الخامس / الأخير)))
- بحث في هوية الاقتصاد السوري //الجزء الرابع//
- بحث في هوية الاقتصاد السوري(( الجزء الثالث))
- الجزء الثاني( بحث في هوية الاقتصاد السوري)
- بحث في هوية الاقتصاد السوري (الجزء الأول)


المزيد.....




- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - معتز حيسو - إشكالية اليسار الماركسي مقاربة الواقع اللبناني